– بين رسالتك وردي

الفصل 131

ضحكت سولييل واستمرت، “هذه هي المرة الأولى التي أعمل فيها بقوة الروح، لذلك فكرت في الأمر، ويبدو لي أن قوة الروح والسحر هما نفس الشيء بشكل أساسي.”

“القوة الروحية والسحر؟”

“نعم، كلاهما يعيد تشكيل قوانين العالم وفقًا لإرادة المستخدم، أليس كذلك؟ بهذا المعنى، فهما متشابهان تمامًا.”

“أرى.”

“هذه الطريقة تستخدم عادة من قبل السحرة المبتدئين. سأقدم لك أداة مساعدة لدائرة السحر.”

“لكن القوة الروحية ليست قوة سحرية”، قالت ليليانا.

لوحت سولييل بيدها وقالت: “يُطلق عليها أداة مساعدة للدائرة السحرية بسبب غرضها، لكن اسمها الدقيق هو “معدل القانون الطبيعي”.”

ثم أخرجت خاتمًا فضيًا به حجر سحري أزرق بحجم ظفر الإصبع ووضعته على طاولة الشاي. وبينما كانت ليليانا تحدق فيه، دفعت سولييل الخاتم نحوها بإصبعها.

وضعت ليليانا الخاتم في إصبعها السبابة اليمنى بنظرة متشككة.

“هل سينجح هذا؟ أنا لا أعرف الكثير عن السحر.”

“قوة الروح أبسط من السحر. لذا فإن أداة سحرية بسيطة مثل هذه ستكون كافية لاستغلال قوتكِ. لقد أخبرتكِ أن قوة الروح تشبه السحر. هل تعلمين ما هو أول شيء يفعله السحرة عند إلقاء تعويذة؟”.

هزت ليليانا رأسها، وضربت سولييل رأسها بإصبعها السبابة.

“إنهم يتخيلون. إنهم يتخيلون كيف سيتجلى سحرهم. ثم يأتي السحر…”.

فتحت سولييل قبضتها وأغلقتها، وظهرت كرة من النار بحجم قبضتها في يدها.

“إنه يتجلى كما تخيلت!”.

ومضت كرة النار ثم تحولت إلى فراشة مصنوعة من النار، ترفرف في السماء. حدقت ليليانا في الفراشة بعينين واسعتين.

رفرفت الفراشة بجناحيها، طارت ذهابًا وإيابًا بين ليليانا وسولييل قبل أن تختفي.

خفق قلب ليليانا بشدة عند رؤية هذا المشهد، فابتسمت وقبلت خاتمها.

***

“هاب داميان.”

“ماذا؟”

“هل لدى ليلي سر عني؟”.

بدا كيسي متجهمًا بعض الشيء أثناء حديثه.

“هل هذه ما يسمونه مرحلة التمرد؟”.

“ماذا تعتقد بليليانا؟ حتى أقرب الناس لديهم أشياء لا يتحدثون عنها. الأمر نفسه ينطبق على ليليانا. ولديك أيضًا أشياء كثيرة لا تخبر بها ليليانا.”

تذمر كيسي، وشعر أن الأمر كان بمثابة “إذا فعلت ذلك، فسيكون ذلك حبًا؛ وإذا فعله شخص آخر، فسيكون ذلك خيانة”.(الخيانة هنا في مسطلح للي يخونوا زوجاتهم او زوجات يخونوا ازواجهم المهم حطيت الخيانة لانه اقرب ومفهوم بس سياق الجملة للعشاق بس كيسي مخليه كحبه اخوي) 

“لا أحب أن تخفي ليلي أسرارًا عني. لم أكن أعلم حتى أنها تحب شخصًا ما. كيف يمكنها أن تخفي أسرارًا وهي وعدتني بأن تكون بجانبي إلى الأبد؟”.

في تلك اللحظة، خرجت ليليانا من المتجر. بدت متحمسة للغاية وهي تركض نحو كيسي وديميان.

“داميان! أخي!”.

“هل سارت الأمور على ما يرام؟”.

“نعم نعم!”.

“ماذا طلبتِ من سولييل؟ أخبريني.”

عند إلحاح كيسي، ابتسمت ليليانا بمرح، وارتفعت عظام وجنتيها. أخفت كلتا يديها خلف ظهرها وقالت، “هل تريد أن ترى شيئًا مذهلاً؟”.

“شيء مذهل؟”.

ابتعدت ليليانا بضع خطوات عن كيسي وداميان. ثم رفعت يدها اليمنى. انبعثت ألسنة اللهب من يدها، مكونة كرة مستديرة بحجم رأس طفل.

لقد حدث ذلك بسرعة كبيرة لدرجة أن داميان وكيسي أصيبا بالذهول لدرجة أنهما لم يتمكنا من معالجة الموقف.

بالكاد استطاعت ليليانا أن تخلق شعلة بحجم قبضة شخص بالغ، لذا فإن خلق شعلة بهذا الحجم كان شيئًا لم يتمكنوا من تخيله.

قبل أن يتمكن داميان وكيسي من قول أي شيء، ألقت ليليانا بالورقة في اتجاه المساحة الفارغة. ثم… . 

بوم!

انفجرت قنبلة يدوية كما لو أن قنبلة يدوية انفجرت. حدق داميان وكيسي في الفراغ، ثم غمرتهما الحطام الناجم عن الانفجار. أدارا رؤوسهما ببطء للنظر إلى ليليانا بتعبيرات محيرة.

نفخت ليليانا صدرها بنظرة فخورة.

“كيف كان الأمر؟ كيف كان الأمر؟”.

“ماذا فعلت للتو؟” تلعثم داميان، مندهشًا تمامًا.

“لقد ساعدتني سولييل على استخدام قوتي الروحية بشكل أكثر فعالية.”

أظهرت ليليانا لداميان الخاتم الموجود على إصبع السبابة الأيمن.

“لا أستطيع استخدام قوة عظيمة مثل الروح الحقيقية، ولكن يمكنني التعامل مع هذا القدر الآن. مع هذه القوة، لن أكون عاجزة بعد الآن. كيف هذا؟ أليس هذا مذهلاً؟ مع انفجار مثل هذا، يمكنني القضاء على شخص أو شخصين!”.

وضعت يديها على وركيها وضحكت منتصرة.

“هذه هي ليليانا كارنيل، القناصة ذات المهارات التي تنافس ملك الأرواح!”.

حدق داميان فيها بتعبير معقد. أخيرًا تحدث كيسي، الذي كان يراقب تصرفات ليليانا بصمت.

“هذا مثير للشفقة.”

“ماذا قلت؟”

حدقت ليليانا في كيسي، لكن يبدو أنه لم يرغب في التراجع.

“قلت إنه أمر مثير للشفقة. هذا النوع من الأشياء ليس شيئًا مميزًا.”

صدمت ليليانا من كلماته، وقالت: “مع هذا القدر من القوة، يمكنني على الأقل حماية نفسي!”.

“لا! إنه أمر مثير للشفقة مقارنة بقدرتي! لا داعي لفعل هذا النوع من الأشياء؛ أنا أستطيع حمايتك!”.

“بالطبع إنه أضعف منك! قد أكون مثيرة للشفقة مقارنة بك يا أخي، لكن مقارنة بالناس العاديين، لدي قوة قوية الآن! هذا سيخفف من عبء داميان أيضًا!”

“ليليانا، إذا كنت تفكرين في هذا بسببي، أريد أن أقول أن هذه كانت فكرة غير ضرورية…”.

“أنت أخرس.”

“نعم.”

حاول داميان الوقوف إلى جانب كيسي والجدال ضد ليليانا التي استخدمته كذريعة، لكنه في النهاية تراجع.

“أخي، هذا سيجعلني أقل عبئًا، أليس هذا أمرًا جيدًا؟” ألحّت ليليانا.

أومأ كيسي برأسه، ثم هز رأسه.

“أستطيع حماية ليلي.”

“أخي!”.

“ليلي لا يجب أن تفعل أي شيء!”.

وبينما كان كيسي يهز رأسه بعناد، تحرك جسد ليليانا الصغير بسرعة. وركلت ساق كيسي بكل قوتها.

اجتز!. 

لقد تصدع شيء ما، لكنه بالتأكيد لم يكن قدم ليليانا.

حتى لو كان محتوى روحه أعلى من محتوى بشريته، فإنه لا يزال كائنًا مولودًا بجسد بشري. وهذا يعني أن كيسي يمكن أن يتأذى ويصاب مثل أي شخص آخر.

انهار كيسي على الأرض، ممسكًا بساقه. تأوه، وامتلأت عيناه بالدموع، وصاح في ليليانا، “هذا مؤلم!”.

“لقد ركلتك لأنني أردت أن أتألم!”.

“لماذا؟!”

“لماذا؟! لماذااااا؟!”.

اجتز!. 

ضربت قدم ليليانا، التي كانت ترتدي حذاءً قصير الكعب، ساق كيسي مرة أخرى.

“أوه!”

نظرت ليليانا إلى كيسي، الذي كان يتدحرج على الأرض، بتعبير متغطرس وذقنها مرفوعة عالياً.

“استمع بعناية يا أخي. أنا لست أميرة ضعيفة عاجزة لا تستطيع فعل أي شيء، كما تعتقد أنت والخالة باسكال.”

“لا، ليلي ضعيفة…”.

وبينما كان كيسي يحاول الرد على ليليانا أثناء جلوسه على الأرض، رفعت قدمها مرة أخرى. شد كيسي على أسنانه وأغلق فمه.

عندما هدأ أخيرًا، تابعت ليليانا: “لا أنت ولا الخالة باسكال لديكما الحق في سلب حقي في الاختيار. هل تفهم هذا؟”

ضيّق كيسي عينيه لكنه أومأ برأسه على الرغم من ذلك.

“أريد أن أعرف ما يحدث لي، وأريد أن أكون مستعدة. ليس الأمر أنني لا أحب أن تساعدني أنت أو داميان. أريد فقط أن يكون لدي أكبر عدد ممكن من الخيارات. وهذا هو جوهر هذه القوة. هل تفهم هذا أيضًا؟”

عبس كيسي ونظر بعيدًا.

اعتقد داميان أن الأشقاء لديهم طريقة مماثلة في الغضب عندما يشعرون بالاستياء.

“هل فهمت يا أخي؟”.

هددته ليليانا بقدمها مرة أخرى، وأجاب كيسي على مضض: “لقد فهمت”.

“ثم لا تخفي عني الأسرار بعد الآن.”

“لا أريد ذلك.”

“كيسي كارنيل!”.