ها قد وصلت هيلي إلى القصر في العاصمة، وجالت فيه مع روز.
يبدو أن روز شعرت بالخدر من طول الجلوس في العربة،
فبدأت تتقاذف الكرة داخل القصر.
“أيتها الأميرة…! لا يجوز اللعب بالكرة داخل القصر!”
كان الخادم مضطربًا،
يخشى أن تُكسر الزينة، أو أن تصاب الأميرة.
لكن روز تلقّت الكرة بسلاسة بعد أن قذفتها عاليًا وسقطت بسرعة.
“ليت موري جاء معنا!”
كانت تشعر بالملل وهي تلعب وحدها، فكانت بحاجة إلى موري، ذاك الفتى الذي كان يردد دومًا: “فكرة ممتعة! لمَ لا نجرب؟” بدلًا من: “لا يجوز، لا يصح“.
وبوجه متحسر، لمّحت روز إلى ذلك، فأجابت هيلي باقتراح لطيف.
“إذن، لم لا نخرج للعب؟ ستكون السير كاليستو هنا قريبًا.”
“كاليستو؟“
“نعم.”
“رائع.”
فور توقفها عن اللعب بالكرة أعلى الدرج، سلّمتها روز إلى هيلي، ثم جلست على حاجز الدرج وانزلقت به نحو الطابق الأرضي.
تعالت صيحات الخدم جزعًا، لكن روز لم تأبه، بل أخذت تتحسس أردافها الساخنة من الاحتكاك وهي تصرخ.
“آااخ! مؤخرتي تحترق!”
ضحكت هيلي عند رؤيتها ذلك المشهد، ثم نزلت على الدرج.
وبينما كانت تستعد للخروج مع روز، أوقفهما صوت الخادم.
“سموكِ.”
“نعم؟“
“وصل قبل قليل خطاب موجه إلى سموّكِ… لكن المرسِل…!”
كانت هيلي تحمل الكرة، فاكتفت بالنظر إلى اسم المرسل دون أن تتناول الخطاب.
[نيفيلي]
ضحكت بخفة.
كان وجه الخادم متجهمًا، يبدو أنه ظنها مزحة سامجة، إذ لا يُعقل أن تصل رسالة من شخص ميت، أو مفقود على الأقل.
ومع ذلك، أوصل الخطاب لأنه أدرك أن احتمال كون والدة الارشيدوقة لا تزال على قيد الحياة قائم، ولو قليلًا.
تفحّص وجه هيلي، فوجد أن شفتيها قد تجمّدتا على نحو غريب.
كانت تحدق بالخطاب بعين باردة وهي تفكر.
‘من الذي يمازح بهذه الطريقة السخيفة؟‘
صحيح أنه مُعلن عنها كمفقودة، لكن الجميع كان يعلم أنها ماتت بعدما قتلها الماركيز وعشيقته إينو، فكيف لها أن ترسل رسالة باسمها؟
‘هل يحاول والدي اختباري؟‘
بينما كانت مترددة حول ما تفعل بالكرة، مدت روز يدها قائلة.
“أعطني الكرة. سأخرج أولًا.”
“حسنًا، سألحق بك فورًا.”
تسلمت هيلي الخطاب بعدما حررت يديها، ثم مزقته بطريقة عشوائية.
وكان ما قرأته كفيلًا بإغراق حالتها النفسية في الوحل.
「 والدتكِ لا تزال على قيد الحياة.
الماركيز ترابيا سيعلم بمكانها قريبًا،
فأخبري السيدة أن تختبئ مسبقًا. 」
كان أسفل الرسالة عنوان مكتوب بخط متعرج،
يُرجَّح أنه مكان إقامة نيفيلي: مزرعة فواكه في شبه جزيرة بولا.
هل هي مجرد مزحة؟
قطّبت هيلي جبينها.
‘لكن، من الصحيح أن والدتي توجهت إلى شبه جزيرة بولا.’
رغم محاولتها الانتحار سابقًا، فإن الماركيز لا يزال يعتقد أنها كانت متواطئة مع نيفيلي، وأنها ساعدتها على الهرب بعد لقائهما في المعبد.
‘ما أوقحهم.’
ما أثار قلق هيلي حقًا كان تلك العبارة.
“الماركيز سيعلم بمكانها قريبًا“.
إن كان المرسل يعلم بتقدم الماركيز في تعقّب نيفيلي،
فغالبًا هو يعمل معه.
وقد يكون تلقى أوامر من الماركيز بالبحث عنها… لكنه لم يسلمه المعلومات بعد.
‘هذا وحده أمر جيد.’
لو سبقهم الماركيز، لا أحد يعلم ما الذي قد يفعله.
نيفيلي سرقت ماله وهربت،
وقد يقرر أن يقتلها الآن بعد أن أعلن الجميع موتها.
‘هل هو جاسوس مؤقت؟ أم أحد خدم قصر الماركيز؟‘
ربما كان عميلًا مأجورًا من الخارج فضّل إبلاغها بالمعلومة أولًا، لكن لو كان هدفه المال، لعرّف بنفسه.
‘على الأرجح أحد الخدم.’
من الخدم من كان مخلصًا لنيفيلي، وقد رأفوا بحال هيلي وفريكسوس عندما طُردا إلى الجناح الخارجي.
كانت تتمنى لو أنها مجرد محاولة للتمويه،
لكن الموقع المذكور كان دقيقًا بشكل يثير الشك.
لذا قررت، بعد مشاورة مع ديلان، إرسال أحدهم إلى بولا للتحقق.
كما أنها لم تنسَ التحقق من هوية مرسل الرسالة.
“هل يمكنك معرفة من أرسل هذه الرسالة؟“
“…سأرسل شخصًا للتحقق.”
لحسن الحظ أو لسوئه، كان اسم نيفيلي لا يزال مشهورًا،
ولهذا فإن العثور على من أرسل الرسالة لن يكون بالأمر العسير.
***
كانت ديانا في مزاج من غاية السوء.
فقد بدا أن النبلاء الذين قابلتهم قبل لحظات قد نسوا أنهم بشر، وأخذوا يتفوهون أمامها بكلامٍ فارغ لا يُحتمل
ارتشفت ماءً باردًا واستلقت على الأريكة،
حين جاءها الخادم ليبلغها بوصول ديلان وهيلي.
وما إن رأى ديلان وجه ديانا المتجهم حتى سأل.
“حدث شيء؟“
كان يخمّن أنها اصطدمت ببعض النبلاء في الصباح.
فأجابت ديانا وهي تمسح شعرها بعصبية.
“أنت تزوجت، والأمير الثاني خُطِب، ولم يتبقّ سواي، أليس كذلك؟“
كان من المزعج للغاية أنهم يحاولون إقحام أي رجل بجانبها ليكون شريك حفل الخطبه.
بل وتجرؤوا على الحديث عن إشاعة علاقتها بكاليستو،
وحتى الصيادين الذين يرافقونها أدرجوهم ضمن قائمة عشاقها.
وما زاد من غيظها هو قولهم ذلك أمامها مباشرة.
يا له من يوم مقزز.
عندما فهمت معنى الزواج حقًا، قررت ألّا تتزوج أبدًا.
لكنهم ظنوا أن كلامها مجرد عبث طفولي، من قبيل:
“لن أتزوج، سأعيش مع أمي وأبي إلى الأبد.”
وحين كبرت ولم يتغيّر رأيها، بدؤوا يزعمون أن السبب هو تعاسة زواج الإمبراطور والإمبراطورة.
‘يالهم من أضحوكة.’
حتى لو كان زواج والديها سعيدًا، لما غيّرت رأيها.
ذلك قرار راسخ نابع من قناعتها.
وحين لاحظت أن عدد الحضور قليل، سألت ديانا.
“أين روز؟“
“خرجت مع السير كاليستو ومعها مقلاع.”
“علينا أن نأمل ألّا تتحطم أي نافذة اليوم.”
ضحكت ديانا قليلًا من كلام هيلي، فقال ديلان.
“أفكر في أن أترك روز هنا في العاصمة حين نعود إلى بلوتاروس. لا نعلم ما قد يحدث خلال حملة الإبادة.”
“موافقة.”
هزّت ديانا رأسها.
في الواقع، كانت فكرة إبقاء روز في العاصمة هي اقتراح هيلي.
فبعد أن تأخّر علاج الجنود بسبب غياب الكهنة ذوي القوة المقدسة، تمكّنت من حل المشكلة بوجود هيلي وموري، ولكنها أرادت أيضًا تجنّب السبب الرئيسي لموت ديلان.
ففي الحملة الثانية، مات ديلان حين حاول إنقاذ روز من الوحوش التي زاد عددها فجأة.
لهذا قررت إبقاءها في العاصمة من البداية.
وبعد أن أنهوا الحديث عن روز وعن الحملة،
غيّرت هيلي الموضوع قائلة.
“أريد مناقشة أمرٍ معكما.”
أومأت ديانا مشجعة لها.
“أعتقد أنه من الأفضل إحضار والدتي إلى العاصمة.”
“كنت أظنها توفيت…”
“اتضح أن ذلك غير صحيح.”
تابعت ديانا كلام ديلان بتعبير فيه فضول.
كانت تعلم أن هيلي ونيفيلي تواطأتا،
فبدت على عينيها شبه المغلقتين نظرة تشفٍّ واضحة.
وتابعت هيلي.
“كنت أعلم أنها ذهبت إلى شبه جزيرة بولا، لكن لم أكن أعرف العنوان بالتحديد، لذا كان يصعب التواصل معها.”
“والآن حصلتِ على العنوان؟“
“وصلتني اليوم رسالة باسم والدتي مباشرة. حسبتها مزحة، لكن محتواها يخبرني أنها لا تزال حية، وتعيش في مزرعة هناك.”
وحين أوضحت أن من أرسل الرسالة يبدو من خدم قصر الماركيز، وأن المعلومة ستصل قريبًا إلى الماركيز، قال ديلان.
“يجب أن نرسل أحدنا فورًا للتحقق،
وإذا كانت هناك فعلًا، فعلينا إحضارها فورًا.”
“نعم. لا فائدة من تغيير مكانها الآن.
بما أنهم اكتشفوه مرة، سيكتشفونه ثانية بسهولة أكبر.”
أومأت ديانا موافقة.
“صحيح. بل من الأفضل إحضارها علنًا إلى العاصمة.”
فإذا ما ظهرت نيفيلي أمام الجميع وأعلنت أنها لا تزال حية،
لن يستطيع الماركيز الانتقام منها بسبب الأموال التي سرقتها.
وحين تصبح محط أنظار الجميع، فإن أي سوء يصيبها سيوجّه أصابع الاتهام مباشرة إلى الماركيز وإينو.
وبعد قليل، طرق الخادم الباب وأدخل زجاجة خمر وثلاث كؤوس، فقال ديلان ضاحكًا.
“أحضرتها بنفسي. أحسنتُ، أليس كذلك؟“
“أجل.”
صبّ ديلان الخمر، فرفعت ديانا كأسها وشربت،
فقد كانت تفكر فيه منذ المشادة مع النبلاء.
“لكن، ما قصة خطوبة ثيسيوس المفاجئة؟
هل والدي قرر أن يكون وسيط زواج من جديد؟“
“حتى لو كان جلالته قد بادر، فلا يبدو أن دوق كريتا من النوع الذي يتورط في هذه الفوضى.”
فالدوق لو وافق على الزواج، فهذا يعني أنه دخل الحلبة السياسية، وهو أمر لا يتماشى مع طباعه.
ضغطت ديانا جفنيها بإحكام وكأن الأمر يضايقها.
“لا الدوق ولا والدي هم من قادوا هذه الخطبة.”
“إذن من؟“
اتجهت أعينهم الأربعة إلى ديانا.
“الآنسة أريادن، ابنة دوق كريتا، وقعت في حب ذلك الأحمق.”
أريادن، الابنة الصغرى لدوق كريتا، وقعت في حب ثيسيوس وسعت لإتمام الخطبة بنفسها.
ورغم رفض الدوق، لم يستطع الوقوف في وجه إصرار ابنته.
لذا وافق على الخطبة ليضع حدًا لرغبتها.
ولإظهار أنه غير راضٍ عن هذه الخطبة، طلب لقاءً خاصًا مع ديانا.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 39"