نظرت مارييل إلى السّماء وهي تمسك عصاها الطّويلة، فضربت بها الأرض عدّة مرّات. تحرّكت زخرفة زرقاء تحاكي حراشف التنّين، فصدح صوت نقيّ يشبه رنين الجرس.
عندما رفعت مارييل عصاها عاليًا وكأنّها تضع فيها صلاة، بدأت العصا تلمع بلون أزرق. وبينما كانت مارييل تدور وترقص بعصاها المضيئة، بدت وكأنّها تؤدّي رقصة خاصّة لاستدعاء التنّين.
ازداد تألّق العصا مع حركات مارييل، واتّجه نورها مباشرة نحو السّماء.
تتبّعت شيلا النّور بعينيها، فرأت نقطة سوداء صغيرة تظهر تدريجيًا في السّماء الزّرقاء الصّافية.
كانت تلك النّقطة، التي لم تكن أكبر من رأس إصبع، تكبر بسرعة حتّى تحوّلت إلى صورة تنّين. نظرت شيلا إلى الظّل الأسود ذي الأجنحة الضّخمة، ففتحت فمها مبهورة.
رغم أنّها قرأت عن التنانين وسمعتهم في القصص، إلّا أنّها تراهم لأوّل مرّة. كان التنّين أكبر بأضعاف من جسدها، مغطّى بحراشف صلبة. لمع وهج أزرق للحظة عندما عكست حراشفه ضوء الشّمس، فجذب جمالها عيني شيلا.
‘ضخم، قويّ، وفوق كلّ شيء، جميل.’
‘إذا كنتُ سأُؤكل من هذا التنّين، فلن يكون ذلك سيّئًا’، فكّرت شيلا وهي تحدّق مباشرة في التنّين.
في فمه المفتوح، رأت أسنانًا حادّة مصفوفة. ‘آمل أن يبتلعني دفعة واحدة، فأنا أكره الألم’، فكّرت وهي تشدّ قبضتها كأنّها تصلّي.
أغلقت عينيها بقوّة، فبدأت ذكريات حياتها تتدفّق وتختفي خلف جفونها.
‘هل هذا ما يسمّونه مصباح الذّكريات؟’، تساءلت وهي تستعيد حياتها القصيرة.
منذ ولادتها، كان مصير شيلا أن تكون قربانًا. رغم أنّها وُلدت في عائلة إيرل، نشأت محصورة في غرفة في أعماق القصر، لا تكاد تخرج منها.
ربّما لتجنّب تعلّق والديها بها قبل الفراق المنتظر، لم يكونا يزوران غرفتها، ونادراً ما رأتهما.
تلقّت تعليمًا أساسيًا من معلّم خاصّ، لكنّه اقتصر على القراءة والكتابة وآداب السّلوك.
كان من الطّبيعيّ أن تُركّز العائلة على مارييل، القدّيسة، التي ستتزوّج يومًا من أحد أفراد العائلة المالكة، بدلاً من شيلا التي ستُقدَّم قربانًا عند بلوغها.
كانت شيلا سريعة التعلّم، فأتقنت ما درسته بسرعة، لكنّ ذلك جعل المعلّم يتوقّف عن زيارتها. وهكذا، قضت معظم وقتها وحيدة.
بما أنّها توأم القدّيسة، كان لدى شيلا قدر ضئيل من القوّة. كلّ ما استطاعت فعله هو التّضرّع إلى حجر التنّين الأزرق، الذي يُستخدم لتعزيز الحاجز أو كتميمة عند السّير في الغابة.
كان التّسلية الوحيدة في أيّامها الرتيبة هي زيارات مارييل السرّيّة.
رغم أنّ التّواصل المفرط كان ممنوعًا، ولم تتحدّثا كثيرًا، كانت شيلا سعيدة عندما تهمس مارييل بـ”أختي العزيزة”.
منذ طفولتها، كانت مارييل تستخدم قوّتها لحماية البلاد، فأحبّها الجميع كفتاة طيّبة القلب. وجّهت مارييل هذه الطّيبة لشيلا، فكانت تزورها سرًا وتترك خارج بابها هدايا: حلويات لذيذة، زينة ظريفة، وكتب.
كانت الكتب أغلى الهدايا، فهي لا تنتهي مثل الحلويات، وكلّما قلّبت صفحاتها، أخذتها إلى عوالم مختلفة.
تذكّرت شيلا الكتب التي قرأتها، وهي تظهر وتختفي في ذهنها.
كانت معظم الكتب التي تجلبها مارييل عن الأميرات. لم ترَ شيلا أميرة حقيقيّة، لكنّها كانت تظنّ أنّ الأميرات يشبهن مارييل.
فجأة، تذكّرت شيلا ليلة أمس، عندما سُمح لها بحضور احتفال بلوغ مارييل.
ربّما أرادوا أن تكون للفتاة التي ستُقدَّم قربانًا غدًا ذكرى سعيدة أخيرة. شعرت شيلا بالإرهاق من أجواء الحفل الرّاقية، فقد وقفت بعيدًا عند الجدار تحاول إخفاء وجودها.
لكن مارييل، التي كانت تتلقّى التّبريكات وتبتسم بخدود متورّدة، كانت مشرقة وجميلة. أُعلن في الحفل خطوبتها لوليّ العهد، مما يعني أنّها ستصبح أميرة حقيقيّة يومًا ما. بدا الاثنان، مارييل ووليّ العهد الطّيب، متناسقين جدًا، وشعرت شيلا أنّ مستقبل البلاد سيكون مشرقًا.
‘من أجل سعادة أختي، ومن أجل هذا البلد، سأُؤكل من التنّين.’
‘هذا كلّ ما يمكنني فعله، أنا التي لا أملك شيئًا.’
تساءلت أحيانًا لماذا هي من اختيرت قربانًا، لكنّها تقبّلت أنّ هذا هو قدرها.
‘إذا وُلدتُ من جديد، أريد أن أكون مثل مارييل، محبوبة من الجميع’، فكّرت وهي تفتح عينيها ببطء.
مع هبّة ريح قويّة، هبط التنّين الأزرق أمام شيلا.
من مسافة قريبة، بدا ضخمًا لدرجة أنّها اضطرّت لرفع رأسها، وشعرت بالخوف يتسرّب إليها.
نظر إليها بعينين ذهبيّتين حادتين، فبدأ جسدها يرتجف تلقائيًا. كبحت شيلا صرخة وهي تعضّ شفتيها، ثمّ فتحت ذراعيها كأنّها تستقبل التنّين.
فجأة، فتح التنّين فمه وأصدر زئيرًا منخفضًا هزّ الأرض. حاولت شيلا مقاومة رغبتها في الانكماش، فنظرت إليه مباشرة، لكنّ صورة التنّين الضّخم اختفت في لحظة.
“ماذا؟”
أمام شيلا المذهولة، وقف رجل شابّ بشعر أزرق يشبه حراشف التنّين.
كانت عيناه المائلتان حادتين، لكنّهما تحدّقان بها مباشرة.
‘هل هذا الرّجل هو التنّين؟’، فكّرت شيلا في حيرة. مدّ الرّجل يده اليمنى نحوها، وقال بصوت واضح ورنّان:
“لقد جئتُ لأصطحبكِ، يا عروسي.”
المترجمة:«Яєяє✨»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 2"