⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لم يكن بافيل يومًا يأخذ دراسته على محمل الجد.
كان يجد صعوبة خاصة في الجلوس لفترات طويلة أمام المكتب. ورغم أنه كان ينجز ما يظنه ضروريًا، إلا أنه كان من الصعب عليه التركيز على المهام التي لا يفهم الغرض منها.
وكان من الصعب إقناع فتى في الثالثة عشرة من عمره بتعلّم الشعر الكلاسيكي أو الفلسفة أو الرياضيات.
لم يكن الوقت مناسبًا لإخباره بضرورة دراسة مجموعة واسعة من المواضيع لأنه سيصبح يومًا ما دوق رياغان، أو لأن هذه المعرفة ستزيد من بصيرته.
كان بافيل يفضل التهرب من الأمر بجملة التقطها من مكان ما:
“على الابنين الثاني والثالث من العائلة الإمبراطورية أن يظلا بجهل مناسب وعدم كفاءة مناسبة.”
وقد كاد أن يتلقى صفعة من والدته على هذا الرد.
وعندما سألته إيلويز، “إذن، هل ستعيش حياتك في جهل؟” ركّز على دراسته لبعض الوقت بدهشة، لكن ذلك لم يدم طويلًا أيضًا.
لكن مؤخرًا، كلما رأى غراهام أخاه بافيل، كان يجده جالسًا أمام المكتب ينجز واجباته المنزلية. في البداية، ظن أن الأمر مجرد مرحلة عابرة. لكن بعد أسبوع من المثابرة، لم يستطع غراهام إخفاء دهشته، واضطر لمقاطعته.
“هاي، تريد الذهاب لركوب الخيل؟”
حين كانا أصغر سنًا، كانا يتبارزان بالسيوف ويتزلجان على السلالم للعب، لكن الآن، في السابعة عشرة من عمره، شعر غراهام أن اللعب مع طفل في الثالثة عشرة تصرّف طفولي. رغم ذلك، إن كان هذا سيلهيه عن الدراسة، فهو مستعد لتخصيص الوقت.
رفع بافيل رأسه فورًا عند الاقتراح.
“ركوب الخيل؟”
“نعم، حتى بحيرة لينوس. لم يُسمح لك بالذهاب هناك وحدك، صحيح؟”
“آه…”
كان العرض مغريًا بما يكفي ليجعل بافيل يتردد.
“لكن يجب أن أنهي كل هذا اليوم.”
“منذ متى تنهي واجباتك مبكرًا؟ فقط أنجز نصفها.”
“لقد طلبت واجبات إضافية!”
“طلبت؟ لماذا؟”
اتسعت عينا غراهام بدهشة. غطّى بافيل وجهه بيديه، وقد بدأ يندم.
“بسبب تيا… إنها… كلما علّمتها شيئًا، تسأل أسئلة غريبة جدًا.”
وعندما سأل المعلّم، كان الرد ببساطة أن هذا المحتوى لا يُغطّى عادةً في مستوى الأمير.
ولم يشعر بافيل بالإهانة، بل أخذ الأمر بإيجابية، وعقد العزم على أن يدرس بجد أكثر.
رغم جدية بافيل، لم يكن غراهام مهتمًا.
الفتاة الصغيرة خطيبة سيدريك. لم يشعر تجاهها بأي مودة. في الواقع، كان يكنّ لها شيئًا أشبه بالاشمئزاز.
لقد سمع قصصًا عن تعرّضها للإساءة من والدتها. كانت، بطريقة ما، ضحية لعدوة، وكان يفهم أنها فتاة مثيرة للشفقة.
ومع ذلك، ومن منظور مراهق حساس، كان من الصعب عليه تقبّل فكرة أنها ابنة عشيقة والده.
كان غراهام يشعر بخيانة عميقة من سيدريك، ومؤخرًا، تجنّب حتى النظر إلى وجهها.
والآن، شقيقه الأصغر يتصرّف بهذه الطريقة…
ربما تقرّبا أثناء الأشهر القليلة التي أمضياها معًا في إيفرون، لكن الآن، بسببها، بات مضطرًا للدراسة، وهو ما كان يكرهه دائمًا.
“حسنًا، ادرس إذن. أنا سأذهب لأستمتع.”
“آه…”
كاد بافيل يصرخ من الإحباط.
“إذا درست بجد، ستكون أمنا سعيدة.”
قالها غراهام بنبرة مرحة، قبل أن يغادر بخطى خفيفة.
في النهاية، استسلم بافيل. وقف بسرعة، ورمى غطاء قلمه على المكتب، وركض خلف غراهام.
ضحك غراهام وربّت على رأسه.
بعد الغداء، ركبت أرتيزيا وليسيا العربة وغادرتا مقر دوق إيفرون.
فاليوم، كانتا في طريقهما إلى فيلا ماركيزية كامليا، بدعوة من سكايلا.
“هناك فيلا قرب الغابة. يمكنك مشاهدة الكثير من الطيور هناك، لذا نذهب كثيرًا لزيارتها.”
قالت سكايلا وهي تهز كتفيها بفخر، ولم تستطع أرتيزيا وليسيا إخفاء انبهارهما. ثم، بإيماءة كريمة، دعتهم للقدوم معها.
كانت خطتهن مشاهدة النجوم من خلال تلسكوب سكايلا، وفي صباح اليوم التالي، الاستيقاظ باكرًا لمراقبة الطيور.
عندما علم سيدريك أنهن سيقضين الليل في فيلا ماركيزية كامليا، بدا عليه بعض الانزعاج، لكنه لم يعارض.
“أنا متحمسة جدًا!”
قالت ليسيا بابتسامة مشرقة، وهزّت أرتيزيا رأسها، وإن بدا عليها بعض التوتر.
فهذا سيكون أول مرة تزور فيها منزل صديقة. كانت قد زارت القصر عدة مرات لرؤية بافيل، لكن القصر يظل القصر، وليس منزل صديقة.
وكان سيدريك يرافقها دائمًا في تلك الزيارات.
اليوم، ارتدت فستانًا رماديًا بسيطًا بلا أي زينة. كانت ماري قد سألتها بدهشة،
“ألن ترتدي فستانًا مزركشًا؟”
لكن أرتيزيا امتنعت، لأنها كانت تخشى أن تجدها سكايلا طفولية.
“هذا أجمل.”
كانت قلقة من أن تقول لها سكايلا إنها لا ترغب باللعب مع طفلة.
أما ليسيا، فلم تكترث، وارتدت تنورة زرقاء بشريط كبير حول خصرها.
كانت العربة تشق طريقها بهدوء وسط الشوارع المزدحمة. كانت أرتيزيا تضغط وجهها على النافذة، تتأمل المتاجر والناس المارين، حين توقفت العربة فجأة، مما جعلها تندفع للأمام.
“كيّاك!”
“هل أنت بخير، آنستي؟”
كادت أرتيزيا أن تسقط من مقعدها، لكن ماري، التي كانت بجانبها، أمسكت بها بسرعة.
أما ليسيا، فقد تماسكت ولم تسقط.
توقفت العربة تمامًا. وبعد لحظات، طرق ألفونس، الحارس، مرتين وفتح باب العربة.
سألت ماري بقلق:
“هل هناك مشكلة؟”
“طفل ركض أمام العربة. لحسن الحظ لم نصدمه، لكن هناك بعض الضوضاء…”
كان يمكن سماع الفوضى من داخل العربة.
“أرجوكم، ساعدوني! النجدة!”
“كيف تجرؤ، أيها اللص! تعال إلى هنا!”
تلا صوت الفتاة الصغير صراخ رجل في منتصف العمر.
ارتجفت أرتيزيا. نظرت ماري بقلق إلى ألفونس، الذي بدا هو الآخر مرتبكًا، فلم يسبق له أن واجه موقفًا كهذا.
قال السائق شيئًا ما، ثم هدأت الأصوات قليلًا، لكنها عادت سريعًا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 46"