⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
إلى أن عاد سيدريك، جلست ليسيا بهدوء على الكرسي دون أن تفعل شيئًا. حاول بافيل مواساتها، فقدم لها وجباتها الخفيفة المفضلة، واقترح أن يلعبا الورق أو رمي السهام، أو حتى أن يخرجا في نزهة، لكنها كانت تكتفي بهز رأسها.
قالت:
“أنا بخير. فقط لا أشعر برغبة في فعل أي شيء.”
“ليـسيا…”
“لا داعي لأن تبقى معي. حقًا.”
ورغم ما قالته ليسيا، لم يستطع بافيل أن يتركها وحدها ويذهب لشؤونه الخاصة. هو أيضًا كان يشعر بالاضطراب.
لم يكن الأمر فقط أن لورانس قد ارتكب فعلًا قاسيًا هزّ حتى ليسيا الثابتة عادة، بل أيضًا أنه للمرة الأولى شعر كم هو عاجز.
م.م: زوجوهم بليييز 🥹
كان طبيعيًا أن تعتمد ليسيا على سيدريك أكثر من أي أحد، لكن ذلك آلم بافيل، خاصة وأن سيدريك وغراهام طلبا منه أن يبقى خلفهما بينما خرجا. صحيح أن سيدريك طلب منه أن يبقى مع ليسيا، لكنه لم يشعر أن وجوده سيكون ذا فائدة.
ومع أنه لم يستطع ترك ليسيا، حاول إلهاء نفسه بقراءة كتاب، لكن أصابعه كانت تقلّب الصفحات بلا تركيز. وبعد فترة، تنهد والتفت إليها.
“سيكون الأمر بخير. سيد سيتكفل به، وأخونا غراهام ذهب معه أيضًا.”
“نعم…”
تنهد بافيل مجددًا وهو يربت على رأس ليسيا، شاعرًا بالعجز إذ لم يكن في وسعه فعل أكثر من ذلك.
عاد سيدريك حين بدأت السماء تكتسي بلون الغروب البرتقالي. لقد استغرق الأمر وقتًا أطول مما توقعوا، وكان بافيل على وشك إرسال أحدهم لمعرفة ما يحدث.
“اللورد سيد!”
قفزت ليسيا من مكانها وركضت إليه. وعندما رآها بافيل وهي تتنفس الصعداء لرؤية سيدريك، شعر بشيء من الكآبة وسأله:
“كيف جرت الأمور؟”
“تم حلها.”
قال سيدريك بنبرته الهادئة المعتادة، وأضاف:
“أخونا غراهام ضرب لورانس.”
“آه!”
تفاجأ كل من ليسيا وبافيل. ليسيا صُدمت لأن غراهام استخدم العنف، أما بافيل فصُدم لأن سيدريك هو من ذكر أولًا أن غراهام ضرب لورانس. بدا أن ذلك كان أبرز ما حدث. حتى أن سيدريك ابتسم وهو يقولها.
“كنت أعلم أن ذلك سيحدث يومًا ما.”
كان ذلك رد فعل بافيل الفوري. وبصراحة، كان الأمر مفاجئًا أن غراهام قد صبر كل هذا الوقت.
لم يشعر بأي شفقة تجاه لورانس. صحيح أنه لم يكرهه بقدر غراهام، لكنه ما زال يكرهه. لم يكرهه لأنه ابن غير شرعي للإمبراطور، بل بسبب نوعية الأشخاص الذين يختلط بهم.
لو لم يكونوا إخوة غير أشقاء بعلاقة معقدة، لربما وجه له بافيل لكمة أو اثنتين.
ربت سيدريك برفق على رأس ليسيا القلقة وبدأ يشرح لبافيل بقية الموقف. وحين سمع أن غراهام واجه الإمبراطور مباشرة، اندهش. هو يعلم أن أخاه الأكبر شجاع، لكنه لم يتوقع أن يذهب إلى هذا الحد.
سأل بسرعة:
“إذن، هل العقوبة مجرد إقامة جبرية؟”
“حاليًا، نعم. لا أظن أن هناك عقوبة أخرى ستُتخذ.”
لو أراد الإمبراطور تضخيم الأمر، لأمكنه معاقبة غراهام على إهانته للإمبراطور، لكن غريغور لم يكن ليفعل ذلك. كان سيدريك يعرف غريغور، فهو نفسه أب. ورغم أنه لم يشأ الاعتراف بذلك، إلا أن سيدريك كان واثقًا أن غريغور ربما شعر بالفخر بجرأة ابنه.
ثم أضاف سيدريك أنه من المرجح أن يتبع لورانس غراهام إلى الغرب. عندها غرق بافيل في التفكير، بينما سألت ليسيا سيدريك بارتباك وقلق:
“إذن، هل هذه هي العقوبة التي سينالها اللورد لورانس؟”
“هل ترينها غير عادلة؟”
“…لا.”
هزت ليسيا رأسها.
لم تكن ساذجة لدرجة ألا تفهم أن القانون ليس عادلًا دائمًا، وأنه يختلف باختلاف المكانة الاجتماعية والنفوذ والمحسوبية. صحيح أن الأمر يُعالج أكثر بسلطة ملكية تقديرية لا بالقانون، لكن ليسيا فهمت أنه بالنسبة لابن الإمبراطور الأصغر، تبقى هذه عقوبة مهمة.
لكن قلبها لم يقتنع بذلك تمامًا. فركت خدها بظهر يدها محاولة كبح دموعها، لحسن الحظ لم تذرفها.
“لو أن هذا يمكن أن يجعل اللورد لورانس يتغير…”
“…”
كان سيدريك متشائمًا بشأن ذلك. فطبيعة البشر لا تتغير بسهولة. لم يتوقع أن يغيره إرساله إلى الغرب. لم يعتقد أن أي شعور بالإنسانية سيتولد فيه حتى لو جرفته موجة الوحوش.
ومع ذلك، قال سيدريك بهدوء:
“سيعلمه أخونا غراهام جيدًا. على الأقل سيتعلم ألّا يسبب ألمًا غير ضروري للآخرين.”
في الغرب، سيواجه لورانس الخوف. لم يكن سيدريك يعتبره أحمقًا أو مجنونًا عاجزًا عن كبح رغباته.
لم يذكر سيدريك الغرب لمجرد أن يرمي بلورانس على عاتق غراهام. فالقطاع الغربي يعج بالعصابات والفصائل العسكرية الصغيرة، وهي أهداف متكررة لحملات القمع، وكان لا بد أحيانًا من استخدام أساليب صارمة.
كان التفكير في إيجاد فائدة لشخص مثل لورانس أمرًا غير سار، لكن إن لم يكن بالإمكان التخلص منه، فالأفضل أن يُعطى له مكان على الأقل.
لكن إن لم تُحل هذه المسألة، فسيعني ذلك في النهاية أن المستقبل الهادئ الذي كان الإمبراطور غريغور يأمله لن يأتي أبدًا.
ولم يشأ سيدريك أن يخبر ليسيا الصغيرة بهذا بعد. لم يرد لها أن تصاب بخيبة أمل أو أن تعاني من هذا العبء. أراد لها أن تعيش بحرية، تفعل ما تحب، دون أن تقلق بشأن شخص مثل لورانس.
أومأت ليسيا برأسها.
قال سيدريك:
“سيُعتنى بالخادم المصاب في المقر. أحسنوا معاملته.”
“نعم.”
أجابت ليسيا وهي تهز رأسها بحماسة.
“إذن، سنعود الآن يا بافيل. شكرًا لك.”
كان بافيل شارد الذهن حينها، فلما التفت إليه سيدريك فوجئ. وظن سيدريك أن بافيل قلق على غراهام، فقال:
“لا تقلق كثيرًا. السيدة إلويس ستتدخل بالوساطة جيدًا.”
“أوه، لا. لم أعنِ هذا…”
توقف بافيل. أمال سيدريك رأسه مستشعرًا أن شيئًا غريبًا، لكن بافيل فتح فمه مرتين ثم هز رأسه في النهاية بلا كلام.
“لا، لا بأس. عودوا فقط. تيا بانتظاركم.”
“أوه. شكرًا لك.”
“ولمَ تشكرني؟ أنا من يجب أن يشكرك. نلتقي مجددًا.”
بعد تبادل التحيات، غادر سيدريك وليسيا. لكن كلمات بافيل بقيت عالقة في ذهن سيدريك. ماذا كان يقصد بشكره له؟
غير أن سيدريك لم يطل التفكير في الأمر.
وعندما صعدا إلى العربة وغادرا قصر الإمبراطورة، لمح سيدريك عربة مركيزية روزان متجهة نحو القصر. تنهد.
بدا أن ميلايرا في طريقها. وفكرة أن الإمبراطور سيتعين عليه التعامل مع الموقف جعلت سيدريك يشعر ببعض الأسف.
“يبدو أن لديك الكثير من الأفكار.”
على مائدة عشاء الإمبراطورة، جلس بافيل معها فقط. غراهام، الذي وُضع تحت الإقامة الجبرية، لم يتمكن من الحضور، وإلويس كانت تحضر مأدبة في مقر ولية العهد.
كانت الإمبراطورة تعرف أن المأدبة مجرد موعد عشاء مع اللورد الوسيم رافنز، لكنها تغاضت عن الأمر. عائلة فيسكونت رافنز كانت ثرية وعريقة من النبلاء التقليديين في المنطقة الوسطى، لكن مكانته كانت متدنية جدًا بحيث لا يُعتبر مرشحًا كزوج للإمبراطور المستقبلي.
ولم يتضح بعد إن كانت إلويس تلتقي به بجدية أم أنه مجرد حب عابر. فإن كان الأول، فقد تضطر الإمبراطورة إلى التدخل، لكن في الوقت الحالي كانت مكتفية بالمراقبة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات