‘الرقص… الرقص، هاه’. 

في حين أنها لم تكن لديها أي مخاوف بشأن الجوانب الأخرى، كان الرقص قضية مهمة.

من كان يصدق أن امرأة، حفيدة الغجر وابنة راقصة، لا تستطيع الرقص؟.

انتقدت ليليث رقص سيسيليا قائلة إنه يشبه جذع شجرة يتعثر. كان بإمكانها أن تعلمها القليل، لكنها رفضت، حتى وهي على وشك الموت، أن تعلمها الرقص.

إذا طلبت الآن من والدها دروسًا في الرقص، فمن المحتمل أن يعين لها مربية كارولين. البخيل الذي لا يرغب حتى في استئجار خادمة جديدة لأطفاله لا يكاد يستأجر معلم رقص بشكل منفصل.

كانت مربية كارولين، لويز كليون، امرأة مجنونة. من الأفضل أن تتعلم بمفردها بدلاً من أن تتعلم منها.

وبطبيعة الحال، فإن التعليم الذاتي لن يلبي معايير جينيفير إلى حد بعيد.

…بالنظر إلى كل ما فعلته حتى الآن، بدا هذا بسيطًا، لكنه صعب بشكل مدهش.

كان عقلها مشحونًا بمثل هذه الأمور التافهة. وكانت تتلقى انتقادات كثيرة لأنها تجعل الأمور السهلة صعبة والأمور الصعبة سهلة، وكانت هذه إحدى تلك المرات على وجه التحديد.

‘أنا بحاجة إلى تغيير وتيرة’. 

أخذت سيسيليا بطانية ومنديلًا مبطنًا ونزلت إلى المطبخ.

“يا إلهي، آنسة سيسيليا، هل أتيتي؟”

استقبلها الشيف بحرارة.

كان الشيف الجديد، الذي دخل القصر مؤخرًا، من القلائل الذين لم يميزوا ضد سيسيليا بسبب أصولها. في الواقع، كانا قريبين جدًا منذ حياتها السابقة.

على الرغم من أنها كانت تتظاهر بأنها لا تعرفه الآن، يبدو أن الطاهية، التي جاءت أيضًا من الأزقة الخلفية وكانت أمًا عازبة تربي طفلًا بمفردها، كانت لديها نقطة ضعف تجاه سيسيليا، الطفلة غير الشرعية لهذه الأسرة.

“باتسي، أنا جائعة.”

“حقًا؟ هل أصنع لك فطيرة السردين؟”.

اه، انها حقا لم يعجبها ذلك.

“أريد بعض الكريم بروليه.”

“آه، الحلوى التي ذكرتها في المرة الماضية!”.

“نعم هذا ايضا”.

الطريقة الأسهل لإقامة علاقة جيدة مع الطاهي هي مشاركة الوصفات.

كانت سيسيليا تتمتع بفهم عميق للأطعمة الفاخرة، وكان الشيف مندهشًا بمعرفتها الواسعة بالمطبخ.

“يبدو أن هناك كل أنواع الأطباق في البلدان الجنوبية.”

قال باتسي وهو يحضر بسرعة شيئًا يشبه الكريمة البروليه.

أخذت سيسيليا الحلوى الدافئة خارجًا وجلست على النافورة، وغطت ساقيها بالبطانية التي أحضرتها، وربتت على الجزء العلوي من الكريمة بروليه بملعقة.

كسر صوت الطقطقة الهش سطح السكر البني، وكشف عن كريمة الكسترد الناعمة تحتها.

لقد أخذت جزءًا سخيًا وابتلعته في قضمة واحدة.

“ممم.”

لم تكن رائعة تمامًا… ولكن من بين الحلويات في قصر كوفرت، كانت مقبولة.

‘في الواقع، لا تزال الحلويات من البلدان الجنوبية تتمتع بطعم لائق إلى حد ما حتى بعد مرورها على أيدي الطهاة في كاسويك.’

السماء الزرقاء، وصوت النافورة المنعش، والحلوى اللذيذة شكلوا مزيجًا مثاليًا.

لقد كان يوما جيدا بشكل استثنائي.

حتى اقترب مخلوق صغير، لا يبلغ طوله حتى 4 أقدام، يتمايل بأذرع وأرجل تشبه النقانق.

“سيسيريل، ماذا تبيلين هنا؟” (سيسيليا، ماذا تفعلين هنا؟)

أمسك ناثان لاسفيلا، بشعره الرمادي الناعم والمشط بعناية، بحاشية فستانها وسألها.

“هل أتيت للتنزه؟ إذن استمر في طريقك.”

نظرت سيسيليا إلى أخيها الأصغر بنظرة باردة. وبجانبه كانت خادمة الحضانة تراقب ناثان بقلق.

“سيسويا، ماذا تأكلين؟” (سيسيليا، ماذا تأكلين؟)

“إنه ليس لذيذًا.”

“كيذب.” (كاذبة.)

حاد جدًا بالنسبة لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات.

“هل يستتيع ناثان أن يسرب بعضًا أيضًا؟” (هل يستطيع ناثان أن يشرب بعضًا أيضًا؟)

“لديك طعامك الخاص. هناك الكثير من الأشخاص الذين سيعتنون بك.”

“ناثان ليش لدي أي شيء لأاكل.” (ناثان ليس لديه أي شيء ليأكله).

عبس ناثان بشفتيه.

“على أية حال، الفئران الذكية تصرقها.” (دائما، الفئران الصغيرة تسرقها.)

“…”

هل بدا لشاب ناثان أن ممارسة إطعام الفئران الطعام لاختبار السم تبدو كما لو كانت الفئران تسرق وجباته؟. 

بطريقة ما، كان الوريث الشاب للكونت، الذي كان ينبغي أن يحظى بالعناية والحماية داخل الملابس الكتانية، قد أصيب مؤخرًا بشهية متزايدة.

‘إنه عديم الفائدة على أية حال’. 

لم يكن بالماسكا دواءً ذا مفعول فوري، بل كان دواءً تظهر الأعراض ببطء. إذا تم تخفيفه كما فعلت جينيفير، فمن المستحيل اكتشاف أي تغييرات بكمية صغيرة فقط.

إنه فقط يسبب للطفل مشاكل غير ضرورية.

انظر الآن، وريث بيت الكونت، الذي يجب أن يأكل وينام جيدًا، ألم ترتفع شهيته ظلماً؟. 

“ناثان يريد أن يأكل أيضًا. من فضلك اعطي البعض إلى ناثان.” (يريد ناثان أن يأكل أيضًا. من فضلك أعطِ بعضًا منه لناثان.)

مد ناثان يديه بابتسامة ملائكية على وجنتيه الورديتين. ابتسامة قاتلة كانت لتجعل أي شخص آخر يسلم ملعقته على الفور…

“لا.”

ولم تتأثر سيسيليا. حتى أنها رفعت الحلوى عالياً بعيدًا عن متناول ناثان.

“سيسيويا، حقيرة جدًا…”

امتلأت عيون ناثان بالدموع، وعبس خديه.

“أنت، أنت ووهش…”

“…ماذا؟”

من الغريب أنه قد يقول مثل هذه الأشياء بعد أن أنقذت حياته. لابد أنه تعلمها من مارجريت. ولهذا السبب لا ينبغي ترك الأطفال الصغار في نفس الغرفة.