بعد أن تم اقتياد راي إلى الحبس الانفرادي،
بقي هناك قرابة أسبوع كامل، وحيدًا بين جدران الغرفة الضيقة التي لا تتسع حتى لأفكاره. لم يكن يتلقى سوى وجبة واحدة في اليوم، بالكاد تُبقيه على قيد الحياة، وكأنهم لا يريدون موته… بل انهياره البطيء.
كان الليل يطول، والجدران تضيق، وصوت عقله لا يصمت. لم يكن يسمع سوى أنفاسه…
وأنينًا لا يشبهه، كأنه صادر من شقوق الجدران، أو من شيء ما داخله بدأ يتحلل.”.
وفي مساء الليلة الثامنة،
فُتح الباب المعدني فجأة، وناداه الحارس بجمود:
“انهض. إلى غرفة التحقيق.”
اقتيد راي مجددًا، أقدامه بالكاد تتحرك، عيناه غائمتان كأنهما لا تنتميان له.
دخل غرفة التحقيق ذاتها. كانت باردة كالسابق… وربما أبرد.
كان توتومارو جالسًا في مكانه، وهذه المرة، بجواره رجلٌ يرتدي معطفًا أبيض كالذي يرتديه الأطباء.
تبادل الاثنان نظرات سريعة، قبل أن يلتفت توتومارو نحو الرجل ويسأله:
“هل هو مناسب؟”
أومأ الرجل برأسه بابتسامة صفراء خبيثة، وأجاب:
“تمامًا كما توقعت. حالته غير مستقرة… سيكون مناسبًا جدًا.”
تنفّس توتومارو براحة وقال بلهجة منتصرة:
“رائع. سأُسلّم الأوراق إلى مدير السجن فورًا. غدًا سيتم نقله مباشرة إلى المصح.”
لم ينبس راي ببنت شفة.
لم يفهم ما الذي قُرّر، لكنه شعر بالخطر يقترب… ولم يكن قادرًا على إيقافه.
سُحب مرة أخرى إلى زنزانته الانفرادية.
عاد كما خرج… لكنه هذه المرة كان منهكًا أكثر. مكسورًا أكثر.
همس بصوتٍ بالكاد يُسمع،صوت يائس وهو يحدّق في الجدار أمامه:
“أنا بريء…”
لكن الجدار لم يرد.
وكأن العالم بأسره قرر ألّا يسمه
في اليوم التالي مباشرة…
تم فتح باب الزنزانة الانفرادية، ودُفع راي إلى الخارج. لم يُمنح فرصة لرؤية وجه أحد — فقد عُصبت عيناه بقماش أسود سميك.
لم يكن يسمع سوى وقع أقدامه المكبلة، وجرّه البطيء على طول الممر. كان الجو خانقًا… حارًا رغم صمت الجدران. شعر بآلاف الأعين تراقبه، تحدق به وكأنه جرمٌ يجب دفنه، لا إنقاذه.
ومع ذلك، لم ينبس بكلمة.
كان يعلم أن أي حركة، أي صرخة، ستُقابل بالضرب.
فاختار الصمت… ذلك الصمت الذي التهم صوته الداخلي حتى كاد يختنق.
جلس داخل السيارة مقيدًا. لم يعرف كم مضى من الوقت، لكنه شعر بالدوار والغثيان، ورأسه يثقل مع كل ثانية. راح يردد في عقله سؤالًا واحدًا:
“ماذا فعلت لأستحق هذا؟”
فجأة، توقفت السيارة.
دُفع إلى الخارج بعنف، كمن يُسحب نحو مقصلة لا مهرب منها.
سار بخطى ثقيلة، يحاول أن يواكب من يسحبه كي لا يُضرب مجددًا.
ثم…
أُزيل القماش عن عينيه.
أغمض عينيه للحظة من ضوء النهار القاسي، ثم فتحهما ببطء.
أمامه كان يقف ذلك الرجل… الطبيب الذي رآه بجانب توتومارو في غرفة التحقيق.
ابتسم الطبيب ابتسامة ساخرة، ثم قال بنبرة تمزج الغرور بالسادية:
“من اليوم، أنت فأر التجارب الخاص بمعمل كريبتوس.”
توقف للحظة وهو ينظر إلى وجه راي الخائف، ثم تابع:
“نُجري هنا تجارب غير قانونية على البشر… بهدف إنتاج أدوية تنقذ حياة الملايين. عليك أن تشعر بالفخر… لأنك ستكون السبب في إنقاذهم.”
سكت، كأنّه ينتظر امتنانًا…
لكن راي لم يتحرك، لم يتكلم، لم يصرخ.
كان فقط… يتفتت من الداخل
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 13"