“من الناحية الدقيقة ، هذه الكائنات صُنعت في العالم الموازي منذ ألف عام ، لذا حتى لو كانت حية ، فهي ليست مختلفة عن الأشباح. لا تتفوه بحماقات”
كان من ردّ عليه هو زيان ، الذي بدا أنه قد استعاد بعضًا من هدوئه. يبدو أنه قد عاد للتو.
“جلالتك ، لقد قمتُ بتوزيع الأرواح السحرية على ممثلي كل مجموعة”
“أحسنت ، زيان. كما أرى ، تبدو في حالة أفضل. أنت حقًا من النوع الذي لا يرتاح إلا بالعمل. هل سلّمتَ الآنسة ديفنوا روحًا سحرية؟”
كان صوته يحمل نبرة سعيدة بأن زيان قد استعاد تركيزه ، لكن تعابيره بدت متوترة بعض الشيء.
هز زيان رأسه نفيًا.
“لا، لذا عهدتُ بالأمر إلى الدوق كايل”
ارتفعت نسبة إعجاب ولي العهد قليلًا!
“الدوق كايل، هاه… ذلك الرجل دائمًا ما يكون غامضًا. لنركّز على فحص البوابة أولًا.”
نظرًا لحجم البوابة الهائل ، لم يكن من الممكن فتح كلا جانبيها في آنٍ واحد. كان علينا اختيار أحد الجانبين للتحقيق فيه.
“إلى أين سنتجه، لورد إيسنجريف؟”
سألت إينيل بصوت هادئ ، بينما كان زيان يتفحص كلا الجانبين.
“هناك أشخاص بالفعل عند البوابة اليمنى. لنتجه إلى اليسار”
“يبدو خيارًا جيدًا”
عند البوابة اليمنى ، كان هناك مجموعة من الأشخاص الذين بدوا من العامة.
بعد قضاء وقت طويل وسط النبلاء ، أصبح من السهل التمييز بين طبقات الناس تلقائيًا.
كان للعامّة بعض السمات المميزة.
الأمر لا يتعلق بالملابس.
فالجميع ارتدوا أزياء فاخرة للحفل، كما أن الذين نجوا حتى الطابق الثالث كانوا غالبًا بملابس ممزقة أو ملطخة بالدماء.
كما أنني لم أكن على دراية دقيقة بقواعد الإتيكيت. لكن بما أنني لم أتعرض للانتقاد من قِبل الآخرين بشأن تصرفاتي ، فمن الواضح أن القواعد الصارمة لم تكن موجودة.
إذن، ما الذي جعلهم مميزين؟
بكل بساطة ، كان الأشخاص الذين يبدون أكثر ثراءً أو كفاءة هم في الغالب من العامة.
‘على عكس بعض النبلاء الذين دُعوا بناءً على مكانتهم ، فإن معظم العامة حصلوا على دعوتهم بناءً على قدراتهم’
كنتُ مستغرقة في أفكاري حين انتبهت فجأة ، مصدومة من استنتاجي.
‘لم أكن أعرف السبب من قبل’
أنا لستُ ذكية جدًا ، كما أنني لا أمتلك معلومات كثيرة ، لذا لم يكن من المفترض أن أتمكن من استخلاص مثل هذا التحليل بمفردي.
كان هناك شيء غريب بالتأكيد.
سواء كانت ذكريات مما عشته بنفسي ، أو كأنني أعدتُ لعب هذه اللعبة مرارا و تكرارا.
مهما كان الأمر، فقد استمرت الأمور الغريبة في الحدوث لي.
وقفنا أمام البوابة اليسرى ، بينما وقفت مجموعة العامة أمام البوابة اليمنى.
“المسافة بيننا و بين المجموعة الأخرى كبيرة. بالكاد يمكننا سماع أصواتهم، لذا لا يمكننا التواصل معهم. كنتُ أظن أن علينا التعاون في دفع البوابتين لفتحهما”
تمتم ولي العهد بصوت يحمل خيبة أمل، ثم مد يده نحو المقبض الضخم.
في تلك اللحظة، التفت جميع الخدم بلا رؤوس دفعة واحدة نحو ولي العهد.
“م-ما هذا؟!”
تراجع ماكس مرتعشًا عند رؤية هذا المشهد.
“أبعد يدك عن البوابة، جلالتك!”
بسرعة، سحبت إينيل ذراع ولي العهد، مُبعدةً يده عن البوابة.
كانت قبضتها قوية لدرجة أن ولي العهد ترنّح بفعل قوتها.
من المعروف أن البشر يُظهرون قوة خارقة في المواقف الحرجة.
أسرع زيان وأمسك ولي العهد من الخلف لمنعه من السقوط.
كان ولي العهد محظوظًا للغاية.
“كييياااا!”
فُتحت البوابة العملاقة قليلًا ، و في نفس اللحظة ، سُحبت امرأة كانت قد وضعت يدها على البوابة اليمنى إلى الداخل بسرعة خاطفة.
وما إن أُغلقت البوابة مجددًا، حتى اختفى صوت صراخها تمامًا.
تدفقت كميات كبيرة من الدم القرمزي أسفل البوابة.
“ميليسا …؟ ميليسا!”
صرخ أحد أفراد المجموعة المقابلة بعد أن أدرك متأخرًا ما حدث.
“ماذا يحدث في الداخل؟ أخبرونا إن كان هناك شيء!”
“افتحوا الباب! من هناك؟!”
عندما بدأوا بطرق البوابة ، اقترب الخدم بلا رؤوس خطوة بخطوة. مع كل طرقة ، كانوا يقتربون أكثر..
في غمرة قلقه على رفيقته ، وضع أحد الرجال يده بلا تفكير على مقبض البوابة المقابلة—و سُحب إلى الداخل فورًا.
“آآآآآه!”
لكنه كان قد رأى بالفعل ما حدث للضحية الأولى ، لذا حاول بكل قوته التشبث بحافة البوابة بأصابعه ، متشبثًا بها بيأس.
لكن جهوده كانت بلا جدوى—سُحب بالكامل إلى الداخل.
كان هناك شيء في الداخل يجرّه إلى الداخل بقوة.
عبر الفجوة الصغيرة في البوابة ، لمحْتُ أيديًا مظللة مغطاة بالدم، تتلوح نحوي وكأنها تدعوني.
أما أولئك الذين كانوا يطرقون البوابة و يحاولون فتحها ، فقد أدركوا أخيرًا الخطر و حاولوا الفرار..
ولكن في لحظة، وجدوا أنفسهم محاطين بالخدم بلا رؤوس.
كانوا يحملون في أيديهم خناجر و سكاكين حادة وغيرها من الأدوات القاتلة.
“أديروا أعينكم! لا تنظروا!”
عند سماع صوت ولي العهد، أغمض أفراد مجموعتنا أعينهم على الفور أو خفضوا رؤوسهم، متصرفين وفقًا للغريزة.
وفي اللحظة التي أغلقتُ فيها عينيّ، أدركت أنني ما زلت أستطيع تذكر مواقع التهديدات المحيطة بنا.
كان الخدم بلا رؤوس بطيئين، أقصى ما يمكنهم فعله هو السير بسرعة ثابتة، لذا لم يكونوا قد وصلوا إلينا بعد.
وعندما فتحتُ عينيّ مجددًا، لم يكن هناك أحد أمام البوابة اليمنى حيث كانت مجموعة العامة تقف قبل لحظات.
لم يبقَ سوى الدم.
الدم الذي تدفق تحت البوابة ، والدم الذي لطّخ الأرضية حيث كانوا واقفين.
“إذن… لقد ماتوا جميعًا في النهاية”
همس ولي العهد بصوت مرتجف، وكان وجهه يعكس مزيجًا من الرعب لنجاته من الموت، والارتياح لبقائه حيًا.
بدأ الناجون الآخرون يتجمعون حولنا بعد سماع الضجة.
كان البعض يحدق في المشهد بعيون حزينة، بينما تمتم آخرون بصلوات خافتة لراحة الموتى. البعض لم يستطع تحمل رؤية ما حدث، فاستداروا وهم يتقيؤون من الصدمة.
ولكن شيءً واحدًا كان واضحًا—نظرات الجميع أصبحت أكثر يأسًا.
في تلك اللحظة فقط ، بدؤوا يدركون حقيقة الأمر.
الطابق الثالث … لم يكن مختلفًا عن باقي أرجاء هذا القصر.
خفضتُ بصري إلى الأرض.
عند التدقيق، لاحظت أن لون الأرضية حول البوابة كان مختلفًا قليلًا، وكأن الدم الذي جُفف لم يُمسح بالكامل، تاركًا أثرًا خفيفًا.
‘إنه الوضع الصعب حقًا’
بدأت أقارن ما يحدث بذكرياتي عن اللعبة، مما جعل الأمر يبدو أكثر واقعية.
في الوضع العادي، لم يكن أحد يموت.
وفقًا لذاكرتي ، هذه البوابة لم تكن تُفتح ببساطة ، و كلما حاولتُ فتحها، كانت الخادمات والخدم بلا رؤوس يلتفتون إليّ ببطء.
بعد ثلاث أو أربع محاولات، كانوا يبدأون بالمطاردة.
حينها، لا يكون أمامك سوى الفرار بسرعة ومغادرة الطابق الثالث.
أما أنا؟ فقد كنت ببساطة أواجههم وأقضي عليهم جميعًا.
الخدم بلا رؤوس لم يكونوا يشكلون تهديدًا طالما أنك لا تلمس البوابة. غير ذلك ، كانوا يبدون مشغولين بأمورهم الخاصة.
“لنبتعد عن البوابة. من الأفضل أن نستكشف القسم الشرقي. نعلم أن الآنسة ديفنوا ذهبت إلى هناك، لكننا لم نذهب بعد”
تحدثت إينيل بصوت هادئ ومتزن.
“سأستدعي الروح السحرية لتفحص المنطقة حول البوابة. ربما يوجد ممر خفي أو مفتاح ما. ليوم”
عند نداء زيان، هبّت نسمة خفيفة من الرياح.
نظر إلينا زيان بعد استدعاء الروح السحرية.
“بينما تقوم الروح بعملية البحث، دعونا نكمل تحقيقنا.”
على عكس ما كان عليه قبل لحظات، بدت عيناه الآن أكثر ثباتًا.
ربما لأنه أدرك أخيرًا الحقيقة القاسية— أنه لا وقت للشعور بالذنب، ليس حين يكون البقاء على قيد الحياة هو الأولوية.
حتى بعد كل هذه الوفيات، ظلّت القاعة متألقة بجمالها الأخّاذ.
ولكن هذا التناقض جعلها تبدو أكثر رعبًا وأكثر وحشة.
“يجب أن نخرج من هنا … في أقرب وقت ممكن، من هذا العالم الموازي.”
كان صوت زيان خافتًا، لكنه بدا وكأنه يهمس لنفسه أكثر مما يحدّثنا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "42"