3
هذة لمسة مزعجًة للغاية كما لو أن عددًا لا يحصى من النمل يزحف على جلده ، السكين مخبأة في كمه ولم يتم اكتشافها بعد
لم يعرف جيان لماذا لم يتحرك بعد حدق في عيني ران القلقتين دون أن يفعل أي شيء كانت الغرفة هادئة للغاية لدرجة أنه لم يكن يُسمع سوى صوت المطر الصاخب والغامض في الخارج لم يسحب جيان يده أيضًا، محافظًا على تلك الوضعية
بعد صمت طويل دام بينهما تركت ران يده أولاً
راقبها جيان وهي تركض، ثم أخذت زجاجة مطهر وضمادة، ونظف بعناية اصبعة الذي جُرح بطرف السكين لتو
اعتاد على قانون الغابة والتعطش للدماء والعنف في السجن لذى شعر بعدم الارتياح عندما واجه فجأة مثل هذه المعاملة اللطيفة
بعد وضع الضمادة رفعت يان ران رأسها قبل أن تتمكن من رؤية وجه الرجل
دُفعت فجأةً ففقدت توازنها واصطدم ظهرها بالزاوية الحادة للطاولة
شحب وجهها من الألم اللاذع، وناضلت لتنطق بكلمة رقيقة: “آه…”.
رفعت يان ران رأسها وهي تمسك بأسفل ظهرها، لكن لم يكن هناك أحد
كان الباب مفتوحًا ودخلت ريح باردة، فأصابتها بالقشعريرة أغلقت الباب فانزلقت قدميها على لوح الباب
أصبح وجهها الشاحب الجميل أكثر شاحبًا أخفضت يان ران عينيها غير قادرة على كبت ابتسامتها الباهتة
…. هذه المرة نجح رهانها أخيرًا
قبل وفاتة أعطها والدها مبلغًا كبيرًا من المال
كان يعلم أنه بما أنه سلك هذا الطريق اللاعودة، فسيأتي يوم يموت فيه لذلك أعد بالفعل جميع طرق الهرب لم يكن ذالك رجل مهتمًا إلا بشخص واحد:
يان ران (أبنتة)
صماء وبكماء واجهت ران صعوبة في البقاء على قيد الحياة في هذا المجتمع وعلى رغم امتلاكها للمال وجدت يان ران وظيفة مريحة كمعلمة في استوديو فني قد لا تكون قادرة على الكلام، لكن عينيها يمكنهما التقاط الجمال وكانت تستمتع برسمه
لا شك أن ران أحبت الحياة
وكانت أيضاً مناسبة لهذا النوع من الحياة وهذا النوع من البيئة
الأطفال هم الأكثر نقاءً وبراءة ولم تكن يان ران مختلفة عنهم
و على الرغم من أنها لم تكن قادرة على الكلام، فلن يسخر منها أحد أو يعزلها أو يعاملها على أنها حالة شاذة
كانت الدرجات المنخفضة مغطاة بآثار الطحالب من أثار السنوات الماضية والجدران الرمادية البيضاء المبقعة تحمل آثار العصور القديمة
غربت الشمس ببطء وبينما ملأ الوهج الذهبي الزقاق، كان كل شيء ملفوفًا بوهج برونزي
النظام: [البطل يتبعك من الخلف].
أمالت يان ران رأسها للخلف وجسدها كله غارق في غروب الشمس
[أعلم]
كان صوت النظام الإلكتروني يحمل في طياته الحقد: [البطل يفكر في كيفية قتلك، وما زال يرفض تركك]
ارتسمت ابتسامة باهتة على وجه الصبي الشاحب الجميل كبريق زهرة عابر آسرة ومذهلة
[أعلم]
كيف استطاع جيان تركها ترحل بهذه السهولة؟ في تلك الليلة أزعجت ران عقل البطل عمدًا هل كان
بإمكان قلبة أن يُلين حقا؟
بالطبع لا
كانت تميل للاعتقاد بأن البطل شعر بأن الأمور قد خرجت عن سيطرتة وأن ذلك اليوم ليس الوقت المناسب لقتلها، فاختار الرحيل
لم يكن جيان بحاجة إلى حبس أنفاسهة وهو يتتبعها لأنها لن تلاحظه على أي حال بدى”الفتى” شبه غائب في تفكير تمامًا
تبع جيان الفتى حتى نهاية
وبينما كانا يمران بمدخل زقاق ضيق أحاطت با ران بمجموعة من البلطجية طوال القامة وأقوياء البنية
بدت شاحبة وهشة رمشت عينان كهرمانيتان، كما لو كانتا مغلفتين بالضباب، وهما تراقبان الحشد بقلق حذر
« “لا تتوتر أيها الأبكم الصغير! لن نأخذ أموالك اليوم”»
ابتسم الرجل الواقف في المقدمة بخبث، ومد يدة ليلمس وجهها لكنها تفادته
“لماذا تختبئ؟
هل تبحث عن قتال؟” قال الرجل رافعًا يده بدا ضخمًا جدًا؛ لو ثار حقًا لما صمدت أمامة ولو لضربة واحدة
انسدل شعرها الأسود الناعم على جبينها ارتسمت على وجهه المبتسم عادةً تعبيرات غاضبة واحمرت عيناها وبدا هادئًا تمامًا
شعر الشاب الشبيه بالبلطجي بنظرة يان ران بشعور غريب ينتابه
تدحرجت تفاحة آدم في صمت ثم فجأة شن هجومًا ودفعها بقوة
فوجئت ران تمامًا عندما ارتطمت بقوة بجدار من الطوب الأحمر غير المستوٍ وغير المطلي محدثةً صوتًا مكتومًا يشبه صرير الأسنان
فتحت فمها عاجزةً عن الكلام انتشر ألم الاحتكاك في جسدها وخرج أنين خافت من حلقها
كان صوتًا خافتًا جدًا، لكنه آسرٌ للغاية
سخر منها الفتى اللعوب مُخفيًا شهوةً أثارها هذا الصوت الخافت: “أنتِ لين جدًا، هل تتظاهر بأنكِ فتاة؟”
أماكن كهذه تعجّ بالأشخاص المشبوهين، وليس من المستغرب أن تصبح ران فريستهم
انضمّ من حولها إلى الصخب يشاهدون تلك الجميلة الشاحبة عاجزةً عن الهرب تُثير في قلوبهم دائمًا لذةً مُختلّة
تجادلوا وتشاجروا، بنبراتٍ قاسية، كما لو كانوا يحاولون إخفاء شهوةٍ كريهةٍ كامنة لكن تعابيرهم القبيحة لم تكن قادرةً على إخفاء أي شيء
انتزعوا سماعة أذنها ورموها على الأرض كقمامة
بدون سماعة أذنها، بدت ران أكثر عجزًا كحملٍ تائه الصمت المطبق في سمعها جعلها تشعر بقلق بالغ
… أخيرًا
مرّ أحدهم، فغادروا على مضض لم تكن هذه النهاية بالتأكيد
كان “الفتى” لا يزال واقفًا هناك
كان جيان أقرب اليها وبدا وكأنه رأها تبكي
لم تُصدر صوتًا، ولولا ارتعاش كتفيها الخفيف الذي كتشفه لما لاحظ جيان ذلك بكت بصمت وقطرات دموع كاللؤلؤ المتكسر تتدحرج على خديها الشاحبين الرقيقين
……….
خرج صوت “همهمة منخفضة من صدره
ثم سأل الرجل: “هل قتلته؟”
كانت نبرته عادية للغاية كما لو كان يتحدث عن أحوال الطقس وليس عن سلب حياة أنسان
لم يقل جيان شيئًا
من الواضح أن الرجل قد فهم الإجابة من صمته، وهو أمرٌ وجده غريبًا، لأنه لطالما اعتقد أن جيان رجلٌ حازمٌ وفعال لكن هذه المرة كان يُضيّع الكثير من الوقت
هذا جعل الشخص على الطرف الآخر من الهاتف يشعر بأن هناك خطبًا ما سأل بتردد:
“متى ستفعل ذلك؟”
كانت نبرتة هادئة: “قتلها سهل
هذه الكلمات القليلة وإن كانت عابرة، إلا أنها جلبت قشعريرةً لا تنتهي إلى يومٍ مشمسٍ عادةً على الشاشة كاد هدوء المشاعر القاتل أن يغمره
فهم الشخص على الطرف الآخر بسرعة معنى أقوالة و ضحك بصوتٍ عالٍ
لا تُبالغ، فقط اقتلها بسرعة
بعد أن أغلق الهاتف، فرك جيان أصابعه لا شعوريًا و فكّر بالفعل، أنه لا ينبغي أن يُضيّع المزيد من الوقت
عادت ران إلى منزلها من السوق ووقفت عند الباب
الباب الذي سبق لها وأن أغلقتة قبل المغادرة أصبح الآن مفتوحًا قليلاً، من الواضح أن أحدهم دخل
ربما لم يغادروا بعد
لم تكن يان ران قد مكثت في هذا المكان طويلًا، ولم تقابل الكثير من الناس هنا لذا لم تكن تعرف أيًا منهم
كانت ران تقف عند الباب مترددة في الدخول
لم تكن يان ران قد أدركت خطورة الموقف بعد، بل تساءلت إن كانت قد نسيت إغلاق الباب عند مغادرتها
بهذه الفكرة دفعت الباب ودخلت دون أي احتياطات
كانت مجموعة من الناس جالسين في غرفة المعيشة الضيقة يتصرفون بانفتاح شديد، كما لو كانوا يعتبرون هذا المكان منزلهم
عندما رأت تلك الوجوه المألوفة أرتعش جسدها فجأة
لكن لن يكن هناك مفر الآن…
………………
ملاحضة؛ البطلة ملزمة تتقمص الشخصية في كل عالم أي أن تكون وتفكر نفس صاحبة الجسد الي هية بية لأنها اذا خرجت عن شخصية العالم الي هية بية «عالم رواية» راح يعتبرها غريبة ويمحيها من الوجد أي راح تموت في العالم الحقيقي
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 6 - زهور ذابلة 2025-08-01
- 5 - هربت؟ 2025-07-31
- 4 - سأحافظ على جمالكِ 2025-07-31
- 3 - قتلها سهل 2025-07-31
- 2 - «تعبيرك يخبرني أنك تائه» 2025-07-31
- 1 - البداية «العالم لاول» 2025-07-31
التعليقات لهذا الفصل " 3"