⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“ازفري.”
انزلق صوت سيدريك المنخفض فوق شفاه أرتيزيا المبللة. وبينما كانت غارقة في اللحظة، عادت لوعيها وزفرت بعمق، ثم استنشقت بعمق مماثل.
سبق جسدها عقلها في استيعاب ما حدث. احمرّ وجهها كله بلون النار، وأصبحت أنفاسها متقطعة كأنها ركضت، وسمعت دقات قلبها العالية بوضوح. تدفقَت الحرارة في كامل جسدها.
دقّة.
سحب سيدريك وجنتها برفق وأسند جبهته على جبهتها.
قال هامسًا بوجه يجمع بين الارتياح والاضطراب:”أنتِ حقًا تجعلين الأمر صعبًا عليّ.”
حدقت به أرتيزيا بذهول.
“ماذا تقصد بالصعوبة؟”
“كنت سأنتظر حتى تبلغي الثامنة عشرة.”
إلى ذلك الحين، كان ينوي أن يبقى وصيًا فقط.
قد يجادل البعض: ما الفرق الذي تصنعه ثلاثة أيام؟ ولكن إن كانت الثلاثة أيام المسبقة مقبولة، فماذا عن الأسبوع الماضي؟ وإن كان الأسبوع مقبولًا، فلماذا لا يكون الشهر الماضي؟ ومع ذلك سيظل الحدّ ينزلق إلى ما هو أبعد.
والوصي لا ينبغي أن يسمح بذلك.وبما أن كليهما تحت سقف واحد، وهو يمتلك سلطة كاملة بصفته حاميها، فإن اختياره سنّ الثامنة عشرة كان تساهلًا كبيرًا مع نفسه.
كما كان يعلم أنه لا يمكنه أن يكون موضوعيًا تمامًا تجاه أرتيزيا، ولا فصل مشاعره عن واجباته. لهذا قرر الالتزام بالقانون الإمبراطوري بدلًا من قراراته الشخصية.
لكنّه لم يكن قديسًا.الفتاة التي يحبها كانت تبكي أمامه وتصرخ بأنها تحبه، ولم يكن يمتلك الانضباط الكافي ليتحمل ذلك بصمت. حتى بعد ثلاث حيوات، ما زالت تهدم مبادئه بسهولة.
وفي تلك اللحظة، عض شفاهها السفلية الممتلئة برفق بشفتيه.
“هـ…”
لم تكن الحركة جريئة جدًا، لكنها أسقطتها في صدمة جعلت صوتًا خافتًا يهرب منها.
عاد عقلها للتوقف. تلامس الجلد، احتكاك اللحم.احتضان الأيدي والعناق لم يكن مختلفًا كثيرًا، لكن لماذا هذا يسبب كل هذا اللهيب وضيق التنفس؟ ربما لأنه يرتبط بداخل الآخر، لا بسطحه.
لم تكن تعرف كم ضبط سيدريك نفسه كي لا يطارد شفتيها بلا عقل، بينما تشبثت برأسه وقد تمايل جسدها قليلًا.
تلامست شفاههما بخفّة عدة مرات قبل أن يبتعد. وكانت في كل مرة تنسى أن تتنفس فيهمس لها سيدريك،”تنفّسي.”وعندما تستنشق، يميل قليلًا ويقبلها من جديد.
ولم ينتهِ الأمر إلا عندما شعر بثقل جسدها يذوب في أحضانه. عندها فقط، أنهى القبلة.لهثت أرتيزيا وقالت بصوت مبحوح ومرهق:
“لماذا…”
“لماذا..؟”
لم تستطع إكمال السؤال. مرّر سيدريك إصبعه على شفتيها المحمرّتين وسألها مجددًا.احتجّت أرتيزيا وقد احمرّ وجهها بشدة:
“لماذا أنت جيد جدًا؟”
ضحك سيدريك بصوت عالٍ. ضربته أرتيزيا بغضب على صدره بقبضتيها، لكنه لم يبالِ.
م.م: 🤣🤣🤣🤣🤣 حياة كاملة معه ياختي أكيد حافظك 😭😭
تنهد بعمق وأسند ذقنه على رأسها. ربما ستفسد تصفيفة شعرها، لكن لم يعد لأي منهما وقت للتفكير في ذلك.همس سيدريك:
“ربما لأني قبلتك آلاف المرات في أحلامي.”
“…”
“لعقود.”
قبل وبعد أن أصبحت زوجته.
لم تكن أرتيزيا تعرف ذلك، فاحمرّ وجهها أكثر وهي تتلوّى في حضنه دون كلام.
عاد الصمت إلى العربة. بقيا متعانقين حتى رفعت أرتيزيا رأسها أخيرًا وقالت:
“قبلني أكثر.”
“ماذا؟”
“قبلني. عِوَّضني عن كل ما فعلته.”
أُحرج سيدريك، لكنه انحنى مجددًا ليقبلها. لم يكن يكره ذلك، لكنه تمنّى فقط لو أنها تدرك مقدار ما يكبحه من نفسه.
وصلت ليسيا على ظهر الحصان قبل العربة بقليل.
“الآنسة ليسيا؟”
نظر إليها أنسغار بدهشة عندما رآها تعود على حصان سيدريك بينما كان يوجه الخدم لنقل الأصص والزهور.
شرحت ليسيا أن سيدريك سيعود مع أرتيزيا في العربة، ثم زفرت بعمق.
“أوه.”
“هل حدث شيء؟”
“السيد سيدريك غافل جدًا. لماذا يجب أن يقول الأشياء بهذه الطريقة دائمًا؟”
“هل قال شيئًا خاطئًا؟”
“لو قال فقط إنه جاء لأنه أراد رؤيتها لكان أفضل. لكنه تحدّث عن ‘وجود وقت إضافي’. والآنسة تيا حساسة جدًا هذه الأيام…”
كانت قد هربت سابقًا، لكنها ستجتمع بهم مجددًا في المنزل في النهاية. هل عليها أن تشهد شجارهما مباشرة؟لم يكن صعبًا عليها الانحياز لأرتيزيا، لكنها شكّت أن الأمر سينتهي بسهولة.
ثم إن عيد الميلاد بعد ثلاثة أيام فقط. فكّرت أنها ربما يجب أن تُلقِّن سيدريك درسًا قويًا… لكن من أي موقع؟
لم تكن ترغب أبدًا بالتورط في شجار عشّاق.
وبينما تروي كل شيء لأنسغار، بما في ذلك ما قاله كادريول، رأت العربة تقترب.
ترددت هل تذهب للاستحمام لتكسب بضع دقائق وتختبئ، لكنها قررت البقاء. الهروب المبكر لا يليق بفارس.
وقفت تنتظر. حتى توقفت العربة عند المدخل. نزل سيدريك أولًا وساعد أرتيزيا على النزول.
كان شعر أرتيزيا مبعثرًا قليلًا ووجنتاها محمرّتين. أمالت ليسيا رأسها بفضول.
استبعدت أن يكونا قد تشاجرا جسديًا، لكنها قلقت: هل شدّت أرتيزيا شعرها توترًا؟
“آنسة تيا، هل أنتِ بخير؟”
“هاه؟ آه، نعم!”
ابتسمت أرتيزيا بفرح وأجابت بسرعة عمّا اعتقدت أن صديقتها ستسأل عنه أولًا:
“سنفسخ خطوبتنا!”
تحطّم!
تردّد صوت سقوط الأصص حول المكان.اسودّت عينا ليسيا بالكامل.
التعليقات لهذا الفصل " 91"