1
الفصل الأول: فرصة أخرى
في ليلة صافية، والنجوم تلمع في السماء بقوة، والشهب تتساقط كان القصر الامبراطوري يستعد لاستقبال مولودة الامبراطور.
كان الامبراطور ينتظر خارجا وهو خائف، لكنه يأمل ان كل شيء على ما يرام كأنه لا يريد ان يخسر طفلًا آخر، ما أن سمع بكاء طفلته حتى انهمرت دموع فرحته. دخل الغرفة وعندما رآها ابتسم وأضاء وجهه بفرحة لا توصف.
عندما فتحت الطفلة عيناها لأول مره صدمت كان كل شيء حولها مألوفًا وكانت تقول في نفسها:
– ماذا اين انا؟ … اليس هذا هو وجه أمي؟ … وهذا هو أبي؟ … أنا لا أحلم؟ … الم أمت؟
ثم بدأت بالبكاء وهي تلمس وجه أمها بيديها الصغيرتين كانت الإمبراطورة “سيلت روزافيلد” دموعها تنهمر وهي تضم طفلتها وهي تقول بابتسامة مرتجفة:
– أميرتي أهلا بك حمدًا لله انكِ بخير… إنها لطيفة جدًا… أليس كذلك يا كاليوس؟
تدخل الإمبراطور “كاليوس روزافيلد” وقال بفرحة تغمره:
– سيلت ان سعيد انكِ وطفلتي بخير انها تشبهك عزيزتي اتركيها لي الآن بالتأكيد طفلتي تريد ان ترى والدها اليس كذلك؟
عندما رأته وهو يحملها ظلت تبكي ظن “كاليوس” ان طفلته لا تحبه لكنها هدأت في حضنه وامسكت اصبعه وهي تهدأ قبل “كاليوس” جبينها وقال:
– طفلتي أميرتي أوريليا روزافيلد، هذا الاسم الذي اخترته لكِ انا ووالدتك سوف نحميك مهما كان الثمن.
ابتسمت “أوريليا” علمت عندها أنها عادت بالزمن، وهي فرصة ثانية لن تكرر ستقوم بحماية عائلتها ومن تحب ولن يكون مصيرها هو نفسه.
في نفس الوقت في الشمال وتحديدا مملكة نوارث
اللورد “لوسيان كورڤن” كان واقفً على شرفة قصره وهو يقول بغموض:
– إذا عدتِ لتغييري ما حدث، ايتها الاميرة أوريليا روزافيلد.
ثم نادى مساعده وقال بابتسامة هادئة:
– قم بتجهيز هدية لصاحبة السمو الأميرة الصغيرة، ابنة الامبراطور كاليوس روزافيلد يجب علينا الاستعداد لمقابلتها.
انحنى المساعد وخرج لتنفيذ أمر “لوسيان”
بعد أسبوع كانت الإمبراطورية كلها تستعد للحدث وهو حفلة بمناسبة ولادة الأميرة الصغيرة لتستطيع الخروج والظهور لشعب الإمبراطورية اعلانا بأن اميرة امبراطورية روزافيلد ولدت
في غرفة الامبراطورة “سيلت” كانت “أوريليا” مستلقية من التعب لأنها كلما رأت وجه والديها تظل تبكي حتى تنام
دخل “كاليوس” ببطء ليرى وجه طفلته النائمة عندما اقترب منها فتحت “أوريليا” عينيها ظن “كاليوس” انها ستبكي لكنها كانت تبتسم لها وتشير له بأن يحملها.
قالت له “سيلت” بهدوء:
– الم اخبرك ستعتاد علينا … انها لطيفة… أوريليا انا ووالدك نحبك حبا جما وسنبقى معك.
ابتسمت “أوريليا” بحزن ظاهر وكانت تقول في نفسها:
– هذه المرة اوفيا بوعدكما لي ارجوكما.
فجأة دق الباب كان رئيس الخدم ينبه بأن هناك من يريدون رؤية “أوريليا” لكن دخل خمسة أطفال وخلفهم رجل وسيم يشبه هيئة “كاليوس” بشعر أشقر وعينان زرقاوتين كان الدوق “ليسيوس روزافيلد” الأخ الأصغر للإمبراطور “كاليوس” ويده اليمنى وصاحب اسراره وهو عم “أوريليا”
عندما دخل ابتسم وقال:
– احي شمس امبراطورية روزافيلد كاليوس روزافيلد والامبراطورة سيلت روزافيلد وصاحبة السمو الاميرة أوريليا روزافيلد.
عندما رأته “أوريليا” تذكرته في ماضيها بعد وفاة والدها كان يعتني بها في كثير من الأحيان ويحاول تعويضها عن والديها ويحكي لها القصص وكان هو وخالها وخالتها هم من يحضرون أيام مولدها بعد وفاة والدها فهي لم تقمها بعد وفاته. بعدها تم قتل عمها بالرغم من براءته متهما بالخيانة العظمى للإمبراطورية.
نظرت له وهي تبكي ورفعت يديها محاولة ان تخبره ان يحملها ابتسم “ليسيوس” وحملها.
اتى صوت وهو يحملها أصوات من حولها كانت أصوات ابني عمها “لينور” و “ليون” وبنات خالتها التوأم “كلاريسا” و “اريا” وابن خالها “ايدن”
قالت “لينور” ببراءة:
– ستزعجون ابنة عمي اللطيفة… اريد لمسها خدودها كالقطن ابي يكفي أعطني أيها لن اسقطها.
قال “ليسيوس” بنبرة حازمة:
– وان اوقعتها انها لا تزال طفلة.
اتى صوت موبخ من خلف “ليسيوس” يقول:
– لما تقطعون راحة اختي ها … ليسيوس والأطفال … هل اتيتم لرؤية أوريليا … تعال يا كلايد يمكننا رؤية ابنة اختنا.
كانت “أوريليا” تبتسم فتلك المرأة هي خالتها “ليريس فيرون” الاميرة الأولى لمملكة إليريون والاخت الكبرى لوالدتها والذي اتى بجانبها هو خالها “كلايد فيرون” سيد السيف والملك القادم لمملكة إليريون
جلست “ليريس” بجانب اختها “سيلت” وامسكت بيديها بلطف وقالت:
– ان ابنتك جميلة هذه المرة سوف يكون كل شيء على ما يرام سنحميها بحياتنا.
ظهرت ملامح الحزن على “سيلت” ودموعها تنهمر وهي تقول:
– لو كنت بجانبه ذلك اليوم لما حدث ذلك … انا اسفة يا اوسكار لم أستطع حمايتك ماذا لو لم أستطع حماية أوريليا… كما لم أستطع حماية اخيها.
عندما سمعت “أوريليا” ذلك صدمت فهي لم تكن تعلم ان لديها اخا قد مات
لقد مات “أوسكار روزافيلد” الابن الأول لعائلة الامبراطور في ظروف غامضة في عمر الثالثة قبل ولادة “أوريليا” بعامين لقد كان طفلا مرحا وذكيا منذ صغره ومات في حديقة القصر مقتولا بسم غريب ولقد تم سجن المتورطين واعدامهم لكن … لم تظهر الحقيقة بعد.
ضمت “سيلت” ابنتها وهي تبتسم بحزن وتقول:
– ماذا ان تعلقت ب أوريليا وحدث ذلك مجددا لن اتحمل فقدان طفل اخر كاليوس انا احلم دائما بأوسكار وهو يقول لي لما لم تنقذيني اشعر بالذنب.
وضع “كاليوس” يده على كتف “سيلت” وهو يحاول طمأنتها ويقول:
– سيلت … لا أقول لك انسي لكن حتى نستطيع حماية طفلتنا يجب ان نترك ذلك ورائنا …ونركز على حمايتها.
تتدخل “كلايد” وقال ليهدأ اخته:
– حتى انا قد اشتقت لأوسكار لقد كان بريء مات بدون خطأ … لكن اعدك لن يحدث ذلك مجددا اختي أكره ان أرى وجهكِ هكذا حتى أوريليا انظري لها هي لا تريد والدتها حزينة.
تدخل صوت هادئ لكن كان يحمل الم في نبراته كان صوت “أيدن” وعيناه مليئتان بالدموع ثم بدأ بالبكاء وهو يقول:
– لقد كنا نلعب اوسكار كان يلعب معنا اعطتنا مربية اوسكار حلوى عندما اكلتها فقدت الوعي وعندما استيقظت كان قد….
ساد صمت خانق قطعه بكاء الأطفال وبعدها بكت “أوريليا” وكانت تشعر بضيق في صدرها ضمت “سيلت” ابنتها بقوة وهي تبتسم وتحاول مسح دموعها وقالت:
– يكفي … كل شيء سيكون على ما يرام ايدن لم يكن خطأك كل هذا من الماضي لذا اهدأ ،انا سعيدة فمن الجيد اننا لم نخسرك انت أيضا … لن يحدث ذلك مجددا… صحيح يا أوريليا هيا ابتسمي، كاليوس خدها والعب معها حتى اتجهز لحفل ليريس جهزي أوريليا بعد ان تلعب والأطفال عليكم حمايتها ليكن حفلا لا ينسى هيا..
امسك الامبراطور بابنته ورفعها في الهواء وهو يمسح دموعها اليوم ويقول:
– سوف نحتفل بكِ يا صغيرتي … يا إلهي من اين اتيت بهذه اللطافة انا سعيد انكِ ابنتي.
ابتسمت “أوريليا” وهي تقول في نفسها:
– انا سعيدة بعودتي وسعيدة انني ابنتكما… انا احبك يا ابي وامي كذلك احبكما جدا.
في المساء حان الوقت لبدأ الحفل
كانت قاعة القصر مكتظة بالنبلاء والمبعوثون من كل مملكة وكلهم ينتظرون دخول الاميرة
– سيدخل الان شمس امبراطورية روزافيلد العظمى الامبراطور كاليوس روزافيلد والامبراطورة سيلت فيرون روزافيلد وصاحبة السمو الأميرة أوريليا روزافيلد.
انحنى الجميع احتراما لدخولهم المهيب وقف “كاليوس” وبجانبه “سليت” وهي تحمل “أوريليا” قال “كاليوس” بنبرة هادئة قوية، بنبرةٍ تملأ القاعة بالهيبة والدفء في آنٍ واحد:
– ارفعوا رؤوسكم ، الى اركان الإمبراطورية الأربعة السادة النبلاء، هذا اليوم ليس يوما عاديا في تاريخ امبراطوريتنا العظيمة، انه يوم ولادة نور جديد وهو النور الي سيقود امبراطورية روزافيلد نحو غد أكثر اشراقًا…
تقدمت “سليت” بخطوات هادئة ثم رفعت “أوريليا” للحضور وقالت بنبرة حانية:
– هذه هي اميرتكم … أوريليا روزافيلد نجمتنا وأمل امبراطوريتنا … طفلتي اعدك بأن احميك بحياتي …
نظرت “أوريليا” للحضور وهي تتذكر ماضيها وتقول في نفسها وفي عينيها عزم لا يمكن ان يكون لطفل حديث الولادة:
– لن يكون مصير الإمبراطورية كالسابق ابدا سأحمي عائلتي ومن أحب وامبراطوريتنا انا أوريليا روزافيلد اتعهد بحياتي ان احميكم.
في اثناء تقديم الهدايا فتى صغير عمره خمسة أعوام تقريبا عندما رأته “أوريليا” شحب وجهها وبدأت ترتجف ووضعت يدها الصغيرة نحو صدرها في المكان الذي طعنت فيه غدرا وخيانة ممن كانت تظنه أقرب الناس لها وتعتبره أخوها رأته امامها من قتلها.
الفتى وهو يقدم نفسه وينحني أمام الامبراطور والامبراطورة باحترام:
– احي قلب الإمبراطورية النابض الامبراطور كاليوس روزافيلد وضوء الإمبراطورية سيلت روزافيلد ونجمة الإمبراطورية الصغيرة الاميرة أوريليا روزافيلد. انا ادعى جوليان موريل انا الابن المتبنى حديثا للكونت موريل واتيت نيابة عنه لتسليم الاميرة الصغيرة الهدية.
Chapters
Comments
- 1 - ~ فرصة أخرى ~ منذ 19 ساعة
- 0 - ~ المقدمة ~ منذ يومين
التعليقات لهذا الفصل " 1"