“إن تجاهلتِ السؤال، يُعدّ ذلك خرقًا للعقد. لن يكون بمقدوركِ الوجود”
“كُلي. إن نزلتِ مباشرة دون المرور بالطابق الرابع والثالث والثاني بالترتيب، سنأكلكِ”
ازدادت حدّة الصوت المتكسّر و المُخيف: أزيز-! ، طقطقة-! ، طقطقة-! …
“ما هذا المكان أصلًا …؟”
حينها فقط، وكأنّه استعاد وعيه، توقّف وليّ العهد عن النزول وسأل، مدركًا أخيرًا ما كان على وشك فعله.
ضحكت اللوحات بصوتٍ غارقٍ في الخُبث والشر.
“أنشأه الساحر العظيم لقتل الإمبراطور والأربعة الخونة.”
“كلّ السحر الأسود قائم على التبادل المتكافئ. لا يمكن إدخال كائن حي إلى العالم المظلم دون مقابل. لا يمكن الحفاظ على هذا القصر طويلًا.”
“لذا، يجب أن تجتازوا الفخاخ واحدة تلو الأخرى، وسنُطلق سراحكم.”
مدّت إحدى اللوحات يدها بعنف.
“أخبرناكِ، إذًا أعطينا لحمًا. نريد لحمًا. لحم، لحم، لحم، لحم! دماء الكائنات الحيّة. فقط عين واحدة! أعطينا. أعطينا. أعطينا!”
حاولت إينيل، وقد استعادت رباطة جأشها، أن تقود المجموعة قدر استطاعتها.
“اهربوا! إلى الطابق الرابع! علينا أن نبدأ من هناك ونمرّ بالغرف تدريجيًّا إلى الأسفل! أعتقد أنّ هذا المكان أشبه بزنزانة أو دهليز!”
وبينما كنتُ أفكّر في مدى صعوبة وضع في اللعبة، ظللتُ أتساءل: لماذا في العالم وُضِعت مثل تلك اللوحات في سُلّم برج دفاعي؟
ركضنا بكلّ ما أوتينا من طاقة نحو الطابق العلوي مجددًا.
انفتح باب الطابق الرابع بصوتٍ صرير كأنّه خرافة كاذبة.
توقّفت اللوحات عن ملاحقتنا ما إن دخلنا الطابق الرابع.
كان زيان و إينيل يلهثان بشدّة ، و قد غطّى الشحوب وجهيهما من فرط الإرهاق.
“…أنقذتِني مجددًا، آنسة إبريل. هل تعمّدتِ حمايتي؟ كيف عرفتِ أنّ هناك لوحات هناك؟”
سأل وليّ العهد بنبرةٍ مليئة بالتعقيد.
كنتُ فقط أحاول منعه من النزول مثل شخصيّة ثانويّة تموت بلا معنى، لكن على ما يبدو فإنّني تصرّفت وكأنّني كنت أعلم بما سيحدث.
“لكن … إبريل لم تكن تعلم بشيء، أليس كذلك؟”
مال أحدهم برأسه متشكّكًا، لكن لا أحد بدا مقتنعًا.
“أخبِرينا بالحقيقة، آنسة. إذًا، لماذا صرختِ نحو الفراغ؟ ماذا تعرفين عن هذا القصر؟”
سألت إينيل بنبرة هادئة، لكن يدها كانت ترتجف قليلًا.
“في الحقيقة …”
“في الحقيقة؟”
“إبريل ملاك سقط من السماء!”
أجبتُ بابتسامة بريئة ومشرقة، وكأنّها أوّل مرّة نلتقي بها.
“…….”
لم يبدُ أنّ أحدًا قد اقتنع بكلامي.
كانت الإجابة ساذجة بشكل صادم، حتى بدأ الجميع يستعيدون وعيهم تدريجيًّا.
“أظنّني رأيتُ نوعًا من الهلوسة الآن …”
قالت إينيل وهي تمسك بين عينيها، بينما عبس ماكس ووليّ العهد.
“أشعر بشيء مماثل … لكن لا أتذكّر شيئًا.”
“و أنا كذلك.”
ثمّ قرّرنا الصعود مجدّدًا إلى البرج الدفاعي.
أثناء السير، بقي زيان صامتًا طوال الطريق.
وكان ماكس كذلك بشكلٍ غريب.
وعندما وصلنا إلى سلّم الصعود نحو الطابق الثاني، التفت وليّ العهد إلى زيان وأصدر أمرًا: “زيان. إن أمكن، قدّمني في الحماية. قد يكون هؤلاء جنود السلالة الإمبراطورية الأولى، لكنهم ما زالوا وحوشًا من عالم الظلال. قد يهاجمونني كبقيّة الوحوش.”
“…هذا غير ممكن.”
سادت لحظة من الصمت الثقيل كالجحيم.
“ماذا؟”
“أعتذر … يا صاحب السمو.”
كنتُ أتساءل فعلًا عن شيء كهذا.
هل يثق أعضاء معسكر البطلة ببعضهم فعلًا، أولئك الذين كانوا مستعدّين للتخلّي عنّي في لحظة واحدة؟
نادَى زيان الأرواح العليا مجددًا، وقد بدا عليه التوتّر:
“إسشينيلّا … لا تيوم … ليفاسا … فينين …”
رغم علمه المسبق أنّه سيفشل، إلا أنّه لم يكن يملك خيارًا سوى المحاولة.
كان ذلك في حدّ ذاته دليلًا على أنّه بدأ يُدرك أنّه قد يتحوّل إلى ورقة محروقة عديمة الفائدة مثلما حدث معي.
فهو لا يملك شيئًا حاسمًا ، مقارنة بفتاة تحمل صفات “المحارب المجنون”، وساحرة تُعتبر أكثر كفاءة، رغم أنّها ليست بمستوى الساحر الأعظم.
بَغتةً، انتشرت حمرة صامتة.
اندفعت الدماء من داخل زيان، وتدفّقت على الأرضية دون صوت.
غطّى فمه بيده، لكن الدماء كانت تتسرّب، وقد لطّخت عباءة الساحر وثيابه.
كان ذلك ثمن محاولته استدعاء روح عليا دون امتلاك المؤهّلات اللازمة.
“أوهه …! كح، كح …”
انحنى زيان على نفسه من الألم.
“زيان!”
“يا صاحب السمو … لقد فقدتُ خصائصي. لا يمكنني استدعاء الأرواح العليا. في هذا العالم الذي أنشأه الساحر الأعظم، لا تعمل لا سحري ولا أرواحي”
“……!”
“لم أعد أُشكّل أيّ قوة قتاليّة. ولا يمكنني حتى أن أُرافق سموّك لحمايتك”
في تلك اللحظة، ارتجف صوت زيان.
ورغم أنّها كانت لمحة عابرة، إلا أنّ تعبير وجهه أوضح للجميع مقدار اليأس الذي يملأه.
“هل هذا ما تشعر به فعلًا؟ الآن؟”
سأل وليّ العهد بصوتٍ باردٍ إلى حدّ الصقيع.
شعرتُ حينها بنفور من نبرة صوته الباردة.
‘ما الذي يحصل مع وليّ العهد؟ هو شخص يُجري حساباته داخليًّا حين يُصبح أحدهم بلا فائدة، لكنّه لا يُعبّر عن غضبه علنًا فقط لأنّ خصيصة أحدهم قد اختفت … أليس كذلك؟’
بالنسبة لي، فإنّ هذا ليس أمرًا جوهريًّا في الوقت الحالي، خاصّة وأنا أحاول الانفصال عن هذا المعسكر.
لكن يبدو أنّ زيان، المحاصر بالضغوط، أساء تفسير ردّة فعل وليّ العهد على أنّها رفض له بسبب “عديم الفائدة”.
“أعتذر …”
الانقسام الداخليّ أمرٌ جيّد، خاصّة إن وقع قبل أن أُبدّل معسكري.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 76"