كنتُ قلقة من أنّ ازدياد نقاط الحياة قد أضعف قوّتي كثيرًا ، لكن يبدو أنّها ضعُفت قليلًا فقط.

رمح الفأس و تلك السكين الكبيرة تصادما في صراع قوّة.

لكنني سرعان ما أطلقتُ الوحش بعيدًا بكلّ سهولة.

بينما كان الوحش يتدحرج على الأرض ، اقترب منه يوريل.

عندها، كانت عيناه تتوهّجان بلون الدم القاني.

طعن يوريل الوحش بلا رحمة بسيفه. سال الدم بغزارة على الأرض، وسرعان ما توقّف الوحش عن الحركة.

<الجزار>

كانت خاصيّة خارقة تزيد قوّة الهجوم بشكل كبير عند مواجهة الأعداء ذوي الهيئة البشريّة.

خاصّةً في قصر الساحر الأعظم ، حيث تظهر الكثير من الوحوش ذات الهيئة البشريّة ، كانت هذه الخاصيّة مفيدة جدًّا.

وحين سقط الوحش، عادت عينا يوريل إلى لونهما الأسود الطبيعي. سألني بنبرة هادئة: “يوجد شيء بالقرب من حجر الشحذ الذي كان الوحش يستخدمه. هل ترغبين بالتأكّد؟”

“نعم!”

اقتربت.

وكانت هناك دعوة رسميّة ووثيقة، تمامًا مثل التي رأيتها في منطقة الزهور الآكلة للبشر.

** تمّ الحصول على عنصر.

دعوة عشاء مسائي مضرّجة بالدماء (عنصر نادر): تحتوي على أسماء المدعوين إلى عشاء المساء.

وثيقة رسميّة (عنصر عادي): كُتبت عليها خربشات! **

بما أنّ إشعار الحصول على العناصر ظهر، فهي تبدو مهمة بدرجة ما.

فتحتُ الدعوة لأرى إن كان قد تغيّر فيها شيء. 

على عكس الدعوة التي وجدتها في الساحة، لم تكن تتقطّر دمًا، بل عليها بقع دم بسيطة فقط.

بفضل ذلك، استطعتُ قراءة بعض الأسماء المكتوبة على الدعوة.

على الصفحة اليسرى: <جلالة ■■■ أكويليوم>.

وعلى الصفحة اليمنى: <اللورد أكويليوم>، وإلى جانبه أسماء بالكاد تُقرأ مثل: <شارون> ، <هاربن>.

“الجانب الأيسر هو صاحب الدعوة، والجانب الأيمن هم الزوّار.”

أخبرني يوريل.

لكن هناك شيء غريب.

إن كان الجانب الأيسر هو صاحب الدعوة، فيجب أن يكون صاحب القصر، أي الساحر الأعظم.

و بما أنّ اسم “شارون” مذكور ، فمن المنطقي أن يكون الجانب الأيمن هو الإمبراطور المؤسّس و أربعة من المساعدين الأوائل.

لكن لقب “جلالة الإمبراطور” لم يظهر سوى في الجانب الأيسر.

أي أن ‘جلالة ■■■ أكويليوم’ هو من دعا ‘اللورد أكويليوم’ إلى هذا العشاء.

وهذا ما يوضّح طبيعة عشاء المساء هذا.

أما الوثيقة الرسميّة، فقد كُتب عليها شيء إضافي:

<برنامج زيارة اللورد أكويليوم

تقديم الهدايا … تعذّر ذلك لاختفاء مكوّنات العطر

عشاء المساء … استدعوا جميع طهاة المطبخ. لا تتكاسلوا في المطبخ الخارجي.

تنظيف القصر … يشمل جميع الخدم>

ثم، فجأة، سقطت رسالة من فوق رأسي.

!! [تمّ الحصول على عنصر.

رسالة (عنصر مخفي): رسالة من صاحب القصر كُتبت إلى شخص ما بمشاعر خاصة!] !! 

قرأتُها تحت الضوء الخافت.

<إلى اللورد أكويليوم الذي أكنّ له المودّة:

أرفض عرضك.

أنا أعرف بالفعل الشمس الوحيدة التي تنير هذا العالم ببريقها الساطع.

قلبي لديه سيّد. تلك الشمس العظيمة تسطع على العالم بدفئها، تبهر كلّ من يتجرأ على النظر إليها، وتستحقّ الإجلال لمكانتها المحبوبة والرائعة.

قلبي لن يتغيّر أبدًا. القمر لا يستطيع أن يُحوّل الليل إلى نهار.

لكن، إن كانت كلماتك تعبّر فعلًا عن رغبة في السلام و التفاهم، فأنا أرحّب بك في قصري. أرفقتُ الوقت والتاريخ.

أتمنّى أن ينجو اللورد أكويليوم من غضب الحاكم ، وينال شيئًا من الرحمة واللّطف.>

بدت هذه الرسالة من كتابة الساحر الأعظم.

[لقد جمعتَ شظايا عن ‘؟؟؟ أكويليوم’.] 

رفعتُ رأسي نحو الأعلى.

وراء اللحم المعلّق في الخطاف، لوّحت يدٌ ظلّية كما لو كانت تُشيد بي، ثم اختفت.

خطرت لي فكرة أنّ تلك اليد هي التي أسقطت الرسالة.

في قصر الساحر الأعظم، وُجِد كلّ من الساحر الأعظم، و’جلالة ■■■ أكويليوم’.

لكنّ من سُجّل كالإمبراطور المؤسّس هو اللورد أكويليوم وأربعة من أوائل مساعديه.

‘ربما كانت هناك خيانة، أو ربّما اللورد أكويليوم كان هو الإمبراطور أصلًا. لا أعلم.’

أيًّا كانت الحقيقة، فإنّ اللورد أكويليوم و الأربعة الآخرين قتلوا الساحر الأعظم. هذه حقيقة ثابتة.

قرّرتُ أن أضع الورقتين في أسفل خانة من خانات المخزون.

المخزون

▷قطرة عطر

(خانة فارغة)

▷دعوة عشاء مسائي مضرّجة بالدم

▶وثيقة رسميّة

رغم أنّ يوريل رأى بوضوح أنني أستخدم المخزون ، لم يُبدِ أيّ ردّة فعل. لم يزد شكّه بي على الإطلاق.

“سيد يوريل! هيا نصعد!”

خرجنا من الغرفة إلى الخارج.

وهناك، رأيت المجموعة تحدّق في الغرفة السادسة بوجوه متجمّدة.

اقتربتُ منهم.

“ما الأمر؟ لماذا أنتم على هذا الحال؟”

“أثناء وجودكما داخل تلك الغرفة، حدث شيء غريب لهذا الباب.”

نظرتُ إلى الغرفة السادسة حسب ما قاله وليّ العهد.

وعندما اقتربتُ أكثر، لاحظت أنّ الباب قد أصبح قديمًا فجأة، كأنّه اهترأ. وكانت هناك بقع دماء لامعة عليه.

رغم أنّ هذا مطبخ حديث، إلا أنّ آثار خدوش الأظافر بدت باهتة على الباب، كما صدئت المفصلات بشكل غريب.

كيييييييييييييك-!

فجأة ، انطلق صوت صرير مروّع من الباب ، فجعل الجميع يتجمّد.

فتح يوريل الباب السادس بهدوء ، و قال بصوت منخفض: “آه.”

كأنّه أمرٌ عادي.

“بما أنّ لا أحد فتحه، قرّرتُ أن أفتحه بنفسي”

وراء الباب كان هناك ممرّ. 

لا ضوء فيه، فقط ظلام حالك يمتدّ إلى ما لا نهاية.

حسب الذكريات الجديدة، يوجد في المطبخ الخارجي ثلاثة وحوش.

‘رغم أنّه الوضع الصعب، فقد تظهر بعض التغييرات.’

الوحش الأول: خادمة تغلق مدخل المطبخ، وفمها مخيط. 

لقد تعاملنا معها.

الوحش الثاني: خادم يظهر في الممر، وعيناه مخيطتان.

الوحش الثالث: طفل يظهر في طريق مختصر من الطابق الثاني إلى قاعة الولائم، وأذناه مخيطتان.

إذا حكمنا من خلال الخادمة التي رأيناها عند المدخل، فالبقيّة أقوى بكثير من نسختهم في الوضع العادي.

وبما أنّني استعدت ذكريات الطابق الثالث، تذكّرت أنّ هذه الوحوش كانت تظهر فجأة فقط لتُرعب اللاعبين.

وفي الوضع العادي، لم تكن هناك أمطار من الدم، بل كان الغروب هادئًا.

وإذا حاولت الاقتراب من خادمة المدخل أو الحديث معها، كانت ترفع يديها عن وجهها وتقول:

[الخادمة ذات الفم المخيط: أعطني فمًا … فمًا!]

وكانت تظهر صورة مكبّرة لها فجأة لتفزع الناس. 

أخي كان يصرخ ويسقط عن كرسيّه حينها.

هذه الوحوش كانت تطارد اللاعب ، لكنّها تختفي إذا هرب إلى المنطقة التالية.

وباقي الوحوش أيضًا كانوا يطلبون الجزء المخيط من أجسادهم، ويختفون عند العودة إلى المكان لاحقًا.

‘لكن في الوضع الصعب، يبدو وكأنهم سيطاردونك حتى نهاية الجحيم. وسرعة حركتهم وهجماتهم كانت أعلى أيضًا’

لحسن الحظ، بفضل خاصيّة “المحارب المجنون” ، استطعتُ مواجهتهم.

كان ممرّ الغرفة يبدو على شكل زاوية قائمة.

ولهذا السبب، بدا وكأنّه مجرد ظلام لا نهائي.

“هل هذا هو الممر المؤدي إلى الطابق الثاني ، آنسة إينيل؟”

سأل وليّ العهد.