⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
حين التقت نظرات سيدريك بالإمبراطور ثم هبطت سريعًا، تنهد غريغور في داخله.
(كل ما فعله لورانس إذن صحيح.)
انفلت منه زفير طويل. لو كان سيدريك قادرًا على منعه من الوصول إلى هذه المرحلة، لما جاء به إلى هنا وهو في هذه الحالة.
كان الأمر من بعض النواحي حتميًا.
فالابن الذي أحب أباه واحترمه أكثر من أي أحد آخر في طفولته لم يكن سوى غراهام.
إلويز، بطبيعتها المستقلة وعدم ثقتها المتأصل بالناس، أدركت خبايا العالم منذ صغرها. وبافيل، رغم براءته، سمع الكثير من الحكايات، خصوصًا منذ وُلد لورانس تقريبًا في الوقت نفسه.
ولذلك، عندما أظهر الإمبراطور غريغور أي ضعف، كان غراهام هو الأكثر ألمًا.
وبالنظر إلى مكانته، كان من الممكن أن يتحول غراهام إلى نبيل متغطرس عابث، لكنه لم يفعل قط، حتى أنه لم يطارد امرأة عابرًا. والسبب كان ذلك الاحترام العميق والحب الكبير الذي يكنه لأبيه.
غريغور لم يكن غافلًا عن ذلك. كان يشعر بالذنب، لا لأن ابنه تمرّد عليه، بل لأنه أدرك أن هذا التمرّد نفسه جاء نتيجة للحب والثقة اللذين يكنّهما له.
ما زالت نظرات الإعجاب التي كان يلقيها عليه غراهام وهو طفل، فقط لأنه والده، محفورة في قلبه ككنز ثمين.
غراهام لم يكن يشبه غريغور في شيء. كان يشتكي أحيانًا متسائلًا عمن ورث صفاته، لكونه مباشرًا وبسيطًا لهذه الدرجة. لكن في أعماقه، كان يقدّر تلك البراءة. كان غراهام يثبت أن ضعفه لم ينتقل إلى أبنائه.
الآباء لا يحبون أبناءهم جميعًا بنفس القدر. وزن الحب واتجاهه يختلف من ابن لآخر.
بلا شك، الابن المدلل لدى غريغور كان الأصغر، لورانس. لكن الأعز على قلبه كانت إلويز، التي ستكمل حكمه بالشرعية. أما الابن الذي كان يفخر به أكثر من غيره فهو غراهام.
ثقة غراهام بنفسه جاءت من كونه لم يتزعزع يومًا، وهو ما كان غريغور نفسه يتمنى أن يملكه في شبابه لكنه لم يجرؤ حتى أن يقوله، ناهيك عن أن يعيشه. كان يعرف كم كان هذا الإحساس مرضيًا.
باختصار، بينما كانت إلويز الوريثة التي ستواصل إرثه وتفتح المستقبل، كان غراهام هو الابن الذي يواسي ماضيه.
ولذلك لم يرد غريغور أن يخيّب أمل غراهام مجددًا. لأنه لو فعل، فلن يراه ابنه كأب بعد الآن.
“هاه…”
وضع الإمبراطور يده على جبينه. حين فكر في الأمر بهدوء، أدرك أن قطع العلاقة مع ابن راشد لن يسبب مشكلة كبيرة. حتى لو خاب أمله، فلن يذهب غراهام إلى حد الخيانة.
ومن ناحية أخرى، لم يكن معاقبة لورانس مشكلة أيضًا.
“لورانس، هل ما قاله غراهام صحيح؟”
“أبي؟”
تفاجأ لورانس من نبرة الإمبراطور الجادة واتسعت عيناه. أعاد الإمبراطور الكلام ببرود:
“أجبني، لورانس.”
رغم أن لورانس كان الأصغر، الذي كان يجلسه على حجره ويقبّله، كان غريغور يعلم أن بداخله نزعة عنيفة.
ولم يكن العداء مع غراهام مفيدًا له. حتى من دون غراهام، كانت هناك مشاكل كبيرة، وإضافة احتقار إلويز وبافيل لن يزيد الأمر إلا تعقيدًا.
كان على غريغور أن يفكر بما سيحدث بعد موته. فبينما قد يصعب على الإخوة غير الأشقاء أن يتوافقوا، إلا أن لورانس لا يمكنه أن يسقط من الحظوة.
كان عليه معالجة الأمر قبل أن تتفاقم مشاعر غراهام. على لورانس أن يتعلم الخوف، لأن غريغور لن يكون دائمًا موجودًا ليحميه.
وبما أن الإمبراطور قرر أن العقوبة لا بأس بها، فسيكون اتخاذ القرار أسهل على إلويز أيضًا.
تصلّب وجه لورانس.
“صحيح أني عاقبت خادمًا.”
تحولت نظرات الإمبراطور إلى سيدريك. زفر سيدريك في داخله، ثم قال:
“الخادم الآن تحت حماية دوق إيفرون الأكبر. صحيح أنه تعرض لإصابة دائمة وإساءة متكررة عبر السنوات.”
“أفهم.”
قال الإمبراطور بصوت خافت، ثم نادى كبير الخدم.
“ويلي، خذ لورانس وتأكّد من علاجه. سيدريك، أحضر الطبيب الذي عالج الضحية وأحضر الخادم أيضًا.”
“كما تأمر.”
انحنى كبير الخدم باحترام وحدّق في لورانس. رمق لورانس غراهام بنظرة غاضبة لوهلة، ثم استدار بعنف وتبعه إلى الخارج.
سخر غراهام.
“هل هذا كل ما لديك لتقوله؟”
“عُد وتفكّر في أفعالك.”
“جلالتك—”
“قلت عُد وتفكّر! وإلا فأعد ما قلته الآن هنا، وسأجبرك على فعله!”
أغلق غراهام فمه. لم يكن يعتقد أنه قال شيئًا خاطئًا، لكنه كان مدركًا تمامًا أنه تجرأ بالكلام بوقاحة مع الإمبراطور.
قبض يده، وانحنى، ثم استدار مغادرًا الغرفة بخطوات حادة. كاد سيدريك أن يلحقه، لكن الإمبراطور استوقفه.
“سيد.”
استدار بارتباك لمواجهة الإمبراطور. تنهد الأخير بعمق وأشار له أن يجلس.
“اجلس وانتظر قليلًا. أريد رأيك.”
“حسنًا.”
أجاب سيدريك مؤدبًا، لكنه كان غير مرتاح. فرغم أن لديه ما يقوله عن تصرفات لورانس، لم يكن يرغب في الانخراط في صراع عاطفي بين الأب والابن.
(هذا ما يقصدونه بظهر الروبيان المكسور.)
جلس على الأريكة وأرسل رسالة إلى مقر دوق إيفرون يطلب فيها الطبيب والخادم.
وبينما كان ينتظر، جاء الخدم بالشاي والحلوى. جلس الإمبراطور إلى مكتبه يواصل عمله، يتنهد أحيانًا ويتمتم كمن يعاني من صداع.
ولم يمض وقت طويل حتى فُتح باب المكتب مجددًا، ودخلت إلويز.
“سمعت أنك طلبتني يا جلالة الإمبراطور. آه، سيدريك؟”
تفاجأت قليلًا لرؤية سيدريك. وقف هو محرجًا وحياها بابتسامة.
قال الإمبراطور:
“اجلسي. لقد سمعتِ بالأمر، أليس كذلك يا إلويز؟”
“سمعت أن غراهام نجح أخيرًا في كسر فك لورانس.”
م.م: بكل بساطة 🤣🤣
“هذا ليس ما حدث بالضبط.”
صححها سيدريك مرتبكًا. لكن الخبر انتشر بسرعة بالفعل، ووصل إليها رغم أنها كانت في مكتبها.
“إذن فقد ضربه بالفعل؟”
أجاب سيدريك بالصمت. ابتسمت إلويز. أرادت أن تمازحه وتسأله إن لم يحاول إيقافه، لكنها عرفت أنها لا تستطيع أن تغضب سيدريك أمام الإمبراطور.
“كان هناك سبب.”
“حتى مع ذلك، لا يصح ضرب أخ أصغر، خاصة عندما تكون قد بلغت السابعة عشرة.”
قالت إلويز وهي تقضم قطعة حلوى وتبتلعها. وسرعان ما قُدم لها كوب شاي، بينما غادر الإمبراطور مكتبه واتجه نحو الأريكة.
قد يبدو الأمر كجلسة شاي مبهجة، لكن الجو في الحقيقة كان بعيدًا عن ذلك.
تنهد الإمبراطور مجددًا. وُضع أمامه كوب جديد، وصُبّ فيه الشاي. ألقى مكعّب سكر داخله وقال:
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات