⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
وضع كادريول فنجان الشاي جانباً وحدّق مباشرةً في أرتيزيا. تحوّلت الابتسامة الخفيفة التي كانت مرتسمة على شفتيه إلى ملامح جادّة، ما فاجأها.
لاحظ ذلك، فبلّل شفتيه مرة واحدة، ثم ابتسم بمكر.
قال:
“حين قلتُ إنك جريئة، لم أعنِ أنك قلتِ شيئاً لا ينبغي قوله. بل قصدتُ أن نهجكِ بأكمله جريء.”
“آه…”
“على كل حال، هل تهتمّين باليخوت؟”
اتّسعت عينا أرتيزيا دهشة من التغيير المفاجئ للموضوع. وجد كادريول ردة فعلها ظريفة.
بالنسبة له، كانت بلا شك سيّدة نبيلة نشأت في الحرير. بدت بريئة بما يكفي لتجهل المخاطر الكامنة في كلامها، لكنها لم تكن ساذجة لدرجة ألا تدرك ما قد تحمله كلماتها من دلالات سياسية.
(لابد أنها تثق في أن ولي العهد والدوق الأكبر إفرون سيحميانها).
وكان ذلك منطقياً. حتى لو تكلّمت بجرأة إلى حد ما، طالما أنها لم تقل شيئاً صريح التمرّد، فلن يصيبها سوء وهي فتاة في الثامنة عشرة مفضّلة لدى ولية العهد وخطيبة الدوق الأكبر إفرون.
شعر بمزيج من التسلية والانزعاج: التسلية لاكتشاف هذه الفتاة، والانزعاج من عدائية سيدريك في ذلك اليوم.
وكان الأمر ممتعاً أيضاً، فهو يحب المغامرة والتحدي.
ترددت أرتيزيا. فقال كادريول بمرح:
“لا تحتاجين أن تعرفي شيئاً عن اليخوت. لقد دُعيتُ إلى سباق يخوت الأسبوع المقبل، وتساءلت إن كنتِ ترغبين في الحضور معي.”
“سباق يخوت؟”
“ما زلتُ أفكر إن كنت سأشارك كمنافس.”
ترددت أرتيزيا قليلاً.
لم يكن ركوب اليخوت مشهوراً جداً في العاصمة، لكن منذ أن أصبح بافيل دوق رياغان، نشر شغفه به بين أصدقائه، وبدأ يلقى رواجاً ببطء بين النبلاء الشباب.
أما أرتيزيا نفسها فلم تكن تهتم بالرياضة، ولا تستمتع بمشاهدتها كثيراً. ومع ذلك، لم ترغب في رفض دعوة الأمير لمجرد أنها بدت مملة، كما أن نزهة على ضفاف النهر بدت تغييراً منعشاً.
والأهم من ذلك:
(اللورد سيد لا يهتم على أي حال).
ربما سيسألها فقط إن كانت ستعود إلى الحفل. وسيدريك هو أصلاً من يشجعها على الاختلاط أكثر.
ومع ذلك، بعد أن رقصت وتحدثت مع كادريول، تصرّف سيدريك بوقاحة. لذلك كان من السهل عليها أن تهزّ رأسها بالموافقة بسرعة.
قالت:
“سيسعدني الحضور حتى لو كان لمجرد المشاهدة.”
“في هذه الحالة، سأؤكد الموعد قريباً. هذا قرار صعب. لو شجعتِني، قد أضطر للمشاركة كمنافس والسعي للفوز.”
غمز كادريول.
“ففرصة إهداء مجد النصر إلى سيّدة لا تتكرر كثيراً.”
في تلك اللحظة، فُتح باب غرفة الشاي.
دخلت إلويس بخطوات مرهقة، وتفاجأت برؤية كادريول.
“ما الذي جاء بسمو الأمير إلى هنا؟”
ردّت أرتيزيا بهدوء:
“لا تتظاهري بالدهشة يا صاحبة السمو. لا يمكن أن يكون الخدم قد فشلوا في إخبارك بوجود الأمير هنا.”
“لا أظن أن اللورد سيد سيغضب لمجرد أنني سأخرج مع الأمير كادريول.”
ورغم أنها كانت تعتقد أن سيدريك سيغضب بشدة، ابتسمت إلويس على اتساع وسألتها:
“هل تشاجرتما؟”
“لا. لكن حين أفكر بالأمر، ربما كان علينا أن نتشاجر.”
أجابت أرتيزيا. ووافقتها إلويس. صحيح أن كشف هوية كادريول وعداء سيدريك كانا مفهومين نوعاً ما، لكن أن يأخذ كأسها ويمنعها جسدياً من تحيته، فهذا كان وقاحة واضحة.
وفوق ذلك، فإن هذه التصرفات لم تكن مسيئة لكادريول فقط، بل لأرتيزيا نفسها أيضاً.
تلألأت عينا إلويس وهي تسأل مجدداً:
“لقد غادرتما معاً في ذلك اليوم. اعتقدت أن الأمور انتهت بخير.”
“لم يكن الأمر سيئاً، بصراحة.”
تمتمت أرتيزيا وهي تدلّك خدها الذي قُرص برفق.
كانت نزهة في حديقة الفيكونتية أدين، والرقصة، ممتعة. ورغم أنها شعرت بشيء من الحنين عند المغادرة، إلا أنها كانت أكثر سعادة.
لكن حين أعادت التفكير، أدركت أنها غادرت من غير اعتذار مناسب ولا تفسير. كان مجرد هدنة مضطربة. لفّها بالوشاح ورافقها إلى الحديقة بدا طبيعياً، لكن في الحقيقة لم يكن ينبغي لسيدريك أن يتدخل بتلك الطريقة.
ولم تدرك أرتيزيا كم انساقت تماماً وراء الموقف إلا في اليوم التالي.
وبينما كانت إلويس تستمع لتذمرها، فكرت:
(سيدريك، هذا الرجل سيتورط في مشكلة كبيرة يوماً ما).
ماذا لو طارت فعلاً بعيداً عن قبضته بعد أن يعاملها كطفلة؟
تنهدت أرتيزيا وقالت:
“إذن، سأحاول فعلاً أن أفعل الأمور بطريقتي. لا أستطيع إلا أن أشعر أن اللورد سيد ينتظر فقط أن ألتقي بشخص آخر.”
“هذا استنتاج بعيد بعض الشيء.”
ردّت إلويس، لكنها لم تستطع إنكار الأمر تماماً. فقد سمعت سيدريك يجادل بأن أرتيزيا تحتاج إلى مزيد من خبرات الحياة.
قبل ثلاث سنوات، حين بلغ سيدريك العشرين، دار حديث حول فسخ الخطوبة. ورغم أن أرتيزيا نشأت وسط حماية مفرطة وكأنها زهرة هشة، إلا أنه كان يتصرف بتناقض.
لكن أرتيزيا لم تتراجع.
“وبعد أن تصرّف اللورد سيد بوقاحة، لا أستطيع أن أرفض لطف الأمير.”
“معك حق.”
أومأت إلويس. فجأة، نظرت إليها أرتيزيا وكأن فكرة خطرت لها للتو.
“لا تفعلي شيئاً غريباً.”
“ماذا تقصدين؟”
“مثل أن تقرري فجأة حضور سباق اليخوت من غير إنذار.”
“لن أفعل، لن أفعل.”
ضحكت إلويس وربّتت على شعر أرتيزيا. لقد جاءت لتعطيها النصيحة، لكنها فرحت لأنها وجدت أرتيزيا تتعامل مع الأمر جيداً.
“استمتعي، لكن لا تستسلمي.”
“لا أستسلم؟”
“أعني لا يجب أن تقعي حقاً في حب الأمير. لن أسمح لك بالرحيل بهذه السهولة.”
رمشت أرتيزيا كأنها ترى الأمر سخيفاً، لكن إلويس هزت رأسها.
على أي حال، إيميل كانت دولة لا تملك موارد غير شعبها، وكادريول أمير منشغل ببناء نفوذه.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 81"