الحلقة 107

 

＊＊＊

ما أخرجه لياس من جيبه كان بيان شهادة.

 

 

كان يحتوي على تفاصيل دقيقة عن الحادث، وقد كتبه…

 

 

“جميعهم سحرة أفراد مدعومون من عائلة إيفانز.”

 

 

“!”

 

 

شحب وجه دوق إيفانز عند كلام لياس.

 

هذا يعني أن رودريك، بل وحتى هو نفسه، متورّط في الأمر.

 

عندما قال رودريك إنه سيفتتح متجرًا، شعرتُ بشكوك.

 

 

‘حتى لو كانت عائلة إيفانز، لا يمكن أن يكون لدى رودريك كل تلك الأموال…’

 

 

بينما كنتُ أفكّر، تذكّرتُ كلام لوسيل فجأة. 

 

“سمعتُ بالصدفة أن دوق إيفانز وابنه زارا القصر الامبراطوري.”

 

 

دوق إيفانز ورودريك. القصر الذي يتظاهر بأنه لا يعلم عن طلبات إلغاء الخطوبة، و…

 

 

الإمبراطورة السابقة هيلا، التي تحمل ضغينة ضد دوق بيريجرين.

 

 

‘يبدو أن القطع بدأت تترابط.’

 

 

لذا قرّرتُ التعامل مع الثلاثة معًا بكفاءة.

 

 

‘من خلال لقاء الشهود الحاسمين.’

 

 

افتتح رودريك المتجر بمجهود مفرط.

 

 

عندما يضغط الأعلى باستمرار، يعاني من هم تحت الأمر. وعندما تسوء الأمور، يلومونهم.

 

 

كل ما تبقى هو طريقة للتعبير عن هذا الظلم.

 

لذا، بعد وقوع الحادث، اقتربتُ من السحرة بصفتي ممثلة برج السحر.

 

 

“نحن… هك، فقط نفّذنا الأوامر…!”

 

 

“أعلم، أعلم. تفضّلوا، اشربوا هذا لتهدئة أعصابكم. شاي من صالون أرتيميس، يقال إنه ممتاز للتهدئة، وقد جرّبته وكان فعّالًا.”

 

 

“شكرًا…”

 

 

“إذًا، ما الذي حدث بالضبط؟”

 

 

“القصة… هك، طويلة جدًا…”

 

 

“حسنًا، لم لا تكتبونها أثناء الحديث؟ خذوا وقتكم واكتبوا الأحداث بالترتيب.”

 

 

ظنّوا أنني من نفس المجال، فكشفوا عن كل شيء.

 

 

1. كل هذا حدث بإشراف رودريك، وبموافقة والده دوق إيفانز.

 

2. لكنهم لم يتمكنوا من إدارة طاقتهم السحرية بسبب العمل المفرط.

 

 

3. في النهاية، تسبّبوا بحروق للناس لعدم قدرتهم على التحكّم بالسحر.

 

 

كانوا مخطئين، لكنهم فقط نفّذوا الأوامر.

 

 

بينما كتبوا، تراكم غضبهم، وطالبوا بالتعبير عن ظلمهم.

 

 

لم أفوّت الفرصة وسألت:

 

“كيف حدث هذا…؟ إذا أردتم، يمكنني نقل ظلمكم نيابة عنكم.”

 

 

“لكن، من يجرؤ على مواجهة إيفانز…؟”

 

 

“حسنًا، ربما هناك من يستطيع؟ مثل… عائلة دوقية أخرى.”

 

 

“!”

 

 

ابتسمتُ، ففرح السحرة وكتبوا في أعلى الورقة. 

 

“بيان شهادة”

 

 

‘ممزوج بالدم والعرق والدموع، ألا يجب أن يُسلم مهما حدث؟’

 

 

على عكس البعض، أنا لا أفقد الأشياء.

 

لم يتوقّع دوق إيفانز هذا، إذ كان يلهث.

 

 

بما أن دوق بيريجرين الشاب أحضر هذا بنفسه، فالشهود محميون بالفعل.

 

 

لمساهم يعني مواجهة بيريجرين مباشرة.

الآن، تم استيفاء جميع الشروط.

 

 

رودريك، الذي تسبّب بإيذاء أناس أبرياء بطمعه، وموقفه غير النادم. هذا هو السبب الوجيه لإلغاء الخطوبة الذي ذكرته هيلا.

 

 

الإمبراطورة تواجه الأدلة.

 

 

‘وها هي وثيقة إلغاء الخطوبة.’

 

 

كل شيء متوافق تمامًا.

 

 

أدركت هيلا، التي بدأ وجهها اللطيف يتجهّم، أنه لا مفر.

 

 

بينما كنتُ أراقب وجوههم براحة، قلتُ للقاضية الموقّرة:

 

 

“لذا، أرجو من جلالتكِ الموافقة على إلغاء خطوبتي.”

 

 

＊＊＊

 

 

داخل العربة المغادرة للقصر.

 

نظرتُ بارتياح إلى الورقة أمامي.

 

 

كانت تحمل نصًا قصيرًا للغاية:

 

“أنا، ريناتا دينايل غريسبيل، بصفتي إمبراطورة الإمبراطورية، أوافق على إلغاء خطوبة رودريك إيفانز ودافني بيريجرين.”

 

 

كلما قرأتها، شعرتُ بالإثارة.

 

 

‘كم عانيتُ للحصول على هذه الجملة.’

 

 

فكّرتُ بابتسامة أنني تقدّمتُ خطوة عن القصة الأصلية.

 

 

‘يجب أن أضعها في إطار وأعلّقها في مكان بارز.’

 

 

بينما كنتُ أفكّر، سمعتُ صوتًا مألوفًا. 

 

 

“أمر جيد.”

 

 

رفعتُ رأسي.

 

 

كان لياس، الجالس مقابلي، ينظر إليّ.

 

قبل الذهاب إلى القصر، طلبتُ من لياس طلبًا.

 

أن يطلب مقابلة بينما يكون دوق إيفانز وهيلا يتحدثان.

 

كان يجب أن يكون الدوق والإمبراطورة وهيلا حاضرين معًا.

 

 

‘لأنني بهذه الطريقة يمكنني استخدام الأدلة للحصول على موافقة الإمبراطورة.’

 

 

لكن القدوم دون إشعار مسبق يُعتبر وقحًا.

 

خاصة أن لياس ، الذي يسعى لوراثة لقب الدوق، صارم مع نفسه. كان هذا الطلب محرجًا له.

 

لكن، على عكس التوقّعات، وافق لياس .

 

 

بل وذهب أبعد من ذلك، وساعدني في إحباط هيلا وإيفانز معًا.

 

 

بدون مساعدة لياس ، لما نجح إلغاء الخطوبة.

 

 

“شكرًا، يا خالي.”

 

“فعلتُ ما يجب.”

 

عندما شكرته متأخرة، ردّ لياس بهدوء.

كأنه يقول إنه فعل الواجب فقط، ولا داعي للاهتمام.

 

‘لكن…’

 

 

تعبيره يبدو سيئًا.

 

 

كما توقّعت، كان لياس يبدو مترددًا، كأن شيئًا يزعجه.

 

بينما كنتُ أضع الورقة في جيبي بحذر، تحدّث. 

 

“…لكن، يا دافني.”

 

“نعم، يا خالي.”

 

“كنتُ أتساءل من البداية، كيف وصلتِ من ريغارتا إلى العاصمة؟”

 

أغلقتُ فمي عند سؤاله الحاد.

 

تمكّنتُ من الوصول بسرعة بفضل سحر لوسيل.

 

 

‘لكن إذا ذكرتُ لوسيل، سيسأل كيف تعرّفتُ عليه، وإذا عرف أنني أدير متجرًا…’

 

 

قد يعيدني إلى العاصمة.

 

 

رنّ جرس الإنذار في رأسي. ضحكتُ وقالتُ:

 

 

“في الحقيقة، كنتُ في العاصمة منذ أيام. طلبتُ صحيفة ريغارتا من معرفة عبر البريد السحري.”

 

 

“…”

 

 

“لم أخبركَ خوفًا من أن يتصل إيفانز أولًا. أعتذر.”

 

 

قدّمتُ عذرًا مقنعًا، لكن عيني لياس ظلّتا مليئتين بالشك.

 

 

‘هل اكتشف أنني أكذب…؟’

 

 

بينما كان قلبي يخفق، تحدّث لياس. 

 

“هل هذا المعرف هو ذلك المدير؟”

 

 

“…ماذا؟”

 

 

“ذلك الدب الضخم… أقصد، الرجل ذو البنية الكبيرة الذي يرتدي النظارات.”

 

 

يبدو أنه يتحدّث عن غايل.

 

 

‘لكن لماذا يسأل عن هذا؟’

 

 

أومأتُ بحيرة. تعمّقت عينا لياس .

 

 

“إذًا، ذلك الدب… ذلك العجوز قال إنه شخص آخر، لكن يبدو أنه كان مخطئًا…”

 

 

تمتم لياس بشيء غامض، ثم نظر إليّ وقال:

 

 

“دافني، الرجال اللطفاء أفضل من الأقوياء الخشنين.”

 

 

“…”

 

 

كرّر نفس كلام دوق بيريجرين.

 

 

‘هذا الموقف يشبه…’

 

 

نعم، كأنني أواجه سؤالًا متوقّعًا في مقابلة عمل تدرّبت عليه مع زملائي.

 

 

‘وأنا أعرف الإجابة الصحيحة!’

 

 

جلستُ باستقامة وأجبتُ بسرعة. 

 

 

“نعم، أعلم. الأشخاص ذوو البنية الكبيرة يميلون إلى فرض الأمور بالقوة، ويسبّبون المشاكل باستمرار، مما يخلق متاعب لا حصر لها. كيف أبقي شخصًا يجلب الهموم بجانبي؟”

 

 

“همم.”

 

 

أومأ لياس بارتياح.

 

كان كمدير توظيف وجد المرشّح المثالي.

 

ضحكتُ معه وفكّرت. 

 

تجربة الحياة الاجتماعية في الرأسمالية مفيدة حقًا في كل موقف.

 

 

＊＊＊

 

 

في هذه الأثناء.

 

 

كان رودريك يتجوّل في الغرفة بقلق.

 

فشل المتجر، وكان الناس يأتون يوميًا للسؤال عما حدث.

 

 

لم يسترد رأس المال، بل باع حتى متاجره الأخرى، ولم يبقَ شيء.

 

 

لحسن الحظ، لم يره الكثيرون، فلم تنتشر الأخبار إلى العاصمة بعد.

 

 

‘لكنني بحاجة إلى المزيد من المال.’

 

 

فقط بالمال يمكنه إسكات الناس.

 

 

كان يعلم ذلك، لكن…

 

لم يستطع الضغط على حجر المانا بسهولة.

لم يتخيّل ماذا سيقول دوق إيفانز إذا عرف بالفشل.

 

 

‘لا، لا يزال هناك فرصة.’

 

 

هزّ رودريك رأسه بقوة كأنه يطرد الأفكار.

 

ريغارتا بعيدة عن العاصمة.

 

 

ما لم ينقل أحدهم الخبر بنفسه، لن تصل الأخبار إلى العاصمة.

 

 

‘نعم، سأطلب دعمًا إضافيًا. هذا كل شيء.’

 

في اللحظة التي قرّر فيها رودريك، لمع حجر المانا.

 

 

كان دوق إيفانز يتصل أولًا.

 

 

انتفض رودريك، ثم تهدّج صوته متظاهرًا بالهدوء. 

 

 

“نعم، يا أبي. ما الأمر…”

 

 

“أيها الوغد!”

 

 

تجمّد رودريك عند صراخ والده.

 

 

“كيف تجرؤ على تشويه اسم إيفانز بهذا العمل المشين! حروق جماعية!”

 

 

“أبي، كيف علمتَ…”

 

 

توقّف رودريك مذهولًا، ثم قال بصوت متحدٍّ:

 

 

“…الأمور على وشك الانتهاء. حدث خلل، لكن إذا أمهلتني بضعة أيام، سأصلح كل شيء.”

 

 

“تصليح؟ هه!”

 

ضحك دوق إيفانز بسخرية.

 

“لا تزال غير مدرك! تصليح؟ ولماذا؟ لقد استخدمت اميرة بيريجرين هذا كسبب لتقديم طلب إلغاء الخطوبة!”

 

 

“ماذا؟ إلغاء الخطوبة؟”

 

 

تلوّن وجه رودريك بالذعر. حاول استعادة هدوئه وقال بصوت مرتجف:

 

 

“لكن، جلالة الإمبراطورة لن توافق بسهولة…”

 

 

“لقد تمت الموافقة بالفعل!”

 

“!”

 

شحب وجه رودريك عند كلام الدوق.

 

“…انتهى؟”

 

“نعم! لم تعد خطيب اميرة بيريجرين، ولا شيء! لماذا تسبّبت بهذه الفوضى في مسقط رأس والدة الإمبراطورة؟”

 

 

“!”

 

 

“الإمبراطورة غاضبة للغاية. حتى مع دعم الإمبراطورة السابقة، لم تُلغَ الخطوبة فحسب، بل شوّهت اسم العائلة!”

 

 

تحت صراخ الدوق، أصبح وجه رودريك أزرق شاحبًا.