كان لقاءً طال انتظاره، تحقق بعد زمن طويل ومؤلم، مشحون بالشوق والألم.
لم تكن تشيشا قادرة حتى على تخمين المعنى العميق للقاء الذي سعى إليه كييرن بكل ما أوتي من قوة، وهو يلقي بنفسه إلى الجحيم. كل ما استطاعت فعله هو الانتظار.
في انتظار عودته، كانت تشيشا تفكر أحيانًا أن كييرن قد يكون محاصرًا إلى الأبد في شقوق الزمن، عالقًا هناك، في مكان ربما كان بالنسبة له بمثابة الجنة.
لكنه عاد.
عاد كييرن إلى الواقع، ككونت باسيليان وسيد العالم السفلي، ليبدأ في ترتيب الفوضى التي خلّفها وراءه، قطعة قطعة. كان يبدو وكأن شيئًا لم يكن؛ كأن الماضي المحطم والممزق لم يكن موجودًا أبدًا. بدا كييرن، وهو يعيد كل شيء إلى نصابه، سليمًا تمامًا.
لم يخبر كييرن تشيشا بما حدث في عالم روز المتخيل. ولم يسأله عن ذلك لا تشيشا ولا إخوته الثلاثة من عائلة باسيليان. لكن كان هناك كلامٌ رقيق ألقاه كييرن إلى تشيشا وحدها.
“روز تقول إنها فخورة بكِ.”
كانت هذه الكلمات قد تفوه بها فجأة بينما كانا يتجولان معًا في حديقة الورود التابعة للقصر الريفي. كانت تشيشا تمشي مستمتعة برائحة الزهور دون تفكير عميق، ففوجئت حتى أصبحت عيناها مستديرتين من الدهشة.
ابتسم كييرن لتشيشا التي تنظر إليه بدهشة، ابتسامة نقية مليئة بالمحبة الصافية، خالية من أي مكر أو خبث. الرجل الذي كان يعرف فقط كيف يبتسم ابتسامة الأفعى الملتوية، أصبح الآن يبتسم هكذا بسهولة وسلاسة.
“وأباك أيضًا فخور بك تشيشا.”
ردت تشيشا بابتسامة مشرقة على هذا اللقب المرح، متبعة خطى كييرن. كانت تلك المرة الأولى والأخيرة التي تحدث فيها كييرن عن روز. بعدها، لم يذكر شيئًا آخر.
لم يكن النهاية سعيدة تمامًا، لكن تشيشا كانت تظن أنها، بطريقتها الخاصة، وجدت نوعًا من السكينة.
نظرت تشيشا إلى ورود الحديقة وهي تتمايل تحت ضوء القمر لبعض الوقت. كانت حديقة الورود في القصر الريفي مكانًا مخصصًا لتشيشا، وكذلك لروز. أحبت تشيشا هذا الفضاء الذي يحتفي بذكرى والدتها.
لمست إحدى الورود بأصابعها برفق، فبدت الزهرة أكثر حيوية ونضارة. بينما كانت تبتسم للزهرة المتفتحة، شعرت بحركة خلفها فالتفتت.
“أختي!”
“متى وصلتما؟”
اقترب التوأمان، كارها وإيشويل، يتسللان بين الورود بخطى متمهلة. كانا قد أصبحا أكثر اعتيادًا على الظهور بمظهر البالغين بفضل جرعات تحويل الأشكال، إذ كان عليهما التعامل مع شؤون العالم السفلي.
لذا، كانت تشيشا تراهما في الغالب بهذا المظهر البالغ مؤخرًا. وضع إيشويل، الذي كان يضع زينة من الدانتيل في شعره، مظلته الشمسية فوق رأس تشيشا، ثم أزاح خصلات شعرها البلاتينية خلف أذنيها وهو يعقد حاجبيه.
“قلتِ إنك ستبيتين هناك.”
كانت تشيشا قد أخبرت التوأمين أنها ستقضي الليلة في قصر دوقية إيفروييل، حيث طلبت الدوقة رأيها في بعض الأمور المتعلقة بالجنيات. تحت قيادة تشيشا باسيليان، كونت باسيليان، ودوقة إيفروييل، كانت إمبراطورية فالين تسعى لتعزيز التعايش بين الجنيات والبشر.
لم يُعلن عن ذلك علنًا بعد، وكان المشروع لا يزال في بداياته.
“كان من المفترض أن يصبح هيلرون ملكًا مقدسًا ويدعم الإمبراطورية المقدسة في هذا المخطط.”
تذكرت تشيشا عينيه الزرقاوتين، فشعرت بضيق مفاجئ. اليوم أيضًا، أفسد هيلرون مزاجها، فلم تتمكن من قضاء الليلة في قصر إيفروييل، وعادت إلى المنزل في المساء.
“كنتُ متعبة قليلاً.”
عندما قالت إنها عادت لهذا السبب، امل إيشويل رأسه :
“هل ترغبين في الذهاب لشرب القهوة معًا؟”
إيشويل، الذي كان دائمًا من عشاق الشاي، وجد متعة مؤخرًا في شرب القهوة في المقاهي. اقتراحه كونه من أصحاب الذوق الرفيع في عائلة باسيليان، جعل تشيشا تشعر ببعض الإغراء.
كانت هناك مقاهٍ تبقى مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل. أضاف كارها، وهو يضع يديه خلف رأسه:
“سمعت أن هناك مقهى جديد جيد جدًا. كنتُ أنوي زيارته.”
مع إلحاح كارها أيضًا، بدأ قلب تشيشا يميل أكثر. عندما رأ ايشويل أن تشيشا بدأت تقتنع، كثف من إغرائها بحماس.
بينما كانت تشيشا تميل للفكرة، متسائلة إن كان ينبغي لها الذهاب إلى المقهى، استدار كارها فجأة.
“…”
ارتجف أنفه البارز قليلاً. وبعد أن حدق في الفراغ للحظات، بدأ يتحرك بسرعة.
“هيا بنا نخرج الآن. إذا تأخرنا أكثر، لن تكون القهوة لذيذة.”
ثم بدأ يتفوه بكلام لا معنى له، وهو يجذب معصم تشيشا. بينما كانت تشيشا ترمش متعجبة من تصرفه، خطرت لها فكرة مفاجئة.
“…هل هو هيلرون؟”
كان سؤالاً مباشرًا دون مقدمات. لكن التوأمين ارتجفا، كما لو أنها أصابت الهدف بدقة.
ضاقت عينا تشيشا. وقفت على أطراف أصابعها، وقربت وجهها من التوأمين وسألت مرة أخرى:
“هيلرون قادم، أليس كذلك؟”
نظر كارها وإيشويل إلى بعضهما البعض، وفكرا في الوقت ذاته:
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
ااخخخ يا دقة الي عندها