Chapters
Comments
- 5 - Ch.005 منذ 3 ساعات
- 4 - Ch.004 منذ 3 ساعات
- 3 - Ch.003 منذ 3 ساعات
- 2 - Ch.002 منذ 3 ساعات
- 1 - Ch.001 منذ 3 ساعات
عرض المزيد
كان أمامه في طابور الدفع عائلة صغيرة، أبوان وطفل يصيح بإصرار وهو يشير إلى المصّاصات المصفوفة على منضدة الصندوق، متوسّلًا أن يُمنح واحدة.
لم يكن من محبّي الزحام، فترك بينه وبينهم مسافةً كافية لأن تقف فيها عائلةٌ أخرى.
كانت غوي تينغ يوي تقف خلف رفٍّ قريب، تراقبه من بين البضائع بخفَرٍ وحذر، تتردّد الأفكار في رأسها كأمواجٍ مضطربة، لا تدري كيف تفتتح حديثًا معه.
لم تَطُل مدة انتظارها، فالعائلة أنهت شراءها وغادرت، ثم حان دوره.
انحنى قليلًا ليُفرغ محتويات سلّته على الطاولة؛ من مكانها كانت تلمح رموشه الطويلة المستقيمة، لا منحنية ولا ملتفّة، لكنها كثيفة على نحوٍ يُلفت النظر.
بدأت الموظفة بمسح الرموز وسألته إن كان يحتاج إلى كيس، فأجابها بهدوءٍ خافت.
اشتدّ خفقان قلب غوي تينغ يوي، وكادت تفقد تركيزها وسط أصوات جهاز المسح الرتيبة. أخذت نفسًا عميقًا وتقدّمت نحوه بخطواتٍ حذرة.
كان نحيف الجسد، تبرز عظام كتفيه من تحت قميصه الأسود الفضفاض، إلا أن قامته الطويلة جعلت هزاله يبدو أقلّ وضوحًا.
وقفت خلفه تلاحظ أصابعه وهي تطرق على حافة المنضدة بنغمةٍ عشوائية لكنها منسجمة، كأن الإيقاع يجري في دمه. كانت يداه نحيلتين، بارزتي المفاصل، تمنحانه مظهرًا قوياً رغم هدوئه.
عندما انتهت الموظفة من آخر زجاجة ماء، أخذها ووضع أغراضه في الكيس ببطءٍ منظّم، ثم توقّف فجأة، مدّ يده والتقط مصّاصة برتقالية — تلك التي لم يحصل عليها الطفل قبل قليل — وقال بصوته العميق ذي النبرة الهادئة:
“أضيفي هذه أيضًا.”
تبدّد توتّر غوي تينغ يوي فجأة، وارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة؛ ذلك التصرف الطفولي اللطيف جعل خوفها يلين.
وخطر ببالها في اللحظة نفسها فكرة، فأخرجت هاتفها وأغلقت الشبكة، ثم وضعت على المنضدة زجاجتَي صلصة الصويا.
وحين انشغلت الموظفة بمسح رمز المصّاصة، نادت غوي تينغ يوي بصوتٍ منخفض:
“أوه… هل يمكن أن أزعجك قليلًا؟”
التفت الرجل نحوها، وتلاقت أعينهما مباشرة — ملامحه القريبة الحادّة كانت كالسهم يخترق حواسها.
قالت متظاهرة بالهدوء وهي ترفع هاتفها قليلًا:
“اكتشفت للتو أن هاتفي بلا شبكة… هل يمكنني استعارة الإنترنت من هاتفك لأدفع؟”
فكر لحظة، ثم نقل نظره إلى الزجاجتين أمامها وقال للموظفة:
“أضيفي هاتين أيضًا إلى حسابي.”
تبادلا الرد في الوقت نفسه على سؤالها إن كانت تضعهما في الكيس:
“لا حاجة.”
فابتسمت الموظفة بنظرةٍ مليئة بالفضول، كما لو كانت تشاهد مشهدًا مألوفًا بين شابين.
أنهى الرجل الدفع، أخذ كيسه وغادر دون التفات.
لاحقته غوي تينغ يوي مسرعة شاكرةً:
“شكرًا لك.”
ثم تردّدت قبل أن تضيف:
“هل يمكن أن أضيفك على ويتشات لأعيد لك المبلغ…؟”
أجابها دون أن يلتفت:
“لا حاجة.”
تجمدت مكانها للحظة، لا تعرف ما تقول، ثم تبعته بخطواتٍ مترددة إلى خارج المتجر.
كان الغيوم الرمادية تغطي السماء، تمامًا كما غطّى خيبة قلبها.
لكن قبل أن تبتعد كثيرًا، توقّف فجأة والتفت إليها قائلًا بنبرةٍ هادئة فيها القليل اللوم والودّ على حد سواء:
“بالمناسبة… توقفي عن مراقبتي بالمنظار.”
تصلبت أطرافها، واحمرّ وجهها كالجمر، لم تتوقّع أن يعرف. كانت ملامحه جادّة، عينيه تترقّبان تبريرها.
قالت بخجلٍ مرتجف:
“أنا… آسفة.”
رفع حاجبه قليلًا وسألها ببرود:
“لماذا كنتِ تراقبينني؟”
قالت بصوتٍ خفيض:
“أنا فقط… أحببت صوت الطبول الذي تعزفه، وأردت معرفة من يكون خلفه، سمعتُ أنك تسكن في المبنى المقابل، ولم أتمالك نفسي فاستخدمت المنظار. أعتذر، لن أفعل ذلك مجددًا.”
صمت لبرهة ثم قال:
“هل تعلمين أن ما فعلتِه يُعد خرقًا للقانون؟”
أومأت بخزيٍ وواصلت:
“أعرف… كنت فقط أريد أن أراك. آسفة، لن يتكرر ذلك، أعدك.”
ظلّ ينظر إليها بعينٍ باردة وقال في النهاية:
“وهل ما حدث اليوم أيضًا من مراقبتك المعتادة؟”
قالت بسرعة:
“لا، صدفة تمامًا. لكن…” ثم أخرجت هاتفها وأضافت بصراحةٍ يائسة:
“كذبتُ عليك قبل قليل. لم يكن هاتفي بلا شبكة، أردت فقط التحدث إليك.”
ابتسم ابتسامة غامضة، نصفها سخرية ونصفها دهشة، ثم قال أخيرًا:
“حسنًا. فقط لا أراكِ تفعلينها مجددًا.”
أومأت برأسها بخضوع.
ثم قالت بإصرار:
“على الأقل دعني أعيد لك المال.”
قال:
“قلت لا حاجة.”
لكنها تابعت:
“سأضعه أسفل المبنى لاحقًا.”
نظر إليها لحظة، ثم أخرج هاتفه من جيبه ومدّ لها رمز الاستجابة قائلًا:
“حسنًا، أضيفيني إذًا.”
لم تُصدّق ما تسمعه، لكنها سارعت إلى مسح الرمز.
قال مازحًا بنبرة منخفضة:
“هل تحتاجين إلى الإنترنت أيضًا؟”
هزّت رأسها مرتبكة:
“لا، لا حاجة.”
بعد أن أضافته، قرأت اسمه على وي تشات: تشن شي.
فسألته دون قصد:
“هل هذا اسمك الحقيقي؟”
لم يجبها، بل اكتفى بالنظر إليها نظرة ثابتة جعلتها تخفض عينيها.
•°•○•°•●•°•○•°•
عادت غوي تينغ يوي إلى منزلها مثقلة القلب، سلّمت زجاجتَي الصويا إلى عمة لي ثم انسحبت إلى غرفتها.
تمدّدت على السرير، فتحت صفحته، فلم تجد أي منشور، فقط إعداد «آخر ثلاثة أيام مرئية».
تنهدت، حولت له المبلغ بدقةٍ متناهية مرفقةً برسالة قصيرة:
“شكرًا لك.”
لكنها لم تتلقَّ أي رد.
جلست على السرير تحدق في الفراغ، ينهشها الإحباط والندم. ثم قامت، التقطت المنظار من الدرج، ورمته في سلة القمامة.
في المساء، عادت إلى ويتشات فوجدت أنه استلم المبلغ. لم يرسل كلمة واحدة.
همّت تغلق التطبيق، لكن خاطرًا مرّ بذهنها هل نسي أن يحذفها؟
تحققت أكثر من مرة، وتأكدت أنه لم يحذفها فعلًا.
ترددت، ثم كتبت له:
“يبدو أنك نسيت أن تحذفني.”
فجاء الرد بعد لحظات:
“أوه، سأحذفك الآن.”
تجمدت، ثم ابتسمت بمرارة.
لكن حين عادت إلى صفحته، وجدت أن إعداد «آخر ثلاثة أيام مرئية» ما زال موجودًا، لم تُحذف بعد.
رفعت رأسها مبتسمة بخفةٍ لا إرادية.
وفي تلك اللحظة، كان تشن شي في الجهة المقابلة من المبنى، يفتح زجاجة ماء بارد، يبتسم هو الآخر حين قرأ رسالتها الأخيرة:
“شكرًا لك.”
فأجابها ببساطة:
“على الرحب.”
نهاية الفصل، ترجمة يوكي 💫
⊱ ────── {.⋅ ✯ ⋅.} ────── ⊰
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 5"