الطابق الثالث ينقسم إلى قسمين كبيرين: قاعة الولائم، والحديقة الجوية.
في المسرح الفرعي، أي الحديقة الجوية، يتقاتل الناس سياسيًّا ويُجرون مزادات، وهذا هو المحتوى الرئيسي هناك.
أما المسرح الرئيسي، أي قاعة الولائم، فالمحتوى الأساسي فيه هو الدخول في ذاكرة الوحش لتحضير الوليمة لضيوف مجهولين، ثم العودة إلى الواقع وتقديم جزء من الوليمة في صحن الوحش الفارغ.
المهم هو مكافأة مرحلة المكافآت في الطابق الثالث.
إن سُئلتُ إن كنت سأعطي هذه المكافأة إلى جماعة إينيل، فالإجابة واضحة بالطبع.
لن أعطيها إلى فصيل إينيل.
‘في الوضع الصعب، سيحتاجون بشدة إلى عناصر استعادة الطاقة، أليس كذلك؟’
أنا لست قدّيسة.
لا أنوي قتل أحد، لكنني أيضًا لست طيبة لدرجة أن أوزّع عناصر بهذه القيمة على من تخلّوا عني فقط ليساعدهم ذلك على النجاة.
ربّما ما أشعر به هو رغبة في الانتقام.
لذلك، سأقوم بتهريب كل العناصر التي تظهر في الطابق الثالث.
‘أولًا، عليّ الذهاب إلى غرفة الخادم. يجب أن أؤمّن العنصر الملعون الذي يسرق الصفات.’
ذلك العنصر اللازم لدخول تلك الغرفة من المفترض أن يكون في الطابق الثاني من هذا المطبخ الخارجي.
وأنا أعرف الآن تمامًا كيف أستخدم العنصر الملعون.
رغم أنّ الوضع الحالي هو “الوضع الصعب” ، فإنّ الخريطة وبنية المرحلة ليستا مختلفتين كثيرًا.
لذا، كما في الإعداد الأصلي، من المحتمل أن تستولي بطلة القصة والشريرة كلّ منهما على برج، ويبدأن لعبة دفاع.
وحين تبدأ لعبة الدفاع، سأقاتل “بمفردي”.
لأنّ جماعة إينيل لن يعرفوا أن هناك عناصر تظهر بعد كل موجة، يمكنني أخذها إلى مخزوني و تهريبها.
أو قد أخسر عمدًا أمام جماعة إيفلين بفارق بسيط.
هذا ما يُسمّى “منح العناصر عمدًا”.
أليس من الجيد أخذ الهدايا قبل تغيير الفصيل؟
‘ما الذي يُعجِب إيفلين يا ترى؟’
قبل أن أذهب، سأحاول تخريب أو سلب أكبر قدر ممكن من الفائدة التي قد تجنيها جماعة إينيل.
تلك العناصر التي تُعتبر “ضرورية لا مفر منها” عند الذهاب إلى العاصمة الخفية، لن أُعطيهم منها شيئًا.
‘سأستخدم ما أخذته جيدًا. هناك، في الطرف الآخر.’
هذا هو مستوى الثقة المتبادلة بيننا.
و هذا كافٍ كنهاية.
* * *
لو كانت الغرفة الأولى هي القبو، فإن الغرف من الثانية إلى الرابعة كانت فارغة.
إينيل كانت بارعة بطريقة غريبة في إيجاد المفتاح في الظلام.
تك-!
دخل الضوء الغرفة.
“لماذا … لماذا كل غرفة فارغة تمامًا!”
صرخ ماكس بعد أن رأى غرفة أخرى فارغة، و ردّد الصوت في صدى: “فارغة – فارغة -“
“واو، آنسة إينيل! الغرفة أُضيئت بسرعة!”
أثنيتُ على إينيل.
“شكرًا لكِ، الليدي إبريل. نظري الليلي جيد إلى حدٍ ما.”
“نظرك الليلي؟”
“يعني أنني أستطيع الرؤية بشكل جيّد حتى في الظلام. حتى لو لم يكن هناك ضوء ليلاً ، يمكنني رؤية ما أمامي إلى حدٍ ما.”
يا لها من تفصيلة غريبة. لكنني أثنيتُ عليها على أي حال.
“الآنسة إينيل رائعة فعلًا! أما إبريل ، فممم … لم تخرج يومًا دون ضوء. وبالليل يجب أن أنام!”
[ارتفعت نسبة إعجاب إينيل بكِ]
“صحيح. لم أكن أعلم أن قدرتي على الرؤية ليلًا ستكون بهذه الفائدة.”
الشخص الأخير الذي خرج من الغرفة كان يوريل، وكان لديه عادة إطفاء الأنوار عند الخروج.
وفور أن أطفأ يوريل ضوء الغرفة الرابعة-
طق-! ، طق-!
صوت طرقٍ خافت صدر من الجدار الداخلي للغرفة، وتردّد صداه في الغرفة الفارغة.
طق ، طق-
ارتعد ماكس والتفت مذعورًا.
“شـ … شبح؟ أم وحش؟ أنا أكره الوحوش أيضًا، لكن …”
يوريل تجاهل الصوت و كأنّه لم يسمعه، وأغلق الباب بهدوء.
عندها تكرّر صوت الطرق بشكلٍ متتابع وكأنّ عدّة أيادٍ تضرب الباب.
طق-! طق-! طق-! طق-! طق-طق-! طق-! طق-!
“لا تطفئوا الأنوار أثناء التجوال!”
صرخ ماكس مستغيثًا بيوريل.
“في الجهة الشرقيّة من المبنى، إن أطفأت الأنوار، مدير المكان يطاردك بالسيف. أطفئها إذًا؟”
أجاب يوريل بلا مبالاة، فأغلق ماكس فمه.
ليس هناك قاعدة تقول إن الوحش المعروف بـ”المدير” يظهر فقط في الشرق.
رؤية يوريل يقمع ماكس بكلمة واحدة تؤكّد أنّ العلاقات بين البشر تعتمد على التوافق الشخصي.
وفي الغرفة الخامسة التي وصلنا إليها، كانت اللحوم معلقة.
“أوه …”
فور فتح الباب، انتشرت رائحة الدم والرطوبة، فغطّى وليّ العهد أنفه وفمه.
“هذا المكان … يبدو خطيرًا”
نظر يوريل إلى المجموعة ليؤكّد: “من الأفضل أن أدخل أنا و الليدي إبريل فقط. هناك شخصٌ في الداخل يشحذ سكينًا”
وكما قال، سُمِع صوت خافت من الداخل: سساق-! ، سساق …
ربما لأنّه فارس ذو سمعٍ حادّ، أو لأنه يعرف صوت شحذ السكاكين جيدًا.
تبادلت إينيل و أفراد المجموعة النظرات.
ولم أنتبه إلا متأخرًا أنّ الجميع قلّل من كلامه بعد انضمام يوريل، باستثناء ماكس.
السبب كان واضحًا.
الجميع يراقبني، ينتظرون إن كنت سأقول شيئًا قد يكشف علاقتي بيوريل، الذي يُعد من جماعة إيفلين.
نظراتهم تشي بالشكّ و الحذر. كأنّهم يراقبوننا خوفًا من أن نُحيك مؤامرة.
“…هكذا إذًا. آنسة إينيل ، ماكس. لن ندخل”
أجاب وليّ العهد أخيرًا.
بعد أن حسب جميع الاحتمالات الممكنة ، كان هذا قراره الإجباري.
“إبريل، ستعود قريبًا!”
دخلتُ أنا و يوريل إلى الغرفة.
كانت مليئة باللحوم المعلّقة في خطافات حادّة تشبه تلك التي تظهر في ألعاب الرعب التي كان أخي يلعبها.
اللحم كان يلمع بلون أحمر ، ولا يُعرف نوعه.
وحين لاحظ يوريل نظراتي ، قال: “هناك اثنان فقط من البشر. إنّهم في الزاوية ولا يُرَون جيدًا”
رغم أنّني معتادة على الوحوش والمواد المقززة في الألعاب، فإنّ وجود هذا الكم من اللحم أزعجني بشدّة، حتى وإن كان عالمًا افتراضيًّا. لا أريد أن أقطّع شيئًا كهذا، ولو عن طريق الخطأ.
دون أن أبحث عن مفتاح الضوء، قرّرتُ التقدّم ببساطة.
فكرة تشغيل الضوء بدت مزعجة، ولم أعتقد أنّني أو يوريل سنتعرّض للقتل حتى لو ظهر وحش.
يبدو أن هناك ضوءًا صغيرًا في أقصى الداخل.
يمكنني التقدير من الظلال التي ألقتها الإضاءة على الجدار-شخصٌ ما يشحذ سكينًا ضخمًا.
وحش يبدو أنه يظهر فقط في وضع “الصعب”، لأنه لم يكن موجودًا في “الوضع العادي”.
ذاك الكائن سحب قطعة لحم و بدأ ينهال عليها ضربًا وهو يصرخ.
ثم ، وكأنّه لاحظ وجودنا ، استدار فجأة.
في لحظة، طار مصدر الضوء وتدحرج، فغيّر اتجاهه نحو السقف.
ثم بدأ صوت خطوات ثقيلة تقترب منّا.
رغم الضوء الخافت، كان كافيًا لرؤية ما أمامنا.
يبدو أنّ الوحش يتبع نمط هجوم بسيط و مباشر.
وأخيرًا، ظهر الوحش صارخًا وهو يلوّح بالسكين الضخم في يده.
“إنّه يشبه الوحش الذي رأيناه في قاعة الولائم تمامًا.”
“أجل، صحيح.”
الوحش الأسود ذو زيّ الطهاة.
لكن عند النظر إليه عن كثب، بدا أن ملابسه سليمة تمامًا.
دوووم-!
أوقفتُ سكينه العملاقة بإستخدام رمح الفأس.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 61"