⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
حديقة قصر الفيكونت أَدِين كانت أجمل بكثير من حدائق القصور المماثلة في الحجم. فكلا الزوجين كانا يهتمان بعلم البستنة، لكنهما اليوم، وفي عجلة من أمرهما لتزيين المكان، علقا مئات الفوانيس الصغيرة، ليصنعا مشهداً بدا وكأن الجنيات يحتفلن بمهرجان.
وبفضل ذلك، كان هناك عدة أشخاص في الحديقة إلى جانب سيدريك وآرتيزيا.
رفعت آرتيزيا بصرها نحو سيدريك، الذي كان يقودها بلطف ممسكاً بذراعها. لم يكن في ملامحه أي أثر للانفعال، فلم يبدُ وكأنه قد تصرف بوقاحة تجاه كاردريول، أمير إحدى الممالك.
ازدحمت الأفكار في رأسها. ولتكن صريحة، ما أقلقها أكثر من أي شيء هو:
«إنه فعلاً لا يبدو مهتماً إطلاقاً…»
لقد بدت ملفتة للنظر اليوم حتى بمعاييرها الخاصة. فالفستان كان أكثر نضجاً بكثير من المعتاد، لكن هذا لم يكن كل شيء. قبل مغادرتها إلى الحفل، خضعت لعدة تجهيزات في قصر ولية العهد.
أعاد خبيرة تجميل إيلويز وضع مكياجها (إذ يناسب المكياج الأغمق السهرات الليلية أكثر)، كما أن العطار مزج عطراً جديداً خصيصاً لها، عطراً لم تستعمله من قبل.
وعندما نظرت في المرآة بعد ذلك، بالكاد تعرفت على المرأة الأنيقة التي تنظر إليها. وكما قالت إيلويز، كان الأمر «هجوماً كاملاً».
لذلك، كانت تأمل أن ترى ردة فعل مختلفة ولو قليلاً من سيدريك. لكن كيف يمكن لأي شخص أن يملك هذا التعبير البريء الصافي بلا أثر من خبث؟
وحين انتُزع كأس الشامبانيا من يدها، قفز قلبها للحظة، وظنت أن الأمر غيرة.
لكنها عندما رأت كيف حضّر سيدريك الوشاح بعناية، ولفه على كتفيها قبل أن يقودها بطبيعته إلى خارج قاعة الرقص، تأكدت أنه فقط يرى أنها ما تزال صغيرة جداً لمثل هذه المناسبات.
لم يكن هناك أي هجوم كامل هنا. فالتصفيق لا يُسمع إلا إذا التقت يدان، والمعركة لا تبدأ إلا بجيشين. هذا لم يكن «درع الشمال»، بل جدار حصن. مجرد غرس رمح فيه لا يعني أن القتال قد بدأ.
خيبة الأمل غمرت قلبها، حتى نسيت تماماً مواجهة سيدريك السابقة مع كاردريول.
هل كان يراها حقاً مجرد طفلة بعد؟ العمر وحده لم يكن العامل، بل أيضاً مدة معرفة كل منهما بالآخر وطبيعة العلاقة بينهما.
وبحزن، لم تعد آرتيزيا راغبة حتى في النظر إلى منظر الحديقة الجميل.
“لماذا؟ هل نعود إلى الداخل؟”
“…”
هزّت آرتيزيا رأسها.
لم تكن تريد العودة إلى قاعة الرقص لترقص مع رجال آخرين.
رفعت نظرها بجدية نحو سيدريك، تفكر فيما إذا كان عليها أن تقول له إنه الشخص الوحيد الذي ترغب بالرقص معه، لكن سيدريك تجنب عينيها.
“؟”
بدهشة، رمشت آرتيزيا. كانت هذه أول مرة يتجنب فيها سيدريك النظر إليها.
“سيدي سيد…؟”
حين نادت اسمه، عاد بصره إلى وجهها، متفحصاً وجنتيها المحمرتين وعينيها وكأنه غير متأكد.
رفع يده برفق نحو خدها، ومسح بخفة بعظمة إبهامه على وجنتها. قلقة من أن يفسد مكياجها، حدقت آرتيزيا إلى أصابعه.
كان هناك فسحة صغيرة قرب نافورة صغيرة، تُركت غالباً فارغة لتناول الشاي أو ما شابه عندما يكون الطقس جميلاً.
حتى سمعها الثقيل قليلاً التقط نغمات الموسيقى الخافتة التي تتسرب. عندها، وكأنه تذكر شيئاً فجأة، أفلت سيدريك يدها، وانحنى بأدب، ومد يده إليها.
“هل تمنحينني هذه الرقصة، سيدتي روزان؟”
احمر وجهها بشدة. كانت تعلم أن سيدريك لا يفكر كثيراً في الأمر، لكنها لم تستطع منع قلبها من الارتجاف.
“سيشرفني ذلك.”
أجابت بالرد التقليدي، ثم وضعت يدها فوق يده.
ابتسم سيدريك وأمسك يدها برفق، مسنداً ظهرها بيده الأخرى. ورغم أن يده لم تلمس بشرتها مباشرة، إذ كانت فوق الوشاح، إلا أنها شعرت بالغرابة.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يرقصان فيها معاً، لكن آرتيزيا فجأة شعرت بالحرج وأخذت نفساً عميقاً. لقد حاولت أن تظهر أكثر نضجاً، لكن يبدو أن الشيء الوحيد الذي تغير هو مشاعرها، لا مشاعر سيدريك.
“لا تقلقي. سأجعلك ترقصين أجمل من أي شخص آخر في العالم.”
“…قولك هذا يبدو غريباً.”
ظنت أن سيدريك يمزح أخيراً، فأجابت بنبرة منزعجة قليلاً. بدا لها أن كلاً من إيلويز وسيدريك لا يفعلان سوى مداعبتها.
لكن سيدريك اكتفى بابتسامة دافئة. ورغم أن الموسيقى كانت تتلاشى أحياناً، إلا أن قيادته لم تهتز أبداً.
“لا تركزي كثيراً على قدميك. حتى لو حاولتِ أن تطئي قدمي، فلن تنجحي.”
وما إن قال ذلك حتى رفعها بخفة وكأنها تطفو، وأدارها نصف دورة في الهواء.
ورغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يرقصان فيها، شعرت آرتيزيا وكأن نسمة هواء اخترقت أعماقها، فطفَت نشوة في قلبها.
“قالت ولية العهد إنه لو أحببت قليلاً من المرح، لكانوا أطلقوا عليك لقب راقص الشمال.”
ضحك سيدريك بخفة عند سماع ذلك. فقد كان له تاريخ طويل في الرقص، لا يقتصر على إتقان قواعد الإتيكيت، بل إن سنوات خبرته جعلته بارعاً جداً في قيادة زوجته برشاقة، رغم أنها لم تكن أكثر الأشخاص براعة في اتباع الإيقاع.
تطايرت تنورة آرتيزيا ووشاحها في النسيم بينما يقودها سيدريك بسلاسة جعلتها تكاد تخدع نفسها وتظن أنها تتحرك مع الإيقاع وحدها.
لقد احمر وجهها الآن ليس فقط خجلاً، بل حماساً أيضاً.
وحين انتهت رقصة الفالس، أنزلها سيدريك برفق، وأعاد تعديل الوشاح الذي انزلق عن كتفيها.
لم يكن يظن أنها صغيرة جداً أو غير مناسبة لأن ترتدي مثل هذا اللباس. بل على العكس، كان عليه أن يعترف أن ذوق إيلويز كان رائعاً.
وبنظرة سريعة نحو قاعة الرقص، كان من الواضح من هي أجمل فتاة هناك.
لم يكن يحاول التدخل. فمن الطبيعي أن ترقص مع فتيان في عمرها، وتوسع دائرتها الاجتماعية، وتستمتع بحياتها. عليها أن تلتقي بمزيد من الناس قبل أن تختار مستقبلها.
عقلانياً، نعم. لذا لم يكن ينوي أن يتصرف كوالد متسلط ويجرها خارج الحفل.
«مع أني انتهيت بفعل ذلك فعلاً.»
ابتسم بمرارة لنفسه. لا، لم يكن ذلك خطأه حقاً. لو لم يكن ذلك الكاردريول المقيت من إيميل، لكان اكتفى بلف الوشاح حولها وأخذ نزهة.
ومع ذلك، لو رغبت آرتيزيا بالرقص أكثر، لتركها تعود إلى الداخل.
ولو كانت ليسيا أو أليس قد سمعتا، لضحكتا في نفسيهما، عارفَتين أن آرتيزيا لن تختار الرقص لمجرد التسلية.
على أي حال، هو رجل متمسك بالقواعد، ويدرك أن كسر معاييره من أجل أسباب أنانية سيؤدي في النهاية إلى تحطيم تلك المعايير نفسها.
لكن، في الوقت الحالي، عليه أن يبقى حاميها.
لقد كان تأثيره على آرتيزيا قوياً بالفعل. عندما يمد يده، يصبح الأمر قسراً. وعندما يجذبها نحوه، يسرق منها الفرص. حتى دون ذلك، كان يمتلك ميزات أكثر بكثير من غيره.
لذلك، كان من الصواب أن ينتظر.
م.م: هل رأيتم سيدا نبيلا مثل سيدريك؟ لا أعتقد ذلك 🤷🏻♀️
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 79"