⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
عاد سيدريك إلى المنزل بعد غروب الشمس.
حسبما يتذكر، فإن شتاء هذا العام في إيفرون كان قد شهد هجومًا واسع النطاق من قبل الكارام.
لم تسر الأمور تمامًا كما يتذكر، لكن التوقيت بدا مناسبًا. كان قد بدأ بالفعل مفاوضات مع وزارة المالية ووزارة الدفاع، استعدادًا لأي طارئ.
وكان يفكر بجدية في اقتراح أرتيزيا السابق بالتخلي عن بعض الأراضي الشمالية ونقل خط الجبهة إلى الجنوب.
في العالم الآخر، لم يكن بالإمكان التخلي عن الأرض أو النفوذ حفاظًا على البقاء، لكن الأمور الآن كانت مختلفة.
كان يعتقد أنه بمجرد أن تعتلي إلويس العرش، فإن حكمها سيستقر.
صحيح أنها تميل إلى الضغط على إيفرون، لكنها لم تكن تسعى إلى سحقهم. وإن كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت الآن لاتخاذ خطوة.
وكان واثقًا من أن التفاوض مع الكارام أمر ممكن.
كان يفهم طريقة تفكيرهم ونظامهم السياسي، وعلى الرغم من أنه لا يُجيد لغتهم بطلاقة، فإنه يمكنه التعامل معها بشكل معقول.
لم يكن متأكدًا من وجود طرف على الجانب الآخر يمكنه إجراء مفاوضات أيضًا، لكن بما أن الأرض تمثل موردًا ضخمًا يمكن تقديمه، فلم يكن الأمر مستبعدًا تمامًا.
العقبة الأكبر ستكون في الجوانب الثقافية أو مسألة تقليص الحدود.
المعبد، في الغالب، سيكون عدائيًا بدلًا من أن يقدم المساعدة.
«للتفاوض مع الكارام، يجب أن تكون السلطة الإمبراطورية أقوى، وهذا يعني أن على الإمبراطور أولًا التعامل مع طبقة النبلاء الحاليين.»
ورأى أن أسرع طريقة للقيام بذلك هي “تطهيرهم”.
وعندما توصّل إلى هذا الاستنتاج، لم يستطع سيدريك إلا أن يبتسم بمرارة. يبدو أن العرش يحوّل الناس دائمًا إلى نسخ مختلفة عن أنفسهم.
عندها فقط أدرك لماذا كان قد ابتعد عن السياسة في شبابه.
لقد كان ينوي أن يعيش من أجل سعادته الشخصية، ومن أجل من يحبهم.
لكن إن اختار أن يغض الطرف عن العالم الخارجي لمجرد أن “الكهف” دافئ، فستكون النتيجة… الدمار.
لكن، في الوقت الحالي، يمكنه الاعتماد على إلويس، لذا أصبح حمل المسؤولية أخف.
عاد إلى المنزل بعد يوم ثقيل، ولم يكن يتوقع أن بافيل سيكون بانتظاره، بل حتى أجّل موعده مع الإمبراطور.
قال بافيل بتردد:
“في الحقيقة، الأمر ليس خطيرًا… لكن ما حدث بين تيا ولورانس…”
وبعد أن استمع سيدريك إلى ما جرى خلال ظهيرة ذلك اليوم من بافيل، شعر بدهشة عميقة.
لم يكن يتوقع أن تتخلى أرتيزيا تمامًا عن تعلقها بعائلتها.
هل كانت فعلاً لا تعرف أنها كانت تُستغَل في حياتها السابقة، وظلت متمسكة بهم حتى النهاية؟
ما تم تحقيقه طوال تلك السنوات كان مجرد “تخلي”. لم يكن حتى انتقامًا.
كانت أرتيزيا الآن أفضل حالًا بكثير مما كانت عليه.
بما أنها أُبعدت مبكرًا، فإن فترة الإساءة التي تعرضت لها كانت أقصر، وعدد المرات التي تم تجاهلها فيها كان أقل.
كان يظن أن لديها مشاعر عالقة، لكنه لم يتوقع أبدًا أن تقطع علاقتها بلورانس بنفسها.
حتى وإن كانت تعلم أن لورانس لم يكن يهتم بها، فلا بد أنها كانت تحتفظ له بمكانة ما كآخر خيط يربطها بعائلتها.
قال سيدريك بنبرة ناعمة:
“على أي حال، انتبه أكثر. لقد كنت تقضي وقتًا طويلًا هذه الأيام تلاحق أختي.”
رد بافيل:
“أنا آسف… وشكرًا لك.”
“شكرًا على ماذا؟ إنهم إخوتي أيضًا.”
قالها بافيل ثم أسرع في الخروج ليلتحق بعشاء القصر.
أما أرتيزيا، فلم تحضر مائدة العشاء.
قالوا إنها ذهبت إلى الفراش مبكرًا.
على الطاولة، كانت ليسيا تدفع الجزر المسلوق بشوكتها، وعلامات الوجوم تملأ وجهها، بلا رغبة في الطعام.
راقبها سيدريك لحظة، ثم قال بهدوء:
“أعلم أنك قلقة على تيا.”
“ها؟ آه، نعم…”
“لكن لا تتهوري، ليسيا. لقد أخبرتك من قبل أن علاقتنا مع عائلة مركيز روزان معقدة، فلا تلتقي به بمفردك.”
“أوه، لم ألتقِ به وحدي.”
رغم أنها صادفته عدة مرات، سارعت إلى التأكيد بأنها لم تفعل ذلك عمدًا.
لاحظ سيدريك ردة فعلها، لكنه اكتفى بهز رأسه.
لو لم يكن الأمر متعلقًا بأرتيزيا، لكان حذرها بشدة من لقاء أشخاص مثل ميلايرا أو لورانس، لكنه لم يستطع قول ذلك صراحة.
فهو لا يريد أن تنقل ليسيا الشابة الحقيقة لأرتيزيا، وتسبب لها الألم.
“لا تقلقي كثيرًا على تيا. سأتحدث معها.”
“حسنًا.”
“الأهم الآن هو أن تستعدي للقاء البارون مورتن الأسبوع القادم.”
اتسعت عينا ليسيا بدهشة.
“هل عليّ الاستعداد لذلك؟ رؤية والدي مناسبة سعيدة، ولكن…”
“ألا تظنين أنه سيودّ أن يعرف كم تعلمتِ؟”
سرعان ما تبدّل تعبيرها إلى الحزن.
وكان سيدريك يعلم أن إلهاء تفكير الأطفال أمر سهل.
بهذا، ستفكر ليسيا في لورانس أقل خلال الأسبوع.
زيارة البارون مورتن مرتبطة بمستقبل ليسيا المهني، لذا كان لقاءً مهمًا فعلًا.
بعد انتهاء العشاء، ذهب سيدريك إلى المطبخ، وسخّن بنفسه كوبًا من الحليب، وأضاف إليه العسل والشوكولاتة المذابة.
تفاجأ الطهاة، لكن سيدريك لم يُعر ذلك اهتمامًا، وحمل الصينية إلى غرفة أرتيزيا.
طرق الباب، وتوقف الصوت الخافت الصادر من الداخل.
“هل يمكنني الدخول؟”
لم تأتِ إجابة، لكنه انتظر.
بعد لحظات، انفتح الباب قليلًا، وظهرت منه وجه أرتيزيا.
كانت عيناها حمراوين، وبدت كأرنب صغير، تمامًا كما كان بافيل يصفها مازحًا.
دفع سيدريك الباب بلطف ودخل.
قالت الخادمة إنها ربما تكون نائمة، لكن سيدريك كان يعرف الحقيقة.
أرتيزيا من النوع الذي يسهر ليلًا ويصحو متأخرًا، وعندما تزدحم أفكارها، لا يمكنها النوم بسهولة.
وضع سيدريك الصينية على الطاولة وأشعل الضوء.
كان السرير يحمل علامة دائرية صغيرة، وكأنها كانت ملتفة بداخله للتو.
قالت أرتيزيا بصوت خافت، وكأنها تدافع عن نفسها:
“لم أكن أحاول تفويت العشاء…”
سألها سيدريك باستغراب:
“هل سبق أن وبّختك على ذلك؟”
“لا، لكن…”
“لا بأس. تناول الطعام، والنوم جيدًا، والحفاظ على صحتك… هذا لا يعني أنك لا تستطيعين تفويت وجبة من حين لآخر. لكنكِ جائعة، أليس كذلك؟”
وضعت أرتيزيا يدها على بطنها بتردد.
أشار سيدريك لها أن تجلس، وناولها كوب الحليب.
انتشر عبير الحليب الدافئ الممزوج بالحلاوة في الجو.
ارتشفت أرتيزيا رشفة حذرة.
ثم انتشرت الحلاوة في جسدها بهدوء.
كانت تظن أنها لا تريد تناول أي شيء، لكن بعد تلك الرشفة، امتلأ فمها باللعاب.
ثم شربت كوب الحليب بالشوكولاتة كاملًا في لحظة.
“هل أعجبك؟”
“أعجبني.”
ابتسم سيدريك، وأخذ الكوب الفارغ منها، ثم أخرج منديلًا ورفع يده ليمسح فمها.
لكن أرتيزيا، وقد شعرت بالإحراج من هذا التصرف الطفولي، انتزعت المنديل منه ومسحت فمها بنفسها، ووجهها محمرّ من الخجل خوفًا من أن يكون شيء قد التصق بشفتيها.
أخذ سيدريك المنديل ووضعه على الصينية.
وبينما كانت أرتيزيا لا تزال تحدق في الأرض، تعبث بأصابعها، تمتمت بصوت خافت:
“ألستَ… ستسأل؟”
“هل ينبغي؟”
كان يقصد أنه يعرف بالفعل السبب الذي جعلها تختبئ في سريرها وتتخطى وجبتها.
شعرت فجأة بالكآبة.
لم تكن تريد أن يراها بهذا الضعف… هذه الهشاشة… كونها صغيرة السن كان كافيًا.
كان سيدريك قد أعطاها الجواب منذ خمس سنوات.
أحيانًا، من الأفضل أن تلتقي العائلة من وقت لآخر فقط.
وبعض أفراد العائلة… لا داعي للقاءهم أصلاً.
ومع ذلك، كان من المحزن أن تشعر بهذا النقص… أن تكون حزينة رغم كل شيء.
م.م: خذوا العبرة من سيدريك ❤️👏
الفصول أغلبيتهم مدفوعة و أنا أنتظر أن تتاح مجانا لكي أترجم و أنشر هنا، من عنده الفصول مدفوعة أو يود أن يوفرهم لأكمل الترجمة لأن عدد الفصول يفوق 100، يتواصل معي. 💗🙂
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات