“كل ما كان هنا! قالت لي أن أحميه! إقلين قالت لي أن أراقبه!”
توقف التنين الذي كان يتذمّر فجأة أمام إستيل وهو يطلق صوت كبح حاد.
ثم قال لها وهي ترمش بعينين حائرتين وقد ضم ذراعيه:
“أليست إيلين الثانية ساحرة أيضًا؟”
“أجل، هذا صحيح، ولكن…؟”
“تحققي من الأمر! السحرة يملكون حيلًا كثيرة!”
‘تحقيق…؟ يطلب مني أنا أن أحقق؟ لكنني لا أعرف أي سحر على الإطلاق!’
ورغم أنه ليس إنسانًا، إلا أن إستيل وجدت صعوبة في تجاهل بريق الترقب في عيني التنين.
ثم بدأ يضرب ساقيها بذراعيه بإلحاح أكبر، حتى شعرت بعظامها تتألم فكتمت أنينها بصعوبة.
“من المؤكد أن أحدهم أخذ الكتب كلها بسحر! هذه الكتب أمرت إيلين بحمايتها! أنتِ السبب يا إيلين الثانية!”
“لكن، لماذا تكون مسؤوليتي أنا….”
“هاي! بسرعة! حقّقي واكتشفي الفاعل فورًا!”
“آخ! هذا مؤلم!”
‘لكنني لا أستطيع!’
في تلك اللحظة خطرت لإستيل فكرة، وكأنها تذكرت أمرًا مهمًا.
‘اه، صحيح!’
التفتت إلى التنين وسألته:
“هل يمكن الخروج من هذا المكان والعودة إليه مجددًا؟”
“أستطيع أن أخرجك! وللعودة، ادخلي مجددًا من المدخل الذي جئتم منه!”
“حقًا؟ إذن أخرجني قليلًا من فضلك.”
وبينما هي تمسك بسلك معدني لم يُعرف متى حصلت عليه أو من أين وتثنيه في أشكال مختلفة، قطّب سيدريك حاجبيه متسائلًا:
‘هذه المرأة… ما الذي تخطط لفعله؟’
“ما الأمر؟”
“أشعر أن هناك بابًا آخر يجب أن أفتحه.”
بعد دقائق قليلة، جُرّ رجل ذو شعر زهري اللون إلى مكتبة الشيطان وهو شبه نائم بالكاد يستطيع فتح عينيه.
***
“كيف يبدو المكان؟”
“يبدو أن المكان موجود منذ آلاف السنين.”
وبينما كان إدغار يتثاءب ويتفحص المكان بكسل، تذكرت إستيل ما حدث قبل قليل.
لقد واجهت صعوبة كبيرة في إيقاظه، على عكس سيدريك الذي كان رد فعله سريعًا لدرجة مخيفة.
أما هذا الرجل، فكان بطيئًا إلى حد الإزعاج، حتى بعد أن هزته بعنف لم يستيقظ، واضطرت في النهاية إلى الصراخ في وجهه.
وبمجرد أن فتح إدغار عينيه، ورأى دخيلة في غرفته، اكتفى بالتحديق بشعرها الأبيض الناصع وكأنه يعد خصلاته، قبل أن يتمتم:
“يبدو أن أجلي قد حان…”
كانت لحظة مذهلة جعلت سلطان السحر يبدو مجرد أحمق، وجعلتها تتساءل إن كان وجوده مفيدًا أصلًا.
لكن، في النهاية، العبقري يظل عبقريًا؛ فحتى وهو يتثاءب كان يؤدي مهمته.
“سمعت أن السير إيرنيست تعرّض لهجوم؟ هذا أمر طبيعي. فهذا المكان من صنع شيطان ويمتلئ بطاقة سحرية هائلة. بالنسبة لنا، قد لا نشعر بها كسحرة، لكن أصحاب القوة المقدسة… لا بد أن الألم كان تمزيقًا حتى الموت.”
قال إدغار ذلك بينما كان يرسم دوائر سحرية عديدة بيده بلا مبالاة، فجمدت إستيل.
“إلى هذا الحد؟ لكن سيدريك تحمّل الأمر جيدًا، لم أظن أن الألم كان بتلك الشدة…”
“إنه أمر مدهش أنه حافظ على وعيه. إنه قوي العزيمة، وهذا يستحق الثناء. لقد وضعت للتو حاجزًا سحريًا حوله. الآن لن يشعر بالألم.”
“شكرًا لك.”
أفلت سيدريك يد إستيل، وبدا أنه شعر بالارتخاء، ثم أدار كتفيه المتصلبتين.
أما هي، فقبضت على يدها للحظة وكأنها فقدت شيئًا، ثم أعادت نظرها إلى إدغار.
“على أية حال، أضافت الساحرة العظيمة طاقتها السحرية فوق طاقة الشيطان التي كوّنت هذا المكان. أن تغطي طاقتها فوق طاقة الشيطان… تبا، الوحش يظل وحشًا.”
“اترك هذا الكلام! أسرع وأعد إلينا الكتب!”
“اصمت، فأنا أتحمّل بصعوبة رغبتي في تفكيكك وتحويلك إلى مواد للبحث.”
تراجع التنين المرتجف خوفًا واحتمى خلف ظهر إستيل بعد أن سمع كلمات إدغار المروعة.
فربّتت إستيل على رأسه ثم سألت:
“لكن… لماذا نحن السحرة لم نشعر بأي ألم بينما عانى سيدريك وحده؟”
توقفت أصابع إدغار عن الحركة، ونظر إليها بدهشة، ثم حوّل نظره إلى سيدريك.
“ما مقدار معرفتها؟”
“تكاد لا نعرف شيئًا.”
فأطلقت إستيل سعالًا قصيرًا، وقد جرحها كلامه الصريح أمامها.
ثم تركوا إدغار يرسم دوائر سحرية جديدة، بينما قال سيدريك:
“هل تعلمين أن القوة المقدسة والطاقة السحرية مفهومان متضادان؟”
“نعم، سمعت ذلك من قبل…”
“القوة المقدسة تُنمَّى من خلال الإيمان بالحاكم. إذن برأيك، ما هي الطاقة السحرية؟”
‘وبما أنهما متضادتان، فلا بد أنها…’
عيناها اتسعتا وجسدها تجمّد وهي تسأل بصوت مرتجف:
“لا تقل… إنها من الشيطان؟”
“صحيح. الطاقة التي يستخدمها السحرة هي ذاتها التي يستخدمها الشيطان، والفرق الوحيد هو في طريقة استخدامها.”
نظرت إستل إلى يدها شاحبة الوجه،، ثم إلى إدغار الذي يحرّك طاقته بحرية في الجهة الأخرى، وهمست:
“وهل هذا مسموح أصلًا؟ أن نستخدم نفس قوة الشيطان؟ إذن… أليس المفترض القبض على كل السحرة؟”
“لا يُعلن هذا للناس لتجنّب إثارة الفوضى، لكن الحقيقة أن القوة المقدسة أو الطاقة السحرية، كلاهما ليس خيرًا أو شرًّا في جوهره. الأهم هو كيفية استخدامه. لكن…”
ومن تردّد ملامح سيدريك، أدركت إستيل فورًا أن ما سيقوله بعد ذلك سيكون أمرًا غير سار، وبالفعل… جاء الحديث عن موضوع لا يحظى بالترحيب.
“مثل والدك تمامًا… هناك أناس يغوصون في دراسة الطاقة السحرية حتى يبلغوا حدّ الاتصال بالشيطان.”
بالطبع، كان الحديث عن الشخص الذي كان يقوم بدور الأب في هذه العائلة المفككة.
‘ما الذي كان يفعله أبي بالضبط؟’
سألت إستيل بوجه متجهم:
“هل وُجد غير والدي من عقد اتفاقًا مع الشيطان؟”
“في تاريخ الإمبراطورية، لا. فمعظمهم إما يموتون لعجزهم عن احتمال قوة الشيطان، أو يفقدون عقولهم. لكن، قلة نادرة ممن يملكون قدرات استثنائية وعزيمة لا تلين قد ينجحون فعلًا في عقد مثل هذا الاتفاق.”
“وكان والدي واحدًا منهم؟”
لم تأتها الإجابة سوى بصمت ثقيل.
غرقت إستيل في التفكير؛ التنين الصغير الذي أحضرته أمها، الدخيل الذي لم يتمكن من منعه، ومكتبة الشيطان المفعمة بطاقته…
‘أظن أنني بدأت أفهم.’
مسّت بأصابعها رفًا خاليًا وهمست:
“أغلب الظن أنه كان والدي… ذاك الدخيل الذي قال التنين إنه رآه.”
“هذا ما أعتقده أيضًا.”
“لكن لماذا… لماذا عقد والدي اتفاقًا مع الشيطان؟”
كانت إيلين تقول إن علاقتها بترِيستان كانت جيدة، وأنه أحب زوجته لدرجة أنه لم يفارقها.
فكيف لرجل يحب زوجته لهذا الحد أن يقوم بفعل يعلم تمامًا أنها ستعارضه؟ هل كانت لديه رغبة أو طموح أعظم من ذلك الحب؟
عضّت إستيل شفتها بقلق وتمتمت:
“ليتني أملك مزيدًا من المعلومات.”
“مثل ماذا؟”
“أي شيء يخبرني عن والديّ.”
لم يكن فضولها بسبب علاقتهم بنهاية العالم، بل لأنهم تركوها.
ورغم انزعاجها منهم، إلا أن رغبتها في معرفة ماضيها كانت أقوى.
ما الذي جرى لهما؟ ولماذا مُحيت ذاكرتها وأُلقيت في قلب غلاسيوم؟
‘أريد أن أعرف… أي شيء سيكون أفضل من هذا الجهل.’
في تلك اللحظة، ضاق بصر إدغار وكأنه لمح أمرًا.
استدار نحو إستيل وقال وهو يومئ برأسه:
“هاي، يا ابنة الساحرة العظيمة.”
“على فكرة، لدي اسم.”
“تجاوزي هذا، تعالي وانظري هنا.”
تذمرت في سرها من تجاهله اسمها، لكنها اقتربت منه، فرفعت بصرها إلى حيث يشير… وتجمدت.
في أعلى قبة السقف، كان كتاب واحد يلمع هناك.
كان بعيدًا، لكنها عرفت ما هو.
“…إنه هناك.”
لقد ظهر دفتر التجسّد الثاني.
أشار إدغار إلى الأرفف الخالية وقال:
“اكتشفت آثار سحر نقل واسع النطاق في هذا المكان، لكني لست واثقًا من هو الفاعل.”
هدر التنين غاضبًا، يلوّح بذراعيه:
“إذًا من هو؟!”
“ما رأيك أنتِ يا إستيل؟”
قالها وكأنه يعرف الجواب مسبقًا.
ترددت قليلًا قبل أن تسأل:
“أبي…؟”
“حَدسك في محلّه. هناك أثر ضعيف لطاقة ترِيستان بلانشيه. كان ينبغي أن تزول منذ زمن، لكن يبدو أن المكان المغلق حفظها.”
“وهل الدفتر الموضوع هناك أيضًا… من والدي؟”
“لا، الطاقة المنبعثة منه تعود حتمًا إلى الساحرة العظيمة. لقد أمضيت حياتي في دراسة السحر، ولا يمكن أن أُخطئ في ذلك.”
إذن، السجلات التي أُخذت من الأرفف كانت من فعل الأب، وأما ما تُرك في السقف فكان من عمل الأم…
رفعت إستيل رأسها نحو القبة الغائرة، بعينين يملؤهما الترقب.
لقد كان الأمر أشبه بظهور مدروس مسبقًا، لا بد أن أمها خططت لكل هذا.
شعرت بقشعريرة تتسرب في جسدها.
كان هذا بمثابة أثرٍ لتتبع.
فأماكن الدوائر السحرية الباقية التي تختم الشيطان لا يعرفها أحد، ولإيجادها ولقتل الشيطان عليها تتبّع الخيوط التي زرعتها أمها، والمضي خلفها خطوة خطوة…
‘لابد أن هذا هو الخيط الأول.’
ابتلعت إستيل ريقها وهي تحدّق في دفتر التجسّد الثاني المعلّق بالسقف.
“هل يمكنكم إحضاره؟”
سيدريك الذي لحق بها، نظر إلى الكتاب القابع في ارتفاع يستحيل بلوغه بلا أدوات.
أما إدغار، فاكتفى بالابتسام بسخرية، ثم طرق برفق على رأس إستيل التي كانت تحدّق في الدفتر كالمسحورة.
“لا تتيهي.”
“آخ! ح- حاضر.”
“فكّرت أن أعلّمك، لكنك تلقين عليّ كل مهمة سحرية. تلميذة متعجرفة… عليك أنتِ أن تفعليها.”
“أمّا يجب أن أتعلم الأساسيات أولًا؟”
ابتسم إدغار بسخرية باردة:
“بهذه الطريقة، متى تظنين أنك ستقتلِين الشيطان؟”
“هذا صحيح أيضًا…”
تذكر إدغار كيف أنها لم تكن تعرف حتى التعريف الصحيح للطاقة السحرية.
الطريق طويل، والوقت قصير، والمهمة خطيرة.
لو بدأ بتعليمها المنهج الأكاديمي الكامل، فلن تُنهي الأساسيات قبل خمسة أشهر.
كيف سأدرّب هذه الطالبة المستعصية…؟ تنهد، ثم نقر على ظهر يدها قائلًا:
“هيا، مدّي يدك التي تستخدمينها أكثر.”
‘من الأفضل أن نبدأ بالتطبيق العملي. قد تكون هذه الطريقة غير آمنة، ولكن ما الفارق؟ فالأصل أن الأمر الذي تحاول هذه المرأة القيام به هو في غاية الخطورة. وإذا ماتت، فماذا في ذلك…؟’
فكر إدغار ساخرًا بلا مبالاة:
‘لقد أوكلت إليها مهمة صعبة من البداية، فليست مسؤوليتي.’
—-
ترجمة : سنو
الحسابات صارت تنحذف من الواتباد ، وإذا مالقيتو حسابي لا تلوموني فهذول الكوريين يحذفونها ، فمنشان هيك تعو تيليجرام عامله جروب انشر فيه الروايات ملفات وإذا انحذف حسابي مراح ارجع له.
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 45"