لقد أعاد إلى وليّ العهد نفس الكلمات التي سمعها منه سابقًا.
بمعنى: ‘أنتَ الذي وبّخني بسبب همسة، هل لديك وجه لتتكلّم الآن؟’
“أنتَ …”
جَمُد وجه وليّ العهد ببرود، وهمّ بالرّد.
“يا إلهي! هل تقصد الحذاء؟”
فتح ماكس عينَيه على وسعهما، وكأنّه سمع شيئًا لم يكن ليتخيّله.
ثمّ فتح فمه بذهول يكاد يشقّ وجهه.
“جلالتك! الأمر ليس عرض زواج، بل حذاء من العائلة الإمبراطوريّة … هل من الممكن أنّك تقدّم عرض زواج للآنسة إبريل؟ لا، لا يمكن ذلك. بالطبع لا. جلالتك تملك ذوقًا رفيعًا، أليس كذلك؟”
أهذا عرض زواج؟
ولم أكن أعلم أنّه كان تغزّلًا صادقًا.
على كلّ حال، ما معنى “لديه ذوقٌ رفيع”؟ وليّ العهد لا يستحقّني أصلًا.
… فلنكفّ عن الهروب من الواقع.
‘ماذا؟ وليّ العهد يحبّني؟ حقًّا؟ بشخصيّته تلك، قال ذلك علنًا أمام أفراد فصيل الإمبراطور وتحت أنظار يوريل، التابعة لإيفيلين؟ هذا إعلان صريح للغاية. لكن بناءً على ماذا؟’
بناءً على ماذا يا تُرى …؟
نسبة المودّة عند وليّ العهد لم ترتفع سوى عندما أمسكتُ شعر ماكس. لا أدري ما نوع التفاعل الذي حدث بيننا أصلًا.
أمسك ماكس مؤخرة عنقه.
“لا بدّ أنّكِ تغازلين جلالته”
وفي لحظة كنت أستغرب فيها الأمر ، صرخ فجأة بغضب.
راح يحدّق بي كقطّ بريّ، ثمّ صرخ بأعلى صوته: “أيتها القطة اللئيمة السارقة! لن أترككِ وشأنك! كيف تجرؤين على الطمع بجلالته؟!”
يبدو أنّ ولاءه لوليّ العهد تفوّق للحظة على خوفه.
رغم أنّ شعره انتُزِع، ورأى رمح الفأس، ما زال يصرخ.
“ماذا قلتَ ، يا سيد ماكس؟”
رفعتُ الفأس عاليًا واقتربتُ منه.
سقط ظلّ نصل الفأس فوق رأس ماكس.
عاد إليه عقله المفقود في لحظة.
“لصّة؟ سأقبض عليها! إبريل ستُمسك بها! لصّة، نعم! سيد ماكس، هل تعرف كيف يمسك الشجعان باللصوص و الأشرار؟”
وبسبب صعوبة إزالة دماء الشياطين، بدا المنظر أكثر بشاعة.
لكن مادّة الفأس خاصّة، لا تصدأ حتى مع تلطّخها بالدماء.
“يقطعون رؤوسهم!”
صرختُ ببراءة و كأنّي على وشك تنفيذ ذلك.
لكن ماكس لم يجبني.
“هممم؟”
اقتربت منه أكثر، فوجدته وقد انقلبت عيناه من شدّة الرعب.
“سيد ماكس؟”
ثمّ بدأ يزبد و سقط أرضًا.
“عينا سيد ماكس تحوّلتا إلى الأبيض!”
وانفجرتُ ضاحكة.
يوريل ووليّ العهد، وقد شهدا ما جرى، تراجعا عن التوتّر الذي كان بينهما.
جميع من في الغرفة كانوا يحدّقون في نصل الفأس المرفوع فوق رأسي، كأنّه مقصلة ضخمة.
‘أوه، أهذا هو السلام؟’
فأس واحدة تعلّم درسًا، وتجلب السلام.
كنتُ أُدرك تدريجيًّا الإمكانات اللامحدودة لهذه الفأس.
* * *
سقط قلبه إلى أعماق بعيدة.
حين رأى إبريل التي صعدت قبله إلى الطابق الثاني من المطبخ الداخلي، جالسةً على الأرض على وشك البكاء.
شعر وليّ العهد “آزيف” برغبة جامحة في أن يمنحها قلبه بالكامل.
لم يدرك أنّه يحبّ إبريل إلاّ في تلك اللحظة، وعندها فقط شعر بندمٍ مؤلمٍ حتى العظم.
من يصدّق أنّه أحبّ امرأة كان قد نبذها بيده؟
كلّ ذكريات وليّ العهد آزيف عادت إلى لحظة رؤيته لأشعّة الشمس لأوّل مرّة.
> “جلالتك ستكون تلك الشّمس!”
تذكّر ما قاله له أحد معلّميه أثناء درس خصوصي قديم.
كان أوّل من درّسه عن الإمبراطور المؤسّس.
تأسّست الإمبراطوريّة قبل ألف عام.
بعد أن دمّرت الشياطين القارّة كلّها خلال سنوات الغزو الطويلة ، جاء بطل من عالم آخر وقضى على الشياطين، وأغلق بوّابة الأبعاد.
الإمبراطور المؤسّس، أكويليوم، جمع بين كبار النبلاء وأسّس الإمبراطوريّة العظيمة.
وجلب السلام الأبديّ لها.
شمس؟ أنا؟
كان آزيف صغيرًا ويعلم أنّه لا يصلح ليكون شمسًا، فهو كثير الشكّ، وليس جديرًا بذلك.
وفي أحد الأيّام، استدعاه الإمبراطور.
> “أنتَ لستَ شمسًا.”
كان الإمبراطور الحاليّ، أباه، ساميًا للغاية ومخيفًا حدّ الرهبة.
يشبه الإمبراطور المؤسّس.
عيناك المتوهّجتان بالقرمزيّ كالنار، والوجه الهادئ الذي لا يعرف الخوف.
حتى إنسانيّته العارضة كانت تشبه تلك التي ذُكرت في أساطير التأسيس.
آزيف، على عكسه تمامًا.
أشار الإمبراطور بلا مبالاة إلى الدمية التي كان يحتضنها الطفل آزيف.
> “تلك ستُشقّ.”
كان لا يزال صغيرًا، يظنّ أنّ الدمى حيّة.
> “لكن … قد تتألّم الدمية حينها.”
نظر إليه والده غير مستوعب، ثمّ ضحك.
> “نمزّقها كي تتألّم. لأنّك غير كامل. يجب أن تفكّر مجدّدًا في كونك الشمس.”
ثمّ مزّق الإمبراطور الدمية أمام عيني وليّ العهد.
لكن ما مزّقه لم يكن الدمية فقط.
> “إلى أن تُصبح شمسًا، كلّ ما يحيط بك سيتمزّق.”
الطائر الذي ربّاه، الخادمة العطوفة، البستانيّ العجوز الذي كان يعتني بالحديقة … كلّ من لامسهم وليّ العهد بعينيه أو قلبه، تمّ “تمزيقهم” تحت مسمّى “الخطأ”.
الشمس يجب أن تكون شمسيّة.
بعد قراءته كتبًا عن الإمبراطور المؤسّس، أدرك آزيف ما كان يُطلَب منه.
عليه أن “يُمثّل” صورة المؤسّس، تمامًا كأبيه وسائر الأباطرة السابقين.
ومع مرور السنوات، بدأ يفهم السبب.
فمنذ تأسيس الإمبراطوريّة قبل ألف عام، لم يعد فصيل الإمبراطور قويًّا كما كان.
ازدادت قوّة النبلاء.
وظهر أثرياء من الطبقة العامّة، من البرجوازيّة وغيرها.
ولم يعُد النّسب الإمبراطوريّ وحده كافيًا للحُكم المطلق.
بقاء العائلة الإمبراطوريّة مرهون بكونها “تجسيدًا” لأسطورة المؤسّس في أعين الشعب.
وجودها قائمٌ على الموافقة الضمنيّة للشعب. على أن تكون “الشمس”.
ولذا، بدلًا من إنجاب عدّة أبناء تنشب بينهم صراعات، كرّس الأباطرة جهودهم لصناعة وريثٍ واحدٍ “كامل”.
لكنّه لم يفهم كلّ شيء … إلا بعد أن رأى شبح المرأة في القصر.
ولأوّل مرّة، لم يغضب أبوه منه. بل ابتسم له بابتسامة مشوبة بجنون غريب، وكأنّه يفهمه.
> “رأيتَها أنتَ أيضًا، أليس كذلك؟ تلك هي خطيئتنا الأصليّة”
عندها فهم وليّ العهد آزيف سبب سعي الأباطرة للكمال، وسبب جنونهم.
يعيش على أدوية اضطرابات الأعصاب.
يعاني من الشكّ والقلق، ويمضي أيّامه في هوّة من الإحباط.
ولم تصفُ رؤيته … إلّا عندما ظهرت إبريل.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 64"
ياي العاشق الولهان🥺