ما إن خرجنا من الباب الموجود بجانب البوّابة الضخمة للبيت، حتى ظهرت أمامنا برجٌ بارتفاع طابق ثالث أو رابع.
نظر وليّ العهد إلى البرج بنظرة متعجّبة.
“ما هذا؟”
“إنّه برج بُني منذ ألف عام لمواجهة الشياطين، يا صاحب السمو. الغرض منه منع العدوّ من اقتحام القصر من الداخل. من المفترض أن هناك ستّة أبراج أخرى تُحيط بمدخل القصر.”
أجابت إينيل.
الأبراج السبعة كانت تُشبه أبراج المراقبة. مثلما في ألعاب الدفاع الشهيرة.
ثلاثة في الجهة الغربية التي خرجنا منها. و ثلاثة أخرى في الجهة المقابلة الشرقية التي خرجت منها إيفلين.
وفي المنتصف، حيث خطّ الجبهة الأمامي، كان هناك البرج الأكبر حجمًا.
الأبراج متّصلة ببعضها من الأعلى بجسور معلّقة.
ولو نظر المرء إلى هذه الأبراج من السماء، لرآها على هيئة نصف دائرة تقريبًا.
“يُقال إنّه في الماضي، قبل ألف عام، كان الناس يقاتلون العدو من أعلى هذه الأبراج. وجود أبراج كهذه تحديدًا أمام بوّابة القصر يُشير إلى رغبةٍ في خلق توازن ما. أظنّ أنّه من الأفضل أن نصعد لأعلى هذه الأبراج ونستخدمها في القتال”
وبناءً على كلام إينيل ، صعدنا إلى أقرب برج خلفيّ.
ما إن صعدنا حتى انتابني شعور غريب يُشبه القشعريرة.
كيّضح-! ، كيّضح-!
كأنّ هناك صوت ضحكات خافتة تتردّد من مكانٍ ما.
شعرت كأنّ هناك من يُحادثني.
دخلتُ في حالة من الذهول و الانفصال عن الواقع.
وبدون وعي، وجدنا أنفسنا نسير في الطابق الرابع من القصر.
كنتُ ألعب لعبة.
على الشاشة كانت هناك وضعية “الوضع الصعب”، وتتحرك البطلة إبريل.
‘لحسن الحظ أنّهم لم يطلبوا العودة إلى الطابق الخامس.’
من منظور الشريرة إيفلين، لا يُمكن النزول إلى الأسفل إلّا بعد العودة والتأكّد من أنّ باب الطابق الخامس لا يُفتح.
أتذكّر تمامًا كيف كان أخي يتوسّل لإيفلين في اللعبة، وهو يبكي، راجيًا ألّا تعود إلى قاعة الاحتفال لأنّ ظلّ الوحش كان مخيفًا.
‘آه، صحيح. الوحش الذي كان من المفترض أن يظهر في قاعة الاحتفال ليس هو الذي ظهر لنا قبل قليل.’
بينما أتذكّر ما حدث في تلك المرحلة من اللعبة التي لعبتها منذ سنوات، بدأتُ أسير على خُطى تلك الذكريات.
كنتُ قد نسيت الأمر، لكنني تذكّرت أنّ الوحش الأصلي الذي يظهر في قاعة الاحتفال كان مجرّد ظل ضخم.
عندما تنطفئ الأضواء أو الشموع، كان يُحدث ضجيجًا وهو يندفع نحوك ليُقلّل من صحّتك قليلًا.
لكن طالما هناك ضوء، لا يستطيع فعل شيء. ونمطه بسيط جدًّا لدرجة أنّ مواجهته حتى في الظلام كانت سهلة نسبيًا.
أتذكّر أنّني أنهيت تلك المرحلة بدلًا عن أخي الذي لم يستطع تجاوزها وكان يصرخ طوال الوقت.
“…….”
أُفكّر أنّني أُمارس لعبة، لكن كلّ شيء من حولي يُشبه لعبة واقع افتراضي ثلاثيّة الأبعاد، وليس مجرّد لعبة ثنائية.
شعرتُ كما لو أنّني تحوّلت إلى إبريل الحقيقيّة.
ظهر باب الطابق الرابع وكأنّه يدعوني للخروج، لكنني مررتُ عبره عدّة مرات.
رأيتُ دمًا أحمر قانيًا.
والضحكات الخافتة التي كنت أسمعها صارت تزداد حدّة وتحمل نوايا خبيثة.
“تجاوزتِ الحدود، أليس كذلك؟”
“لقد خالفتِ القواعد.”
“أنتِ فقط تواصلين النزول.”
“إن خرقتِ العقد، يحق لنا أكلكِ.”
“تخلّيتِ عن الآنسة ماري، أليس كذلك؟”
“لذيذة … فعلًا لذيذة.”
من الواضح أنّ الاستمرار في السير يعني الموت. لقد كان “علم موت” واضحًا.
“… أظنّ أنّه لا ينبغي لنا التقدّم أكثر. من الأفضل أن نتوقّف هنا.”
قالت إينيل رأيها بنبرة هادئة، رغم أنّ وجهها أصبح شاحبًا قليلًا.
قضم-! ، قضم-! ، كيّضح-!
دَوِيّ-! دَوِيّ-!
“انزلوا. انزلوا. انزلوا. انزلوا”
“انزل الآن! انزل!”
“لذيذ. لذيذ. لذيذ!”
الهمسات المليئة بالشرّ تحوّلت فجأة إلى صراخٍ مفزع يحثّنا على النزول إلى الأسفل.
رغم أنّ المصابيح كانت مضاءة، إلا أنّ الدرج المؤدّي إلى الأسفل بدا مظلمًا بشكل غير طبيعي، وكأنّه هاوية سوداء.
بدا أنّ وليّ العهد يتردّد، ثم ابتسم وكأنّه مسحور.
“أليس من المحتمل أن يكون هذا فخًّا؟ ربّما يحاولون منعنا من النزول … سأنزل.”
كان كلامه يشبه تمامًا ما يقوله الضحيّة في فيلم رعب قبل أن يموت في بدايته.
لو كان مجرّد شخصيّة ثانويّة، لما اهتممتُ إن نزل ومات، لكنّه ليس كذلك.
إن مات وليّ العهد، الذي سيخلف الإمبراطوريّة، ونحن برفقته، فكيف سيكون موقفنا حين نخرج من هنا؟
“يا صاحب السمو!”
وقفتُ أمامه بسرعة لأمنعه من النزول.
“هل تحاولين منعي من النزول أيضًا، آنسة؟”
“نعم! وبدلًا عنك، سأسألهم بنفسي.”
ابتسمتُ بلطف و أنا أُغمض عينيّ قليلًا.
إبريل جميلة بدرجة تجعلها تتفوق على البطلة والشريرة من حيث الجمال.
وبالفعل، لوهلة، تجمّد الثلاثة ونظروا إليّ وكأنّهم مسحورون.
رفعتُ يدي لأُشكّلها كأنّها مكبّر صوت، وصرخت بصوتٍ عالٍ نحو الفراغ: “يا جماااعة! إن نزلنا، هل ستأكلونني أنا ووليّ العهد؟”
هل ستأكلوننا؟ هل ستأكلوننا؟ …
تردّد الصدى.
“تبدين كمجنونة!”
في اللحظة ذاتها، تغيّرت نظرات إينيل فجأة لتُصبح باردة.
[انخفضت نسبة إعجاب إينيل بكِ بشكلٍ كبير.]
دَوِيّ-! دَوِيّ-! دَوِيّ-!
ثمّ وقع أمرٌ غريب.
مع دويٍّ عنيف، بدأت الجدران تهتزّ.
ودخل النور الساطع من الأعلى.
عندها فقط أدركنا أنّنا كنا نسير في الظلام دون أن ننتبه، وكأنّنا كنّا تحت تأثير سحرٍ ما.
أضاءت كريستالة الضوء السحرية الموجودة في أعلى الطابق الخامس بالكامل.
ثمّ ظهرت لنا اللوحات التي كانت تُغطّي الجدران بكثافة.
“مستحيل …! كانت هذه موجودة؟ قبل قليل لم يكن هناك شيء على الجدران!”
تحدث المستشار زيان بوجهٍ شاحب وهو يتراجع إلى الخلف.
لوحاتٌ غريبة الشكل تبتسم ابتساماتٍ واسعة وتُوجّه أنظارها نحونا.
كانت هناك أيضًا لوحة تخرج منها يد بشعة مزّقت القماش و كأنّها ستخرج من الإطار.
“كنّا سنخرج.”
“كنّا سنأكلهم.”
“كنّا على وشك السيطرة الكاملة.”
من داخل اللوحات ، بدأت أيدٍ سوداء تضرب الزجاج الذي يحبسها كما لو أنّها غاضبة لأنّها لم تستطع الخروج.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 75"