البطل الذي مات قبل ألف عام كان أخي.

لكنني لم أستطع بعد أن أفهم لماذا كان مرسومًا هنا.

توقفت عن المشي وأنا أنظر إلى الصورة.

ظن الدوق كايل أنني مبهورة بجلال الصورة، فشرح دون مقاطعة: “يقال إن أشخاص عائلة شارون كانوا بطباعهم مناسبين لاحتواء ‘الأرواح’. لقد مر ألف عام منذ عصر البطل، والمعبد دُمر منذ زمن، لذا لا نعرف الكثير. لكن يقال إنه عندما يموت شخص من عائلة شارون، قد تُستدعى روح من عالم آخر إلى جسده.”

“روح؟ لماذا؟”

روح لي سو؟

في جسد فتى من عائلة شارون قبل ألف عام؟

“يقال إنهم يمتلكون إمكانيات كبيرة. الأرواح التي استُدعيت بهذه الطريقة طورت هذا العالم أو أنقذته من الخطر. حالات مثل البطل الذي أنقذ العالم من الدمار نادرة جدًا … الآنسة، هل تستمعين؟”

“لا.”

كان لي سو البطل.

حقيقة أن روحًا من عالم آخر يمكن أن تُحتوى في شخص من عائلة شارون.

هل تعرف إينيل هذه القصة؟

أو ربما إيفلين والدوق كايل، اللذان يعرفان هذه القصة، شعرا بالشك عندما رأيا سلوكي المختلف تمامًا عن “إبريل” المعروفة؟

لا، في الواقع، شعرت أنني يجب أن أفكر هكذا، لكن انتباهي كان مركزًا على صورة البطل.

البطل الذي ضحى بنفسه لإغلاق بوابة الأبعاد المتصلة بعالم الشياطين ومات.

كان الفتى يرتدي رداء ساحر باهظ الثمن، محاطًا بهالات ملونة تبدو كالسحر.

على عكس لي سو، كانت عيناه لطيفتين مثل عيون إبريل.

كان لي سو يحاول تخفيف حدة عينيه الحادتين بشتى الطرق. 

كثيرًا ما ارتدى نظارات بدون درجة، وابتسم بابتسامة أكثر إشراقًا من تلك الموجودة في الصورة، حتى تكاد عيناه لا تُرى.

قال إن ذلك يساعده على التقرب من الناس.

لكن البطل في الصورة كان يبتسم بابتسامة هادئة تنبع من القلب.

لم أرَ لي سو يبتسم هكذا إلا عندما كان معي.

شعرت وكأن كل شيء يهتز بعنف.

فجأة، ظهرت ذكرى مدفونة بعيدًا في ذهني، ذكرى مهمة جدًا، كأنها تطفو فجأة على السطح.

كيف نسيت هذا؟ ذكرى قوية جدًا، كأنني أمشي على جليد رقيق وأغرق فجأة في الماء.

كان ذلك بعد حادث أخي بفترة طويلة.

بعد أشهر من نوم لي سو، شغلت جهاز الكمبيوتر الخاص به.

كنت أريد أن أتشبث بأي أمل.

كان جهازًا مشتركًا، لذا لم يكن محميًا بكلمة مرور.

دخلت إلى الموقع الذي كان لي سو يزوره كثيرًا وكتبت منشورًا:

<العنوان: مرحبًا، أنا أخت بيتيفريل [0]

الكاتب: بيتيفريل.

– ربما البطل …

بسبب عدم اعتيادي على واجهة الموقع، كنت أنوي الضغط على زر الحفظ المؤقت، لكنني ضغطت عن طريق الخطأ على زر النشر.

سرعان ما وصلت تعليقات قليلة بسرعة كبيرة:  

<التعليقات>

– بيتيفريل؟؟ واو، لم أرَ هذا الاسم منذ زمن!

– أخته؟ أنا معجب.

– بيتيفريل، ما الذي حدث؟ لم نرَه منذ فترة.

بدا وكأنهم أشخاص يعرفون أخي، لكن التعليقات كانت بلا معنى.

لم أكن أبحث عن أشخاص يعرفون أخي فقط، بل عن أشخاص قد يعرفون “القصة التي تشبه النكتة” التي أخبرني بها لي سو قبل أشهر.

أشخاص يعرفون لماذا اختفى أخي.

بعد ساعة تقريبًا، أضاف بعض الأشخاص تعليقات أخرى:  

– سمعتِ ذلك من بيتيفريل؟

> نعم، سمعت كل شيء (الكاتب)

– هل هو حقًا …؟

> أنا من تريد أن تسأل. هل هذا صحيح؟ (الكاتب)

– واو، هذا مذهل.

كانت الأسماء المستعارة: يوان_هو_قطة_صغيرة و إينيل_الإمبراطور.

أسماء أغرب من اسم أخي المستعار، بيتيفريل.

رددتُ بطريقة خرقاء وانتظرت، لكن المحادثة لم تستمر.

لكن بعد انتظار أطول، لاحظت ضوءًا أحمر على أيقونة الرسائل في أعلى يمين الموقع. 

فتحتُ صندوق الرسائل.

«عبد_إيفلين_512؟ يا لها من تسمية»

لم أضحك، لكنني قرأت الرسالة:  

[بافتراض أنكِ لستِ بيتيفريل الحقيقي بل أخته، وأنكِ سمعتِ كل شيء. سمعت أنكما كنتما مقربين جدًا. لن يعلق أحد من الموجودين في المنتدى على منشوركِ. إنهم يتجنبون التورط في ذلك العالم] 

> أرجوك ، أريد أن أعرف.

كنت في عجلة من أمري.

كان هذا أول دليل عن “البطل” أجده.

جاء الرد بشكل أخف مما توقعت:  

[ههههههه، كنتِ ستقولين “أتوسل لك” ثم غيرتيها إلى “أرجوكِ”؟ يبدو أنكِ لا تستخدمين الإنترنت كثيرًا. إذا احتجتِ إلى معلومات، اسأليني. لن يرد أحد غيري. بالمقابل، هل يمكنكِ إخباري ماذا حدث لبيتيفريل؟] 

> هو في غيبوبة. ليست موتًا دماغيًا. في 24 ديسمبر، تعرض لحادث مروري بسيط. لكن عندما رأيت تسجيل كاميرات المراقبة، كان هناك شيء غريب. لقد سقط قبل أن تصدمه السيارة.

على الرغم من أنه بدا كحادث مروري، إلا أنه لم يكن كذلك.

سقط لي سو فجأة لسبب غير معروف.

كان لي سو بصحة جيدة.

كلانا، كأبناء لأبوين رياضيين، كنا أقوياء. لم يكن من النوع الذي يسقط فجأة هكذا.

لكن، وأنا في غرفة لي سو بالمستشفى، تذكرت فجأة.

قبل أشهر، القصة التي رواها لي سو بحماس:  

> “حلمت حلمًا. لا، لم يكن حلمًا!”

في صباح أحد الأيام، صرخ لي سو في وجهي.

قال إنه ذهب إلى عالم <قصر الساحر العظيم> قبل ألف عام.

قال إنه استيقظ في منتصف الليل داخل معبد ضخم.

> قالوا إنهم يأخذون الروح فقط، لذا يبدو معقولًا. هل سمعتِ أن الأشخاص المختارين يُجمعون في المعبد؟

> نعم، سمعتُ تقريبًا، لكنني اعتقدتُ أنها نكتة.

>  نعم، كنا مثل الأشخاص الذين اجتازوا اختبار اختيار البطل. استدعوا أرواح المؤهلين فقط لاختيار البطل.

بينما كان الناس المذهولون يتأقلمون مع العالم الغريب الذي وجدوا أنفسهم فيه فجأة، تقدمت عملية الاختيار بسلاسة.

اقترب أشخاص يرتدون زي الكهنة كما في روايات الخيال، وشرحوا لـلي سو والأشخاص من حوله سبب وجود اللعبة.

كانت <قصر الساحر العظيم> لعبة وفي الوقت ذاته نظامًا لاختيار البطل.

الشرط هو أن يكون لديك حساسية عالية تجاه اللعبة نفسها، ليسهل على الروح التكيف بعد عبور الأبعاد.

وأن تحقق “إنجازًا”.

كما ذكرت سابقًا، تحتوي اللعبة على العديد من التحديات والعناصر القابلة للتجميع، لكن “الإنجاز” كان واحدًا فقط:  

إكمال اللعبة في غضون 30 دقيقة دون أن تموت.

(إنجاز مكتمل!

أكملت اللعبة دون أن تموت مرة واحدة.

زمن الإكمال: 29:37 (رقم قياسي جديد).) 

كان هذا سجل جولتي الثانية.

كنت سأرد بأنه حلم واضح جدًا، لكن تفاصيل لي سو كانت دقيقة ومقنعة للغاية. فسألته:  

> “إذًا، ماذا فعلت هناك؟”

> “تنافسنا لمعرفة من هو الأفضل بين الأحجار الكريمة! قالوا إن اللاعبين يتمتعون بلياقة بدنية جيدة، وكان هناك رياضيون وأشخاص يطمحون لأن يكونوا محترفين في الألعاب” 

> “تنافستَ معهم؟”

> “…صراحة، شعرت أنني لن أستطيع، لذا ساعدت الكهنة في أعمالهم. بدوا مشغولين.”

حتى لو كان حلمًا، أن يُختار كمرشح للبطل ثم ينتهي به الأمر بمساعدة الآخرين! هذا حقًا يشبه لي سو.

> هناك، أجرينا اختبارًا لمقارنة مؤهلات البطل. كان الأمر يتعلق بالتدرب مع بعضنا، وتجربة أسلحة مثل السيوف والأقواس. لكن الغريب أن الجميع بدا وكأنهم مسحورون، يتسابقون ليصبحوا أبطالًا بشدة، حتى إلى درجة إيذاء الآخرين. ظننت أننا جميعًا منعزلون مهووسون بالألعاب، لكن اتضح أن أكثر من نصفهم لم يلعبوا لعبة من قبل. قالوا إن <قصر الساحر العظيم> كانت أول لعبة لهم. وهذا غريب جدًا. لأن الإكمال في 30 دقيقة ليس سهلاً، بل يتطلب أن تكون مهووسًا. أن يصل أشخاص لم يلعبوا من قبل إلى هذا المستوى غريب جدًا.

أرسل عبد إيفلين_512 رسالة أخرى:

[لكننا لم نعرف لماذا نحتاج إلى بطل، أو ماذا يحدث إذا أصبحنا أبطالًا. كل ما سمعناه هو أن ننقذ العالم. قالوا إن أجسادنا آمنة في كوريا، وأرواحنا فقط هي التي عبرت، لذا لا داعي للقلق.] 

> لماذا اختير أخي؟

[لا أعرف؟ لكنني أظن أنني أعرف السبب. أظن أن الجميع في المنتدى يخمنون ذلك. أخوكِ كان الأكثر طيبة. بيتيفريل كان الأكثر إيثارًا، هل تفهمين؟ في تلك اللحظة التي كان الجميع فيها يتسابقون ليصبحوا أبطالًا، كان أخوكِ الوحيد الذي حاول مساعدة الآخرين.] 

شعرت بالقشعريرة.

قرأت بلا مبالاة رسالة إضافية تطلب عنوان المستشفى لزيارة بيتيفريل. تذكرت أنني كنت أكتب ردًا.

استعدت وعيي فجأة. لم تمر سوى ثوانٍ قليلة.

رتبّت الذكريات الجديدة:

بعد أن حققت رقمًا قياسيًا في جولتي الثانية، تم اختيار لي سو كمرشح للبطل بسبب ذلك الإنجاز. لعبت أنا، لكن باستخدام حسابه.

و لي سو الآن في غيبوبة.

المشكلة أن البطل مات بالفعل قبل ألف عام.

كيف يعمل تدفق الزمن؟ ماذا حدث لأخي؟

أدركت أن هذه أسئلة لا يمكنني الإجابة عنها الآن، فانتقلت إلى فكرة أخرى.

الآن أنا مقتنعة أنني لعبت هذه اللعبة حوالي 100 مرة في شتاء ما.

دخولي إلى هذا العالم قد يكون مرتبطًا بتلك التجربة الشتوية.

ربما دخلت إلى هذه اللعبة طواعية.

بينما كنت شاردة، اقترح الدوق كايل بحذر: “أخبرينا عندما تنتهين من التأمل. نحن ننتظر. هل اللوحة رائعة إلى هذا الحد؟”

“لا! انتهيت. هيا بنا! أمم، إلى أين نذهب؟”

حقًا، إلى أين؟

أجابت إيفلين: “لنذهب إلى المسرح. لكن، الآنسة إبريل، هل أنتِ بخير؟”

“نعم؟”

مسحت إيفلين عرقي البارد بمنديل أرجواني بنظرة قلقة: “إذا كان هناك شيء، أخبريني. أليسا أصدقاء؟”