غطت سيسيليا فمها بيدها كما لو أنها ليس لديها أي فكرة.

“أوه! إذًا، هيلينا هو اسم الفيكونتيسة لوبي!”

كانت الفيكونتيسة أودريغ لا تزال غاضبة، فجعدت أنفها. ثم ابتلعت ما تبقى من النبيذ في كأسها دفعة واحدة، ولم تستطع أن تكبح جماح همهمة وهي تهز رأسها.

“نعم، الفيكونتيسة لوبي…”

“أنت تنادينها باسمها، سيدتي. لا بد أنكِ قريبة جدًا منها.”

“هاه… قريبة؟”.

أطلقت الفيكونتيسة أودريغ ضحكة كما لو أنها لم تستطع أن تصدق ذلك.

“بالطبع، قريبة جدًا جدًا جدًا.”

التفت فمها الضاحك إلى ابتسامة ملتوية. تظاهرت سيسيليا بعدم ملاحظة ذلك وحوّلت نظرها بعيدًا وهي تتحدث.

“لقد التقيت بها ذات مرة في حفل شاي. بدت وكأنها شابة راقية ومهذبة.”

“كما لو أن كل الرقي في العالم قد مات”، تمتمت الفيكونتيسة أودريغ تحت أنفاسها وهي تحمل كأسها الفارغ.

وبنقرة لسانها منزعجة، أمرت الخادمة بإحضار المزيد من النبيذ.

“ما هذا؟ إنه مختلف؟ هل أنهيت تلك الزجاجة بالفعل؟ هممم…”.

قامت بتدوير النبيذ الجديد في كأسها، مستمتعةً بالرائحة، قبل أن تحوّل نظرها فجأةً إلى سيسيليا.

“أنتِ تعلمين أن الدوقة بيرس هي الابنة الكبرى للفيكونت والفيكونتيسة لوبب، أليس كذلك؟”.

“بالطبع، لقد التقيت بها اليوم أيضًا. إنها امرأة جميلة حقًا.”

“حسنًا، لقد ورثت مظهرها بالتأكيد. شخصيتها أفضل قليلًا، لكن… كلاهما عنيد بنفس القدر.”

لم تتدخل سيسيليا في النميمة، بل جلست بهدوء وهي تبتسم، ولم يبد أن صمتها قد أثر على الفيكونتيسة المخمورة، التي لم تلاحظ أي شيء غريب.

من الواضح أن الفيكونتيسة أودريغ كانت تشعر بقدر كبير من الاستياء، وكانت تجعد حاجبيها كلما نطقت بكلمة “لوبي”. ومع ذلك، وعلى الرغم من إحباطها، لم تتمكن من تحويل المحادثة بعيدًا عن الموضوع.

“لقد ساعدها وجهها الجميل بالتأكيد على الزواج بشكل جيد. صحيح ما يقولونه – الأطفال يأخذون من آبائهم. ولكن من ناحية أخرى، فشل زواج ابنة هيلينا الثانية، لذا ربما لا يكون هذا صحيحًا تمامًا. لقد انفصلت تلك الابنة الثانية، كما تعلمين. كانت تشبه والدتها كثيرًا، حتى في شخصيتها…”.

لم يكن هناك شخص في العاصمة لا يعرف أن ابنة الفيكونتيسة لوبي الثانية انخرطت سراً في أعمال مضاربة، وأهدرت مهرها، وعادت إلى عائلتها خالية الوفاض.

كتمت الفيكونتيسة أودريغ ضحكتها، حيث كانت تشعر بالرضا بوضوح عن سوء حظها.

“أين ستجد رجلاً يرغب في العيش مع امرأة بعد تنظيف كل هذه الفوضى؟ والابنة الثانية ليست جميلة مثل الابنة الكبرى أيضًا.”

على الرغم من ميولها الجمالية المعتادة، شكلت الفيكونتيسة أودريغ استثناءً عندما يتعلق الأمر بعائلة لوبي.

بالنسبة لها، كانوا أجمل الناس الذين تكرههم. من الناحية الموضوعية، كانوا جميلين، لكنهم لم يعودوا كذلك في نظرها.

بالطبع، كان هناك وقت كانت فيه منبهرة بمظهرهم وحتى كانت تتواصل معهم اجتماعيًا… لكن هذا كان خطأً، مجرد مرحلة عابرة.

إن أي علاقة تتضمن المال من المحتم أن تنهار. لقد أدركت الفيكونتيسة أودريغ هذه الحقيقة الحتمية في وقت متأخر عن معظم الناس.

“آنسة سيسيليا، لا تقتربي كثيرًا من هذه المرأة. فهي لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة. إنها من النوع الذي يمتص الحياة منك ثم يرميكِ جانبًا وكأنها لا تعرفكِ.”

لقد انتقدت الفيكونتيسة لوبي بشكل علني، لكن هذا لم يكن بالأمر الجديد. فقد كانت العاصمة بأكملها على علم بخلافهما.

“هل هي سيئة لهذه الدرجة؟”.

“نعم، إنها حقًا من النوع السيئ. لدي الوسائل والكرم اللازمين للتسامح عن بعض القطع النقدية هنا وهناك، ولكن… ليس من اللائق أن يتصرف المدين بمثل هذه الغطرسة، أليس كذلك؟”.

وأخيرا، أشارت إلى حقيقة أن الفيكونتيسة لوبي مدينة لها بالمال.

لمعت عينا سيسيليا بالاهتمام.

“مدين؟ ماذا تقصدين؟ لم أكن أعتقد أن عائلة لوبي ستعاني من نقص الأموال…”.

“حسنًا، إنه فقط…”

لفترة من الوقت، أدركت أنها قالت الكثير، ولكن بما أن السر كان قد انكشف بالفعل، قررت أن تترك كل شيء ينسكب.

انحنت الفيكونتيسة أودريغ نحو سيسيليا، ورفعت يدها إلى فمها وكأنها تريد إخفاء كلماتها، على الرغم من عدم وجود آذان تستمع إليها. كانت هذه عادة اكتسبتها من سنوات من الثرثرة في الصالونات.

“لقد ادعت أنها لا تملك المال الكافي لرحلة إلى المنطقة الغربية. لقد وصفتها بأنها رحلة ، ولكن المبلغ الذي طلبته كان مساوياً لما أنفقته على تعليم ابني في الخارج. صحيح أننا لسنا أسرة فقيرة، ولكن هذا النوع من المال ليس بالأمر الذي ينبغي الاستخفاف به”.

على الرغم من أن سيسيليا كانت تعرف القصة بالفعل، إلا أنها استمعت باهتمام كما لو كانت المرة الأولى.