‘تذكّرتُ. يُشبه مباني الألعاب القديمة من نوع FPS.’
غالبًا ما كانت تلك الألعاب تُحاكي قواعد عسكريّة ، لذا كان من الطبيعيّ وجود بعض الخزائن المعدنية التي تحتوي على طعام قتال.
“يوجد شيء غريب هنا! السيد زيان!”
كان زيان يسير بتعبيرات مشدودة طوال الوقت، لكن نبرة صوتي الهادئة جعلت ملامحه ترتخي قليلًا.
غير أنّه، ما إن رآني أفتح الخزانة، حتى سارع إلى منعي.
“إنّه أمر خطير، يا ليدي. ماذا لو كان هناك وحش صغير بداخلها؟ لماذا تفتحين مثل هذه الخزائن أصلًا؟”
لأنّني فضوليّة. أليس من الطبيعيّ أن يفتح الجميع مثل هذه الخزائن ولو لمرة؟
لكن، وفعلاً، وُجد طعام قتال داخلها.
ربّما هو ذوق سيء من المصمّمين، فقد بدا وكأنّه ألواح شوكولاتة. لم أرغب في تناوله على أيّ حال.
على أحد الجدران ، كانت هناك عدّة أجهزة وأزرار ، بدت وكأنّها تعمل بطاقة سحريّة.
‘وغالبًا ما تكون هذه الأشياء معطّلة في العادة.’
وبالفعل، لم يكن التيار متصلاً بها.
[ارتفعت مودة المستشار زيان!]
من مظهره، بدا أنّ زيان فقد بعض الحذر، وكأنّه يظنّني منقذته.
صوت زيادة المودة كان يرنّ في أذني بجنون، لذا قمت بإغلاق التنبيهات.
‘بات لا ينخفض حتى.’
* * *
أوّل من ظهر هو الرامي.
بينما كنّا نحن في مقدّمة البرج، تمكّنا إينيل، وماكس، ووليّ العهد من دخول قاعة الحفل بأمان.
وبما أنّ زيان لا يملك روحًا، لم يكن باستطاعته مساعدتي إطلاقًا.
من الخارج، انطلق سهـمٌ باتجاهنا.
“سهم؟ سهمٌ جاء من الخارج!”
كان زيان يبدو مذهولًا، لكنّ وجهه سرعان ما تجمّد مع انهمار وابلٍ من السهام.
في الوضع العادي، كان علينا شقّ الطريق بين الرماة.
وقتها لم أكن أعرف حتى أنّهم رماة.
ففي الوضع العادي لم تكن أجسادهم ظاهرة.
كنت أظنّ فقط أنّ هناك وحوشًا كثيرة تُطلق السهام.
لكنّ السهام كانت قابلة لتفاديها تمامًا بالاختباء خلف الجدران.
وفوق ذلك، كانت السهام تُطلق بفواصل زمنيّة قصيرة و ثابتة، لذا كان من السهل الانتظار حتى ينتهي وابل السهام ثمّ الانقضاض عليهم.
لأنّه، ما إن ينفد سهامهم، يُصبحون بلا حول ولا قوّة.
حينها يمكن الاقتراب.
طبعًا، يمكن قتلهم أو تركهم أحياء. لكن تركهم يمنح الخصم نقاطًا مجانيّة، لذا لم يكن ذلك حكيمًا.
وفوق ذلك، في كلّ جولة من لعبة الدفاع بالطابق الثالث ، كان هناك حوار خاص يظهر حين يفوز الخصم.
الشرّيرة إيفلين كانت تقول:
[كما توقّعت ، الليدي إينيل غبيّة. لا يمكنها التفوّق عليّ]
كان الحوار مزعجًا ، لكن ليس بذلك السوء.
لكنّ حوارات إينيل … كانت تُفجّر ضغط الدم.
[لا بأس ، ليدي ديفنوا. إن لم تعرفي ، يمكنكِ التعلّم.]
كانت تقولها وهي تنظر إلينا بشفقة، كما لو كنّا مخلوقات مسكينة.
كان لـ إينيل عدد كبير من الحوارات الاستفزازيّة، لدرجة أنّني سمعتُ المئات منها.
لقد أغضبتني حقًّا في ذلك الوقت.
من وجهة نظر إيفلين، كانت إينيل مزعجة للغاية.
فكلّما قالت كلمة، كانت تسألها: “لماذا قلتِ هذا؟”، وإن لم تُجب، كانت تخبر الآخرين فورًا.
و حينها ترتفع نسبة الشبهة.
حتّى إنّ السبب الرئيسيّ لموت إيفلين في مسارها هو إينيل.
لذا كنتُ أكرهها.
بالطبع، حينها لم أكن أعرفها جيّدًا. وكنتُ أشتكي لأخي قائلة: “هذا من المفترض أن يكون لعبة رعب، لماذا يجعلون الضغط يرتفع هكذا؟”
وابل السهام لم يتوقّف.
بل صاروا يُطلقون قطع قماش مغموسة بالزيت و مشتعلة ، بل وحتّى سهامًا مطليّة بالسمّ.
“يا ليدي إبريل! لا تستنشقي! هذا سمّ قاتل! من زمنٍ مضى، عمره ألف سنة! لا يُمكن استخدامه إلا إن كانت النية القتل فعلًا …!”
“سمّ فظيع؟”
“ليس للشيطان، بل صُنع لمواجهة البشر قبل ألف عام. مات بسببه كثيرون. كثيرون جدًّا … كانوا غالبًا من الخونة.”
الخونة؟ هل هم أولئك الذين رفضوا العرش في أكويليوم؟
لحسن الحظ، لم تكن السهام الناريّة خطيرة، فجدران الأبراج الدفاعيّة كانت من الطوب العادي.
كان زيان يرجف شفتيه وهو يتحدّث.
“لو أصابنا هذا السمّ، لكان قصر الساحر الأعظم كلّه قد تآكل من أثر السمّ المنتشر. نطاقه واسع. ما نراه الآن … قد حدث سابقًا. أعتقد أنّني فهمتُ سبب رغبة الساحر في الانتقام منّا”
كنتُ أعلم أنّ هذا العالم مريع.
و أنا … كنتُ أتذكر …
تلك الجنازة كانت صامتة للغاية.
[جارٍ التزامن …]
حدث ذلك بشكل مفاجئ.
في الأحوال الطبيعيّة، كان يجب أن تكون الجنازة أكثر هيبة ، وبحضور بقيّة أفراد العائلة.
لم يكن أحد يتوقّع أنّ “لي سيو وو” الذي كان سليمًا ، سيسقط بهذه السرعة.
وكأنّ السماء عبّرت عن المشاعر التي لم تُقال؛ نصفها أزرق، ونصفها ملبّد كأنّه سيمطر.
تحت سماءٍ صافية لم تمطر، نظرتُ إلى التابوت ببرودٍ قاتل.
هناك ، كان يرقد مغمض العينين تمامًا. لا يتحرّك.
وجهه الجاد الخالي من الابتسامة لم يكن يُشبه ذاك الذي كان يبتسم لي دائمًا.
“لي سيو وو” … لم يعد أبدًا إلى العالم الحقيقي بعد موته.
سماء العالم الخفيّ ظلّت رماديّة، والرياح الباردة كانت تعبث بزهور “لا تنسني” الموضوعة جانب التابوت.
جلستُ بجانبه، وأملتُ جسدي نحو أخي النائم بهدوء.
“لي سيو وو …”
حتى همستي لم تجد منه ردًّا.
وجنتاه ما زالتا تحملان لونًا باهتًا.
عيناه المغمضتان لن تُفتحا مجددًا.
يبدو كأنّه على وشك أن يفتح عينيه و يبتسم لي بذلك الوجه الغبي مجددًا.
لكن موت الساحر الأعظم كان بائسًا إلى حدّ لا يُحتمل.
أغمضتُ عينيّ و أنا أرجو أن تُخفي الرياح هذا الشرخ الذي ظهر في داخلي.
[سأعود لأخذك، مهما كلّف الأمر]
كانت يد أخي الميّت باردة كالجليد. كانت هذه أوّل مرّة ألمسها.
عالم الظلال هذا … وذكريات الساحر الأعظم … لن تنتهي هنا.
هم … لن ينجحوا.
حين فتحتُ عيني مجددًا، لم يعُد هناك مكان للخوف أو التردّد.
بعيون باردة ، أمسكتُ بالسيف.
أنا … سأجعل ذلك واقعًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 78"