من التعبير العابر الذي ارتسم على وجه وليّ العهد ، شعرتُ أنّ غضبه لم يكن حقيقيًّا.
لكن، من الجيّد أن تتدهور العلاقة بين الاثنين.
لأنّ ذلك يعني أنّ زيان سيتّكل عليّ أكثر ، ولن يمدّ يد العون لبقيّة الرفاق.
“ليس هذا ما أقصده. ما أردتُ أن أسألك هو حقًّا …”
بادرتُ بمقاطعته قبل أن يتمكّن من قول شيء لزيان.
“إبريل ستتولّى الحماية!”
ضحكتُ بمرحٍ لأجذب انتباه الجميع.
“إبريل ستحمي أصدقاءها. سموّ الأمير، وليدي إينيل، هه، و السيد ماكس، والسيد زيّان أيضًا. لا أعرف عن الخصائص، لكن السيد زيّان صديق إبريل سواء امتلك خاصيّة أم لا.”
عدّدتُ على أصابعي بيدي غير الممسكة بالحربة، ثمّ التفتُّ نحو زيّان وابتسمتُ ببراءة.
“أليس كذلك، سيد زيان؟”
كنت أقول له وحده: أنا في صفّك فقط.
نظر إليّ زيان بذهولٍ، كما لو أنّ نور الشمس أضاء عينيه فجأة رغم أنّ الشمس لا تسطع هنا.
[ارتفعت مودة المستشار زيان بشكل كبير!]
حتى عندما بدأ ماكس يصرخ فجأة ، لم يعره أحد انتباهًا هذه المرّة.
“كنت أعلم أنّه السيد إيسنجريف! كنت أشكّ منذ البداية! لا يمكن لفرسان الإمبراطور المؤسس أن يحاولوا قتل وريثه. كلّ ذلك بسبب تلك اللعنة التي جلبها السيد إيسنجريف! والآن اعترف بنفسه أنّه فقد خصائصه!”
بدا أنّ ماكس لم يستطع تصديق أنّ الفرسان الذين طالما عظّمهم سيهاجمونه.
كأنّه مثل مشجّع اكتشف فجأة أنّ نجمًا كان يعشقه يريد قتله.
صمت طويل، ثمّ بدأ ماكس يتفوّه بسخافات حول “الحوار”.
“نعم! الحوار! إن علموا أنّ سموّ الأمير من سلالة الإمبراطور، قد يتراجعون أو يتفاوضون! أنا، ماكس، سأحلّ الأمر! سأخرج فورًا وأتحدّث معهم …”
لكن ذلك غير مسموح.
‘في أفلام الرعب، مَن يندفع هكذا دائمًا يلقى حتفه أولًا.’
ضربتُ مؤخرة عنق ماكس بقوة قبل أن يرتكب حماقة.
“سيد ماكس.”
“آآااه!”
كراش-!
سقط ماكس أرضًا و هو يحدّق بعينيه المتقلّبتين.
تساءلتُ ما إن كنت قد ضربته بقوة مفرطة، فأملتُ رأسي برفق.
“همم. غريب. السيد ماكس سقط أرضًا”
“ألم تقومي الآن بضرب عنقه ، يا ليدي إبريل؟”
وليّ العهد الذي بدا أنّه استعاد وعيه فجأة، ارتجفت عيناه كأنّ زلزالًا ضربهما.
“لكنّني ضربتُه برفق. لم يكن ذلك حتى كافيًا لتنويمه. لا ينبغي للأصدقاء أن يتقاتلوا ، أليس كذلك؟ يبدو أن السيد ماكس ضعيفٌ بعض الشيء. لا أحد من عائلتي كان كذلك.”
“عائلتكِ هي عائلة مركيز شَارون.”
بدت ملامح وجه إينيل شاحبة بشكلٍ غريب.
بما أنّ الأجواء هدأت نوعًا ما، بدأت إينيل تُنظّم الأدوار.
“بما أنّ السيد ماكس سقط، و الآنسة إبريل هي القوّة الوحيدة لدينا الآن، من الأفضل أن نتحرّك بشكلٍ منفصل. سموّ الأمير وأنا سنعود إلى قاعة الحفل ونطلب المساعدة من الموجودين في الداخل. أعتذر، ولكن هل يمكنكِ التصدي لهم، يا ليدي إبريل؟”
“إبريل ستفعل ذلك بكلّ جهد!”
تمامًا كما توقّعت.
“مع السيد زيان أيضًا.”
لكن، لم أكن أتوقّع أن يُرسلوه معي.
‘آه. فهمتُ الآن.’
رغم أنّ ملامحه لم تكن مشرقة، بدا أنّ حالة زيان تحسّنت قليلًا.
أدركتُ أنّهم لم يرسلوه كقوّة داعمة، بل كـ مراقب.
يراقب هذه النبيلة الحمقاء التي لا يُعرف ما قد تفعله.
لكن …
‘في الواقع، هذا أفضل.’
* * *
في العالم الخفي، لا يمكن الإحساس بتدفّق الزمن الطبيعي.
صباح ، ظهر ، مساء. ساعات ، دقائق ، و ثوانٍ.
ربما مضى يومان أو ثلاثة منذ دخولهم.
لكنّ زيان، الذي لم يشعر لا بالنعاس ولا بالإرهاق ، كان عالقًا في دوّامة فكر واحدة متواصلة.
معادلات ، صيغ ، شتّى أنواع المعرفة.
ومهما حاول تغيير اتجاه تفكيره، كان كلّ شيء ينتهي بصورة إبريل.
إبريل، التي أمسكت بالمفتاح دون شكّ.
‘السيد زيان! الدور الآن لإبريل!’
تنظر بجانبه و كأنّ من البديهيّ أن يكون هو هناك.
بوجه بريء للغاية.
في الدهليز المُغلق ، بدا وجهها كأنّه لم يفهم ما يحدث.
و في الخلف ، كان ظلّ الشيطان يحوم.
كابوس.
كابوس.
كابوس.
رغم معرفته أنّ قلبه لا يملك الأهلية ، فقد أحبّ إبريل.
كانت مشاعره نحو إبريل تتضارب مع اختناق مؤلم من وطأة الذنب.
هل كانت إبريل ، التي تمشي بخفّة نحو برج مواجهة الشيطان ، تدرك ذلك؟
“جيّد ، السيد زيان. القتال مع الأصدقاء أفضل من القتال وحيدًا”
هل كانت تعلم أنّه تخلّى عنها ذات مرّة؟
في البداية، لم يرَ زيان إبريل كصديقة مطلقًا. على عكسها.
وليّ العهد هو الوريث الإمبراطوري، و إينيل هي “المفتاح” ، و ماكس من النخبة المرشّحة لرئاسة الخدم التاليين في القصر.
أما إبريل ، فكانت من حزب النبلاء، ابنة مركيز شَارون، دون خاصيّة، ولم تكن ورقة تستحق أن يُمسك بها.
وها هو يندم بشدّة على أنّه تخلّى عنها.
‘إبريل ستحمي أصدقاءها. سموّ الأمير، و ليدي إينيل، هممم، السيد ماكس، و السيد زيان. لا أعرف عن الخصائص، لكن السيد زيان صديق إبريل سواء امتلك خاصيّة أم لا. أليس كذلك، سيد زيان؟’
كلمات تعني أنّها ستحميه مهما كانت الظروف.
في اللحظة التي أنقذته فيها إبريل ، بدت له كأشعة الشمس.
نورٌ اخترق عالمه المعتم المليء بالذنب.
لذا، أقسم زيان ألّا يرتكب الخطأ نفسه مرّة أخرى.
كان ممتنًّا بصدقٍ لأنّ إبريل كانت بريئة إلى حدّ يُطلق عليها “النبيلة الحمقاء”.
سيصبح صديقًا جيّدًا لها ، دون أن يُلحق بها ذنبًا آخر.
فرصة نجاتها بمعجزة كتفعيل خاصيّة المحارب في الوقت المناسب، لا تحدث مرّتين.
لذا، قرّر زيان أن يبقى إلى جانبها ليكفّر عن ذنبه.
“ليدي إبريل.”
“نعم؟”
سأمضي حياتي أُكفّر عن ذنبي تجاهك.
فكّر في ذلك، رغم علمه أنّها لن تفهم قصده.
ولم يُرد أن يُفصح عن خطاياه أو أسراره أمامها.
أراد، هذه المرّة، أن يكون هو مَن يُنقذ إبريل.
وإن لم يستطع، فعلى الأقل يكون مفيدًا لها، ويساعدها على الخروج من هذا العالم الخفي.
وعندما ناداها دون أن يتفوّه بشيء، نظرت إليه باستغراب.
صلّى في قلبه.
رجاءً، لا تكتشفي أبدًا ما اقترفتُه من آثام.
أرجوكِ.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 77"