“يااه، أخيراً سنقبض ثمن تحملنا لهذا الكلب المسعور؟”
لقد قرروا تقديمي كقربان للشرطة لكسب الوقت للهرب.
“أيها الأوغاد الخونة.”
جززتُ على أسناني، فصرخ أحدهم ساخراً:
“مضحك حقاً. أي عهد بالوفاء تظن أننا سنلتزم به مع كلب مثلك؟”
“توقف عن توهم الأشياء. أنت لست من عائلتنا.”
“مجرد كلب للزعيم. لهذا السبب لا يجب معاملة الكلاب بشكل جيد.”
سخروا مني حتى شبعوا، ثم انطلقوا بالسيارة.
ويييييينغ!
وقفتُ بذهول وكأنني تلقيتُ ضربة على قفاي، بينما صفارات الشرطة تدوي خلفي مباشرة.
‘هل أبدو لكم كصيد سهل؟’
انقطع خيط عقلي واستيقظت طبيعتي العنيفة التي كنتُ أكبتها. لنرَ إن كنتم ستضحكون بعد أن ينهشكم الكلب المسعور.
أخرجتُ سكين الجيب من سترة الجلد وغرزته في فتحة مفتاح الدراجة وأدرته بقوة.
كررررنغ.
اشتغل المحرك من أول مرة، وضغطتُ على دواسة السرعة دون تردد. انطلقت الدراجة كالرصاصة.
الفان التي كانت تبدو كنقطة سوداء أصبحت قريبة جداً لدرجة أنني رأيتُ لوحة الأرقام بوضوح. عندما رآني أحدهم أطاردهم وكأنني سأصدمهم، ضغط على دواسة الوقود.
‘استمر في اللعب.’
ويش.
لحقتُ بهم بسهولة وتجاوزتهم. ثم قطعتُ عليهم الطريق وخففتُ السرعة.
صريرررر.
عندما قطعتُ الطريق، انحرفت الفان للمسار المجاور. فتجاوزتهم مجدداً وقطعتُ طريقهم مرة أخرى.
بعد بضع مناورات لعرقلة طريقهم، لحقت بنا الشرطة. صرخ أحدهم من النافذة وهو في حالة ذعر:
“أيها الكلب اللعين! ابتعد! هل تريد أن تُدهس وتموت؟”
لو دهستموني، فلن تسلم سيارتكم أيضاً. مهما كانوا أغبياء، فهم يدركون ذلك.
بما أنهم لم يستطيعوا دهسي، استمروا في شتمي، ولما لم أبتعد..
طاخ!
بدأوا بإطلاق الرصاص.
صريرررر!
طاخ! طاخ! طاخ!
ألا يدرك هؤلاء الأوغاد لماذا لا أزال حياً رغم مطاردات الشرطة والعصابات الأخرى التي لا تُعد؟ الرصاص لم يكن سوى هباء؛ تفاديتُ كل طلقاتهم بقيادة بهلوانية.
‘بحلول هذا الوقت، لابد أن رصاصهم قد نفد.’
كنتُ قد حسبتُ تقريباً عدد الطلقات التي استخدموها في اشتباكهم مع الحراس. بمجرد أن شعرتُ أن مخازنهم قد فرغت، سحبتُ مسدسي وصوبتُ للخلف.
طاخ! طاخ!
انفجر إطاران. ورغم محاولتهم الهرب بإطارات ممزقة، توقفت الفان في النهاية وسط الطريق.
وييييينغ!
وقفت سيارة الشرطة التي كانت تطاردهم. نزل الأفراد من الفان وهربوا في كل اتجاه، فطاردهم “الجابسيه”.
“يركضون جيداً، هؤلاء الأوغاد.”
راقبتُ المنظر من بعيد بضحكة، ثم غادرتُ المكان بهدوء.
لقد حاولوا تسليمي للشرطة أولاً. بل وأطلقوا عليَّ الرصاص ليقتلونني. بما أنهم غدروا بي أولاً، فما فعلتُه هو انتقام وليس خيانة.
علاوة على ذلك، أنا أفضل لص في هذه المدينة. حتى الزعيم الذي يعاملني ككلب، كان يخبئني من الشرطة دائماً. لذا ظننتُ أن الزعيم سيقف في صفي.
لقد كان وهماً مثيراً للشفقة.
قُبض عليهم جميعاً. أما أنا، فقد قبض عليَّ أفراد العصابة واقتادوني إلى الزعيم.
“إغغغ..”
أُلقيتُ في قبو مظلم. بدأ قلبي يخفق بجنون بسبب الرائحة المألوفة التي تزكم الأنوف؛ رائحة خليط من الدماء والمبيّض.
دررررك.
مع صوت فتح الباب السري لهذه الغرفة..
“هيهيهيك..”
وقفت فرائصي من صوت تلك الضحكة الغريبة. وسرعان ما ظهر الزعيم وسط القبو المظلم.
رجل ضخم يرتدي مئزراً ملطخاً بالدماء فوق قميص بياقة فراشة، وفي يده ساطور لحم. كان الزعيم يُلقب خارج العصابة بـ “جزار الجحيم”.
“يبدو أنني لا أملك موهبة في تربية الكلاب.”
ارتمى الزعيم بجسده في أريكة جلدية قديمة، ونظر إليَّ بعينين يلمع فيهما الجنون وأنا جاثم على ركبتي. لم أستطع إبعاد نظري عن عينيه المحتقنتين بالدماء، شعرتُ أنني لو فعلتُ، سيطيح ذلك الساطور برأسي في لحظة.
“كرااااااخ!”
لكن صرخة دوت فجأة من المطبخ، جعلتني أكاد أشيح بنظري لا إرادياً.
التعليقات لهذا الفصل " 153"