81

رمح الفأس الطائر أزاح جميع السحرة الذين كانوا مجتمعين في زاوية واحدة.

بما أن الرماة كانوا يستخدمون أقواسهم، فقد تمّ تجميع السحرة في الخلف، مما جعل إزاحتهم دفعة واحدة أمرًا سهلاً.

طارت الأسهم من الرماة الباقين، لكنّها لم تكن بنفس السّرعة كما في السابق. 

ركضتُ بسرعة خفيفة و تفاديتُ الأسهم بسهولة. 

بعد مواجهتي مع يوريل، أدركتُ شيئًا.

لو كنتُ أواجه إنسانًا، لكانوا يتعقّبون اتّجاه حركتي ويطلقون الأسهم، بدلاً من إطلاقها عشوائيًّا من اتّجاهات متعاكسة لدفعي إلى زاوية معيّنة.

ردّة الفعل الفريدة التي تظهر فقط عند القتال مع البشر، الاستكشاف المتبادل، والأدرينالين، كلّها مختلفة عن الإحساس الحالي.

استعدتُ رمح الفأس الذي سقط على الأرض.

مع صوت “كونغ-!” ارتفع رمح الفأس.

‘مهلاً، لماذا هو خفيف هكذا؟’

ربّما لأنّ قوّتي الحياتيّة انخفضت بنسبة 10%. أصبح أخفّ بكثير.

“وداعًا.”

شقّ رمح الفأس الهواء وقتل الرماة.

خشيتُ أن تبدأ الموجة التالية مباشرة، فنظرتُ إلى الأفق البعيد.

في اللعبة ، هناك زر “الرّاحة”.

[انتهت المعركة الأولى. هل ترغب في الرّاحة؟ 

▷ نعم 

▶ لا]

في الإعدادات، يتيح زر الرّاحة استراحة تتراوح بين 10 إلى 20 دقيقة.

لكن في الوضع الصّعب، لا أعرف إن كان وقت الرّاحة متاحًا أم لا.

أتمنّى أن يكون موجودًا.

“نجحنا! يبدو أنّكِ فعلتِها، آنسة إبريل!”

أطلّ زيان من البرج البعيد، فابتسمتُ له بمرح وفرح.

كان يصرخ بشيء بصوت مرتفع، والمدهش أنّني سمعته رغم المسافة. 

“السيد زيان!”

حتّى لو كان بصر زيان ضعيفًا، فمن المفترض أن يرى شيئًا أبيض يلوّح بيده من هناك.

والآن، حان وقت ظهور مكافأة العنصر.

تظهر مكافآت العناصر دائمًا في البرج الأوسط.

ألم أخبرك؟ حتّى حوار الخصم يظهر.

بعد انتهاء لعبة الدّفاع، يذهب اللاعب إلى البرج الأوسط. 

كان مكانًا مفصولاً بحائط شفّاف.

هناك، إذا حصل اللاعب على العنصر، يشعر الخصم بالإحباط، وإذا حصل الخصم عليه، يُسخر من اللاعب.

‘أتمنّى أن يكون الوضع الصّعب مماثلاً.’

لوّحتُ بمرح أكبر لجذب انتباه زيان.

قفزتُ مرّة ولوّحتُ بذراعيّ، فشعرتُ أنّ زيان يبتسم.

يبدو أنّه سعيد.

بدلاً من العودة إلى البرج الذي يوجد فيه زيان، دخلتُ إلى البرج الأوسط، وهو أكبر برج دفاعي وقريب أيضًا، مما يجعله أكثر وضوحًا.

صعدتُ الدّرج. 

أصبح قلبي ينبض بسرعة.

‘أين هو؟ أين يكون؟’ 

رآني زيان فجأة وأنا أدخل هنا.

ربّما يستطيع زيان الوصول بسرعة عبر الجسر الذي يربط بين البرجين.

لا أعرف إلى أي مدى ستعمي درجة إعجاب زيان بي عينيه.

‘على الأقل، يبدو أنّه لا يعمل في حالات تتعلّق بحياته أو بقائه.’

بينما كنتُ أفكّر بسخرية، وجدتُه أخيرًا.

كان عنصر المكافأة على منصّة زخرفيّة في زاوية الغرفة. على الجانب الآخر المفصول بحاجز شفّاف، كانت هناك منصّة أخرى لكنّها فارغة.

التقطتُه.

ما هذا؟ 

كان خنجرًا. يشبه إلى حدّ ما سيف الرابيير.

[تمّ الحصول على العنصر.]

**خنجر القلب: يمكنه انتزاع قلب العدو.**

هل يعني ذلك أنّني سأعطي قلب العدو لهذا الوحش الذي ظهر في قاعة الولائم؟

‘لا، هذا لن يساعد الآن.’

قوّتي الحياتيّة المتبقّية 9.2% فقط.

إذا كانت حياة شخصيّة في لعبة، قد يقول المرء بسهولة إنّه يكفي عدم تلقّي ضربة أخرى، لكن الوضع مختلف هنا. الموت هنا يعني موتي الحقيقي.

كيف أتعافى؟

في اللحظة التي فكّرتُ فيها ، انطلق صوت: “الآنسة إبريل!”

انتفضتُ من الرّعب و نظرتُ إلى جانبي. 

السبب هو أنّ الشخص الذي ناداني لم يكن زيان. 

نظر إليّ الأرشيدوق كايل ، الذي بدا وكأنّه ركض بسرعة ، وهو يفحص حالتي.

أدركتُ أنّ الأرشيدوق كايل لم يكن يبتسم أبدًا.

“أين ذهب الآخرون بحقّ الجحيم؟”

“الآنسة إينيل في قاعة الولائم! وكذلك سموّ وليّ العهد. أمّا السيد ماكس، فلا أعرف.”

من يهتمّ بموقع ماكس؟ 

تردّد الأرشيدوق كايل، وكأنّه يريد قول شيء لكنّه لا يستطيع.

فجأة، انطلق صوت آخر: “الآنسة إبريل!”

نعم، هذا هو زيان الحقيقي. كان هناك قلق غريب في صوته.

“ما الذي يحدث؟ … الأرشيدوق كايل”

فجأة، أصبح الرّجلان يتربّصان ببعضهما. 

جلستُ القرفصاء وابتسمتُ ببراءة.

“جئتُ لأرى النّمل! كان هناك عشّ نمل هنا.”

لم أكن مهتمّة بالنّمل، لكنّني تظاهرتُ بالنّظر إليه. 

تنفّس زيان الصّعداء بعمق.

“هاه، كنتُ قلقًا.”

“إبريل قلقة على السيد زيان أيضًا! السيد زيان ضعيف، أليس كذلك؟”

ضحكتُ وأنا أتحدّث.

يبدو أنّه لم يلاحظ وجود العنصر هنا، أليس كذلك؟

“هناك نمل، بالفعل. حسنًا، لا أعرف نوعه، ربّما نمل منذ ألف عام.”

جلس زيان بجانبي. لا أعرف كيف يعرف أنواع النّمل.

ثمّ سألني: “هل رأيتِ شيئًا آخر أو شخصًا ما؟”

“الأرشيدوق كايل؟”

“لا، لقد وضعتُ فرضيّة. يبدو أنّ قوّة جيش الرُماة هذا تحقّقت بسبب مبدأ التكافؤ. بما أنّهم كانوا أقوياء جدًّا، فمن المفترض أن يُعطونا شيئًا لتحقيق التكافؤ. شيئًا كبيرًا …”

“امم، هذا صعب!” 

كم هو ذكيّ.

لم أكن أتوقّع أن يجهل زيان الأمر تمامًا.

ماذا لو اكتشف أنّني أخفيتُ العنصر؟ حسنًا، لا بأس.

‘كان جميلاً، فأرادت إبريل أخذه’، شيء من هذا القبيل، لن يهتمّ أحد.

لماذا لم أخبرهم؟ ‘نسيتُ ذلك.’

الوضع الصّعب يفرض لعبة دفاعيّة، لذا نمضي قدمًا. 

لكن بعد رؤية العنصر الأوّل، تغيّرت أفكاري قليلاً.

سأرى العنصر الثّاني، وإذا بدا أنّ جميع العناصر القادمة مرتبطة بالمهمّة، فسأجمّعها.

الأمر المؤسف الوحيد هو أنّ عناصر استعادة القوّة الحياتيّة، مثل الإكسير الذي كان أخي يمدحه، لم تظهر.

ربّما بسبب الوضع الصّعب.

فجأة، ألقى الأرشيدوق كايل شيئًا من الجهة المقابلة.

نظرتُ إلى صندوق سقط على الأرض في مكان يمكنني رؤيته جيّدًا.

“الآنسة إبريل ، أنتِ تنزفين.”

“ماذا؟”

نظرتُ إلى الأرشيدوق كايل بدهشة.

“أنتِ مصابة وتنزفين.”

تنهّد الأرشيدوق كايل.

“الآنسة إبريل تتطلّب عناية أكثر من إيفلين. حسنًا، ليس كلّ ذلك خطأكِ.”

“هل أصبتِ؟ الآنسة إبريل؟”

“لا أعرف.”

“كانت إيفلين تصرخ بصوت عالٍ وتتحرّك بجنون. قالت إنّ معصمكِ جُرح، وكيف يمكنكِ حمل السّلاح في هذه الحالة.”

آه.

هو المكان الذي خدشته أثناء حمل رمح الفأس.

أنا أفكّر فقط في الاحتفاظ بالعنصر إذا كان جزءًا من المهمّة، بينما كانت إيفلين تنظر إلى معصمي.

المشكلة هي أنّه لم يكن لدينا وقت للرّاحة بهدوء.

“لحظة، ما هذا؟”

شيء ما أطلق صوت “سااك-!” وهو يطير. على عكس صوت قطع الرّيح، تسبّب في تصدّع كبير في الحائط.

“الآنسة إبريل!”

احتضنني زيان.

كان رمحًا عالقًا في الحائط.

‘هذه المرّة رمح؟’

هذا جنون.

إنّه وحش مخفيّ.

هؤلاء هم الذين جعلوني أدور في حلقات لا نهائيّة بسبب حدث ظهور جنديّ الرّمح الذي أراد أخي رؤيته.

إنّه وحش صعب للغاية، ويظهر هنا الآن.

والأهمّ من ذلك، عندما يظهر جنديّ الرّمح، يظهر أيضًا “السّاحر الملعون”.

السّاحر الملعون هو عدوّ خاص يلقي لعنة على أحد أفراد المجموعة، معرّضًا إيّاه للخطر.