### القربان والعروس

أثناء تناولها نصف كميّة اللّحم التي قلّصتها، سألها إيف عن حياتها السّابقة. 

لم تكن شيلا تشعر بالإزعاج من حياتها في لاغنوريا، لكن يبدو أنّ إيف لم يرَ بيئتها جيّدة. مثل إيلفي، كانت حواجبه تارة تنخفض بحزن وتارة ترتفع غضبًا. 

“لا أريد التّحدث بسوء عن موطنكِ”، قال إيف وهو يعبس ويتأفّف، ممسكًا ذراعيه. 

“لكن حبسكِ بمفردكِ في غرفة، وإعطاؤكِ أقلّ من الحدّ الأدنى من الطّعام والملابس، هذا قاسٍ جدًا.” 

“لكن واجب لاغنوريا كان تربيتي حتّى يوم تقديمي كقربان. لقد بلغت سنّ الرّشد بصحّة جيّدة، فلا مشكلة.” 

كانت شيلا واثقة من صحّتها رغم نحافتها، لكنّها تمتمت وهي تخفض حاجبيها: 

“لكنّني لستُ قربانًا، أليس كذلك؟ الجميع يناديني عروسًا، لكن هل هذا مناسب لك، إيف؟ أظنّ أنّ الزّواج يكون بين من يحبّان بعضهما.” 

“لا داعي للقلق حيال ذلك. نناديكِ عروسًا، لكنّها مسألة شكليّة فقط.” 

أكل إيف قطعة لحم كبيرة ورفع إصبعه موضحًا. 

كان واضحًا أنّ نظرة لاغنوريا لشيلا تختلف عن نظرة دراجيا. لاغنوريا كانت تقدّم إحدى التوأمين كقربان، لكن التنانين كانت تستقبل الفتيات كعرائس. 

“ربّما لأنّنا كنا نأتي بصورة تنّين، ظنّوا أنّنا نأكلهنّ”، تمتم إيف متنهّدًا. 

قال إنّ هواء لاغنوريا ثقيل على التنانين، وتحوّلهم إلى بشر هناك مرهق، كما أنّ الحفاظ على الهيئة البشريّة لفترة طويلة صعب. 

دهشت شيلا من الفرق بين التنانين والبشر، ثمّ مالت رأسها متسائلة: 

“إذن، لماذا تحوّلت إلى بشريّ عندما جئتَ لاصطحابي؟” 

كان تنّينًا في البداية، فلمَ تحمّل جسده العناء؟ 

ضحك إيف بهدوء وربّت على رأسها. 

“لم أرد إخافتكِ. لكنّ وجهي هذا مخيف أيضًا، أليس كذلك؟” 

تحدّث بسخرية، لكنّ شيلا كانت تعرف لطفه. 

“أنت لطيف، إيف. لا أخافكَ على الإطلاق.” 

“شكرًا، شيلا.” 

ابتسم إيف وأنهى ما في طبقه، ثمّ أضاف المزيد من اللّحم. سألها إن أرادت المزيد، فهزّت رأسها بسرعة. 

“بالنّسبة للعرائس اللواتي استقبلتهنّ التنانين…” 

“تقصدين الفتيات من لاغنوريا اللواتي جئن إلى دراجيا، أليس كذلك؟” 

“نعم. ستّ عرائس جئن من لاغنوريا. التنانين لا تنسى جميل شعب لاغنوريا، لذا عوملن بكرم.” 

واصل إيف شرحه أثناء الأكل. 

ليس في دراجيا ملك، بل تحكمها ثلاث عائلات تنحدر من التنّين الأحمر، الأسود، والأزرق. إيف هو رئيس عائلة التنّين الأزرق، ولهذا يعيش في هذا القصر الفخم، فأومأت شيلا مقتنعة. 

رغم أنّ دراجيا مسالمة، توجد منظّمة للحفاظ على الأمن وللدّفاع عنها، ويتولّى إيف قيادتها. جسده القويّ نتيجة تدريباته اليوميّة. 

صبّ إيف الماء في كأسه ونظر إلى شيلا. 

“كما قلتِ، الزّواج يحتاج إلى الحبّ. لذا كانت العرائس شكليّات فقط.” 

“إذن، لمَ لا يُطلق عليهنّ اسم آخر غير عروس؟” 

“صحيح. لكن للأسف، حتّى بين التنانين هناك من هم غير شرفاء. كان تسميتهنّ عرائس ضروريًا لحمايتهنّ.” 

“هذا هو السّبب…” 

أومأت شيلا مقتنعة، فأومأ إيف بدوره. 

“لذلك، ستعيشين هنا كعروسي. لكن لا نية لتقييدكِ. إن أحببتِ رجلاً آخر، يمكنكِ الزّواج منه.” 

عبست شيلا قليلاً لكلامه المباشر. كانت مستعدّة لتكون قربانًا، ثمّ عروسًا، لكن الآن تشعر أنّ لا هدف لمجيئها. 

“لكنّني جئتُ كعروسك، إيف. الزّواج من رجل آخر سيكون وقاحة.” 

“أمم، حسنًا، هذا مجرّد مثال. لا يجب أن تتزوّجي أحدًا بالقوّة. كوني عروسي شكليًا، ولن أطالبكِ بشيء.” 

“أليس لديكَ أنتَ شخص تحبّه؟” 

ابتسم إيف مطمئنًا، فسألته شيلا. إن كان الزّواج شكليًا يمنعه من الارتباط بحبيبته، فهذا مؤسف. 

مالت رأسها تنظر إليه، فبدت عليه لحظة ارتباك، لكنّه سرعان ما ابتسم. 

“لا، ليس لديّ أحد. وجهي هذا يخيف الجميع.” 

ضحك بسخرية، لكن عينيه بدتا شاردتين، كأنّه يفكّر بشخص ما. 

‘هل لدى إيف شخص يحبّه؟’، تساءلت شيلا، لكنّها لم تستطع السّؤال.

المترجمة:«Яєяє✨»