⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
قالت أرتيزيا بدهشة:
“آه…”
استدارت فجأة، وبدت الدهشة على وجه كادريول أيضاً وهو يحدق بالشخص الذي انتزع الكأس من يده.
كان سيدريك متمالك الأعصاب، لكن أي ناظر يدرك بسهولة أن تعابيره الهادئة لم تكن صادقة، بل مجرد قناع يخفي انزعاجه.
قال بهدوء:
“أعتذر. خطيبتي لا تتحمل الكحول جيداً.”
ارتبكت أرتيزيا ونادته بخفوت:
“اللورد سيد…”
صحيح أنها لم تكن معتادة على الشرب، لكن هذه أول مرة يتدخل سيدريك بهذا الشكل المباشر ليمنعها. لم يكتفِ بالنصح أو التلميح، بل قطع الحديث وأخذ الكأس منها.
تردد الخادم الحامل لصينية الكؤوس، ولم يستطع التقدم. فأعاد سيدريك الكأس إلى الصينية بإيماءة، مشيراً له أن ينصرف. أسرع الخادم مبتعداً رغم أنه لم يرتكب أي خطأ.
ورغم أنهم لم يجرؤوا على الالتفاف حولهم علناً، إلا أن أنظار الحاضرين انزلقت نحو الثلاثة باهتمام.
فمجرد وجود دوق إفرون في الحفل كان كافياً لجذب الأنظار. ومع أن معظم الحضور لم يكونوا يعرفون من هو كادريول، إلا أن رؤية رجلين طويلين يقفان وجهاً لوجه كانت كافية لإثارة الفضول.
ارتسمت الحيرة على وجه كادريول وهو يحدق في سيدريك، لكن الأخير اكتفى بابتسامة رقيقة وقال:
“بالمناسبة، متى وصلت إلى هنا… الأمير كادريول من إيميل؟”
تجمد كادريول، وشد شفتيه لا إرادياً. بكلمة واحدة، نسف سيدريك زيارته المتخفية باسم مستعار.
سرت همهمات في قاعة الرقص، وارتفع غضب كادريول.
لم يكن بين إيميل وإفرون أي صلة تذكر. من الطبيعي أن تهتم إيميل بإفرون بسبب توازنات السياسة الإمبراطورية أو دائرة الأميرة، لكن لم يكن لدى إفرون سبب ليهتم بأمير من إيميل.
هل أخبرته الأميرة؟ التفت يبحث عنها، فوجد إلويس تحدق بهما بوجه يجمع بين الدهشة والفضول.
ابتسم كادريول قسراً وقال:
“هل كان دوق رياغان هو من أبلغ دوق إفرون بقدومي؟”
ارتعشت حاجبا سيدريك، وأدرك كادريول أنه الأجدر بأن يغضب. فقد قوطع بفظاظة، وكُشف سره. قبل قليل لم يكن يضع دوق إفرون في حساباته، أما الآن فقد أصبح مستعداً لمبغضته علناً.
لكن سيدريك هز رأسه قائلاً:
“لم يخبرني أحد، وقد تفاجأت مثلك.”
وفي تلك اللحظة دخلت الفيكونتيسة أدين إلى القاعة مسرعة، وفي ذراعيها شال كبير.
كان سيدريك قد حيّاها عند المدخل، ثم طلب منها مباشرة:
[أعتذر، لكن هل أستطيع استعارة شال لإحدى السيدات؟ من الأفضل أن يكون دافئاً.]
استغربت، فقال موضحاً:
[نسيم الليل بارد جداً. والحديقة جميلة، أردت أن أقترح نزهة على خطيبتي، لكن لا يمكن أن أدعها ترتجف من البرد.]
لحظت أدين نظرته المتجهة نحو أرتيزيا، وفهمت الموقف بسرعة. لم يكن الطلب غريباً، فارتداء فستان سهرة رقيق في ليلة كهذه كفيل بأن يجعل أي سيدة تشعر بالبرد.
ابتسمت في سرها. كانت قد سمعت عن عاطفة دوق إفرون العميقة تجاه خطيبته، وكيف يعاملها أحياناً كطفلة مدللة. لذلك لم تتردد في إحضار أجمل شال لديها.
لكنها حين عادت، وجدت الرجلين الطويلين في مواجهة صامتة يملؤها التوتر.
شكرها سيدريك، وأخذ الشال ثم ألقاه برفق على كتفي أرتيزيا، وثبّت شارة صدره كدبوس لتثبيته.
نادت عليه بذهول:
“اللورد سيد؟”
حلّ الدفء المخملي مكان برودة الهواء على ظهرها.
فتح كادريول فمه ليتكلم، لكن سيدريك تجاهله تماماً، واستدار نحو أرتيزيا، ماداً ذراعه لها:
“هل تودين أن نتمشى؟”
“نتمشى؟”
“سمعت أن حديقة الفيكونتية أدين صغيرة لكنها جميلة.”
ترددت قليلاً ثم وضعت يدها على ذراعه. كانت تنوي الاعتذار لكادريول، لكن سيدريك وقف بطريقة أجبرتها على أن تخطو خطوتين جانبية حتى تواجهه، فاختصرت بانحناءة خفيفة نحوه.
قالت بلطف:
“تشرفت بلقائك، صاحب السمو.”
ابتسم كادريول:
“لا شكر على واجب. سأكون سعيداً لو سمحتِ لي بتعويضك عن خيبة اليوم في المرة القادمة.”
ثم أمسك يدها وقبّلها. ازداد وجه أرتيزيا احمراراً، فبدت بريئة وجذابة. ولأنه أثار غيرة سيدريك في الوقت ذاته، اعتبرها كادريول مكسباً مضاعفاً.
لكن حين رفع رأسه، وجد وجه سيدريك قد عاد إلى هدوئه الرزين.
قاد سيدريك أرتيزيا نحو الشرفة، فيما ظل كادريول يراقبهما مذهولاً. اقتربت إلويس وهي تضحك حتى كادت تمسك بطنها:
“هاها! يبدو أن الأمير في ورطة.”
تمتم ببرود:
“ليس أنا وحدي. وزارة خارجية الإمبراطورية هي من سيكون في مأزق حقيقي.”
“صحيح.”
أشرق وجه إلويس بابتسامة عفوية.
سألها:
“ما المضحك؟”
همست كما لو كانت تشاركه سراً:
“لم أرَ سيدريك إفرون غاضباً طوال عشر سنوات. واليوم، أنت نجحت في ذلك. لم أتوقع أن تصل الأمور إلى هنا.”
قال محتجاً:
“لكنني لم أفعل شيئاً…”
ضحكت:
“وهذا ما يجعل الأمر أكثر إمتاعاً.”
ثم أضافت بابتسامة مشرقة:
“الآن وقد كُشفت هويتك، فلن تعود خفية أبداً. لذا أود دعوتك كضيف إلى قصري. ما رأيك؟”
تساءل كادريول:
“ألستِ تحبين دوق إفرون؟”
“بل أحبه كثيراً. فقط كنتُ أتمنى لو كان… أكثر طرافة قليلاً.”
حدق بها بدهشة، لكن لا إلويس ولا سيلينيا اعترضتا. فبعد موقف مسلٍّ كهذا، لم يكن هناك داعٍ للتقيد بالشكليات. قررت إلويس أن تعامل هذا الأمير كصديق من الآن فصاعداً.
ابتسم كادريول وقال:
“أنا صديق للدوق بافيل، وبالنظر إلى مكانة دوق إفرون في الإمبراطورية…”
ترك جملته معلّقة، فقهقهت إلويس ووعدته:
“لا تقلق. سأعرّفك بمستشاري المقربين، وسنجتمع جميعاً. لن يتفاجأ أحد. الرجال الوسيمون مرحب بهم دائماً.”
ابتسم قائلاً:
“لا يبدو عرضاً سيئاً.”
ففرص الانفتاح الاجتماعي مع الإمبراطور المستقبلي نادرة. بل إن هذا كان سبب حضوره الحفل أساساً.
أما الآن، فقد وجد متعة أكبر: إغاظة سيدريك.
فإن كانت أرتيزيا ذكية كما وصفها بافيل، فبإمكانه أن يستميلها نحوه. وبما أن دوق إفرون يوليها كل هذا الاهتمام، فلا بد أنها تستحق العناء.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 78"