في النهاية، تمرّ الأيّام دون أن تتقارب المسافة بيني وبين إيڤ. لكنّ الليالي التي أنام فيها ممسكةً بيده تملؤني بالسعادة، ودائمًا ما أغفو بسرعة مذهلة. دفء إيڤ هو أكثر ما يمنحني الطمأنينة على الإطلاق.
كانت شيلا تقضي وقتًا هادئًا بمفردها في غرفتها، ثمّ تثاءبتْ بهدوء وخرجتْ من الغرفة. اليوم، من المفترض أن تأتي روبيريا لزيارتها، لكن حتّى ذلك الحين، تشعر شيلا ببعض الوقت الفائض. لقد مرّت على المطبخ صباحًا، وخرجت إيلفي للتسوّق، بينما يبدو ريجيس وإيڤ مشغولَين بالعمل، فلا يمكنها أن تطلب منهما الانشغال بها بأنانيّة.
التجوّل بحريّة في أرجاء القصر الواسع ممتع، لكنّ شيلا تشتاق دائمًا لقضاء الوقت مع شخصٍ ما.
“تحمّلي حتّى تأتي روبيريا”، قالت شيلا لنفسها، ثمّ اتّجهت نحو المكتبة.
تلك الغرفة التي تملؤها الكتب على الجدران هي واحدة من أماكن شيلا المفضّلة. هناك كتب صعبة القراءة كثيرة، لكن إيڤ اشترى لها بعض المجموعات الفنيّة الجميلة والكتب الرائجة، فأصبح ركنٌ من رفّ الكتب بجوار النافذة مخصّصًا لها.
جلستْ شيلا على الكرسيّ الفرديّ الذي أعدّه ريجيس لها سابقًا، وفتحتْ كتابًا على ركبتيها.
حاولت القراءة لكنّها لم تستطع التركيز. شعرتْ أنّ الكلمات لا تدخل إلى ذهنها، فنفتْ رأسها ونهضت.
كان الجوّ خارج النافذة غائمًا بعض الشيء، ويبدو أنّ المطر قد يهطل في أيّ لحظة. ‘آمل ألّا تتبلّل روبيريا وهي قادمة بشكل تنّينها’، فكّرت شيلا، ثمّ تساءلتْ إن كان التجوّل في الحديقة بانتظار وصول روبيريا فكرةً جيّدة. لم ترَ شكل تنّين روبيريا بعد، فشعرت بالرضا عن فكرتها.
‘بالتأكيد، روبيريا تنّين أسود أنيق وجميل.’
لم تلتقِ شيلا بروبيريا منذ فترة، إذ كانت الأخيرة مشغولة بمساعدة جدّها، التنّين العجوز. قرّرت شيلا إعداد منشفة لروبيريا تحسبًا للمطر، ثمّ اتّجهت نحو ريجيس، آملةً أن ترى وجه إيڤ أيضًا، فتشعر بالسعادة.
أعادت الكتاب إلى الرفّ، وعندما سارعت للخروج، تعثّرتْ بسبب السجّادة. تمسّكتْ بالرفّ القريب لتجنّب السقوط، لكنّ الصدمة أسقطتْ عدّة كتب على الأرض.
“يا إلهي، يا للفوضى!”
بينما كانت شيلا تجمع الكتب المتناثرة بسرعة، توقّفت يدها فجأة أمام كتابٍ واحد.
كان الكتاب السميك يشبه في تصميمه ذلك الذي يقرؤه إيڤ دائمًا. لكنّ نظر شيلا لم يقع على الكتاب، بل على صورة قديمة سقطت من بين صفحاته.
“ما هذا؟”
بيدٍ مرتجفة، التقطت شيلا الصورة ببطء.
كانت الصورة باهتة الألوان قليلًا، تظهر إيڤ بجانب امرأة غريبة. كانا يقفان متلاصقَين، كما لو كانا يعنيان لبعضهما شيئًا مهمًّا. بدا إيڤ متوترًا بعض الشيء، وأصغر سنًّا ممّا هو عليه الآن. أمّا المرأة ذات الشعر الأسود الطويل، التي تحمل ابتسامة رقيقة، فكانت في عمرٍ قريب من شيلا تقريبًا.
تذكّرت شيلا فجأة سؤالها لإيڤ عند وصولها هنا، عندما سألته إن كان لديه شخصٌ مهمّ. أجابها يومها بأنّه لا يوجد أحد، لكنّ عينيه كانتا تحملان نظرة شوقٍ بعيدة.
‘هذه هي تلك الشخصيّة، بالتأكيد.’ الصورة، المخفيّة بعناية لكن محفوظة باهتمام، تشير إلى ذلك.
لا تعرف شيلا ما حدث بينهما، لكنّ هذه المرأة بالتأكيد شخصٌ لا ينساه إيڤ.
أدركتْ الآن سبب تمسّك إيڤ بعدم تطوير علاقتهما. لكنّ قلبها أصبح يؤلمها، وشعرتْ بضيقٍ في التنفّس.
“أوف… آه…”
مع صوتٍ مكتوم، انهمرت الدّموع. كانت الدموع تتساقط واحدة تلو الأخرى، فتبلّلت الكتب المتناثرة على الأرض.
حاولت شيلا التفكير في أنّ الكتب ستتضرّر، لكنّها لم تستطع الحركة.
تنهّدتْ شيلا بصوتٍ مرتفع، ثمّ انكمشت على نفسها في مكانها.
المترجمة:«Яєяє✨»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 20"