«سُعدتُ بلقائكم! الليدي إينيل! و الجميع!»
لقبتها الطبقة الأرستقراطية بأنها “الساذجة”، ولكن كانت آبريل …
كأنّها نسمة عليلة قبل أن يحترق الجسد بحرارة الشمس.
«كنت أهرب من الوحوش، وانتهى بي الأمر هنا! سررتُ برؤيتكم جميعًا»
مجرد النظر إليها كان يبعث على الراحة.
إبريل لا تتصنّع. كانت تعبّر عن لطفها تجاه الآخرين بكلّ صدق.
ويبدو أنّها تعتبر وليّ العهد صديقًا لها.
حين تلتقي عيناها بأحد، تبتسم تلك الابتسامة الطاهرة، النقيّة من كلّ شائبة.
و كان ذلك يُبهر.
من بين جميع علاقات وليّ العهد البشريّة، كانت إبريل الوحيدة التي لم تُفرَض عليه بشكل مصطنع.
فـ إينيل، التي أُلحِقت به بأمرٍ من الإمبراطور لأنّها ذكيّة.
و ماكس، الذي رُبّي بإخلاصٍ مطلق ليُهيمن على القصر الداخليّ.
و زيان، الذي ارتبط به منذ الطفولة بفضل ذكائه وقوّته السحريّة.
لم يكن يكرههم.
لكن كلّ علاقاته بهم بدأت لأسباب محسوبة بدقّة.
أما إبريل ، فكانت مختلفة.
اقتربت منه أوّلًا دون أيّ غرض، وأسمَته صديقًا.
هو كثير الشكّ، وهي تعيش ببساطة وتجد الفرح في كلّ شيء من حولها.
كان وجودها يبعث فيه نوعًا جديدًا من المشاعر.
لكنّه لم يكن يعرف ما هو ذلك الشعور …
و حين قرّر ترك إبريل في الزنزانة حيث الشيطان، بدأ قلبه بالاضطراب.
‘ألم أحبّ الليدي أبريل فقط لأنّها شخص لا أحتاج للقلق كثيرًا عليه إن اختفى؟’
لم يكن ينظر إلى إبريل كمن يجب أن يحميه.
بل كمثالٍ يُحتذى به، كشخصٍ يعيش ببهجة حتّى في هذا العالم البائس.
وكان في أعماقه يأمل أن تظلّ قويّة، صامدة.
كان يعلم أنّ هذا الشعور أنانيّ.
ثمّ، عادت إبريل.
عادت أقوى من أن تُمزّق.
ومنذ لحظة قراره أنّه لن يخسرها، بدأت مشاعره تتأرجح.
عقله يعرف أنّه ارتكب خطأ فادحًا، لكن قلبه كان مفعمًا بالفرح.
وفي الوقت نفسه، كان يشعر بألمٍ غريب، كما لو أنّ صدره طُعن بإبرة.
أصبحت إبريل قويّة … ولن يفقدها بعد الآن، فهل يمكنه …
هل يمكنه أن يحبّها بكلّ قلبه الآن؟
هذه الفكرة الجامحة ظهرت في ذهنه دون وعي، فأفزعته.
في البداية، كان يحبّ مجرّد مراقبتها.
تلك الفتاة التي شدّت شعر ماكس، السجّين والرمز الإمبراطوري، دون تردّد.
بصراحة، ذلك أراحه كثيرًا.
وتلك التي تردّ بإجابات عجيبة بريئة تجعل الناس يضحكون.
نعم، في وقتٍ ما، حين يكون برفقتها، لا يشعر بأنّه الشمس، بل مجرّد آزيف.
وأدرك تدريجيًّا أنّ حُبّه لها ليس ناتجًا عن البهجة فقط، بل بدأ يشعر بالغيرة.
الغيرة التي أثارها ظهور رجال جدد حولها.
آزيف أكويليوم ، حين لا يكون شمسًا، كان إنسانًا مليئًا بالغيرة والشكّ، وكان … يودّ أن يحتجز إبريل لنفسه فقط.
ليست مشاعر طاهرة و جميلة فحسب.
وعند تلك النقطة، اعترف لنفسه أنّه يحبّها فعلًا.
قلب آزيف الذي سحقه تحت شمس العرش، بدأ يهمس.
‘لقد فعلتَ أمرًا لا يُغتفر لمن تحبّ.’
كما قال ذات يوم حين كان صغيرًا، حين تخلى عن نفسه، فهم آزيف أخيرًا.
كانت إبريل صديقة جيّدة. ضحّت لأجله. منحتهم جميعًا صدقها ودفء قلبها.
لكنهم، بدلًا من شكرها، تركوها.
غرقت روحه في الذنب و الندم.
فقد أدرك كم كانت إبريل شخصًا طيّبًا.
ومن قتلها ، كان هو.
أولئك الذين أرسلهم الإمبراطور ليتخلّصوا منها … لم يكونوا ليتركوها في الزنزانة لو أنّ آزيف رفض ذلك.
لم يكن يتوقّع أن يندم إلى هذا الحدّ.
وكلّما أصبح صادقًا أكثر تجاه إبريل، أصبح من الصعب عليه مواجهتها.
كلّ لحظة معها أصبحت وكأنّها اللقاء الأوّل.
لم يعُد قادرًا على معاملتها ببرود كما كان يفعل.
ندم مرارًا وتكرارًا على إيذاء من أصبحت ثمينة إلى هذا الحدّ.
«الليدي إبريل»
كانت عينا إبريل دامعتين.
شعر وكأنّ العالم كله ينهار من حوله.
«لماذا تبكين؟ هل أنتِ متألّمة؟ ماذا حدث؟»
«إبريل لا تبكي»
كانت دموعها على وشك الانهمار من تلك الرموش الطويلة، وأحسّ أنّه سيفقد وعيه إن رأى دمعة واحدة تسقط.
لم يعُد يفهم لماذا عاملها بذلك الشكل في الماضي.
لو كان بإمكانه تقديم الإمبراطوريّة كلّها مقابل أن تتوقّف دموعها، لفعل ذلك دون تردّد-
لم يكن هناك شيء أغلى منها.
***
نافذة المودّة – التفاصيل
▶ وليّ العهد: 97% (حبّ من طرف واحد)
الهدايا المفضّلة: كلّ ما يُقدّمه [■■■]
المشاعر تجاه [■■■]: تقدير، ندم، إعجاب، رغبة في الاحتجاز، تملّك …
***
معلومة: لا يمكن استخدام نافذة الحالة في “الوضع الصعب”!
معلومة: لا يمكن استخدام نافذة المودّة بالتفصيل!
نافذة المودّة لا تظهر للاعب!
[أوه، لم نصل سوى للطابق الثالث بعد. ما زلتُ أنتظر.]
صلاحية المدير: ما زال الوصول إلى نافذة المودّة مقيّدًا!
***
‘لماذا لا يستيقظ؟’
بسبب فقدان ماكس للوعي ، التفّ الجميع حوله.
مزحتُ بنبرة مرحة ، نصفها جادّ: “جلالتك، هل يمكنني وخز عيني ماكس؟ إنّها بيضاء تمامًا!”
“سيكون من السيّء أن يُصاب بالعمى. لكن إن كانت الليدي إبريل ترغب بذلك كثيرًا، فلتفعلي.”
تردّد وليّ العهد قليلًا قبل أن يردّ. وأنا أملت رأسي كمن لم يفهم.
“هممم؟ لم أفهم، هل يعني ذلك نعم أم لا؟”
“إن كانت الليدي إبريل تريده، فلا شيء يمنعكِ.”
كلّما فكّرتُ بالأمر، بدا غير منطقيّ. وراودتني رغبة حقيقيّة في وخز عيني ماكس.
من وصفني بالقطّة السارقة؟ إن كان لا بدّ من سارق ، فهو وليّ العهد.
صحيح أنّي رفعتُ المودّة، لكن من بدأ التصرّف كمهووس مريض لم يكن أنا.
تسلّل القليل من الغضب إلى صدري.
“أنا أعرف كيف أوقظه. ماكس، ميليسا وصلت”
كان ذلك اسم امرأة.
وفور سماعه، صرخ ماكس شهقًا، وأفاق وهو يلهث.
“قلتُ لها ألا تأتي! أهه؟ هاه؟ كان حلمًا …؟”
كان وجهه شاحبًا كالثلج.
وليّ العهد أطلق مزحة: “حلمٌ مزعج، ربّما؟ من النوع الذي تُقطَع فيه الرؤوس؟”
وماكس، وقد استوعب الموقف، أمسك رأسه ورقبته يتحقّق منهما.
“هاه! ر-رأسي … رقبتي! ما زالت هنا! يا إلهي!”
“هاه!”
أطلق يوريل صوت ضحكة خافتة ، رغم ملامحه الخالية من التعبير.
التعليقات لهذا الفصل " 65"