لا تزال آثار الليلة الماضية باقية على أرضية غرفة الاستراحة. بقع دماء داكنة لم تُمحَ بعد.
تحول رأس الشيطان إلى حجر مع بزوغ الفجر.
لكن ، رغم مرور ساعات ، لم يجف الدم تمامًا ، مما جعل من الواضح أنه كان رأس شيطان …
“هل نمتِ جيدًا ، آنسة أبريل؟” ، سألت إينيل ببرود.
“نعم! أشعر و كأن شيئًا جيدًا سيحدث اليوم. عندما أستيقظ بمزاج جيد، تحدث لي الكثير من الأشياء الجيدة!”
“هذا رائع. ستحدث لكِ أشياء جيدة إذن، آنسة أبريل”
رغم وجود فاصل زمني بسيط قبل رده ، أجاب ولي العهد بنبرته المعتادة.
أما زيان، فلم يتمكن حتى من النظر إليّ مباشرة.
بدا وكأنه على وشك الموت من تأنيب الضمير.
‘هذا ليس من شأني.’
في تلك اللحظة، انفتح الباب الوحيد المغلق بعنف.
اندفع ماكس مسرعًا و هو يلهث …
“هياااك! جلالتك! الجميع! إنه الصباح! لقد أشرقت الشمس! هناك خطأ ما! لماذا … لماذا تنظرون إليّ هكذا؟!”
“ماكس … آسف لأنني كنت أراك دائمًا شخصًا مزعجًا. لكن يبدو أن تلك الصفة لديك لها فائدة نفسية في بعض الأحيان. رغم أنها تظل مزعجة بعض الشيء”
اعترف ولي العهد بوجه شارد.
‘… مهلاً ، حتى أنت كنت تفكر هكذا؟’
“ماذا؟ جلالتك؟ ماذا تعني بأنني مزعج؟!”
“كنت أمزح”
‘… لا، كان جادًا تمامًا’
بعد إنهاء الحديث الفارغ ، بدأنا مجددًا بمناقشة كيفية الهروب.
“لقد مضت 72 ساعة تقريبًا منذ أن علقنا هنا. لو كنا بالخارج ، لكنا أدركنا أننا في اليوم الثالث. لكننا مقتنعون بشدة بأن اليوم هو ‘الصباح التالي’. هذا يعني أن القصر نفسه عالق في نقطة زمنية ثابتة.”
على الرغم من إقترابه من الموت ، استمر زيان في أداء دوره.
“همم؟ لكن أليس هذا أول صباح نعيشه هنا؟”
أجبت و أنا أُميل رأسي بحيرة.
أشاح زيان بنظره عني بوضوح ، و عيناه مليئتان بتأنيب الضمير الذي اقترب من حد اليأس.
“الجميع على الأرجح يفكر بنفس طريقة الآنسة أبريل. على أي حال ، ماذا عن الهروب عبر النافذة؟”
حول ولي العهد انتباه الجميع. فتقدم ماكس نحو النافذة.
“كلام منطقي، جلالتك! سأقوم —”
“فكر في قانون التكافؤ. لا بد أن هناك آلية أخرى على النافذة أيضًا. لنبحث في الطابق الثالث ، ثم ننزل إلى الثاني”
قاطعت إينيل ماكس بهدوء ، ثم فتحت النافذة.
في الخارج، لم يكن هناك سوى ظلام دامس ، ممتد بلا نهاية.
“أوه…؟”
تراجع ماكس خطوة إلى الوراء.
لقد كان خواءً مطلقًا. مجرد دماء و ظلام لا نهائي.
في الوضع العادي ، يُفترض أن تظهر المجرات والفضاء الخارجي خلف النوافذ ، لكن بما أن هذا الوضع الصعب ، فقد أصبح المشهد أكثر رعبًا.
والأهم من ذلك، أنه عند فتح النافذة لعدد معين من المرات، يموت الشخص.
> ‘لقد فتحت النافذة… ثم متُّ’
> ‘لماذا فتحتِها؟!’
> ‘ظننت أنه سيكون هناك الفضاء’
> ‘إذا لم نخرج من القصر وظللنا نفتح النافذة… سنموت. آه… الفضاء مخيف حقًا. هذا الفضاء مرتبط برؤية يوان…’
‘يوان هو اسم الزعيم الأخير’
رغم أن الوحوش صُممت لتكون مرعبة بما يليق بلعبة رعب ، إلا أن تصميم الزعيم الأخير كان جذابًا ومشرقًا بشكل غريب، لدرجة أنه اكتسب شعبية واسعة.
في اللحظة التي فكرت فيها في الزعيم ، برزت فجأة أيادٍ ملطخة بالدماء من أسفل النافذة …
“آنسة إينيل! أغلقي النافذة فورًا!”
لكن ولي العهد لم يُضِع الوقت في إعطاء الأوامر ، بل تحرك على الفور بنفسه و أغلق النافذة بعنف.
‘… ما هذا؟ تلك الأيادي …’
كانت الأيادي السوداء تخرج من الظل، وهي ترفرف ببطء.
و كأنها تحاكي حركة يدي …
و كأنها كانت تلوّح لي.
بمجرد إغلاق النافذة، عاد المشهد الخارجي إلى كونه مجرد منظر عادي لقصر الساحر العظيم.
“على أي حال، لا يبدو أن هناك طريقًا سهلًا للخروج”
تنهد ولي العهد.
“زيان، هل تعني أنه لا يوجد شيء خارج القصر؟”
“لا، بل نحن لا نستطيع رؤيته لأنه محجوب عنا. تمامًا كما كنا عالقين في الطابق الرابع ، غير قادرين على مغادرته. يبدو أنهم يريدون منا النزول إلى الطابق الأول بطريقة طبيعية للهروب”
“فهمت. إذن فلنبدأ بالتحري عن الطابق الثالث. و احرصوا على عدم فتح النوافذ أبدًا”
أكد ولي العهد على ذلك بجدية.
ثم خرجنا إلى ممر الطابق الثالث.
رغم أن الطابقين الرابع و الخامس كانا مصممين بأسلوب القصور النبيلة ، إلا أن فخامة الطابق الثالث كانت بمستوى آخر تمامًا.
بدا و كأنه مستوحى من خلفيات الحفلات الراقية في قصص الرومانسية الخيالية، أو حتى القصر الإمبراطوري.
“واااه، إنه جميل جدًا! هذه أول مرة ترى فيها أبريل مكانًا بهذا الجمال!”
ابتسمت بسعادة، بينما كنت أمسك برمح الفأس الخاص بي، الذي هو حياتي، بإحكام.
“لهذا السبب كانوا يطلقون على القصر لقب زهرة القصور قبل ألف عام، آنسة أبريل”
أوضحت إينيل لي بلطف.
“قبل ألف عام، كانت الشياطين تمنع النبلاء من الخروج، لذا استخدموا الطابقين الثاني والثالث لاستقبال الضيوف. أعتقد أننا سنستمر في رؤية أماكن جميلة حتى نصل إلى الطابق الأول.”
“أنا سعيدة. أبريل تحب الأشياء الجميلة جدًا.”
ضحكت بمرح.
لم يكد يمر وقت طويل حتى واجهنا مجموعة من الوحوش عديمة الرؤوس.
“و-وحوش …!”
كان ماكس هو أول من رآها و هي تسير عبر الرواق.
لونها باهت ، و كأنها خرجت من صورة فوتوغرافية بالأبيض و الأسود.
لم تكن لها رؤوس ، لكنها كانت ترتدي زيًّا يشبه ملابس الخدم ، فتيات يرتدين ثياب الخادمات و شبان يرتدون بزات الخدم.
كانت هذه وحوش الخدم عديمي الرؤوس، الوحوش التي تظهر مرارًا وتكرارًا في الطابق الثالث لدرجة الملل.
تراجعنا جميعًا بحذر و اتخذنا وضعية الدفاع.
لكن، رغم توترنا، مر الخدم عديمو الرؤوس بجوارنا دون أن يفعلوا شيئًا.
و كلما ابتعدوا مسافة معينة، بدأت أشكالهم تتلاشى تدريجيًا.
“هل لم يدركوا وجودنا؟ لا، لو كان الأمر كذلك، لما تحاشونا بهذه الدقة.”
علّقت إينيل و هي تراقب ظهورهم وهم يبتعدون.
“لا بد أنهم لاحظونا. من الأفضل أن نراقب الوضع أكثر. لا نعرف تحت أي شروط قد يهاجموننا.”
كان زيان لا يزال شاحبًا، لكنه استمر في تحليل الموقف.
كل بضع خطوات ، كنا نصادف المزيد من الخدم عديمي الرؤوس ، لكنهم في كل مرة كانوا يمرون بجانبنا بلا أي تفاعل.
“يبدو أننا بأمان، على الأقل بشكل مشروط.”
وصل زيان إلى هذا الاستنتاج.
و كان محقًا.
الطابق الثالث هو منطقة محايدة.
معظم الوحوش هنا لا تهاجم اللاعب إلا في حالات معينة، مثل مهاجمتها أولًا، أو التدخل في عملها، أو تخريب مهمة أعطيت لها.
بالطبع، كنت أعلم ذلك جيدًا … لأنني جربت كل شيء هنا بنفسي.
الطابق الثالث مليء بالتفاصيل الصغيرة مثل الناجين، والمسابقات، والساحر العظيم، وغيرها من الأمور المعقدة.
> ‘تأكدي من شراء العناصر التي تزيد المودة من المزاد. إذا وجدتِ قلادة الحياة، فاشتريها بكل ما لديكِ من مال’
> ‘لماذا كل شيء معقد هكذا؟ اشتريت واحدة على أي حال. لكن لماذا هذا المكان مزدحم جدًا؟’
> ‘لو كنتِ قرأتِ القصة قليلًا، لكنتِ فهمتِ! آه! لا، لا، ليس هذا! هذا عنصر خاص بمسار يوريل! أنتِ تلعبين بشخصية إينيل، كان عليكِ شراء كتاب النكات لتقدميه لولي العهد!’
وسط كل الفوضى، أتذكر أنني كسرت ذات مرة طبقًا كان الخدم ينقلونه. هل كان ذلك في محاولتي الأولى؟
عندها، بدأ جميع الوحوش بسد الطريق أمامي.
وحين لم يبتعدوا، ضربت أحدهم.
و ما حدث بعد ذلك …
تحول الطابق الثالث بأكمله إلى وضعية العداء ، و بدأت جحافل الخدم عديمي الرؤوس بالزحف نحوي.
لحسن الحظ، لم يكن هناك وقت للغرق في الذكريات.
فقد لاح أمامنا مجموعة من الأشخاص.
توقفنا عن المشي.
“انظروا هناك! أليسوا بشرًا؟!”
صاح ماكس ، مشيرًا إلى الأمام.
أومأت إينيل برأسها.
“يبدو أنهم كذلك. لو كانوا من الوحوش عديمي الرؤوس، لكانوا قد بدأوا في التلاشي عند هذه المسافة. والأهم من ذلك، أنني رأيت بعضهم في قاعة الحفل”
مع ذلك، لم يخفف ذلك من حذرنا.
لمجرد أنهم ناجون مثلنا، لا يعني أننا يجب أن نرحب بهم بسهولة.
فقد واجهنا الكثير من المخاطر في هذا القصر.
عندما اقتربنا بما يكفي، أدركنا أنهم كانوا يراقبوننا بنفس التوتر.
إلى أن تعرف أحدهم على ولي العهد.
“أوه؟! ولي العهد!” (هنا ناداه بدون ما يضيف سموك، و استعمل لغة غير رسمية )
“اصمت! إن لم تخاطبه بإحترام ، فسيكون ذلك خيانة عظمى.”
رغم أسلوب حديثهم الذي بدا وكأنه مشهد هزلي، إلا أن أعينهم كانت حادة.
كانوا يحملون آثار معارك شرسة، ملابسهم ملطخة بالدماء، وأجسادهم ملفوفة بالضمادات، وأيديهم تشد على أسلحتهم..
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "30"