لو كنتُ أعلم ذلك، لما تصرفتُ بطريقة مريبة أمام إينيل من الأساس.
حاولتُ استرجاع تصرفاتي بسرعة في رأسي، لكن لم أتمكن من معرفة ما الذي بدا مشبوهًا إلى هذه الدرجة.
‘عليّ أن أتماسك.’
سيكون الأمر كارثيًا إن ازداد الشك تجاهي. إن حاولتُ إزالة الشكوك، فقد يرتفع مستوى الشك أكثر، لذا عليّ التصرف كما لو كنتُ أبريل تمامًا.
اندفع الآخرون بسرعة إلى داخل الغرفة عبر الباب المفتوح.
“أغلقوه فورًا! لا تدعوه يدخل!”
صرخت إينيل.
أدخلوا وليّ العهد أولًا، ثم كان ماكس آخر من دخل، فأغلق الباب على عجل.
“بووم! بووم! بووم!”
راح الباب يُطرق بعنف من الخارج، لكن على الأقل، كنا “مؤقتًا” بأمان.
“لحسن الحظ … لا يبدو أنه قادر على الدخول. لكن لا نعلم متى سيتحطم الباب، لذا علينا أن نبقى في حالة تأهب.”
حتى زيان بدا متعبًا قليلًا من هذا العابد للشيطان.
غرفة 203 كانت تشبه أي غرفة أخرى قد تجدها في قصر.
سجاد فاخر، أرائك، وأثاث أنيق.
لكن كان هناك شيء واحد لا يُناسب المكان إطلاقًا—تابوت فارغ يتوسط الغرفة.
مشهد لا ينسجم بتاتًا مع الأجواء الأرستقراطية المحيطة.
“لماذا يوجد تابوت هنا بدلًا من سرير؟ هذا مشؤوم بحق!”
تمتم ماكس بنفور وهو ينظر إلى التابوت بامتعاض، بينما كنتُ أحدق فيه بتركيز.
“م-ما بكِ، يا آنسة أبريل؟ لماذا تنظرين إليه هكذا؟”
“أتساءل إن كان هناك كنز داخله! همم، لكن لا يبدو كذلك.”
في الحقيقة، لم أكن متأكدة. فمعظم المنطقة في الطابق الثاني لعبها أخي، وذكرياتي لم تكن واضحة تمامًا.
‘كان هناك شيء هنا… دمية ما؟ ومفتاح أيضًا؟ لكن أين كان؟’
استدار ولي العهد نحو إينيل و سألها:
“آنسة إينيل، ماذا كان مكتوبًا باللُغة القديمة على السقف؟”
“‘هناك مفتاح بين عدة غرف. ابحثوا عن المفتاح.’ هذا ما كُتب، يا صاحب السمو.”
“قد يكون هذا هو المكان المناسب للبدء. بين عدة غرف، هل هو تلميح مجازي؟ أم يجب أن نأخذ المعنى حرفيًا؟”
ترددت إينيل للحظة قبل أن تجيب.
“أعتقد أنه علينا أخذ المعنى كما هو. لكنني لا أفهمه بوضوح. سيكون من الأفضل أن نفتش الغرفة 203 جيدًا أولًا.”
بدأنا نحن الأربعة، أنا، إينيل، زيان، وماكس، بالبحث داخل الغرفة.
أما ولي العهد، فقد استغل الفرصة للراحة قليلًا. كانت رقبته، حيث لدغته العنكبوت، قد ازرقت أكثر، وبدا في حالة سيئة جدًا.
لكن بالرغم من تفتيشنا لكل الأثاث والسرير، لم نجد أي مفتاح أو دليل واضح.
بدأ القلق يتسرب إليّ، وفكرتُ للحظة في كشف أمر المفتاح العام حتى نبحث معًا.
لكن هذا سيكون تصرفًا غير مناسب لشخصية أبريل.
‘دعونا نهدأ.’
أخذتُ نفسًا عميقًا، وحاولتُ إعادة ترتيب أفكاري.
‘عليّ أن أتصرف كما لو كنتُ أبريل تمامًا. لا يمكنهم اكتشاف حقيقتي بأي شكل. حتى لو كان الشخص الوحيد الذي يشك بي الآن هو إينيل…’
…فقد تؤثر على الآخرين أيضًا.
وإذا حدث ذلك، فسرعان ما سيصل مستوى الشك إلى 50%، وعندها سأصبح هدفًا محتمَلًا للإعدام.
“آنسة أبريل، هل لديكِ شيء تريدين قوله؟”
لا بد أنني كنتُ أحدق في إينيل دون وعي.
“لا شيء! فقط أظن أن الآنسة إينيل ذكية ورائعة جدًا، لذا لم أستطع التوقف عن النظر إليها.”
ضحكتُ عمدًا بصوت مرتفع.
على الأقل، مجرد التحديق بها لم يرفع مستوى الشك.
[ارتفع مستوى مودة إينيل تجاهك.]
…من يطوّر مشاعر إيجابية تجاه شخص يشك فيه؟ لم أعد أفهم تفكيرها أبدًا.
خشخش-!
كان ذلك الصوت أول إشارة.
صوت احتكاك خفيف، كما لو أن ورقة تحتك بالقماش.
لم يستمر سوى بضع ثوانٍ.
و كان واضحًا أنه صدر من داخل الغرفة.
“ه-هل سمعتم هذا الصوت الغريب؟!”
ماكس، الذي يفتقر إلى العقل لكنه يملك الكثير من الخوف، انتفض وهو ينظر حوله بارتباك.
“صوت؟”
تجمد وجه إينيل قليلًا.
“من أين أتى؟ من داخل الغرفة؟ أم من الخارج؟”
“أعتقد أنه من الداخل …؟ لكن، هل يهم ذلك؟!”
ماكس لم يدرك سبب جدية إينيل، لكن المسألة كانت مهمة للغاية.
إن كان الصوت صادرًا من الداخل، فهذا يعني أننا محاصرون—عابد الشيطان في الخارج، وشيء مجهول في الداخل.
دوووم-! دوووم-!
ضربات العابد للشيطان على باب الغرفة صارت أكثر تكرارًا، كما لو أنه لن يتوقف حتى يدمره تمامًا.
بدأ الباب يهتز قليلًا مع كل ضربة، مما جعل القلق يزداد على وجوه الجميع.
كنا في وضع لا نُحسد عليه.
حتى زيان و ولي العهد كانا متوترين جدًا.
لكن لحسن الحظ، لم يكن الصوت الذي سمعناه من الداخل ناتجًا عن مخلوق آخر.
“أبريل تعرف ما هو!”
رفعتُ يدي بابتسامة مشرقة، رغم أنني كنتُ أشعر ببعض القلق بشأن ارتفاع مستوى الشك.
فقد يزيد لأنني سمعتُ الصوت وحدي، أو لأنني حللتُ الموقف بسرعة، أو لأنني أظهرتُ رغبة في مساعدة الآخرين…
كان هناك ألف سبب قد يجعل النظام يزيد مستوى الشك تجاهي.
لكن، بما أنني الوحيدة التي سمعت الصوت بوضوح، لم يكن لديّ خيار سوى شرحه لهم.
“إنه صوت ورقة تتحرك.”
قلتُ ذلك بلطف، وأنا أبتسم.
“لطالما ارتديتُ فساتين مخملية أثناء دروس الموسيقى، لأنها تجعلني أبدو أنيقة مثل البجعة! وفي كل مرة كنتُ أضع ورقة النوتة الموسيقية على ركبتي، كان يصدر هذا الصوت تمامًا.”
كان الصوت أشبه باحتكاك الورق بمخمل ناعم.
تذكرتُ سماعه عندما كنتُ صغيرة، أثناء مرافقتي لأخي في دروس الكمان.
“إذن، تعتقدين أن الصوت كان احتكاك ورقة بقماش مخملي؟”
كرر زيان كلامي، محاولًا استيعاب الفكرة.
[إينيل بدأت في إزالة بعض الشكوك تجاهك.]
[انخفض مستوى الشك بمقدار 2%!]
[إجمالي مستوى الشك: 10%.]
لماذا غيرت رأيها جزئيًا؟ لا أعرف.
لكن على الأقل، كان هناك شيء واحد مؤكد، من الجيد أن مستوى الشك قد انخفض.
بالرغم من أن الشك ارتفع بنسبة 12%، إلا أنه انخفض بنسبة 2% فقط، مما جعلني أشعر أنه قليل بعض الشيء.
“ما هذا الهراء؟! ورقة على فستان من المخمل؟ أيعقل ذلك؟”
قطّب ماكس جبينه عند سماع كلامي، ثم تمتم بلا وعي:
“مخمل؟ … الآن بعد أن فكرت في الأمر، ألم يكن الجزء الداخلي لذلك التابوت المزعج مبطنًا بالمخمل؟”
اتسعت عينا ماكس، ثم اندفع إلى التابوت وألقى نظرة داخله قبل أن يصرخ: “هناك ورقة داخل التابوت! صاحب السمو!”
هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها ماكس مفيدًا للفريق.
“أحسنت، ماكس. الورقة مكتوب عليها…”
رفع ولي العهد الورقة القديمة التي قدمها له ماكس بكلتا يديه بكل احترام.
“امنحه الراحة الأبدية”
هذا كل ما كان مكتوبًا.
“آنسة إينيل، هل يمكنك تكرار الجملة التي رأيتها في الخارج؟ لنقارنها بهذه الورقة.”
حاول الجميع مطابقة المعلومات التي جمعوها.
“كانت الجملة تقول: ‘المفتاح يوجد بين الغرف. ابحثوا عن المفتاح.’ نظرًا لأنه ظهر أمام الباب الكبير في الخارج، فمن المرجح أنه تلميح لفتحه.”
تابع زيان شرح الأمر لولي العهد:
“ذلك الباب الكبير لم يكن يحتوي على فتحة مفتاح. كان مغلقًا بالكامل. لذا، ربما لا نحتاج إلى مفتاح حقيقي، بل إلى تحقيق شرط معين لفتح الباب. وإذا جمعنا التلميحين معًا—’إن منحته الراحة الأبدية، سيفتح الباب في نهاية الرواق’.”
طقطق—
كما لو أن كلماته قد تم التعرف عليها، سُمع صوت تروس تتحرك من مكان ما.
‘لطالما شعرت أن الطابق الثاني من المعبد يشبه غرفة الهروب.’
كان علينا استكشاف الخريطة بأكملها بعناية.
جميع الأقفال كانت تعتمد على حل الألغاز لفتحها.
أكثر ما كان مزعجًا هو تلك المهام التي تتطلب البحث في كل ركن من أركان المكان حتى تظهر الخيارات.
[إينيل: (يبدو أنه لا يوجد حل. هل يجب أن أستسلم؟ دعونا نتحقق من مجموعة الذكريات مرة أخيرة.)]
[إينيل: ……! (إذا استخدمنا المحلول الذي حصلنا عليه، يمكننا إذابة الباب وصنع فتحة بحجم يكفي لمرور شخص.)]
[إينيل: لا توجد طريقة لفتح الباب بدون مفتاح. لذا، فلنقم “بإذابته”.]
[ماكس: لقد بحثنا في كل مكان ولم نجد شيئًا! تبًا!]
[إينيل: (ماكس يركل الحائط بغضب.) ……!]
[إينيل: (ربما كان ذلك الجزء ضعيفًا، فقد تشقق الحائط.) هناك شق هنا. إذا وجهنا إليه مزيدًا من الصدمات، يمكننا توسيعه.]
ربما كنا قد استوفينا شرطًا ما، ولهذا السبب ظهرت الورقة فجأة داخل التابوت.
وجاء الصوت من أسفل التابوت.
عندما حدّقت بداخله، لاحظت أن المخمل المبطن في قاع التابوت بدا غير طبيعي بعض الشيء.
“هناك شيء ما؟”
مددت يدي ورفعت القماش المخملي برفق.
وفجأة، بينما كنت أستكشف التابوت، أطلق ماكس صرخة واندفع بقلق، كأنه اكتشف شيئًا مذهلًا.
“يا صاحب السمو! هناك شيء آخر داخل التابوت!”
كان هناك شيء يلمع في القاع.
حزمة من المفاتيح.
“هذا مثير للاهتمام.”
مدّ ماكس يده كما لو كان يحاول الاستيلاء على الإنجاز لنفسه، لكنني أمسكت بالمفاتيح بسرعة وسلمتها إلى ولي العهد.
“يا صاحب السمو، هذه هدية! لقد وجدت أبريل هذا الشيء اللامع، وأرادت إعطاءه لك لأنها صديقتك.”
أغمضت عيناي بلطف و ابتسمت.
ثم نظرت إلى ماكس، الذي تأخر بخطوة، وسألته ببراءة: “أوه، سيد ماكس، لماذا تقف هناك متجمدًا؟ هل تبحث عن شيء لامع أيضًا؟”
أيها الطماع ، لن اسمح لك بأخذ الفضل على حسابي!
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "15"