[لقد دخلوا بعد دقيقة من الوقت المحدد. لم يكن أمرًا شائعًا، لذا أتذكره-]

عاد صوت الراوي من جديد.

كان هناك من يدخل القاعة، لكن لا يمكن رؤيته بالعين المجردة.

بعض الأرواح غير المرئية جلسوا إلى مقاعدهم.

كانت ملابسهم فاخرة، مما سمح لنا باستشعار وجودهم رغم عدم رؤيتهم.

كان طاول العشاء الطويل يحوي مقعدًا واحدًا شرفيًا للضيف، وأربعة مقاعد عادية، بالإضافة إلى مقاعد شبه شرفية أدنى قليلًا من المقعد الرئيسي.

عاد زيان بعد أن سلّم يوريل، ووقف إلى جانب وليّ العهد و ماكس.

“قلبي يخفق بقوّة! لم أكن أتخيّل أنّني، أنا ماكس، سأحظى يومًا بمشاهدة مائدة العشاء التي جلس فيها الإمبراطور المؤسّس. كيف لا أُسيء إلى هذه اللحظة العظيمة؟”

“نظرًا لأن هذا من العصر الأول للإمبراطورية، فالبروتوكولات ليست معقّدة. يمكنكم الحديث، لكن يُرجى الامتناع عن إزعاج أجواء الطعام، يا سيّدي.”

رغم توبيخ زيان، كان ماكس يبتسم ببهجة غير معتادة.

تحرّكت خمسة كراسٍ من تلقاء نفسها، وبدأت أدوات الطعام بالتحرّك أيضًا.

وهكذا، بدأ العشاء رسميًّا.

ثم، سُمع فجأة صوت خافت يشبه “خشخشة” أوراق، وكان مصدره “إينيل”.

بدت متفاجئة للحظة، ثم أخرجت ورقتين وكأنّها تذكّرت شيئًا مهمًّا.

كانت تلك الدعوة والمذكرة الرسمية التي حصلنا عليها في منطقة الزهور الآكلة للحوم.

“أحضرتُهما معي من الطابق الثالث تحسّبًا لأي طارئ… الصوت صدر من هنا. دعونا نفتحها.”

ما هذا الإعداد المتقن …

كالعادة، البطلة في اللعبة كانت تُسجّل كل شيء تشك فيه.

عرضت “إينيل” أولًا دعوة العشاء التي كانت ملطّخة بالدم، ثم ظهرت علامات على الوثيقة الرسمية.

<برنامج زيارة دوق “أكويليوم”>

تقديم الهدايا … أصبح تعطيرها مستحيلًا.

العشاء … استدعاء الطهاة من المطبخ.

تنظيف القصر … جميع الخدم.>

لم تختلف كثيرًا عن الدعوة التي عثرتُ عليها، سوى بعض الملاحظات الإضافية في الأسفل.

<طاقم مطبخ خارجي – تخصيص طاقم خارجي لتحضير المكونات، الخادمة لورا، الخادم غارون، والسيّد فينتر الذي يُجيد تقطيع اللحم في المطبخ>

ثم، عاد صوت الراوي مجددًا.

‘قالوا أحضر قلب أكويليوم، فكيف أفعل؟ لا بدّ أن أحد هؤلاء الوحوش هو أكويليوم.’

مقعد السيّد صاحب القصر، الساحر العظيم، لم يتحرّك.

ورغم غياب المقعد، وُضعت أدوات الطعام أمامه بشكل منتظم.

في تلك اللحظة، استدار جميع الخدم عديمي الرؤوس إلى جهة واحدة.

نحو باب ظهر فجأة في قاعة العشاء.

في لعبة الدفاع ، يبدأ الحدث عندما يدخل الوحش إلى القصر و تظهر الأبواب المزدوجة المؤدّية إلى الخارج.

لكن، حدثت مفاجأة غير متوقّعة.

ظهرت تلك الأبواب في منتصف العشاء فجأة.

في الوضع الصعب، يُفرَض عليك خوض المرحلة الإضافية إجباريًّا.

في الوضع العادي، كانت المرحلة الإضافية اختيارية فقط.

ثم، دوّى صوت قوي.

شخصية ما اقتحمت القاعة وسقطت متهاوية.

سقط على الأرض وحشٌ يرتدي درعًا يشبه الفرسان.

في اللعبة، كانت تلك الوحوش تبدو كظلال غريبة، لكن الآن أمامنا فارس حقيقيّ بكل وضوح.

حذّرت إينيل: “أعتقد أنهم فرسان قصر الساحر العظيم! يجب أن نخرج ونستكشف، يا جلالتك!”

“مفهوم!”

ركضنا معًا باتجاه الباب الأماميّ للقصر.

الذين خرجوا هم مجموعتنا و مجموعة “إيفلين” فقط.

رغم أن الوضع هو “الوضع الصعب”، إلا أنّ هذا الجزء يبدو مطابقًا لما في اللعبة الأصلية.

رأينا مجموعة “إيفلين” على الجانب الآخر من القاعة.

الوحوش التي كانت تظهر في الوضع العادي، استُبدلت بالكامل بوحوش فرسان من الحرس الإمبراطوريّ الأول.

قال وليّ العهد، وقد تبدّل وجهه الذي كان مطمئنًا:

“بهذا العدد من الفرسان، أظنّني فهمت. لقد سمعتُ أن الإمبراطور المؤسس كان يملك قوّة خاصّة يُطيح بها أعداءه.”

“هؤلاء جاءوا لارتكاب مذبحة في قصر الساحر العظيم. وإن لم نوقفهم، سنموت جميعًا.”

لقد بدأت لعبة الدفاع فعليًّا.

وهذا يعني شيئًا آخر …

أنّ قوّة زيان القتالية أصبحت صفرًا.

“سوف أستدعي الأرواح العليا! فيريشي تيووم إلنيرو!”

لم يحدث شيء.

وفي نفس اللحظة، سعل زيان بشدّة، فخرج بعض الدم من فمه.

“الخاصيّة …؟”

واختفى لون الدم من وجهه.

زيان ذكيّ.

فهو قادر على حساب العواقب فورًا إن علم الآخرون باختفاء خاصيّته.

غطّى فمه بيده، ووجهه شاحب كصفحة بيضاء.

‘إنه يُظهر وجهًا يقول: لا يجب أن يحدث هذا …’

زيان ذكيّ.

حتى لو أدرك اختفاء خاصيته، سيبقى صامتًا مؤقّتًا.

لحسن الحظ، كان عدد الوحوش الهائل كافٍ لجذب انتباه الجميع، فلم يلاحظ أحد تقيّؤ زيان للدم.

في الوضع العادي، حين تُستخدم ساعة الجيب الخاصة بالخادم لسرقة خاصية أحدهم ، يظهر رد فعل مميز عند بداية الحدث.

[يوريل: … لا أشعر بشيء.]

[إيفلين: ما الذي تقوله؟ لا تهذر.]

[كايل: هذا مزعج … لم أعُد قادرًا على “الاختباء”.]

[إيفلين: لا تُزعجني، كايل.]

[كايل: … لحظة، لا تقصدين أن مجرد حديثي يُزعجك، صحيح…؟]

أخي كرّر استخدام ساعة الخادم على يوريل لأنه أراد نهاية سعيدة معه، لذا أتذكّر هذه الأجزاء جيّدًا.

وبحسب قول دوق كايل لاحقًا:

[كايل: إن لم تكن الخاصية موجودة أصلًا ، فربّما لم يلاحظ أحد شيئًا. لكن إن اختفت بعد أن كانت موجودة ، فلا يمكن لصاحبها أن يجهل ذلك. هذا مستحيل ، إيفي.]

في اللعبة ، حين تلتقي إيفلين بالزعيم الأخير، تحاول التظاهر بأنها ليست “المفتاح”، لكنها تفشل، وهنا يُقدّم كايل هذا التحليل.

لذا، زيان لا بدّ وأنه أدرك تمامًا أنّ خاصيّته اختفت … وأنه أصبح عديم الفائدة