ما إن نطقت بالكلمة الأخيرة، حتى تجمد جسد جولييتا في مكانه.
فجأة، ظهرت أمام عينيها الذكريات الدموية بوضوح شديد.
الموتى الباردون وهم يُحملون على النقالات، والأرضية تحتهم ملطخة بالدم، وحتى والدها الذي أطلق النار على رأسه.
في تلك اللحظة، بدأ تنفسها يزداد حدة، حتى شحب وجهها تمامًا، وانتفخت معدتها بالغثيان على الفور.
حاولت جولييتا أن تتحمل القيء القادم بصعوبة بالغة، لكن ذلك كان شبه مستحيل.
“أووووف!”
في النهاية، لم تتمكن جولييتا من الصمود، فغطت فمها بسرعة.
كانت قد عزمت على التحمل، لكن جسدها استجاب بالفعل، وكان قلبها يخفق بعنف.
تمكنت بالكاد من استعادة توازن جسدها، وعرق بارد انساب على جبهتها، وكانت ساقاها ترتجف.
“آه، يبدو أننا أثارنا قصة حساسة جدًا. أعتذر يا سيدتي.”
ابتسمت أوليفيا بأناقة، وغطت فمها بخفة، لكن في عينيها كان هناك لمحة من المزاح القاسي.
في تلك اللحظة أدركت جولييتا شيئًا.
‘آه، لا يمكنني…’
لم تعد تملك القوة لتحمل المزيد.
إذا استمرت على هذا الحال، شعرت أنها ستنهار.
“…ليس ذلك، ولكني لست بخير. سأعتذر وأغادر الآن.”
“أوه، يبدو أنكي تعانين من دوار البحر؟ اذهبي للراحة فورًا.”
أومأت أوليفيا برأسها وكأنها قد حققت النصر، مبتسمة بفخر.
تجاهلت جولييتا نظرتها المتعجرفة، وحوّلت خطواتها بعيدًا عن المكان.
لم تعد ترغب في البقاء هناك، وسارعت خطواتها أكثر فأكثر حتى دخلت الممر المؤدي إلى غرفتها.
كان جسدها يرتجف بعد كل الكلمات المرهقة التي تحملتها للتو، وشعرت أنها ستنهار تمامًا، فسرعت نحو الغرفة.
“هاف…”
ما إن دخلت الغرفة، حتى أطلقت جولييتا تنهيدة عميقة، وبدأت دموعها تحجب بصرها.
لم ترغب في البكاء، فعضّت على أسنانها لتحاول كبحه، لكن وجهها كان شاحبًا جدًا، وعقلها مشوشًا بالذكريات التي اجتاحت ذهنها.
كان بطنها لا يزال مضطربًا، وشعرت بالغثيان مرة أخرى.
“أووووف…”
ركضت نحو الحمام بسرعة، وأفرغت كل ما في معدتها.
“هاه… ها…”
بعد أن استنفدت كل قوتها، جلست مترنحة على حافة السرير.
كان التعب والإرهاق قد استحوذا عليها بالكامل.
استلقت على السرير، مطوية جسدها، وحاولت أن تستعيد أنفاسها بهدوء.
كان العرق البارد لا يزال يسيل على جبينها، وقلبها يخفق بسرعة، وكانت أطراف أصابعها ترتجف بلا توقف.
حاولت أن ترتاح قليلًا ثم تنهض، لكن التعب غلبها، فغابت عن الوعي وغرقت في النوم.
نامت جولييتا بعمق.
ربما بسبب التوتر الذي انحسر، كان تنفسها هادئًا ومنتظمًا.
لكن رموشها المرتجفة قليلاً ووجهها الشاحب كانا يرويان معاناتها بوضوح.
وقف إيفان صامتًا، يراقبها من بعيد.
ظل محتجزًا وقتًا طويلًا لدى التحية مع الآخرين، وعندما تمكن أخيرًا من الابتعاد عن الناس، كان الوقت قد مر كثيرًا.
بحث عن جولييتا بلهفة، لكنه لم يجدها في أي مكان.
ثم عاد إلى الغرفة، وهناك فقط وجدها غارقة في النوم، بعمق.
الانستغرام: zh_hima14
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 28"