قبضت يدي بإحكام و حاولت أن أتمالك نفسي بأي طريقة ممكنة.
“أعرف أن من الصعب على الآنسة أبريل أن تتقبل الأمر. لكن، ليسوا هم. تعالي إلى هذا الجانب. إذا كان معسكرنا لا يروق لكِ، يمكنني أن أوصي بمكان آخر”
كانت إيفلين تنصحني بجدية.
ماذا يجب أن أقول؟
آه، لم أستطع التمثيل بأسلوب إبريل الساذجة.
حاولت أن أفكر في سبب يجعل إيفلين تهتم بي.
إذا كان عليّ التخمين ، فإن نسبة إعجاب إيفلين بي أقل من 50%، أقل حتى من أفراد معسكر البطلة.
لم يمضِ وقت طويل منذ التقينا، ولم تكن من النوع الذي يرتفع معدل إعجابه بسهولة.
كانت إيفلين تلك الشريرة في اللعبة، وعلى الرغم من أنها لم تكن سيئة تجاهي، إلا أنها لا تزال تهتم بالطبقية وكانت متعجرفة إلى حد ما، بغض النظر عن كونها غير بارعة في ذلك.
بالنسبة لي، لم يكن من المفترض أن تكون إيفلين أكثر من مجرد حاملة المفتاح الثاني. شخص اقتربت منه فقط لتحديد أسلوب تصرفي.
ومع ذلك، ها هي تقترب مني كإنسانة.
شعرت بالشك في نفسي.
أتمنى أن تكون إيفلين شخصًا جيدًا، لكن إن كانت سيئة، فذلك سيؤذيني، لذا بدأت أبحث عن أسباب لعدم تصديقها.
ما كان يأكلني من الداخل هو أنني ، كما لم تكن نوايا مجموعة إينيل صادقة تجاهي ، لم أكن صادقة تمامًا مع إيفلين أيضًا.
لبرهة ، فكرت.
ماذا لو، كما قال زيان، انضممتُ إلى معسكر إيفلين بدلًا من معسكر إينيل؟
حينها، بدلًا من الشك في إيفلين كما أفعل الآن—
“لماذا؟”
ابتسمتُ بسخرية.
“لماذا بجدية؟”
سألتُ ببرود.
“لماذا تريدين مساعدتي ، آنسة إيفلين؟”
أنا أعرف.
هذا ليس شيئًا تقوله أبريل.
تمت زيادة نسبة الشك بنسبة 3%!
إجمالي نسبة الشك: 4%.
أرأيت؟ لأن هذا ليس تصرفًا يناسب أبريل ، ارتفعت نسبة الشك بدلًا من الإعجاب.
لم يكن لمعدل الإعجاب أي معنى ، بينما كانت نسبة الشك ترتفع بإستمرار مهددة حياتي.
“لأنكِ قلتِ إننا أصدقاء. يا آنسة”
عند هذا السبب البسيط و السخيف ، تذكرتُ أن إيفلين لم تكن بارعة في مثل هذه الأمور.
لم تكن فقط غير بارعة، بل كانت حمقاء.
لم أكن مستعدة لهذه الإجابة، فشعرتُ بالذهول.
“لقد قلتِ إننا أصدقاء. والأصدقاء مهمون جدًا، ويجب معاملتهم بلطف، والتصرف وفقًا للمشاعر. لا يوجد سبب معين. قلبي فقط يخبرني أن أساعد الآنسة أبريل. ألا يكفي ذلك؟”
شعرتُ بشيء غريب تجاه إقناعها لي.
‘ما الذي يجعلكِ تثقين بي؟’
أنا لم أقترب منكِ سوى لأنكِ تملكين المفتاح الثاني.
أنا هنا فقط لأقرر إن كنتِ تستحقين أن أسلبه منكِ أم أتركه لكِ.
وفجأة، كما لو أنها خمنت شيئًا، نظرت إليّ مباشرة وقالت:
“أنا لا أتحدث إلى ‘أبريل شارون’. بل أتحدث إليكِ أنتِ”
“…….”
شعرتُ أنني خسرت.
لم يكن هذا مجرد لعبة، لكنها كانت المرة الأولى التي أشعر فيها أنني هُزمت أمام شخص ما.
لأن إيفلين كانت شخصًا غريبًا.
كنتُ قد قررت اليوم أن أراقب حاملة المفتاح الثاني ، لكنني تذكرت أنني استمتعتُ بوقتي تمامًا أثناء وجودي مع إيفلين.
دون التفكير في معدلات الإعجاب أو الشك، قلتُ ما شعرتُ به حقًا.
“الآنسة إيفلين. في الطابق الثالث، حتى لو أردنا التحرك معًا، فلن يكون ذلك ممكنًا. ولكن، إذا لم يتغير رأيكِ عندما نخرج من الطابق الثالث—”
همست بهدوء.
“أبريل ترغب في الخروج كصديقة مع الآنسة إيفلين”
هل تدرك إيفلين ما معنى ذلك؟
لم يكن الأمر مجرد انتقال إلى معسكر آخر فحسب.
في نظرة إيفلين، التي بدت وكأنها تنظر إليّ مباشرة وليس إلى أبريل، شعرت بالاقتناع.
أدركت أن هذه المرأة ليست من جماعة إينيل وأتباعها.
“الطابق الثاني بعيد. سأجعلهم يقولون إنكِ ستنتقلين إلينا في الطابق الثالث”
عادت إيفلين إلى تعبيرها المتغطرس.
لكن يبدو أن إجابتي راقت لها، إذ شعرت بتوترها يخف قليلًا.
“حسنًا. سنتحدث عن التفاصيل لاحقًا، لكن عليكِ معالجة جروحك أولًا. لا أسمح أن يرى هذا الأحمق إصاباتك، فلا تقلقي.”
“أحمق؟ إيفلين!”
أبدى الدوق كايل اعتراضه، لكن إيفلين تجاهلته بكل بساطة.
نظر إليّ الفارس العبد يوريل ببرود، ثم أومأ برأسه بلا مبالاة نحو إيفلين.
“حتى وأنت عبد ، ما زلت تتأخر؟”
“أعتذر، سيدتي.”
“هل حصلت على ما أمرتك به؟”
“أعتذر، سيدتي”
تحدث يوريل ببطء بعدما كان يردد كلماته بشكل آلي.
“آه”
“يوريل!”
يبدو أن هناك سببًا لكون إيفلين تُلقَّب بالشريرة. كان الدوق كايل معتادًا على فظاظتها، فوجه نصيحة إلى الفارس العبد.
“إيف لديها عادة ذكر الهدف أثناء صراخها، لذا عليك أن تفتح أذنيك عند المرة الثالثة.”
“آه، فهمتُ الآن.”
“كايل! يوريل!”
بعد أن كنتُ في معسكر يتعاون فيه الجميع بسلاسة كفريق عمل، بدأت أتساءل ما إذا كان الانضمام إلى إيفلين هو القرار الصحيح.
كانت إيفلين غاضبة وهي تأخذ الصندوق من يدي يوريل بطريقة أشبه بالاختطاف، ثم عرضته عليّ.
“عالجي جروحك أولًا، آنسة إبريل”
لكن، هل هذا … إكسير؟
“هاه …؟”
ارتعشت حدقتاي لا إراديًا.
حتى الآن، لم أكن أعتبر حديث إيفلين عن “العلاج” أمرًا بالغ الأهمية.
ففي اللعبة، كانت الضمادات، والمراهم الموقفة للنزيف، و المضادات للسموم مجرد عناصر لإيقاف الحالات السلبية.
لكن الإكسير أمامي الآن مختلف تمامًا.
يُطلق عليه العنصر الأسطوري لأنه يستعيد جميع الحالات السلبية ويعيد الصحة إلى أقصى حد، وهو عنصر نادر لا يوجد منه سوى خمسة فقط في اللعبة.
إجمالي الصحة: 6.2%
وإذا استخدمته الآن، سأستعيد 100% من صحتي…؟
“ل- لا حاجة لعلاج أبريل!”
تراجعت خطوة إلى الوراء.
كان هذا منطقيًا، فكلما زادت صحتي، كلما انخفضت قوتي الهجومية.
لكن إيفلين لم تهتم وتقدمت نحوي دون تردد.
“ربما يُفتح قاعة المأدبة قريبًا، لذا من الأفضل استخدام طريقة علاج سريعة. المراهم مؤلمة، وهذا الإكسير من العالم الموازي. عندما كاد كايل يموت بسبب جنونه، أعطيته هذا فنهض مجددًا”
مرة أخرى، إذا استعدت 100% من صحتي ، سأفقد 100% من قوتي الهجومية!
“أنا لا أريد العلاج!”
“ماذا؟ ماذا تقصدين …؟”
في اللحظة التي صرخت فيها بكل ما لديّ، لحسن الحظ، قطع الدوق كايل الموقف بوجه متجمد.
“هل جننتِ؟”
“لماذا تقول ذلك ، كايل؟”
بدا كايل وكأنه فقد الاهتمام بالأمر، فأمسك بفراشة روحانية بين أصابعه وقطعها بسيفه.
“عند الساعة الخامسة، ستُفتح الأبواب المغلقة، لذا يجب أن نكون هناك في الوقت المحدد. ذلك الباب هو مدخل قاعة المأدبة. لكن، آنسة أبريل”
“ماذا؟”
“هل لديكِ شخص تواعدينه؟ أقصد ، حبيب أو شخص تحبينه؟ أو شخص تبادلتي معه قبلة؟ أنا أعتبر حتى إمساك اليدين علاقة، لكن ربما تختلف وجهة نظركِ.”
ارتفع معدل إعجاب ولي العهد أزيف بشكل كبير!
ارتفع معدل إعجاب المستشار زيان!
تجاهلت إشعارات زيادة معدلات الإعجاب وأجبت بشكل طبيعي.
“لا، لماذا تسأل؟”
“أوه، مجرد أحمق ما أرسل تهديدًا غريبًا بإعتباره تحذيرًا. حسنًا، فلنذهب معًا إلى قاعة المأدبة. من الأفضل أن نصل قبل الساعة الخامسة. لا نعرف ما قد يحدث، لذا سنأخذكِ معنا.”
“حسنًا!”
كنا على وشك المغادرة عندما تذكرتُ أمر رمح الفأس.
“آه!”
“إلى أين تذهبين؟”
“عليّ إحضار رمح الفأس الخاص بأبريل!”
كنت قد تركته في قاعة المزاد لأنني كنت في عجلة من أمري.
بما أنه ضخم وثقيل، خشيت أن أصيب أحد المارة إذا حملته معي.
لكن بعد رؤية كل تلك الأسلحة الغريبة التي جلبها الناجون من المزاد، أعتقد أنه لا بأس بحمله معي في المستقبل.
عندما أحضرتُ رمح الفأس، كان الدوق كايل يضايق إيفلين.
“إيف، رمح الفأس هناك”
“ولماذا تخبرني بذلك؟”
“كنت أتساءل لماذا كنتِ مصرة على مشاهدة المزاد من هذا المكان تحديدًا. كان المكان مثاليًا لمراقبة أي شخص يقترب من رمح الفأس، أليس كذلك؟”
“اغرب عن وجهي”
ركلت إيفلين ساق كايل المزعج.
“آنسة إيفلين! هل كنتِ تحرسين رمح الفأس الخاص بأبريل؟”
جمعتُ يديّ معًا و نظرتُ إلى إيفلين بعينين متألقتين. نظرًا لأنها أطول مني وترتدي حذاءً بكعب عالٍ جدًا، كان عليّ رفع رأسي إليها.
“أه …”
ارتفع معدل إعجاب إيفلين بشكل كبير!
“شكرًا جزيلاً لكِ!”
عندما ابتسمت لها بسعادة، بدا أن إيفلين اضطربت بصدق.
“ل- لا شيء مهم. فقط خشيت أن يُباع في المزاد لأنه يبدو ذا قيمة. لنذهب الآن”
حينها، تلاقت نظراتي مع نظرة الفارس العبد يوريل.
كانت عيناه تمران عليّ بلا أي مشاعر ، كما لو كنت غير مرئية تقريبًا.
ثم فجأة ، رفع إبهامه.
ارتفع معدل إعجاب الفارس العبد يوريل قليلًا!
… ماذا؟
لم أستطع فهم السبب وراء ارتفاع معدل إعجابه بي.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "48"