أما ليلا الطفلة، فما زالت تقلب الصفحات بتوتر، تقضم أظافرها.
قالت هيلي.
“ليلا، لم لا نحرق هذا المكان كله؟“
“هل هذا مسموح؟“
“ولم لا؟ إنه مجرد حلم.”
ضحكت كأنها تحرّضها، فاستجابت ليلا،
وانتزعت كتابًا من الرف وألقته على الأرض.
كوّمت الكتب، ثم التقطت حطبًا مشتعلًا من المدفأة،
ورمته بين الصفحات.
اشتعلت النيران بشدّة.
‘ما كان لها أن تتضخّم هكذا…’
لا شكّ أن الرغبة المكبوتة لدى ليلا في حرق تلك الذكريات هي من أضرم اللهب.
الطفلة التي بداخلها، راحت تدور حول النار تغني بفرح غامر.
قالت ليلا وهي تحدّق في اللهب.
“كنتِ تعلمين أنني من منزل فيريست، أليس كذلك؟“
“لم أكن أنوي السؤال.”
“مهما حاولت، لم أستطع أن أكون الابنة التي تمنّاها والداي. فهربت، وقطعت كل صلة.”
تأملَت الطفلة التي بداخلها وقالت.
“لو علمت أنها ستكون سعيدة هكذا، لهربتُ من قبل.
هذا ما أندم عليه فقط.”
وما إن تحرّرت ليلا من كابوسها،
حتى تبدّلت الساحة كما لو أُزيحت ستارة عن المسرح.
عاد الضباب.
سحبتها هيلي من ذراعها نحو ضوء آخر.
وهناك، وجدوا سيلين غارقًا في دموعه،
يُبلّل وسادته بأنفاس الشوق.
كانت الملاحظات على الحائط تقول.
“مرّ أسبوع على فراقنا“، و“ما زلت أفكّر بكَ في كل ليلة“.
قالت ليلا بانزعاج.
“يا له من أحمق…”
لم يشعر بوجودهما، بل راح يغني أغاني الفراق بصوت متهدّج.
زفرت ليلا وقالت.
“دعي هذا لي. أعرف كيف أوقظه.”
تقدّمت بثقة، ثم… بدأت بضربه بقراب سيفها!
العجيب أن ذلك نجح، وفصلت روحه.
ربما لم يكن ذلك الطريقة المثلى، لكن لم يسألن عن التفاصيل.
سيلين، الذي كان يبكي، ترك لنفسه القديمة نصيحة.
“دع البكاء، واحمل سيفك“
ثم خرج الثلاثة للبحث عن ديلان.
“سيلين، أسرع. تتأخر ككل مرة.”
“نعم!”
كان مندهشًا من الضباب، يلتفت يمينًا ويسارًا.
وإذ به يسقط فجأة.
التفتت هيلي وليلا فزعتين، لتجداه غارقًا في الأرض.
“أأنت بخير؟!”
“أقسم أنني أريد التقدّم، لكن شيء ما يشدّني للأسفل!”
هرعت ليلا لإنقاذه، وتبعتها هيلي.
لكن بينما كانتا تحاولان انتشاله، بدأ الضوء يشع من مكان سقوطه.
“قد يكون صاحب السمو أو ريكام هناك، أليس كذلك؟“
أومأتا برأسيهما وتوقفتا عن سحبه.
“ألن تُخرجاني؟“
“لا، ادخل كما أنت.”
“ستتخلّين عني؟!”
لكن الحرص على الدخول إلى الضوء دفعهما إلى دفع رأسه بقوة حتى اختفى داخله.
صرخ سيلين وهو يسقط، ثم تبعتاه إلى النور.
فإذا بهما داخل أحد أبنية القصر الإمبراطوري.
وكان سيلين قد سبقهم وسأل متردّدًا.
“…هل هذا هو سيدنا فعلاً؟“
كان على السرير فتى صغير وضعيف البنية،
بالكاد يشبه ديلان الذي يعرفونه.
اقتربت ليلا لتتفقّد حاله.
“يبدو نائمًا.”
لكن كيف يخبرون نائمًا بأنه يعيش حلما؟
هزّته هيلي ونادت اسمه، دون جدوى.
“لايمكن…”
رأت العرق البارد على جبينه، وفهمت الحقيقة.
‘إنه يحلم داخل الحلم.’
ولإيقاظه، لا بد من الدخول إلى حلمه الثاني.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 50"