⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
مع أنّ سيدريك قد تحدث مع إلويس عن الأمر، إلا أنّه لم يكن يخطط في الحقيقة لأن يقدّم نصيحة لغراهام في الوقت الحالي. كانت لديه أشياء يود قولها، غير أنّ لغراهام مستشارين خاصّين به، كما أنّ الإمبراطور سيقدّم له النصح على حدة. لم يكن من مكانته أن يتدخل.
انحنى غراهام يتأمل الخريطة التي نشرها سيدريك وبافل على الطاولة، ثم ابتسم وقال:
“ما هذا؟ أأنتم تتحدثون كدوقين كبيرين بحق الآن؟”
قال بافل متنهداً:
“كنت أفكر أن أذهب إلى الجنوب مرّة…”
كان من الطبيعي أن يتوق دوق رياجان إلى زيارة بافل. حتى الآن كانت الإمبراطورة تتجاهل هذا الطلب بحجة صغر سنه. فالجنوب أكثر عرضة للتعقيدات الدبلوماسية مع الدول الأجنبية، كما أن دوائره الاجتماعية بالغة التعقيد، فلا يمكن أن يُقترح عليه أن يتعامل معها كرحلة عابرة.
لكن بافل قد بلغ الثامنة عشرة الآن، وزاد قلقه أكثر مع شعوره بالضغط لكون غراهام سيذهب غرباً ليتحمّل دوراً مهماً.
كان المشهد بين الأخ الأكبر الذي يحاول العبث بشعر أخيه، والأصغر الذي يحاول حمايته، مفعماً بالمرح. راقب سيدريك ذلك بهدوء وابتسامة مرتاحة.
“لا تقلق يا بافل، لديك دوقة رياجان هناك.”
تشنّج وجه بافل عند ذكر جدته، فضحك غراهام وقال:
“نعم، ما المشكلة في الذهاب إلى بيت الأجداد من جهة الأم؟”
“الأمر ليس كما كان ونحن صغار.”
“صحيح، هذه المرّة ستعود على الأقل بخطوبة.”
تجهم بافل، بينما واصل غراهام بابتسامة خفيفة:
“مع شخصية جدتنا، الأمر مضمون مئة بالمئة. لا أظنك ستخرج سالماً وحدك.”
قال بافل بانزعاج:
“ألهذا جئت؟ لتتحدث عن هذا؟”
سحب غراهام كرسياً وجلس وهو يلمح إلى سيدريك:
“لا، جئت لأتحدث مع سيدريك.”
“معي أنا؟”
“إلويس طلبت مني أن أكلّمك. وكذلك السيدة أمالي. قالتا إن لديك خطة جيدة.”
أجاب سيدريك بهدوء:
“لقد بالغت أختي. كل ما قلته هو أنّه بدلاً من الاعتماد على الشرق في الإمدادات، سيكون أكثر استقراراً لو تقاسم الغرب العبء.”
“ليس لذلك صلة بمهام التفتيش، لكن اشرح. لا بد أنّ أختنا وافقتك الرأي لتقول مثل هذا.”
توقف سيدريك برهة يفكر. لم يكن من المستحيل أن يقتصر على شؤون الشمال، لكن ذلك لن يفيد غراهام حقاً. كما أنّه لم يكن واثقاً تماماً من دقة كل ما لديه من معلومات، وحتى لو صحّت، لم يكن مستعداً ليشرح كيف عرفها.
ومع ذلك، لم يكن بوسعه تجاهل حل قد يخفف أزمة الغرب.
وفيما همّوا بمناقشة كيفية صدّ “موجة الوحوش” بفعالية، أُعلن وصول زائر.
“من يكون؟” سأل غراهام، وقد خرج الحديث عن إطار يمكن لبافل أن يتابعه.
“إنها السيدة مورتن.”
تبادل بافل وغراهام النظرات، فأشار غراهام لأخيه أن يتصرّف كما يشاء. وأومأ سيدريك موافقاً.
دخلت ليسيا الغرفة بعد قليل، فأذهلت بافل هيئتها.
“هل كنتِ تبكين؟”
كانت عيناها حمراوين متورمتين، وملابسها مجعدة، وعلى بلوزتها البيضاء بقع داكنة.
قالت بصوت خافت:
“سمعت أنّ اللورد سيد هنا. أعتذر لإزعاجكم، لكنني بحاجة ماسّة لطلب منه.”
أسرع بافل يمسك بذراعها ويجلسها، وقد لمح البقع التي اتضح أنها دم جاف.
اقترب سيدريك مذهولاً وقد نسي حديثه السابق:
“ليسا؟ ماذا جرى؟ هل أنت مصابة؟”
“ذا… ذلك…”
لم تستطع الإجابة فوراً، وانفجرت دموعها المكبوتة أخيراً وهي تهمس بصوت مرتجف:
“ذهبت اليوم إلى قصر الماركيز روزان… واللورد لورنس…”
زمجر سيدريك غاضباً:
“لورنس؟ ماذا فعل؟”
تمتمت ليسيا والدموع تسيل على خديها:
“لقد… ضرب أحدهم بالسوط… وهو يبتسم.”
اتسعت عينا بافل دهشة، حتى غراهام الذي كان شارد الذهن اقترب مذهولاً.
واصلت ليسيا تتشبث بذراع سيدريك:
“كان المشهد… فظيعاً. لورنس… غريب. غريب حقاً.”
ربت سيدريك على ظهرها مواسياً، ثم التفت إلى ألفونس الذي كان قد دخل معها.
قال ألفونس بوجه جاد:
“رأيتُ لورنس يضرب خادماً شاباً في قصر الماركيز حتى أشرف على الموت. يبدو أنّ هذا لم يكن المرة الأولى، فقد كان الخادم في صدمة، جسده مليء بالكدمات والجروح. أخذناه أنا وليسا من هناك من غير إذن، وهو الآن يتلقى العلاج في القصر. ومن مظهره، يبدو أنه خادم من القصر الإمبراطوري أصلاً.”
اشتدّ وجه غراهام صرامة، فيما واصل ألفونس ببرود:
“الخطر أننا أخذنا خادماً من القصر من دون تصريح.”
قال سيدريك وهو يطلب معطفه:
“يجب أن نراه فوراً.”
ركض الخادم يحضر له معطفه ليساعده على ارتدائه.
في داخله، لم يكن سيدريك يرى الأمر خطيراً في نظر المجتمع، فحوادث ضرب النبلاء للعامة عادة تمر بلا عقاب. والأسوأ أنّه ابن الإمبراطور يضرب خادمه! لكنّ المشكلة الكبرى الآن أنّه أُخرج خادم من القصر من دون إذن.
لم يستطع سيدريك أن يتغاضى.
(إذن، بدأ يفعل هذا منذ صغره…) عضّ على أسنانه بحسرة. كان ينبغي أن يوقفه بيده قبل أن يوجد ضحايا.
قال غراهام وهو يطلب معطفه بدوره:
“لنذهب معاً.”
“ستساعدني؟”
“علي أن أرى بنفسي لأرفع تقريراً. إن انفجر الأمر، سيكون نزاعاً بينك وبين ميلايرا.”
أومأ سيدريك وقد حسم أمره:
“كان ينبغي أن أواجهه من قبل.”
قال غراهام: “وماذا عن خطيبتك الصغيرة؟”
رد سيدريك بثقة:
“ستتفهم. لقد تجنبتُ الصدام سابقاً خوفاً عليها، لكن الآن أعلم أنها صارت قوية بما يكفي.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 64"