2
فتح الشخص المستلقي على الأريكة عينيه على الفور وتقلصت حدقتاه وبدأ يلهث بحثًا عن الهواء ولا يزال غير قادر على التعافي من الشعور بالاختناق
تشبثت ران برقبتها والدموع تتدفق بشكل لا يمكن السيطرة عليه من تجاويف عينيها قطرة قطرة وسرعان ما تبللت رموشها
(النظام)
لم يجرؤ النظام المذنب على الكلام
كانت يان ران غاضبة (لماذا لم تمنع ألمي هل أنت تنتقم مني)
هدأت غطرسة النظام فجأة (يا إلهي هذا خطأ خطأ أعدك أنني لن أفعل ذلك مرة أخرى سأتأكد من موتك بشكل مريح)
يان ران (أغرب عن وجهي)
ظل النظام صامتًا ومظلومًا
عندما تغضب المرأة تكون مثل النمرة – مخيفة جدًا
بدأت يان ران تفكر في خطة بديلة الاختباء لا طائل من الاختباء حتى لو أراد أحدهم قتلها فالاختباء حتى أقاصي الأرض لن يُجدي نفعًا
والشخص المعني في هذا هو بطل الرواية الذي يملك هالته الخاصة ويمكنه قتلها في لمح البصر
لذا عليها أن تفكر في طريقة أخرى
وبينما كانت ران ترهق نفسها في التفكير رنّ جرس الباب
كردّ فعل ارتجفت
حدّقت يان ران باهتمام زائد في الباب المغلق وتوتر جسدها بالكامل أدركت يان ران أخيرًا الحقيقة المرعبة
لن تنجو من الموت أبدًا إنه طريق مسدود
إلا إذا –
حدقت ران في الباب ولمست سماعة أذنها لا شعوريًا
في الرنة الثالثة لجرس الباب
فُتح الباب
كان المشهد أشبه بصندوق باندورا وهو يُفتح ربما لم يكن الأمر مختلفًا عن فريسة تتعمد الوقوع في الفخ
وبينما انفتح الباب ظهرت شخصية نحيلة وجميلة
تدفق ضوء أصفر دافئ من الداخل ملقيًا بظلاله على شعرها كغطاء من الضوء الذهبي بدت ضعيفة بأكمامها الطويلة الفضفاضة العارية
كان وجهها الشاحب يحمل مرضًا بالكاد يُخفى مثل أزهار الكمثرى الثقيلة خارج النافذة مثقلة بالرياح والمطر جميلة لكنها هشة شاحبة لكنها عاجزة
واجهت الغريب طويل القامة أمامها دون خوف
كانت عيناها نقيتين وناعمتين كالزجاج نقيتين وواضحتين كطفل
لم تحمل قذارة العالم أي وصمة في نظرتها
حدقت عينا الرجل الباردتان للغاية في الجسد الهش الواقف أمامه الذي أبدى أكثر عرضة للموت في ضربة واحدة كان الأمر كما لو أنه لم يكن بحاجة إلى فعل أي شيء أدنى نسمة يمكن أن تطيرها بعيدًا
ربما لأنها لم تستطع الكلام كانت شفتاها وعيناها مزينتين دائمًا بابتسامة خفيفة
لم تدرك أبدًا كم بدت مستفزة للرجل الواقف أمامها
كان الرجل طويل القامة جدًا ورأسه يكاد يلامس الباب كانت كتفاه عريضتين ولم يستطع القماش الرقيق إخفاء بنيته العضلية
يبدو كآخر شخص قد تود باستفزازه وخاصة في مثل هذا الوضع مع إخفاء وجهه تمامًا بدا أكثر كقاتل مختل عقليًا
الشخص العادي إما أن يرتجف خوفًا ويغلق الباب أو يصاب بالذعر ويستدعي الشرطة
بالتأكيد هي ليست هذا النوع من الأشخاص ابتسمت فرحًا ناظرة إليه
أشارت ران أمام الرجل لكنه ظل غير مبالٍ ربما لم يفهم ما الذي كانت ترمي إليه
حتى قامت الفتاة بخطوتها التالية
فتحت الباب على مصراعيه ودخلت المنزل ببضع خطوات ثم استدارت وكأنها تدعو الرجل للدخول
دعوة الذئب إلى المنزل
بدى “المراهق” الهش غافلًا عن الخطر لا يزال يسمح بسذاجة للرجل الذي يبدو “مفلسًا” بالدخول
أمال جيان هينغ رأسه ببطء كوحشٍ على وشك أن ينهش لحمها كانت أكثر سذاجةً وحماقةً مما تصوّر
تبعها إلى الداخل
أُغلق الباب القديم خلفهما بقوة وسدّ الطريق الوحيد للخروج
وقف جيان خلفها بصمت بعيدًا عن ناظريها لمع بريقٌ باردٌ دامٍ في عينيه وانتقلت نظراته المميتة بلا ضمير من شحمة أذن يان ران الرقيقة إلى مؤخرة رقبتها الشاحبة النحيلة
خزف أبيض كاليشم لا تشوبه شائبة
حتى وإن انكسر ستكون له بالتأكيد نكهة فريدة
نظر إليها بصمت وكأنه يقيمها وقعت عيناه على أذن يان ران اليسرى حيث كانت سماعة الأذن مثبتة ساد الصمت للحظة
ران ليست حمقاء بالطبع بمكانها شعور بتلك النظرة الحارقة لأصفها بدقة إنها كجزار قاسٍ ينظر إلى خنزير سمين على وشك الذبح هذه النظرة ليست نظرة يمكنك أن توجهها إلى إنسان
في عينيه يان ران لا تختلف عن الميت
سمحت ران للذئب بالدخول
انبعث من ضوء غرفة المعيشة الأصفر الدافئ دفءٌ رقيق بعيدٌ كل البعد عن العاصفة الهائجة في الخارج ورغم ضيق الغرفة إلا أنها كانت هادئة
بحركةٍ خفيفة من إصبعه الجانبي برز طرف السكين الحادّ بوصةً واحدة
كانت يده مرفوعةً بالفعل
كان المراهق أمامه أعزلًا تمامًا ضربةٌ واحدةٌ فقط وسيُحل كل شيء ويحقق هدفه لهذا اليوم
ولكن ما إن همّ بالضرب حتى استدار الشاب فجأةً
أعاد جيان يده بسرعة البرق وجهه بلا تعابير وعيناه الباردتان ثابتتان عليها
حتى لو انكشف أمره فلن يهم
الخصم الذي أمامه محكومٌ عليه بالإعدام على أي حال فماذا سيحدث لو انكشف أمره قد يكون التعامل معه أصعب
أشرق الضوء العلويّ الخافت وابتسم له الشاب فجأةً
في الوقت نفسه شعر جيان بشيءٍ يتحرك في داخله ينتشر تدريجيًا إلى أماكن مظلمة أخرى يحترق في بقعٍ صغيرة خافتة لكنها شديدة غامضة وغير منظمة
أخفضت ران رأسها ورسمت بقلم ابتسامتها التي أبدتها للتو كانت لا شعورية تمامًا بدا هذا سخيفًا بالنسبة له
مجرد السماح لرجل غريب بالدخول ثم إظهار ابتسامة غير حذرة يوهم الناس بأنها مهما فعلوا بها لن تغضب كالبحر الذي يحتضن كل القذارة بعد أن
انتهت يان ران من الكتابة وضعت دفتر ملاحظات صغير أمام الرجل
كان خطها واضحًا وجميلًا للغاية من النوع الذي يسر ناظرين
كتبت (هل أنت في ورطة)
جيان….؟؟؟! لا هل يبدو كشخص في ورطة ويحتاج إلى مساعدة
هل يمكن للإنسان أن يكون ساذجًا إلى هذه الدرجة
أمر لا يُصدق
وكأنه يحاول كسر تلك الابتسامة التي بدت نقية قال جيان هنغ ببرود (أنا هنا لأقتلك)
بدا الصوت البارد والأجش أعمق من خلال القناع مما جعله صعب الفهم
تلك العيون الهادئة للغاية جعلت فروة رأسها ترتعش
صُدم “الفتى” الشاحب والجميل وتجمدت ابتسامته للحظة رأى جيان كل شيء بوضوح ففي النهاية يان ران قد رسمت جميع تعابير على وجهها
غمرته موجة من السرور واكتفى بإخفاء أدنى تموج في الزاوية تمامًا ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه تحت القناع
هل تشعر بالخوف الآن
لكن الأوان قد فات فالناس يدفعون ثمن حماقاتهم دائمًا وهذا هو الثمن الذي كان على ران دفعه
ربما ستنفجر باكية وتتوسل خائفة وساقاها ضعيفتان لدرجة أنها لا تستطيع الوقوف الإجابة الوحيدة الأكيدة هي أنها ستندم
ستندم على حماقتها لإحضار رجل غريب إلى المنزل
لكن الآن ليس هناك مجال للندم
لمس جيان النصل البارد الحاد المخبأ في كمه وشعر بلمسة من الترقب
لكن في اللحظة التالية لم يبدو على ران التعابير التي توقعها
ابتسمت ران مجددًا
ابتسامة صافية وسطحية كأزهار الكمثرى البيضاء العائمة على بحيرة التي تعكس ضوء الماء نقية وبريئة
في مثل هذه البيئة كانت تتألق كلؤلؤة لامعة
لم يستطع أحد مقاومة ابتسامتها انجذب جيان إليها أيضًا
ما الذي يدعو للضحك
لماذا يبتسم شخص أصم وأبكم ومعاق باستمرار بهذه الابتسامة التافهة التي بحماقة
كانت ابتسامة صارخة وجاهلةً ومع ذلك لم يستطع أن يُشيح بنظره عنها أثار هذا الشعور اشمئزازه بدت الابتسامة على وجه “الصبي” مزعجة وغير سارة بالنسبة له
حدّق جيان في الشخص الذي أمامه ببرود
جرحت طرف السكين الحاد أطراف أصابعه دون وعي فاستاء فجأة لم يستطع إلا أن يسأل بصوته البارد (أتظن ما قلته سخيفًا)
كان معظم الناس ليشعروا بالرعب لكن ليس مثلها ربما كانت ران إما مريضة نفسيًا أو حمقاء تعاني من خلل ما في عقلها
كان جيان قاتلًا بالفعل لم يفهم حتى لماذا كان يتحدث بكل هذا الهراء مع رجل يحتضر كان هذا مضيعة للوقت تمامًا
ابتسمت ران ورمشت له بعينيها الكهرمانيتين كحلوى الكراميل خفضت رأسها لتكتب في دفترها
نفد صبره لكن لسبب ما لم يتحرك
بدت يد هذا الفتى جميلتين أيضًا
بيضاء كاليشم بأطراف أصابع موردة
كُتبت في دفتر الملاحظات (لكن تعبيرك يُخبرني أنك تائه)
تشوه خط اليد الأنيق في عيني جيان حبس أنفاسه وابتلع الكلمات التي كان على وشك قولها وأظهر تعبير عدم تصديق حدّق في الكلمات بتركيز وعيناه العميقتان أبرد من ظلمة
كانت نبرة جيان غير واضحة (أنا تائه)
أومأت ران وعيناها مُنحنيتان وتابع (سأبذل قصارى جهدي لإرشادك)
لم يستطع جيان إلا أن يسأل (هل أنت مريض)
يان ران (…)
كرهت نفسها لكونها بكماء
النظام (بفف)
يان ران (هل يُمكنك أن تكون أكثر وضوحًا)
كتم النظام ضحكتة وقال ساخرًا (تعبيرك يُخبرني أنك تائه )
غضبت ران وصاحت بنبرة خجولة
(ماذا تعرف المنحرفون يقعون في هذا الفخ)
قديسة ومنحرف أليسا ثنائيًا مثاليًا
وإلا كان أي شخص عادي آخر ليخاف حتى الموت من رؤية البطل على هذا النحو
إذا أظهرت يان ران حتى تلميحًا من الخوف الآن فسيكون الموت قاب قوسين أو أدنى
لذا كان عليها أن تتظاهر
قال النظام بإدراك (آوه——)
وُبِّخت ران النظام بداخلها بشكل لا يمكن تفسيره لكن لا تزال تبتسم تعلقت نظرة جيان على سماعة الأذن رديئة الجودة في أذنه اليسرى لبضع ثوانٍ
ربما لم يسمع “الفتى” بوضوح
كان المطر لا يزال يهطل في الخارج وقطرات المطر تضرب النافذة مما يصدر أصوات طقطقة
استدارت وذهبت لإحضار كوب من الماء الساخن
وقف جيان منتصبًا وجعل قامته الطويلة غرفة المعيشة تبدو ضيقة بعض الشيء
سلمت الماء الساخن
كان الكوب أصفر اللون وعليه ملصقات كرتونية صغيرة لطيفة كان الماء الساخن ينبعث منه ضباب أبيض وبخار ساخن
رفع جيان يده ولوّح بها لم تكن حذرة على الإطلاق وتركت يدها دون وعي
بانغ——
كان صوت الزجاج المكسور حادًا وقاسيًا وتحطم الكوب الجميل إلى قطع صغيرة وتناثر على الأرض
انزلقت السكين المخبأة في كمه في راحة يده لم يُرِد جيان إضاعة المزيد من الوقت فصوّب نحو رقبة “الفتى” البيضاء والهشة قبل أن ينحر رقبته أمسك إصبع ناعم ودافئ ذراعه
تقلصت حدقتا جيان وتيبست ذراعه بالكامل
يتمتع جيان هينغ بشخصية باردة ولم تكن لديه رغبة جنسية قط
بمعنى آخر هذه هي المرة الأولى التي يمسك فيها جيان بيد أحد
……………
شاركوني بارئيكم باهذة رواية في تعليقات
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 6 - زهور ذابلة 2025-08-01
- 5 - هربت؟ 2025-07-31
- 4 - سأحافظ على جمالكِ 2025-07-31
- 3 - قتلها سهل 2025-07-31
- 2 - «تعبيرك يخبرني أنك تائه» 2025-07-31
- 1 - البداية «العالم لاول» 2025-07-31
التعليقات لهذا الفصل " 2"