حتى قال يوجين بنبرة منخفضة ولكنها قاطعة:
“هل تعرف ما هو المخيف في الأمر؟”
صمت قليلًا، ثم تابع:
“أنك تتحدث عن كيف تخلّيت عن أطفالك… دون أن يرف لك جفن. ما ذنب الأطفال؟
أنت لم تبحث عنهم، لم تحاول مساعدتهم. تركت طفلًا لا يتجاوز السنة الواحدة ثم تقول إنهم كانوا قرة عينك؟”
ثم أكمل يوجين بصوتٍ يحمل خليطًا من القسوة والشفقة:
“أنت مثير للشفقة… قبل أن تكون مثيرًا للاشمئزاز. تحاول أن تكون الضحية… بينما جعلت أبناءك يعيشون المعاناة بدلًا عنك.”
قال مالك العمارة بصوتٍ مهتز:
“لكنّي بحثت عنهم…”
قاطعه يوجين دون رحمة:
“لو كنت تهتم بهم فعلًا، لما تركتهم من الأساس. أين هم الآن؟ هل تعرف أصلًا إن كانوا أحياء أم أموات؟
تركتهم عند والدتك، ثم ماتت… فمن بقي لهم؟”
ثم أكمل بهدوء قاتل:
“الوالدان مسؤولون عن من أنجبوه… حتى يبلغوا. إن كنت تعرف أنك لست اهلا للمسؤولية، كان عليك عدم الزواج منذ البداية.”
ساد الصمت.
قال يوجين بعد لحظة، وهو يلتفت إلى آرثر:
“هل تستطيع أخذه إلى مركز الشرطة؟”
أومأ آرثر بصمت، ثم أمسك بيد مالك العمارة وسحبه مغادرًا دون مقاومة.
بقي يوجين جالسا مكانه، ثم قال:
“قال شيرلوك هولمز ذات مرة: ‘المجرم لا يعلم أنه اعترف… إلا بعد فوات الأوان.'”
صمت قصير، قطعه رانجي بتساؤل:
“وماذا الآن؟”
قال الصحفي وهو يعقد ذراعيه:
“لم تقل لنا من هو السارق حتى الآن.”
ضحك يوجين بخفة، ثم قال:
“آسف… شردت قليلًا.”
عض طرف إصبعه، وقال في نفسه:
عليّ أن اركز.
أخذ نفسًا عميقًا، ثم أخرجه ببطء. أخرج الكيس الثالث من حقيبته — الكيس الذي يحوي عقب السيجارة.
رفعها أمامهم وسأل:
“هل تعرفون ما هذا؟”
قال الصحفي :
“إنها سيجارة… ماذا غيرها؟”
قال يوجين:
“ومن منكم يدخن؟”
قال رانجي:
“كنت أدخن في الثانوية… لكني أقلعت.”
قال الصحفي:
“أنا، لكني أفضل السجائر الإلكترونية.”
قال يوجين وهو ينظر إليهما:
“إذًا أنتم الثلاثة.”
قاطعه رانجي:
“لا، لا… مالك العمارة كان يدخن أيضًا. وكما قلت… أنا أقلعت.”
ثم صمت قليلًا، قبل أن يتابع:
“انتظر… قلت ثلاثة؟ إذا كنت تحسبني أنا وجورج، فمن الثالث؟”
رفع طالب الطب يده بتوتر، وقال:
“أنا أيضًا…”
نظر إليه الطبيب بحدة وسأله:
“أأنت طالب طب وتدخن؟ كيف تسمح بذلك وأنت تعرف مضاره؟”
تدخل الصحفي ساخرًا:
“وما بها؟ أنا أيضًا أدخن، وأنا أعرف مضارها.”
قال رانجي :
“أنا لم أقلع بسبب مضارها تحديدًا… لكن بما أني أريد دراسة القانون، أردت أن أحافظ على صورتي أمام الآخرين.”
تحدث والد الأطفال بصوتٍ منخفض:
“هل أستطيع الذهاب الآن؟ الأطفال ناموا.”
قال يوجين:
“اذهبوا.”
قالت المرأة المسنّة بإرهاق:
“أنا أيضًا أشعر بالتعب.”
نهضوا جميعًا. حمل الأب الطفل الأول، وحملت الأم الآخر، وساروا مبتعدين، وتبعتهم المرأة المسنّة بخطى بطيئة.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات