كان القصر في حالة من الفوضى ، لم يقتصر السبب على كون الإمبراطورة المستقبلية قادمة فحسب ، بل لان سمو ولي العهد ، ثيودور دي المير، وبشكل غريب قد اختفى ، هرعت الخادمات في خطوات سريعة للبحث عن أميرهم المضطرب ، إذا وصل لمسامع الإمبراطور خبر هروب الأمير مجدداً فان عقاباً شديداً سوف يكون في انتظاره كما وعده ، ( سيد ليونارد ! ) صاحت الخادمة بكل امل ناحية الفارس سريع الخطوات ، حاولت اخذ ما استطاعت من الأنفاس حالما وصلت إليه قبل ان تتحدث مجدداً بلهجة متوجة بالقلق ( هل وجدت صاحب السمو؟ إذا سمع جلالته بالأمر فلن يفلت الأمير هذه المرة !) ليونارد ، الذي حافظ على ملامح ثابتة ولهجة رسمية اجاب المربية القلقة بجواب لربما يريحها قليلاً ( انسة دروثيا، لا داعي للقلق ، لابد ان سموه في مكان ما قريب ، سأحرص على إيجاده قبل وصول العربة ) رغم محاولة ليونارد ذو الملامح الحادة إراحة المربية القلقة إلا أن دوروثيا اكتفت بإطلاق تنهيدة حزينة وهي تغطي عينيها المتعبتان بكف يدها ( اه لماذا يستمر في فعل ذلك ، جلالته متساهل معه للغاية ولكنه قد وصل لحدود صبره منذ زمن ، هذه المرة بالتأكيد ، ان رفض مقابلة الامبراطورة المستقبلية فان العواقب ستكون شديدة ، خصوصاً وان الزفاف الإمبراطوري على وشك الحدوث ) ، ثيودور الذي رفض بالفعل مقابلة الامبراطورة الجديدة لثلاثة مرات ها هو ذا يهرب من لقائها مجدداً رغم معرفته بالعواقب المترتبة على ذلك ، لم تفهم دوروثيا السبب ، ليس وكان زواج الامبراطور مرة اخرى كان امراً غير متوقع ، لكن ولسبب ما يرفض ولي العهد مقابلة من ستكون إمبراطورة الإمبراطورية الجديدة ، زوجة والده وعائلته ، تنهدت دوروثيا مجدداً ، نعم ربما تكمن المشكلة هنا، ربما لا يريد ان ياخذ احداً هذا المقعد ، مقعد والدته الراحلة ، فيختار الهرب بدلاً من مواجهة والده بذلك ، ( انسة دوروثيا ، لا تقلقي سوف أعود برفقة سموه في غضون لحظات ، يرجى الاهتمام والاستعداد لاستقبال الإمبراطورة المستقبلية ) رداً على ملامح دوروثيا القلقة نطق الفارس ، انحنى ليونارد بدرجة بسيطة لدوروثيا محافظاً على لهجته الهادئة المعتادة ، وسرعان ما عاودت قدماه المشي باتجاه الحديقة الخلفية للقصر .
( إلى متى تنوي التصرف كالجبناء ، هذه الصفات لا تليق بأمير المير ) بلهجة امتزجت بالبرود والسخرية نطق كاسيس بينما لايزال الاثنان يمشيان بين الأشجار الكثيفة ، ( اخرس ! لست في مزاج لسماع هرائك الآن ) استطاع كاسيس رغم الغصب الممزوج في رد ثيودور الشعور ببعض الاستياء ، “ياله من جبان ، بدلاً من مواجهة سموه بما يزعجه قرر الهرب ،ياله من امير ” ،( أستطيع سماع افكارك البغيضة ! أخبرتك ان تخرس !) رد ثيودور على افكار كاسيس غير المنطوقة بغضب مفرط ، من السهل بالتأكيد قول ذلك ، لكن ماذا عساه يواجه به الامبراطور؟ ثيودور الذي اختار الصمت لخمس سنوات ، كيف يجرؤ على اخبار والده بذلك ، الآن وبعد كل هذه المدة ، كيف يخبر والده المتعب بانه حزين ، بانه يشتاق إلى والدته ، وبان استبدالها امر يؤلم فواده بشدة، ان يرى والدته تصبح منسية ، ان تستبدل ، هل يمكنه ان يصرح بانانيته بالحفاظ على ذكراها علانية؟، نظر ثيودور إلى السماء المتخفية بين أغصان الأشجار الكثيفة، بنظرة يعلوها الحزن استطاع رؤية موقع الشمس ، ( لقد انقضت فترة الظهيرة ، يمكننا العودة الآن ) رددها ثيودور بهدوء والتف سالكاً طريق العودة ، كانت تعصف به الأفكار المحزنة ، هو صاحب الثلاثة عشر عاماً ، وكانت قد اعمت بصره عن رؤية ما أمامه ، كان كاسيس متجاوزاً إياه يسرع بخطاه في العودة ، ( لا يمكنك ان تسبق ولي العهد ، ألم تتعلم آداب السلوك !) اندفع ثيودور بجانب كاسيس محاولاً إبعاد تلك الأفكار عديمة الفائدة عن عقله ، لكن يبدو ان لكاسيس رأي آخر ( انها ليست والدتك ) قالها بهدوء بينما أصوات تكسر أوراق الخريف تأتي من تحت اقدامهم ، كاسيس الوقح ، يبدون انه يحاول انتقاء كلماته بعناية هذه المرة( انها مجرد إمبراطورة وجِدت للحفاظ على استقرار القصر والرأي العام ، التفكير بها بطرق أخرى لن يجلب لك سوى الحزن ، توقف عن التفكير بذلك ، انها إمبراطورة فحسب ) نعم ، كاسيس محق رغم مواساته الملتوية ، لم يطلب اي احد منه ان ان يرى الامبراطورة المستقبلية باي شكل آخر ، منذ اليوم الاول ، كانت فقط الامبراطورة ، لكن ثيودور كان ذو فكر مختلف ، توقف عن المشي و استغرق كاسيس بضع خطوات حتى يدرك ذلك ويتوقف بدوره ، ناظراً لثيودور الغاضب ، الذي تبدل غضبه الآن ببؤس ، يجمع الهواء الحاد في رئتيه فبل ان ينطق اخيراً باعترافه الصعب ( الامبراطورة …لديها ابنة ) … ابتسم ثيودور بحزن ، انها الحقيقة التي خاف ان ينطق بها ، تبعتها افكاره الخاصة ( الامبراطور ، قام باستبدال كليهما …)
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل "1"