ومع ذلك، كانت أجسادهم ملتفة نحونا وكأنهم يحدقون فينا جميعًا.
مشهد يوحي بالرعب، وكأنه مأخوذ من فيلم مرعب.
سادت أجواء من التوتر الثقيل بين الناجين.
الجميع كان مستعدًا لاحتمال انقضاضهم في أي لحظة.
وفي تلك اللحظة، سُمِع صوت غريب، كأنه مزيج من عدة أصوات، وكأنها راوية تشرح:
> “حين كان الجميع منشغلًا بالتحضير للعشاء…”
ثم شاهدنا الخدم بلا رؤوس يقتربون منا.
“إنهم قادمون!”
“استعدوا للقتال!”
“انتظروا لحظة!”
تدخلت إينيل بسرعة لإيقافهم قائلة:
“ليسوا عدائيين. عادةً، عندما ينوون إيذاء أحد، يحملون أسلحة، لكن الآن أيديهم فارغة. يبدو أنهم يقتربون لهدف معين. لو هاجمناهم، قد يتحولون إلى أعداء فجأة. لذا أرجو من الجميع أن يتصرف بحذر.”
بدا أن إينيل أدركت منذ البداية أن الأصوات الغريبة بمثابة نص إرشادي، وأن علينا الالتزام بالأدوار التي تحددها.
الفرار لم يكن خيارًا، فالعدد كان هائلًا.
اقتناع الجميع بكلام إينيل بدا واضحًا، إذ خففوا من حدة استعدادهم للقتال، لكنهم ظلوا على حذر.
اقترب واحد من الخدم بلا رأس، مرتديًا زي الخدم الرسمي، من مجموعتنا ومدّ يده بشكل مريب.
الغرض كان واضحًا:
> “أنتم من الضيوف الكبار… تفضلوا باللحاق بي إلى الحديقة الجوية.”
“ماذا نفعل؟”
“يبدو أن علينا مجاراتهم الآن.”
تبادل رفاقنا نظرات متوترة ثم قرروا اتباعه.
ثم شاهدنا خادمة بلا رأس تقترب من أحد الناجين بطريقة تبدو حيوية ولكنها كانت مخيفة ومقززة:
الأغلبية يتم اختيارهم كخدم القصر، وقلة قليلة كضيوف شرف.
قال زيان، موجهًا حديثه للآخرين:
“هل لاحظتم؟ يبدو أن هذه الكائنات توزع أدوارًا علينا.”
حتى ولي العهد أبدى دهشة طفيفة:
“إذن سيكون لنا دور أيضًا؟”
رد زيان وهو يتنهّد وكأنه يحدّث طفلًا:
“غالبًا. سنرى من سيأتي لأخذنا.”
كان تصرف زيان طبيعيًا لدرجة يصعب معها تصديق أنه قبل قليل فقط كان قد كشف عن مشاعره تجاهي…
لكن في ظل هذا الوضع الطارئ، من يفكر أساسًا في الحب؟
أكثر من نصف الناجين بدأوا بالانصراف مع الخدم الذين خصصوا لهم.
لكن، لم يسر الجميع على نفس النهج.
> “خدم التنظيف؟ ماذا تفعلون هنا؟ اتبعوني.”
وجه أحد الخدم بلا رأس حديثه إلى مجموعة من النبلاء.
كان رد فعلهم عنيفًا، إذ احمرّت وجوههم غضبًا:
“ماذا؟ تنظيف؟”
“نحن نبدو لك كخدم تنظيف؟”
“كيف تجرؤ!”
تذمرهم العلني جعل بقية الحضور يتهامسون:
“كيف لأمثالهم أن يتواجدوا هنا أصلًا؟”
“حتى لو كانت الحفلة مفتوحة، يجب ألا يتحدثوا بهذه الطريقة.”
“لا يزالون يعيشون وهم النسب والدم النقي.”
كان واضحًا أن سمعتهم سيئة.
> “ألا تعملون؟”
سألهم الخادم بصوت معدني أجوف.
فصاح أحد النبلاء ملوحًا بقلادة:
“أيها الوحش القذر! هذه قلادة مقدسة، بإمكانها تطهيرك!”
في البداية، بدا أن الخادم يتحلل إلى رماد، لكنه سرعان ما استعاد هيئته الأصلية.
> “لا خيار أمامي.”
وبحركة سريعة، تناثرت الدماء.
شخص ما انفجر حرفيًا أمام أعيننا.
ولحسن الحظ، أدرت رأسي في اللحظة الأخيرة، فلم أشهد المشهد البشع كاملًا.
كل ما تبقى في مكانهم كان بركة دماء.
ماتوا جميعًا، وبطريقة مروعة.
رغم كل ما رأيناه، لم نعتد أبدًا على رؤية الموت، وخاصةً بهذا الشكل.
منذ ذلك الحين، التزم الجميع بأوامر الخدم بلا رأس، ولم يجرؤ أحد على التمرد مجددًا.
بدأ الناجون يتوزعون على المهام:
من يزين الطاولات بالزهور، ومن ينظف أدوات المائدة، ومن يجهز الشموع، ومن ينقل الأطعمة، ومن يستدعي الموسيقيين…
نعم، سر هذه القاعة هو “أداء الدور” المطلوب منك.
طالما أديت دورك جيدًا، فرص نجاتك مرتفعة، خاصة في الوضع العادي.
في تجربتي السابقة، نجوت من هذه المرحلة بطريقة غريبة، لكن في الجولة الثانية، تعلمت أن ألتزم بسير القصة بالشكل الصحيح.
بالمناسبة، في الوضع العادي، حتى لو تمردت، لم يكن ذلك يؤدي إلى الموت الفوري.
كان الخدم بلا رأس يتبعونك ملوحين بلافتات:
> “عُد إلى مكانك.”
“قم بمهمتك.”
“ارجع قبل أن نقتلك.”
“سنبلغ كبير الخدم.”
“سنستدعي السيد.”
وبعدها يبدأون بمطاردتك.
صحيح أنهم لم يقتلوك فورًا، لكن الملاحقة كانت كفيلة بأن تجعلك تلتزم بالأوامر.
فكرت في الفرق بين الوضع العادي والوضع الصعب وشعرت أنني بحاجة لأن أكون أكثر حذرًا.
قالت إينيل لنا سرًا:
“يبدو أن الدور الذي نُكلف به يعتمد على التجربة التي خضناها في الطابق الرابع. حتى من بدّل مجموعته لاحقًا، يتم تقييمه وفقًا لمن كان معهم سابقًا”
بمعنى آخر، الخدم كانوا يراقبون كل صغيرة وكبيرة، ويدركون تمامًا علاقات البشر ببعضهم.
لمحنا مجموعة إيفلين من بعيد ، و قد كان يتم التعامل معهم بلطف خاص وهم يُقتادون عبر الدرج الشرقي الفخم.
مما يعني أنهم تلقوا معاملة تليق بالضيوف المميزين.
علق زيان قائلًا:
“يبدو أن السلم الذي استخدمناه للنزول يؤثر أيضًا.”
فجأة شحب وجه ولي العهد:
“إذا كان النزول عبر السلم الشرقي يمنحك معاملة راقية… فهل نزولنا عبر السلم الغربي يعني أننا سنقوم بأعمال الخدم؟ هذا لا يهمني، لكن… لم أغسل صحنًا واحدًا طيلة حياتي. ماذا لو أخطأت ومُتّ؟”
قال خادمه ماكس المرتجف:
“وأنا أيضًا، سمو الأمير! ماذا لو متنا؟!”
وفي تلك اللحظة، اقترب منا خادم بلا رأس ببطء.
ظهر التوتر على وجه الأمير وخادمه، وبدأ العرق البارد يتصبب منهما.
> “اتبعوني.”
وأخيرًا، تم تخصيص المهمة لنا:
> “إلى المطبخ. عليكم غسل الصحون.”
صمت ثقيل خيم علينا.
كانت وجوه ولي العهد وماكس مذهلة حقًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 53"