كان دارين، مساعد هايلون، الشاهد الأمين على رحلة صعود هايلون من أدنى المراتب إلى عرش رئاسة محققي الهرطقة.
منذ أن انضمّا معًا كفرسان متدرّبين إلى المعبد، شعر دارين بحدسٍ عميق.
لقد أدرك أن ذلك الفتى ذا الوجه الجامد كالدمية سيكون يومًا ما شخصيةً عظيمة.
لذا التصق به كظلّه، لم يفارقه، وكان استثماره في محله.
فقد أصبح هايلون، بجهده الخاص، رئيس محققي الهرطقة، المرتبة التي تلي الملك المقدّس مباشرةً.
من بين أشرف الفرسان المقدّسين، لا يتسنّى سوى لثلاثة عشر فقط أن يتبوّؤوا منصب محقق الهرطقة.
لابد أن يمتلك المرء مهارةً ساحقةً تفوق جميع الفرسان المقدّسين ليحظى بهذا اللقب.
وها هو هايلون يُسجّل اسمه في تاريخ الإمبراطورية المقدّسة كأسرع من ارتقى إلى هذا المنصب.
ولم يجرؤ أحدٌ على الاعتراض.
فذلك الإرث المقدّس، “سلاسل العقاب”، الذي طالما احتفظ به الملك المقدّس دون أن يجد له سيّدًا يليق به، كان يُعاني من القلق حتى جاء هايلون.
هو الوحيد القادر على تسخير تلك السلاسل، التي تتطلّب قوةً هائلةً لتُستخدم، دون أن يبدي أدنى جهدٍ أو عناء.
كان الكرادلة، المرشّحون لخلافة الملك المقدّس، يتسابقون لكسب ودّه، فهو من يمسك بزمام السلطة العسكرية في الإمبراطورية المقدّسة، ولا مبالغة في ذلك.
ورغم كل هذا العظمة والجلال الذي يحيط بمحقق الهرطقة العظيم، كان لهيلون عيبٌ واحدٌ بارز.
تلك الجنية، ريتشيسيا.
**[أشفقوا على الضعفاء وأحسنوا إليهم،
عاقبوا الأشرار وحاكموا أفعالهم الدنسة،
باسم الحاكم، من أجل شرفه ومجده،
أقسموا على حماية العدالة والخير.
هذا هو القسم المقدّس.]**
كان هذا القسم الذي يحفظه كلّ فارسٍ مقدّس عن ظهر قلبٍ ويرسخه في أعماق روحه.
لكن هيلون، رغم حفظه له، كان دائمًا يحيط نفسه بالشكوك.
كان العقاب والمحاكمة بالنسبة له أمرًا يسيرًا لا نهائيًا، لكن الشفقة والإحسان كانا لغزًا عصيًا عليه.
“لا أفهم ذلك. لم أفعله من قلبي ولو مرةً واحدة.”
كان يتبع القسم بآليةٍ باردةٍ، لا أكثر.
ثم، في يومٍ من الأيام، اختفى هيلون فجأةً لعدّة أيام، قبل أن يعود ويقول بعفوية:
“أعتقد أنني فهمتُ معنى الشفقة والإحسان.”
زعمَ أنه التقى بشخصٍ أراد حمايته ورعايته، فتعلّم منه الشفقة والإحسان.
ورغم أنه عوقب بالحبس الانفرادي أسبوعًا كاملًا بسبب تغيّبه عن المهمة، وأُجبر على تنظيف المعبد الكبير لثلاثة أشهر، كانت عيناه تلمعان بلمعانٍ غريبٍ لم يعهده دارين من قبل.
“لو كنتُ أعلم أنها الجنية ريتشيسيا، لمنعته منذ البداية.”
حاول دارين أن ينظر إلى الأمر بإيجابية في البداية.
فمن ذا الذي يكون كاملًا بلا عيب؟ وجود مثل هذا الخلل قد يجعل هيلون يبدو بشريًا أكثر.
“أريد أن أقتل نفسي في الماضي على هذا التفكير.”
تذمّر دارين وهو يصمّ شفتيه.
لقد اختفت الجنية.
كانت تثير المشاكل يومًا بعد يوم، ثم ساد الهدوء فجأة، فظنّ أنها ربما نضجت أخيرًا.
لكنها تبخّرت حقًا، اختفت دون أثرٍ يُذكر.
ومنذ اختفائها، بدأ هايلون يتغيّر.
كان في السابق محققًا عقلانيًا باردًا، يبدو خاليًا من المشاعر.
لكنه الآن بدأ يتصرّف بغرابة، يقترف أفعالًا لا تُعقل.
حرّك فرسان الإمبراطورية المقدّسة للبحث عن الجنية، بل وكشف هويته كفارسٍ مقدّس في أوساط العالم السفلي قبل أيامٍ معدودة.
بفضل ذلك، تأكّد أن الجنية لم تمت، بل اختفت عن الأنظار فحسب.
لكن الملك المقدّس ثار غضبًا لأول مرة، وصرخ في وجه هايلون بشدّة.
لم يُنقذه من العقاب سوى رمح لوبيوس الذي قدّمته الجنية، وإلا كان مصيره أسوأ بكثير.
ظنّ دارين أن تأكّد حياة الجنية سيُعيد هايلون إلى رشده، لكن…
منذ عودته من العالم السفلي، بدا أكثر غرابةً من ذي قبل.
كأنه يتوق إلى إثارة فوضى أكبر.
في هذه المرحلة، بدأ دارين يفتقد الجنية فعلًا.
“أنا، أشتاق إلى ريتشيسيا؟ لا أصدق أنني وصلت إلى هذا الحد.”
عندما كانت الجنية موجودة، كان تركيزه منصبًا عليها فقط.
أما هيلون الآن، فلم يعد يُعرف إلى أين سيقفز تصرّفه التالي.
حتى اليوم، ارتكب فعلًا غريبًا آخر.
“سنذهب إلى العاصمة.”
ما إن سمع خبر احتراق قصر الكونت باسيليان، حتى أخذ دارين وبعض الفرسان وانطلق نحو العاصمة مباشرةً.
كانت عائلة باسيليان تحت تحقيق محققي الهرطقة منذ فترة.
كانوا تحت المراقبة منذ زمنٍ بعيد، لكن تبنّيهم لطفلٍ للمشاركة في صلاة القدّيس الصغير جعلهم هدفًا رسميًا للتحقيق.
تسلّل هايكون إلى العائلة تحت ستار كونه فارسًا حاميًا للطفلة المتبناة ، محذّرًا إياهم بلطفٍ أن أعين التحقيق ترصدهم، لكنهم لم يأبهوا.
أو بالأحرى، بدا أن الكونت لم يكن ينوي الانصياع.
منذ ذلك الحين، بدأ الكونت يتصرّف بجرأةٍ مريبة، بينما كان هيلون منشغلًا بالطفلة لسببٍ غامض.
على أي حال، بما أن الأوامر جاءت من القائد، لم يكن أمام دارين خيارٌ سوى اتباع هيلون إلى العاصمة.
عند وصولهم إلى عاصمة الإمبراطورية،
تأكّدوا أن الحريق لم يُسفر عن ضحايا، لكن ثلث قصر باسيليان قد تلاشى.
كان يومٌ كاملٌ قد مضى، وانتقل أفراد العائلة إلى فندقٍ فلم يظهر أحدٌ منهم.
“هل نعود، سيدي؟”
سأل دارين بأملٍ خفيّ، محاولًا حثّ هيلون على التراجع.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 52"