“سيّدتي، أنا سام.”
“ادخل.”
لم يكن سام وحده عندما فتح الباب. كان هناك خادم آخر يحمل صندوقًا كبيرًا بجانبه.
“أمـركِ الدوق بارتداء هذا و حضور الحفل الراقص هذا المساء.”
ما إن أنهى سام كلامه حتى اقترب الخادم و وضع الصندوق أمامي.
“فجأة؟”
“نعم. بما أن الطفل سيولد قريبًا، يأمل الدوق أن تبدئي بتثبيت مكانتكِ في المجتمع الراقي مسبقًا.”
“…حسنًا. يمكنكما الذهاب الآن.”
“نعم.”
غادر سام و الخادم بعد أن أديا التحية.
عـمّ الصمت الغرفة للحظة، على الرّغمِ من أنني لم أكن وحدي.
ما الذي يخطط له؟
لقد أبقاني شبه محتجزة، ممنوعة من التواصل مع الآخرين، و الآن يطلب مني فجأة العودة إلى المجتمع الراقي؟
علاوةً على ذلك، الطفل الذي يتحدث عنه ليس طفلي، بل طفل ليليث.
“سيدتي، هل نفتح الصندوق؟”
سألتني بيكا بحذر و هي تستعيد رباطة جأشها.
“نعم. على الأرجح سيكون فستانًا ومجوهرات، لكن افتحيه.”
“حسنًا.”
اقتربت بيكا من الصندوق الكبير و فتحت الغطاء.
كما توقعت، كان بداخله فستان و مجوهرات وأحذية.
إنه بالتأكيد يريد المحافظة على مظهر الدوقة.
على الأقل هو مهتمّ فيما يتعلق بالمظاهر الخارجية.
“لكن لماذا يطلب الدّوق منكِ فجأةً الذهاب إلى الحفل؟ بعد خسارة الطفل….”
“بعد أن خسرت الطفل، كان يحتجزني في هذا المكان و أنا شبه محبوسة.”
أكملت كلام بيكا الذي توقّف.
بعد خسارة الطفل، و باستثناء حضور حفل كان مقررًا مسبقًا، لم أتمكّـن من الظهور في أي نشاط اجتماعي منذُ ذلكَ الحين.
لأن إيلارد استخدم عذر أن صحتي ليست جيّدة لعزلني عن العالم الخارجي.
لكنه الآن يطلب مني العودة إلى المجتمع الراقي؟
هناك بالتأكيد خطة أخرى وراء هذا.
لكن ربّما يكون هذا أمرًا جيدًا.
على أي حال، إذا كنت سأستعد للطلاق، سأحتاج إلى القيام بأنشطة مختلفة.
قد يتحول الأمر إلى فرصة لي.
لا، يجب أن أجعل ذلكَ يحدث.
العودة إلى المجتمع الراقي قد تثير العديد من الأمور، لكن مجرّد القدرة على الخروج مجدّدًا ستكون بالتأكيد ميـزة لي.
“الأمر مريب، سيّدتي. أنا متأكدة أن هناك شيئًا ما.”
“لديكِ حدس جيّـد، بيكا.”
تمتمت بيكا و هي ترفع الفستان.
تصرف إيلارد المفاجئ يعني بالتأكيد أن هناك شيئًا ما.
“سنعرف قريبًا. لكن الآن، يجب أن نستعجل التحضير. لا يمكن أن يكون هناك أي عيـب.”
“نعم. سأبدأ التحضير على الفور.”
عند كلامي، بدأت بيكا فورًا بتحضيري للحفل.
كان لا يزال الصباح، لكن بما أن هذه أول مناسبة رسمية لي منذُ فترةٍ طويلة، كان علينا أن نكون دقيقين، لذا كان الوقت محدودًا.
عندما كنت على وشكِ ارتداء الفستان بعد الاستحمام، لاحظت…
“…..؟”
لم تقل بيكا شيئًا، لكن تعبيرها كان يكفي لأعرف ما تفكّـر فيه.
كان جسدي، كما رأيته في المرآة، يبدو بائسًا في الأجزاء التي لا يغطيها الثوب.
كان مليئًـا بالكدمات.
المناطق غير المكشوفة مثل البطن و الوركين و الفخذين كانت مغطّـاة بكدمات صفراء قديمة و أخرى جديدة من الضربات الأخيرة، ملوّنة بألوان مختلفة.
“هل أشـدّ الخصر… هل ستكونين بخير؟”
سألتني بيكا بحذر.
كان من الواضح أن شـدّ الخصر في حالتي هذه سيسبب ألمًا شديدًا.
لكن على الرّغمِ من ذلك…
“نعم، لا بأس، فقط قومي بشـدّه ولا تهتمي.”
“حسنًا…”
لم يكن لدي خيار سوى قول إنني بخير.
أمام إيلارد، لا يمكن أن يُعثر على أي عيب.
إذا ظهرَ أي خطأ أو عيب بي، سأُضرب مجددًا. و تعرّضي للضّرب في مكان تـمّ ضربـه مسبقًا هو أمر ا مًروّع حقًا.
شـدّت بيكا الأربطة بحذر لكن بقوّة لتضييق خصري.
“آه!”
تسبّـب الضغط على الجلد المصاب بشعوري بالألم، لكنني عضضت على شفتي السفلى و تحمّلتـه.
“سيدتي، هل أنـتِ بخير؟”
“…آه. لنستعجل.”
“نعم.”
تنفست بعمق و حاولت تحمّل الألم.
فكّـرت للحظة أن عدم الذهاب إلى المجتمع الراقي كان أسهل في هذا الوضع، لكنني سرعان ما طردت تلكَ الفكرة.
لا يمكنني أن أعيش مستسلمة، كجثّـة حيّـة.
بعد أن تعرضت للخيانة من شخصٍ وثقت بـه، لا يمكنني العيش كما يريدون.
إذا استطعت، أودّ الانتقام أيضًا.
العين بالعين، و العدالة ستنتصر.
أيًا كان، كنتُ أتمنى أن يحصدوا ما زرعوه.
بعد جهدٍ كبير في ارتداء الفستان ، جلست و بدأت بيكا بتزييني. بعد عناية دقيقة بشعري و مكياجي و ارتداء المجوهرات، شعرت و كأنني عـدت إلى تلكَ الأيام النضرة.
“جمالـكِ لا يزال كما هو، سيّدتي.”
“شكرًا. هذا بفضل جهودكِ في تزييني، بيكا.”
“على الرّغمِ من مظهري، أنا ماهرة جدًا. اتركي الأمر لي متى شئـتِ.”
ألقيت نظرةً أخيرة على المرآة للتأكّـد، ثم غادرت الغرفة.
* * *
عندما نزلت إلى الطابق الأول، كان إيلارد يقف في انتظاري، و ليليث متشبثة بذراعـه.
ألقـت نظرةً خاطفة عليّ و أنا أنزل، ثم نظرت إلى إيلارد بعيونٍ دامعة و قالت:
“سيدي الدوق، أشعر بالوحدة وأنا هنا بمفردي.”
“لسـتِ وحـدكِ، أليس كذلك؟ لديكِ ثلاث خادمات يخدمنـكِ بالفعل.”
“الخادمات لسن مثلكَ! الطفل يقول إنه يريد أن يكون مع والـده!”
تنهّـد إيلارد عند كلام ليليث و أجاب:
“سأعود بأسرع ما يمكن.”
“أريد الذهاب أيضًا…”
“كيف تذهبين و أنـتِ في هذه الحالة؟ ابقي في المنزل الآمـن و ارتاحي.”
“حسنًا…”
عبست ليليث و أظهرت تعبيرًا حزينًا كجرو بأذنين متدليتين. ربّـت إيلارد على كتفها بلطف غير معتاد.
عندما اقتربت منهما، أزال إيلارد ذراع ليليث منـه.
“إذا انتهيتِ من التحضير، فلنذهب.”
“نعم.”
لم أعـطِ ليليث حتى نظرة واحدة و مشيت. رافقني إيلارد بشكلٍ طبيعيّ و صعدنا إلى العربة. بحلول ذلك الوقت، كانت ليليث قد صعدت إلى غرفتها واختفت.
بعد أن جلسَ إيلارد، تحركت العربة.
في العربة الهادئة، فتح إيلارد فمـه أولاً، وهو أمر نادر:
“من الآن فصاعدًا، لا تفـوّتي أي تجمع.”
“لماذا فجأة؟ أخبرني بالسبب.”
كنت حقًا فضولية. ما السّبب الذي يدفعه ليتصرف بهذه الطّريقة بشكلٍ مفاجئ؟
“لأن الطفل سيولد.”
“ليس طفلي.”
عند إجابتي، عبس إيلارد و تنهّـد كما لو كان يحتقرني لعدم فهمي لهذا الأمر حتّى.
“حتى لو لم يكن طفلكِ، سيُسجَّـل في سجل العائلة بصفتـهِ طفلكِ و طفلي. لا يمكنني تربية طفل حصلت عليه بصعوبة كابن غير شرعي.”
“…..؟”
“سيكون ذلكَ الطفل وريثي، لذا يجب عليكِ أيضًا تثبيت مكانتكِ في المجتمع الراقي مسبقًا لتسهيل الأمور عليه، أليس كذلك؟”
مجرّد كونه ابن الدوق كافٍ لتثبيت مكانته. و بما أنني الدوقـة، لا يمكن لأحد أن يحتقرني علنًا.
لكن الأمر مختلف عندما يتعلّق بالثرثرة خلف ظهري.
على أي حال، لم أستطع الاتفاق مع كلامه على الإطلاق.
“إذن، هل تطلب مني أن أعيش كأمّ لذلك الطفل، رغمَ أن لديه أمًّـا بيولوجية؟”
“هل يهـمّ مَـنْ هي والدته؟ المهم أنه يحمل دمي.”
“فهمت. لقد أوضحت رأيك. لكنني لا أعرف إن كانت ليليث موافقة على هذا.”
“ستضطر لاتباع رغبتي في النهاية، فلمَ الحاجة لموافقتها؟”
“…؟”
لم أجـد ما أقوله لإيلارد، الذي تحدث بغطرسة وهو يضع ذراعيه على صدره، فأغلقت فمي.
كان الأمر غريبًا.
عادةً، لا يعامل النبلاء الأبناء غير الشرعيين كأبناء شرعيين.
في أغلب الأحيان، يُحتقرون إذا كان أحـد والديهم من عامّـة الشعب.
لكن أن يفكر شخص في مكانة الدوق، وهو نبيل رفيع المستوى، بتربية طفل كوريث فقط لأنه يحمل دمـه؟
هذا أمر يثير الدهشة بالنّسبة لنبيل عادي.
و علاوةً على ذلك، ألن يحاول النبيل العادي إنجاب وريث مع زوجته؟
لكن تصرفات إيلارد كانت تتجاوز بكثير ما يمكن اعتباره طبيعيًا.
حسنًا، منذُ البداية، بطريقة خارج نطاق التفاهم.
منذُ إجهاضي، كان يتصرّف بطرق لا يفترض أن يتصرف بها زوج عادي.
في هذه الأثناء، وصلت العربة إلى القصر الإمبراطوري، و نزلت من العربة برفقة إيلارد.
في القصر الإمبراطوري، تصرف إيلارد بشكلٍ مختلف تمامًا عما يظهره في قصر الدّوق.
على سبيل المثال…
“الدوق إيفرسيوم، لقد جئت اليوم مع الدّوقة. لم نـرَ سموّ الدّوقة منذ مدّة طويلة. سمعت أنكِ كنتِ مريضة، لكنكِ تبدين اليوم بصحّة جيدة.”
“الكونت ويلوت، زوجتي استعادت عافيتها الآن.”
كان يظهر صورة الزوج المحبّ أمام الأشخاص الذين يحيونه بحرارة.
عندما رددت التحية للكونت ويلوت، تجمّـع الناس حولنا بسرعة.
كان هذا متوقعًا من زعيم فصيل النبلاء.
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 3"