بعد الفسحة، خرجتُ مع ويليام ومجموعته.
لقد توقفنا فعليًا عن ضرب الأطفال وأخذ أموالهم، لكننا لم نتوقف عن إيذاء الحيوانات… ولا عن السرقة.
في ذلك اليوم، أحضر ليو طعام قطط، وجلب معه سمّ حشرات وسمّ فئران، ثم بدأ بخلط السموم معًا. وعندما انتهى، ناولها لآزو،
الذي وضع السمّ بعناية في الطعام، وجعله يبدو جيدًا قدر الإمكان.
ثم سلّمه لويليام، وسط مراقبتنا… أنا وكاي.
لم أعد أشمئز، أو أشعر بالشفقة على الحيوانات التي تموت… ربما لأني اعتدت على ذلك.
بدأنا في السير، حتى وصلنا إلى المكان الذي تتجمع فيه القطط عادة، حيث اعتاد سكان الحي إطعامهم. وضع ويليام الطعام هناك
، ثم تراجعنا إلى مسافة بعيدة نسبيًا كي لا يستطيع أحد رؤيتنا.
فجأة، تحدث ويليام وقال:
“لم أعد أستطيع الصبر… راي، هل أستطيع أن أسألك سؤالًا؟”
أجبته فورًا:
“بالطبع.”
قال ويليام:
“أنت ويوكي أصدقاء منذ ما قبل أن تُصبح صديقًا لنا… لكنني أشعر أنك لا تعرف أي شيء عنه. لا تعرف ماذا يفعل بعد المدرسة
، وحتى لا تتحدث معه بين الحصص. ألا تشعر بذلك؟”
أجبته نافيا بقوه:
“لا! بالطبع… أنا أعرف كل شيء، فأنا صديقه منذ ثلاث سنوات.”
ثم نظرت إلى أصابعي وأنا أعدّ:
“نحن الآن في السنة الرابعة من صداقتنا.”
قال ويليام:
“حقًا؟ إذاً، هل تعرف أين يسكن؟ كم عدد أشقائه؟ من والداه؟ ماذا يفعل بعد المدرسة؟ هواياته؟ أو… أي شيء؟”
قلت:
“بالطبع، أنا أعرف هوايته… إنها الرسم.”
ابتسم ويليام للحظة، كما لو أنه كان ينتظر هذه الإجابة تحديدًا.
أحسستُ بسهمٍ خفيّ يعبر قلبي.
أنا فعلاً… لا أعلم شيئًا عن يوكي. لا شيء… سوى ما يفعله في المدرسة.
ثم قال ويليام:
“هل حقًا لا تشعر بالفضول حول ما يفعله؟”
نظرتُ إلى الأرض، إلى المكان الذي وضعنا فيه الطعام، فقلت:
“انظر… لقد أتت.”
بدأت القطة تشمّ الطعام الذي وضعناه.
قال ليو:
“تبدو جائعة.”
قال كاي:
“نعم.”
وما هي إلا لحظات، حتى بدأت تأكل بنهم.
ولم تتوقف حتى أنهته كله.
جلست قليلًا، تنظّف جسدها بلسانها، ثم وقفت وبدأت بالسير. تبعناها بهدوء، وبعد دقائق من السير خلفها، بدأت القطة بالترنّح. مع ذلك، لم تتوقف… واستمرّت في السير.
بعدها بثوانٍ قليلة، سقطت.
أسرعنا في السير نحوها، كانت لا تزال حيّة.
سأل آزو ويليام:
“ماذا سنفعل اليوم؟”
بابتسامة خبيثة، أخرج ويليام من جيبه مجموعة من الإبر مختلفة الأطوال، وقال:
“لطالما أردت أن أجرّب العلاج بالأسلوب الصيني.”
مدّ آزو يده وقال:
“أنا أيضًا.”
قال كاي:
“أما أنا، فسوف أراقب.”
أعطى ويليام إبرتين لآزو، وبدأ بوخز الإبر في جسد القطة، وسط موائها من الألم.
قال آزو بحماس:
“هل أستطيع أن أفقأ عينها؟”
ردّ ويليام وهو يلوّح بيده ليُبعده:
ليس الان في النهاية، بعدما انتهي.”
، أخذ ويليام يضع الإبر في أماكن متفرقة من جسد القطة، إلى أن أنهى المجموعة التي يملكها
قال ويليام لآزو:
“الآن… أسرع، قبل أن تموت.”
وما إن سمع آزو الإشارة، حتى وضع الإبرة في العين الأولى، وأتبعها بالعين الأخرى.
أطلقت القطة مواءً قويًا، قبل أن ينخفض صوتها تدريجيًا.
قال ليو:
“يبدو أنها ماتت.”
نهضنا جميعًا.
قال كاي:
“تبدو أضعف من سابقتها… ماتت بسرعة.”
قال ويليام بضجر:
“أشعر بالملل.”
سأله راي بتوتر:
“لِمَ؟”
قال ويليام:
“كان العبث مع الأطفال أكثر إمتاعًا.”
قال راي، محاولًا صرف الانتباه:
“لا تنسَ ذلك الشخص الذي كاد يمسكنا في ذلك اليوم.”
قال آزو:
“لقد فكّرت بالأمر… أنا كذلك كنت أشعر بالمتعة.”
صمت قليلًا، ثم قال:
“لماذا لم أفكر بهذا من قبل؟”
سأله ويليام:
“ماذا؟”
قال آزو:
“المدرسة.”
قال كاي:
“وما أمر المدرسة؟”
رد آزو:
“لا تقاطعني… أنا أقصد: مثلما كنا نفعل مع الأشخاص خارج المدرسة، نستطيع فعلها داخلها أيضًا.”
أمسك ويليام برأسه بحماس وهو يقول:
“نعم… نعم! هذا ما كنت أفكر به! لقد كانت الفكرة في رأسي منذ البداية…”
ثم تراجع خطوة وقال:
“أظن أن عليّ العودة إلى المنزل في الوقت الحالي… سألقاكم غدًا.”
غادر وهو يلوّح بيده كعادته.
قال كاي:
“يبدو أن لديه فكرة رائعة.”
قال آزو:
“إنها فكرتي…”
ثم أضاف بحماسة:
“أنا متحمّس للغد!”
قال كاي:
“أنا أيضًا… سأذهب. أراكم غدًا.”
سأل راي:
“وماذا عن القطة؟”
في العادة، كنا نرمي جثث الحيوانات في القمامة أو في البحر.
قال ليو:
“اتركها.”
قال راي:
“ماذا لو بدأت بإصدار روائح كريهة؟”
قال كاي:
“وما بها؟ لا دخل لنا… ولا يعرفنا أحد هنا من الأصل.”
ثم غادر.
حدّقتُ بالقطة الميتة قليلًا… ثم تركتها وذهبت
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات