رغم أن الحريق المفاجئ جعله يغفل لفترة، إلا أن هناك أمورًا غريبة لم تكن لتغيب عن باله لو تأمل.
لم يكن الأمر مقتصرًا على ان تدري يده فقط، بل كان القدوم إلى هذا المكان ذاته أمرًا غير عادي، وكذلك كونها الوحيدة التي لم تتعرض لهجوم من الوحوش، ووصولها إلى نبض الوحوش دون أي تردد أو خوف.
كان هناك احتمال واحد فقط:
‘نبض الوحوش…؟’
زيغفريد، الذي خاض معارك كثيرة مع الوحوش، لم يكن ليجهل مثل هذه المعلومات، لكن هل كان ذلك معقولًا؟
نظر زيغفريد إلى بريسيبي بعينين مليئتين بالريبة.
وفي تلك اللحظة،
[…بريسيبي.]
سمع صوتها، صوت لم يتذكر أنه نطقها، وكأنه بعيد وصامت.
[ما زلت جميلة جدًا اليوم. هل كانت الإلهة الأسطورية تشبهك؟…]
“قائد الفرسان…”
[هل بسبب جمالك هذا، بريسيبي، يظل الرجال ينظرون إليك باستمرار ويتابعونك؟]
“قائد الفرسان!”
صوت فينريك الحاد كالصاعقة أيقظ زيغفريد، الذي تنفس بعمق وعاد إلى الواقع.
ما هذا الصوت؟
ماذا كان ذلك؟
“إن كنا سنضيع الوقت هنا، ألا من الأفضل أن نعود لترتيب القوات؟”
“سيدي الدوق.”
“مات نصف فرسان الحرس، ورؤيتك تتعامل مع الأمر بهذه الطمأنينة شيء مذهل بحق.”
هل سمعت هلوسة من التعب؟ وجه زيغفريد بدا محرجًا بعض الشيء وهو يحول نظره.
في تلك الأثناء، وصلت العربة أمام فينريك وبريسيبي.
مدّ فينريك يده ببطء وأجلس بريسيبي بحذر في العربة، ثم وجه نظراته الحادة نحو زيغفريد.
حينها أضاف زيغفريد بصوت متأخر:
“كما قال سيدي الدوق، سأبقى هنا لبضعة أيام لأتابع الأمور. الغابة احترقت بالكامل، لكن قد يهاجم الوحوش الذين نجو القرى، لذلك نحتاج إلى تشكيل قوة وابقاء الفرسان هنا لفترة.”
لكن فينريك لم يرد حتى بكلمة قصيرة، كان وجهه بارداً كأنه لا يهتم بما يحدث هنا.
“على أي حال… أراكم في العاصمة مرة أخرى. أتمنى أن تعودوا سالمين.”
لم يعد يرغب في النظر إلى وجه زيغفريد أكثر من ذلك.
كل ما كان يفكر فيه هو الابتعاد بسرعة عن هنا، والصعود إلى العربة ليتأكد من حالة بريسيبي، التي بدا عليها التعب أكثر مما قبل دخول الغابة.
قبض بينريك على لجام الحصان بقوة.
لكن قبل أن يبدأ في قيادة الحصان، رأى غبارًا كثيفًا يتصاعد من بعيد.
‘جنود القصر؟’
من الملابس، كانوا جنود القصر بالتأكيد.
لكن لماذا الآن؟ هل جاء أمر بأخذ بريسيبي معهم؟ انحنى حاجبا فينريك قليلاً من الاستغراب.
“ما الأمر؟”
لم يكن فينريك الوحيد الذي أدرك أن الأمور تسير بشكل غريب. بريسيبي التي جلست باهتة في العربة، زيغفريد وكيفن كانوا يشعرون بالمثل.
لكن ما قاله الجندي الذي نزل بسرعة وهو يلهث كان غير متوقع على الإطلاق:
“قائد الفرسان… سيدي الدوق فينريك.”
كان وجه الجندي متعبًا وشاحبًا، ثم قال بعد أن استجمع أنفاسه:
“هاجم الوحوش القصر.”
‘ماذا؟ ما هذا الكلام الغريب؟’
ظهرت على وجه بريسيبي تعابير غريبة وهي تستمع للخبر.
“هاجموا القصر؟! ما هذا الهراء!”
سأل زيغفريد بقلق:
“هل كانوا كلهم طائرين؟”
“نعم، معظمهم كانوا من الوحوش الطائرة. لا نعلم السبب، لكن عشرات منهم هاجموا في نفس الوقت.”
“وماذا عن جلالته؟ هل هو بأمان؟”
“لحسن الحظ، جلالته بخير. رغم سقوط عدد من القتلى، إلا أن بعض فرسان الحرس والجنود استطاعوا صد الهجوم وطرد الوحوش.”
“قواتنا هنا تعرضت لأضرار كبيرة…”
قال زيغفريد وهو يتلعثم قليلاً.
“لذلك أصدر جلالته أمرًا بالعودة فورًا. ليس فقط لجمع القوات…”
“إذا لماذا إذن؟”
ارتسم الاستغراب على وجه زيغفريد، وفينريك استمع باهتمام معبرًا عن جدية كبيرة.
“الساحر الأعظم.”
“نعم، صحيح.”
قال الجندي بوجه شاحب:
“الساحر الأعظم إيفان قد فرّ.”
الانستغرام: zh_hima14
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 76"