نحو المذبح الواقع في وسط السّاحة، تقدّمت شيلا بخطوات متردّدة، مطأطئة رأسها.
مع كلّ خطوة، رنّ جرس مربوط عند كاحليها بصوت خافت، وتلامست جواهر زينة شعرها لتصدر رنينًا نقيًا ومنعشًا.
خلفها، كان هناك كاهنان يمسكان بطرف حجابها الطّويل ويرافقانها. لكنّ شيلا كانت تعلم أنّهما في الحقيقة فرسان يرتديان زيّ الكهنة.
‘لا حاجة لمراقبتي، فأنا لن أهرب أبدًا’، فكّرت بينما ترنّ أصوات الأجراس مع كلّ خطوة إلى الأمام.
لم تكن شيلا معتادة على التجوّل كثيرًا، لذا حتّى هذه المسافة القصيرة تسبّبت في ألم قدميها. الملابس الثّقيلة المزيّنة بزخارف فاخرة استنزفت قواها أكثر من المعتاد. ‘ربّما هذا لمنعي من الهروب؟’، تساءلت في نفسها.
بعد وقت طويل، وصلت شيلا إلى المذبح ببطء، فخلعت حجابها وركعت. ‘أخيرًا وصلتُ’، فكّرت وهي تتنفّس الصّعداء بصوت خافت.
لم تبالِ بفوضى شعرها الأشقر الذّي حرّكته الرّيح، فأغمضت عينيها وألصقت يديها في صلاة.
“أختي العزيزة…”
رفعت شيلا وجهها عند سماع همسة خافتة، فوجدت أمامها مارييل، أختها التوأم التي تشبهها تمامًا.
نظرت شيلا إلى عيني مارييل الزّرقاوين الصّافيتين المليئتين بالدّموع، وكأنّها على وشك البكاء. ابتسمت شيلا ابتسامة خفيفة. ‘ليس عليها أن تبكي من أجلي’.
مارييل هي القدّيسة في هذا البلد. مملكة لاغنوريا، المحاطة بغابة سوداء، تُحرس بحماية التنانين وصلوات القدّيسة.
في الغابة، تنتشر الأبخرة السّامة التي تجعل من يدخلها عاجزًا عن الحركة. تحمي المملكة من هذه الأبخرة حاجز سحريّ تكوّنه صلوات القدّيسة، وسحر حماية التنانين التي تحلّق عاليًا في السّماء.
منذ أن ساعد شعب هذه المملكة تنّينًا جريحًا، وعدت التنانين التي تعيش في السّماء بحماية أراضي لاغنوريا بسحرها. وللحفاظ على هذا الرّباط، تقدّم لاغنوريا كلّ بضعة عقود، في السّنة التي يخسف فيها الشّمس، إحدى الأختين التوأمين كقربان للتنانين. هذه المرّة، كانت شيلا ومارييل هما التوأمان.
في السّنة التي تخسف فيها الشّمس، تُولد إحدى التوأمين بقوّة مقدّسة تمكّنها من خلق الحاجز عبر الصّلاة للتنانين، فتُسمّى القدّيسة. أمّا الأخرى، فمصيرها أن تُقدَّم قربانًا للتنانين.
هكذا، يُحدّد مصير التوأمين منذ ولادتهما.
مارييل وُلدت وهي تمسك بحراشف زرقاء صافية، دليل على قبول التنانين لها وقوّتها كقدّيسة.
بالفعل، كانت مارييل تصلّي يوميًا، تضيف قوّة إلى الحاجز، وتحمي المملكة.
لكن شيلا، وُلدت دون أيّ شيء.
على الرّغم من وجهيهما المتطابقين، وعلى الرّغم من ولادتهما في اليوم ذاته، كانتا مختلفتين تمامًا.
الفتاة ذات الوجه المطابق للقدّيسة تُقدَّم قربانًا.
‘هذا، على الأرجح، هو معنى وجودي’، فكّرت شيلا.
بعد لحظات من الصّمت وتبادل النّظرات، هزّت مارييل رأسها قليلًا كأنّها تطرد تردّدها، ثمّ رفعت عينيها إلى السّماء. تغيّر تعبير وجهها إلى ملامح صلبة، كأنّها استعادت هيبة القدّيسة.
‘هكذا يجب أن تكون’، فكّرت شيلا وهي تُومئ برأسها قليلًا. مارييل يجب أن تستمرّ في حماية هذا البلد. ولهذا السّبب، اليوم، ستُقدَّم شيلا طعامًا للتنانين.
المترجمة:«Яєяє✨»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"